ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

هل ارتفاع البيتكوين مدفوع بالطلب الفوري أم بالرافعة المالية؟ جلاسنود تعلق




هل ارتفاع البيتكوين مدفوع بالطلب الفوري أم بالرافعة المالية؟ جلاسنود تعلق

هل ارتفاع ال مدفوع بالطلب الفوري أم بالرافعة المالية؟ جلاسنود تعلق

خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، شهد سعر البيتكوين (BTC) تسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق (ATHs) مرارًا وتكرارًا، حيث وصل في أحدث قفزة إلى ما يقرب من 119,000 . في حين أنه من الواضح أن الطلب المؤسسي وتحركات الحيتان تلعب دورًا كبيرًا في دفع هذا الارتفاع الصاروخي، فقد حدد المحللون فئة أخرى من المستثمرين الذين ساهموا بقوة في هذه الطفرة الأخيرة.

يعتبر الوصول إلى أعلى مستوى على الإطلاق إنجازًا مهمًا لأي أصل، خاصة البيتكوين الذي شهد تقلبات هائلة عبر تاريخه. كل قمة جديدة تمثل منطقة سعرية لم يتم اختبارها من قبل، مما يجعل الدوافع الكامنة وراء هذه المستويات أمرًا بالغ الأهمية لفهم استدامة الارتفاع. تقليديًا، يُنظر إلى الطلب القوي من المؤسسات الكبيرة وصناديق ال، بالإضافة إلى تحركات “الحيتان” (المحافظ الكبيرة جدًا)، على أنها علامات إيجابية تشير إلى دخول أموال جديدة ذات ثقل إلى السوق، مما يوفر أساسًا متينًا للارتفاع.

ومع ذلك، وفقًا لتغريدة صادرة عن شركة تحليلات السوق المتخصصة، جلاسنود (Glassnode)، يبدو أن الطلب من المتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية يلعب دورًا أكبر في هذا الارتفاع الأخير مقارنة بالمستثمرين الذين يتداولون في السوق الفورية. هذا الكشف يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى فهم ديناميكيات السوق الحالية ويثير تساؤلات حول طبيعة هذا الارتفاع وقوته الهيكلية.

الطلب من الرافعة المالية يدفع ارتفاع البيتكوين

كشفت جلاسنود أن مؤشر حجم التداول التراكمي الفوري للبيتكوين (Spot Cumulative Volume Delta – CVD) كان في تراجع لأسابيع. مؤشر CVD هو أداة تحليلية قوية تساعد في فهم معنويات المستثمرين من خلال الإشارة إلى ما إذا كان المشترون أو البائعون العدوانيون هم الذين يسيطرون على السوق في فترة زمنية معينة. يقيس هذا المؤشر صافي حجم التداول الناتج عن “أوامر السوق” العدوانية، والتي يتم تنفيذها فورًا بالسعر الحالي، على عكس “أوامر الحد” التي تنتظر سعرًا معينًا. عندما يرتفع مؤشر CVD، فهذا يعني أن المشترين العدوانيين (ممن يستخدمون أوامر الشراء بالسوق) هم المسيطرون، وعندما ينخفض، فهذا يشير إلى سيطرة البائعين العدوانيين.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، سجل مؤشر CVD الفوري للبيتكوين ارتفاعات نادرة في جانب الشراء، وكان آخرها في 9 يوليو. هذه الارتفاعات كانت قصيرة الأجل ولم تعكس اتجاهًا تصاعديًا مستمرًا في الطلب الفوري العدواني. على النقيض من ذلك تمامًا، كان مؤشر CVD للعقود الآجلة أكثر تفاعلاً ونشاطًا. سجل سوق العقود الآجلة ارتفاعات متكررة وقوية في جانب الشراء، مما يشير بوضوح إلى أن المتداولين في هذا السوق كانوا يشترون البيتكوين بقوة وعدوانية.

منذ أن لامس سعر البيتكوين مستوى 112,000 دولار، لاحظت جلاسنود وجود نمط واضح: متداولو السوق الفورية كانوا يميلون إلى البيع أو عدم الشراء بقوة، في حين كان المستثمرون في العقود الآجلة هم من يقودون عمليات الشراء. هذا التباين اللافت بين سلوك المتداولين في السوق الفوري وسوق العقود الآجلة هو نقطة محورية في تحليل جلاسنود.

إضافة إلى ذلك، ظلت معدلات ال (Funding Rates) في السوق الفورية منخفضة، بل أصبحت سلبية في بعض الأحيان. معدلات التمويل هي دفعات دورية بين متداولي العقود الآجلة الدائمة (perpetual futures) لضمان تتبع سعر العقد للسعر الفوري للأصل الأساسي. في سوق صاعد وصحي، تكون معدلات التمويل إيجابية عادةً، حيث يدفع المشترون (المراكز الطويلة) للبائعين (المراكز القصيرة). المعدلات المنخفضة أو السلبية تشير إلى أن هناك طلبًا ضعيفًا نسبيًا على المراكز الطويلة في السوق الفورية، أو حتى أن البائعين هم من يدفعون للمشترين في سوق العقود الآجلة، وهي إشارة غير معتادة في خضم ارتفاع قوي للسعر.

نتيجة لهذه الديناميكيات، خلصت جلاسنود إلى أن ارتفاع البيتكوين الحالي يتغذى بشكل أكبر على الرافعة المالية والطلب من سوق العقود الآجلة مقارنة بالطلب من السوق الفورية. المتداولون في العقود الآجلة كانوا يشترون بكميات أكبر وبشكل أكثر عدوانية، ولكن السوق لم يشهد تأكيدًا يذكر من المستثمرين في السوق الفورية. هذا النقص في التأكيد الفوري هو ما يثير القلق. تشير جلاسنود إلى أن معدلات التمويل المنخفضة هي علامة على أن المراكز ليست “مزدحمة” بعد، أي أن السوق لم يصل إلى حالة النشوة التي يتكدس فيها عدد كبير جدًا من المتداولين في نفس الاتجاه. ولكن في المقابل، هذا الوضع يمثل “هيكلًا هشًا هيكليًا” (structurally fragile setup). لماذا هو هش؟ لأن الارتفاع الذي يعتمد بشكل أساسي على الرافعة المالية يكون أكثر عرضة للانعكاسات السريعة والعميقة في حال حدوث تصفية كبيرة للمراكز المفتوحة (liquidations)، خاصة إذا لم يكن هناك طلب فوري قوي لامتصاص ضغط البيع المحتمل. لا يمكن لهذا الهيكل أن يتحسن ويصبح أكثر استدامة إلا إذا عاد الاهتمام القوي من المستثمرين في السوق الفورية وبدأوا في الشراء بقوة.

لا توجد علامات على ارتفاع درجة الحرارة بعد

على الرغم من أن تحليل جلاسنود يشير إلى عدم وجود دعم هيكلي قوي وقائم على الطلب الفوري يدعم هذا الارتفاع الحالي، إلا أن السوق لا يظهر حتى الآن أي علامات واضحة على “ارتفاع درجة الحرارة” أو “الحمى” (overheating). ارتفاع درجة الحرارة في السوق يشير عادةً إلى مرحلة يكون فيها الارتفاع سريعًا وغير مستدام، مصحوبًا بمؤشرات فنية وسلسلة كتل تصل إلى مستويات قصوى تدل على الجشع المفرط، التكدس المفرط للمراكز، أو اقتراب دورة السوق من نهايتها. حقيقة أن السوق لا يظهر هذه العلامات تعني أن هناك مجالًا محتملاً للمزيد من النمو والصعود.

يبدو السوق مستقرًا نسبيًا من حيث المؤشرات الهيكلية الرئيسية. هناك العديد من المقاييس الهامة التي تستخدمها جلاسنود والمحللون الآخرون لتقييم صحة السوق وسلوك المستثمرين. من بين هذه المؤشرات التي تشير إلى أن السوق ليس محمومًا بعد:

  • مخرجات المعاملات غير المنفقة (Unspent Transaction Output – UTXO): يمكن تحليل توزيع UTXO حسب العمر لفهم سلوك حاملي البيتكوين. إذا كانت كميات كبيرة من UTXO القديمة (التي يملكها مستثمرون على المدى الطويل) تتحرك وتُنفق، فقد يشير ذلك إلى بيع من قبل هؤلاء المستثمرين. عدم وجود حركة كبيرة في UTXO القديمة يشير إلى أن المستثمرين على المدى الطويل يحتفظون بأصولهم، مما يدل على الثقة وعدم الرغبة في البيع في هذه المستويات.
  • نسبة الربح للمخرجات المنفقة قصيرة الأجل (Short-term holder Spent Output Profit Ratio – SOPR): يقيس هذا المؤشر متوسط الربح أو الخسارة التي يحققها حاملو البيتكوين على المدى القصير (ممن يمتلكون البيتكوين لمدة أقل من 155 يومًا) عند بيع أصولهم. قيمة SOPR أعلى من 1 تشير إلى أن حاملي المدى القصير يبيعون بربح، وقيمة أقل من 1 تشير إلى أنهم يبيعون بخسارة. مستويات SOPR المرتفعة جدًا يمكن أن تشير إلى ذروة في الجشع والربح. المستويات الحالية لهذا المؤشر لا تشير إلى بيع واسع النطاق ومربح للغاية من قبل المتداولين على المدى القصير.
  • القيمة السوقية إلى القيمة المحققة (Market Value to Realized Value – MVRV): يقارن هذا المؤشر القيمة السوقية الحالية للبيتكوين (سعر السوق مضروبًا في العرض المتداول) بالقيمة المحققة (مجموع أسعار جميع العملات عند آخر مرة تحركت فيها). يمكن أن يساعد MVRV في تحديد ما إذا كان سعر البيتكوين مرتفعًا جدًا أو منخفضًا جدًا بالنسبة لقيمته “الحقيقية” أو “العادلة”. مستويات MVRV المرتفعة جدًا تاريخيًا كانت تشير إلى قمم السوق. مستوياته الحالية لا تشير إلى أن السوق في منطقة ذروة تقييم مبالغ فيها.
  • مؤشر موقع المعدّن (Miner Position Index – MPI): يقيس هذا المؤشر نسبة تدفق العملات الخارجة من محافظ المعدّنين إلى متوسطها المتحرك السنوي. ارتفاع MPI يشير إلى أن المعدّنين يبيعون أكثر من المعتاد، مما قد يمثل ضغطًا بيعيًا. انخفاض MPI يشير إلى أن المعدّنين يحتفظون بعملاتهم. المستويات الحالية للمؤشر لا تشير إلى بيع كبير من قبل المعدّنين.

كل هذه المؤشرات الرئيسية تشير إلى أن نشاط جانب البيع من قبل الفئات الرئيسية من حاملي ومشاركي السوق (حاملي المدى الطويل، المتداولين على المدى القصير، المعدّنين) لا يزال مكتومًا وضعيفًا. هذا يعني أن المستثمرين، على الرغم من الارتفاع الكبير في السعر، لا يزالون متفائلين بحذر وليسوا في عجلة من أمرهم للتخلص من أصولهم وجني الأرباح بشكل جماعي. هذا السلوك هو ما يمنع السوق من “ارتفاع درجة الحرارة” ويوفر بعض الدعم للسعر حتى لو كان الطلب الفوري أقل من الطلب الآجل.

بينما يترقب السوق الخطوة التالية للبيتكوين وما إذا كان الارتفاع الحالي سيستمر ويتلقى دعمًا أقوى، هناك زيادة ملحوظة في “الفائدة المفتوحة” (Open Interest) في أسواق المشتقات. الفائدة المفتوحة هي القيمة الإجمالية لعقود المشتقات غير المغلقة. تشير الزيادة في الفائدة المفتوحة إلى دخول أموال جديدة إلى سوق المشتقات (العقود الآجلة والخيارات). الأهم من ذلك، أن هذه الزيادة مصحوبة بسيادة واضحة للمراكز الطويلة (الشراء) على المراكز القصيرة (البيع). يأتي هذا الاتجاه بعد موجة كبيرة من عمليات التصفية للمراكز القصيرة التي شهدتها السوق مؤخرًا، حيث بلغت التصفية الإجمالية ما يقرب من مليار دولار. تصفية المراكز القصيرة تحدث عندما يرتفع السعر بسرعة ويصل إلى مستوى يجعل المراكز القصيرة ذات الرافعة المالية تخسر جزءًا كبيرًا من قيمتها، مما يدفع المنصات إلى إغلاقها قسراً بشراء البيتكوين في السوق، وهذا بدوره يغذي المزيد من الارتفاع في حلقة مفرغة.

سيطرة المراكز الطويلة في سوق المشتقات وزيادة الفائدة المفتوحة يمكن أن تكون سيفًا ذا حدين. من ناحية، هي علامة على التفاؤل ورغبة المتداولين في المراهنة على استمرار الارتفاع. من ناحية أخرى، فإن التركيز الكبير للمراكز الطويلة ذات الرافعة المالية يجعل السوق عرضة للتصحيحات الحادة والسريعة إذا حدث أي تراجع في السعر، حيث يمكن لموجة من تصفية المراكز الطويلة أن تتسبب في هبوط سريع للسعر.

في الختام، يقدم تحليل جلاسنود رؤية دقيقة ودقيقة لدوافع الارتفاع الحالي للبيتكوين. على الرغم من الأرقام القياسية الجديدة التي يتم تسجيلها، فإن الاعتماد المفرط على الطلب من الرافعة المالية في سوق العقود الآجلة، وعدم وجود تأكيد قوي من الطلب الفوري، يشكلان نقطة ضعف محتملة. يشير هيكل السوق الحالي، كما تصفه جلاسنود، إلى حالة من “الهشاشة الهيكلية” التي تحتاج إلى تدفق نقدي فوري أقوى لتصبح أكثر استدامة. ومع ذلك، فإن غياب علامات ارتفاع درجة الحرارة في المؤشرات الرئيسية الأخرى يوفر بارقة أمل ويشير إلى أن السوق لم يصل بعد إلى ذروته التقليدية، وأن هناك مجالًا محتملاً لمزيد من الصعود، شريطة أن يعود المستثمرون في السوق الفورية بقوة لدعم الارتفاع.

يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الطلب الفوري سيلحق بالركب لدعم الارتفاع الذي قادته الرافعة المالية، أم أن هذا الارتفاع سيظل عرضة للتصحيحات الحادة المدفوعة بتصفية المراكز. مراقبة تدفقات السوق الفورية وسلوك حاملي المدى الطويل في الأسابيع القادمة ستكون حاسمة لتحديد مسار البيتكوين المستقبلي.

“`

مواضيع مشابهة