ektsadna.com
بيتكوين

ارتفاع تاريخي للبيتكوين والإيثيريوم: هل تقود السياسة الخارجية سوق العملات المشفرة؟

ارتفاع تاريخي لل والإيثيريوم: هل تقود السياسة الخارجية المشفرة؟

شهدت أسواق العملات المشفرة موجة صعود قوية مؤخرًا، حيث ارتفعت قيمتا البيتكوين والإيثيريوم بشكل ملحوظ عقب تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد عقد اجتماع مع الزعيم الصيني خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في 31 أكتوبر. هذه الأنباء، التي بدأت تتسرب إلى الأسواق، ألقت بظلالها الإيجابية على المتداولين والمستثمرين، وأعادت الزخم إلى سوق كان قد شهد بعض التراجعات في الأيام الماضية. تشير التقارير إلى أن سعر البيتكوين قفز بنحو 4%، بينما حقق الإيثيريوم مكاسب تقارب 5%، متداولًا حول مستوى 4,030 ًا. هذا الارتفاع السريع لم يقتصر على العملات الرئيسية فحسب، بل امتد ليشمل السوق بأكمله، مضيفًا ما يقرب من 100 مليار دولار إلى قيمته الإجمالية في غضون فترة زمنية قصيرة، وفقًا لما رصده محللو السوق ومتابعوه عن كثب.

إن فهم العوامل التي تدفع مثل هذه التحركات الكبيرة في سوق العملات المشفرة يتطلب نظرة شاملة للعديد من الجوانب، بدءًا من التطورات الجيوسياسية وصولًا إلى التحركات الكبرى التي يقوم بها كبار المستثمرين، والمعروفين بـ “الحيتان”. يبدو أن العلاقة المعقدة بين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا تتجلى بوضوح في ديناميكيات أسعار البيتكوين والإيثيريوم الأخيرة. ففي الوقت الذي يتزايد فيه اعتماد العملات المشفرة وتوسع قاعدة مستخدميها، تصبح هذه الأصول أكثر حساسية للأخبار العالمية والتحولات السياسية، مما يؤكد على أهمية البقاء على اطلاع دائم بهذه التطورات.

صعود البيتكوين والإيثيريوم بفضل السياسة الخارجية

تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اجتماع قمة APEC كدفعة قوية لأسواق العملات المشفرة، التي تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالاستقرار الاقتصادي والسياسي العالمي. فبعد فترة من التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والتي كان لها تأثيرها على الأسواق المالية التقليدية والرقمية على حد سواء، جاءت إشارات التهدئة لتضفي طابعًا إيجابيًا. وفقًا للتقارير، ساهمت تعليقات ترامب، التي أشار فيها إلى أن “كل شيء سيكون على ما يرام” عندما تحدث عن الاقتصاد الصيني، في تهدئة الأسواق. لقد تغيرت النبرة تجاه بكين بشكل ملحوظ بعد أسبوع كان قد أعلن فيه عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية. هذا التهديد بالتعريفة الجمركية كان قد أثار موجة بيع كبيرة في أسواق الأسهم والعملات المشفرة قبل أيام قليلة. ولذا، تفاعل اللاعبون في السوق بسرعة مع أحدث إشارات التهدئة، معتبرين الاجتماع الوشيك فرصة لخفض التوترات التجارية والسياسية.

هذا النوع من ردود الفعل يبرهن على أن العملات المشفرة، على الرغم من طبيعتها الة، لا تعمل بمعزل عن العالم الحقيقي. بل على العكس، تتفاعل بقوة مع المؤشرات الاقتصادية والسياسية الكبرى، مما يجعلها أصولًا حساسة للتغيرات في المزاج العام للمستثمرين وفي ال المستقبلية للاقتصاد العالمي. إن العلاقة المباشرة بين السياسة وأسعار العملات المشفرة تزداد وضوحًا مع كل حدث عالمي جديد، مما يدفع المستثمرين إلى مراقبة الأخبار السياسية بقدر مراقبتهم للات الفنية والاقتصادية.

تحركات الحيتان الداخلية ومراكز التداول المختلطة

في خضم هذا الصعود، كشفت التقارير عن تحركات مثيرة للاهتمام من قبل “حوت تداول” داخلي، والذي فتح مراكز شراء بقيمة 255 مليون دولار عبر البيتكوين والإيثيريوم. وفي الوقت نفسه، قام نفس المتداول بفتح مركز بيع (شورت) بقيمة 76 مليون دولار على البيتكوين برافعة مالية 10 أضعاف. تبدو هذه التحركات وكأنها رهان على التقلبات السعرية بدلاً من رهان اتجاهي واحد. يلاحظ المراقبون أن هذا المتداول لديه تاريخ من الصفقات الكبيرة والموقوتة جيدًا، بما في ذلك مركز بيع سابق بقيمة 730 مليون دولار أتى بثماره. لا توجد هوية عامة واضحة لهذا الحوت، ويتم فحص دوافعه من قبل المحللين.

تضيف هذه التحركات طبقة من التعقيد إلى تحليل السوق. فبينما تشير مراكز الشراء الضخمة إلى توقعات إيجابية، فإن مركز البيع الكبير يشير إلى أن الحوت قد يكون يتحوط ضد تقلبات محتملة أو أنه يتوقع تصحيحًا قصير الأجل بعد الارتفاع. هذا السلوك يعكس الطبيعة المتقلبة لأسواق العملات المشفرة، حيث يمكن للمتداولين الكبار التأثير بشكل كبير على الأسعار. إن متابعة تحركات هؤلاء الحيتان غالبًا ما يوفر نظرة ثاقبة حول الاتجاهات المحتملة للسوق، على الرغم من أن دوافعهم قد لا تكون واضحة دائمًا.

النشاط على السلسلة والتحركات المؤسسية

بالإضافة إلى التحركات السياسية وتحركات الحيتان، تُظهر البيانات على السلسلة وسجلات التداول نشاطًا واسع النطاق في أسواق التداول الفوري. فقد أفادت التقارير أن شركة BitMine استحوذت على ما يقرب من 1.5 مليار دولار من الإيثير، وهي خطوة يرى فيها المشاركون في السوق ًا على الثقة في آفاق الإيثيريوم على المدى الطويل. هذا ال الضخم من قبل مؤسسة يعد إشارة قوية للمستثمرين الآخرين بأن الإيثيريوم لا يزال يمثل أصلًا جذابًا وواعدًا في المستقبل، خاصة مع التطورات المستمرة في نظامها البيئي واعتمادها المتزايد في التطبيقات اللامركزية.

في سياق متصل، أضافت السلفادور بهدوء ثماني عملات بيتكوين إلى احتياطياتها، ليصل إجمالي حيازاتها إلى 6,355.18 بيتكوين. تعكس هذه الخطوة التزام السلفادور المستمر بتبني البيتكوين كعملة قانونية وكجزء من استراتيجيتها الاقتصادية. على الرغم من أن هذا الرقم قد يبدو صغيرًا مقارنة بالاستثمارات المؤسسية الضخمة، إلا أنه يمثل إضافة ثابتة ومستمرة لاحتياطيات الدولة، مما يرسخ مكانة البيتكوين كأصل احتياطي.

علاوة على ذلك، سجلت المركزية الكبرى صافي تدفقات خارجة بلغ حوالي 21,000 بيتكوين خلال الأسبوع الماضي. تم ذكر Coinbase Pro و Binance من بين المنصات التي شهدت أكبر عمليات سحب، حيث تم نقل حوالي 15,000 بيتكوين و 12,000 بيتكوين خارج المنصات على التوالي. يفسر المتداولون هذه التدفقات بطرق مختلفة: يرى البعض أنها عملية تراكم في محافظ خاصة، بينما يرى آخرون أنها إعادة تموضع للأموال من قبل كبار المتداولين. تشير التدفقات الخارجة الكبيرة عادةً إلى أن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بعملاتهم في محافظ باردة (cold wallets) لغرض التخزين طويل الأجل بدلاً من تركها في المنصات، مما قد يكون مؤشرًا على الثقة في ارتفاع الأسعار مستقبلاً أو للابتعاد عن المخاطر المرتبطة بالاحتفاظ بالأصول في المنصات المركزية.

قراءة تدفقات السوق وتوقعات التقلبات

تشير التقارير إلى أن السوق يتفاعل مع كل من الإشارات السياسية والتعديلات في مراكز التداول التي يقوم بها كبار اللاعبين. إذا استمرت الخطابات بين الولايات المتحدة والصين في إظهار إشارات ودية، فقد تدفع الأسعار للارتفاع وتختبر أعلى مستوياتها الشهرية مرة أخرى. هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على مدى استمرارية التفاؤل الناتج عن اجتماع قمة APEC وأي اتفاقيات محتملة يمكن أن تخرج منه. إن أي تحسن في العلاقات الدولية بين القوتين الاقتصاديتين العظميين يمكن أن يكون له تأثير مضاعف على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسواق العملات المشفرة.

ولكن وجود مركز بيع كبير إلى جانب مراكز شراء ضخمة يشير إلى أن التقلبات ستظل قائمة. فالتوازن الدقيق بين الرغبة في المخاطرة والتحوط ضدها يخلق بيئة سوقية غير مستقرة ولكنها غنية بالفرص. في الوقت الحاضر، يتم مراقبة نقاط البيانات عن كثب، ويقوم المتداولون بتحقيق توازن بين المراكز المتقدمة والتحوط. هذا يعكس استراتيجية معقدة حيث يحاول المستثمرون الاستفادة من الارتفاعات المحتملة مع حماية رؤوس أموالهم من الانتكاسات غير المتوقعة. إن التقلبات المتوقعة تتطلب من المستثمرين أن يكونوا حذرين وأن يديروا مخاطرهم بفعالية. وقد نشهد تحركات سعرية حادة في كلا الاتجاهين مع استمرار تطور الأخبار والتحركات الكبيرة في السوق.

في الختام، يُظهر المشهد الحالي لسوق العملات المشفرة تفاعلًا معقدًا بين السياسة العالمية، وتحركات المستثمرين الكبار، والنشاط الأساسي على السلسلة. إن الارتفاع الأخير في أسعار البيتكوين والإيثيريوم يمكن أن يُعزى إلى التفاؤل الجيوسياسي، ولكن يجب على المستثمرين أن يظلوا يقظين نظرًا لوجود مراكز تداول مختلطة تشير إلى تقلبات مستمرة. إن مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تحليلات السوق الداخلية، ستكون حاسمة للمتداولين والمستثمرين على حد سواء لتحديد الاتجاهات المستقبلية واتخاذ قرارات مستنيرة في هذا السوق الديناميكي والمتغير باستمرار. كن دائمًا على اطلاع، وادرس تحركات السوق بعناية لتعظيم فرصك وتقليل المخاطر.

الصورة المميزة من Gemini، الرسم البياني من TradingView

مواضيع مشابهة