كاردون كابيتال تعزز حيازاتها من البيتكوين: 500 BTC في أسبوعين مع تراجع السوق
في تحرك جريء يؤكد على استراتيجية استثمارية فريدة، أعلنت شركة “كاردون كابيتال” الاستثمارية، التي يرأسها المستثمر الشهير جرانت كاردون، عن إضافة 200 بيتكوين جديدة إلى محفظتها خلال التراجعات الأخيرة التي شهدها سوق العملات المشفرة. يأتي هذا الشراء كاستمرارية لصفقة سابقة تمت قبل أسبوع واحد فقط، حيث استحوذت الشركة على 300 بيتكوين أخرى. وبهذا، يصل إجمالي ما اشترته “كاردون كابيتال” من البيتكوين إلى 500 بيتكوين في غضون أسبوعين فقط، وهو ما يعكس ثقة كبيرة في مستقبل العملة الرقمية الرائدة، حتى مع تداولها بالقرب من مستوى 107,000 دولار ومخاوف السوق المتزايدة.
تُظهر هذه التحركات أن كاردون لا يكتفي بالمراقبة خلال فترات التقلب، بل يستغلها كفرص استثمارية ذهبية. تُعد استراتيجية كاردون بمثابة نهج هجين يجمع بين قوة الأصول التقليدية واستقرارها مع إمكانات النمو الهائلة التي تقدمها الأصول الرقمية. هذا المزيج ليس مجرد تنويع، بل هو فلسفة استثمارية تهدف إلى بناء ثروة طويلة الأجل وحماية رأس المال من التضخم.
كاردون يتحدى مخاوف السوق ويوسع ممتلكاته
لقد أظهر جرانت كاردون، المعروف بتصريحاته الجريئة ورؤيته الاستثمارية الطموحة، مستوى استثنائيًا من الثقة خلال فترة شهد فيها السوق تراجعًا حادًا. فبينما انخفضت أسعار البيتكوين وهوى “مؤشر الخوف والجشع” إلى مستوى 28/100، الذي يشير إلى حالة “الخوف الشديد” بين المستثمرين، اتخذ كاردون القرار بزيادة حيازاته. تُضاف عملية الشراء الأخيرة البالغة 200 بيتكوين إلى الـ 300 بيتكوين التي تم الاستحواذ عليها الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي المشتريات إلى نصف مليون بيتكوين خلال فترة زمنية قصيرة جدًا. تُشكل هذه الخطوة دليلاً واضحًا على قناعة كاردون العميقة بقيمة البيتكوين على المدى الطويل، في وقت يفضل فيه العديد من المستثمرين تقليل تعرضهم للمخاطر بسبب تقلبات السوق العنيفة.
لقد شهدت أسعار البيتكوين تقلبات ملحوظة مؤخرًا، حيث كانت تتأرجح بين 110,000 و 112,000 دولار قبل أن تشهد تراجعًا نحو مستويات 107,000 دولار بعد تسجيلها أرقامًا قياسية تاريخية. وعلى الرغم من أن المؤشرات الفنية، مثل إشارة NVT المتقدمة (Network Value to Transactions Signal)، قد تشير إلى أن البيتكوين قد يكون مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية مقارنة بنشاط شبكته الأساسي، إلا أن الشعور العام في السوق لا يزال يميل إلى الحذر، مع ضعف واضح في قناعة الشراء لدى المتداولين. إلا أن كاردون، على النقيض تمامًا، يرى في هذه الفترات فرصًا لا تُعوض.
قرار كاردون الاستراتيجي بالشراء خلال فترات الهبوط يسلط الضوء على نهج معاكس تمامًا لظاهرة “البيع بدافع الذعر” التي يتبناها المستثمرون على المدى القصير. يتبنى كاردون فلسفة مفادها أن خلق الثروة الحقيقي يحدث عندما يتم اتخاذ خطوات جريئة في الأوقات التي يسيطر فيها الخوف على الأسواق. وقد أكد في إحدى مقابلاته قائلاً: “الادخار (بالعملات التقليدية) لا يحافظ على قيمته لأنه يتناقص باستمرار”. هذه الرؤية الجوهرية تُشكل الأساس الذي تبنى عليه استراتيجيته الفريدة لتحويل السيولة المتولدة من أصول عقارية مستقرة إلى أصول رقمية ذات إمكانات نمو هائلة.
استراتيجية كاردون الهجينة: دمج العقارات مع قوة البيتكوين
ما يميز نهج كاردون ليس فقط شراء البيتكوين، بل دمجه بشكل متكامل ضمن نموذج استثماري قائم بقوة على العقارات. تستخدم شركته، “كاردون كابيتال”، الدخل الناتج عن إيجارات العقارات التي تمتلكها لشراء البيتكوين بشكل تدريجي ومستمر. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق نمو طويل الأجل للأصول الرقمية مع توفير تدفق نقدي ثابت للمستثمرين من خلال العقارات. هذا يوفر للمستثمرين أفضل ما في العالمين: استقرار العقارات التقليدية وإمكانات النمو المتفجرة للبيتكوين.
يخطط كاردون لبدء استثمار 15% من رأس مال الصندوق في البيتكوين، مع هدف طموح لزيادة هذه النسبة تدريجياً لتصل إلى 50% بمرور الوقت. يُخصص الجزء المتبقي من رأس المال للعقارات ذات الدرجة المؤسسية، مما يضمن محفظة استثمارية متنوعة توفر كلاً من الاستقرار والسيولة. يشرح كاردون هذا المفهوم بطريقة مبسطة ومبتكرة قائلاً: “في الأساس، مستأجرونا هم من يشترون البيتكوين للمستثمرين في المبنى”. هذه الفكرة تُبرز كيف يمكن للأصول التقليدية أن تمول التعرض للأصول الرقمية بطريقة مستدامة.
تُمكن هذه المنهجية الفريدة المستثمرين من الحصول على تعرض للبيتكوين دون الحاجة إلى تحمل مخاطر التعرض الكامل لسوق العملات المشفرة المتقلب، وفي نفس الوقت تُسهم في بناء قيمة طويلة الأجل عبر فئتي الأصول. يُعد نموذج كاردون بمثابة جسر يربط بين عالم التمويل التقليدي والرقمي، مما يوفر للمستثمرين إمكانية الوصول إلى هذه الفرص دون الحاجة إلى خبرة تقنية متعمقة. الجدير بالذكر أن معظم عملاء كاردون لديهم خبرة قليلة أو معدومة في البيتكوين، لكنهم يحصلون على تعرض سلبي ومُدار جيدًا للعملة الرقمية من خلال استثماراتهم العقارية معه.
البيتكوين: نظرة كاردون إلى طريق الحرية المالية
لا يرى جرانت كاردون البيتكوين مجرد أصل استثماري آخر، بل يراه كحركة ثقافية ومالية شاملة نحو الاستقلال المالي والسيادة الفردية. إنه يعتقد بقوة أن التضخم المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي يُشكلان تهديدات حقيقية وطويلة الأجل لثروة الطبقة الوسطى. وفي سياق تحذيري، قال كاردون: “اللحظة التي تصبح فيها مرتاحًا، ربما تكون معرضًا لخطر فقدان كل شيء”. هذا يؤكد على أهمية البحث عن طرق بديلة لحفظ الثروة وتنميتها.
يُركز كاردون أيضًا على تبسيط عملية الوصول إلى البيتكوين وجعلها متاحة للمستثمرين العاديين الذين قد يتجنبون تعقيدات أنظمة العملات المشفرة. من خلال إقران البيتكوين بالاستثمارات في الممتلكات الملموسة والسهلة الفهم، يُدخل كاردون شرائح جديدة من المشاركين إلى الاقتصاد الرقمي الذي كان يُعتبر في السابق حكرًا على المتخصصين. وقد أشار إلى هذه الرؤية بقوله: “سأقوم بإدخال أشخاص إلى البيتكوين لا يعرفون أي شيء عن البيتكوين”.
يُجسد نهج كاردون تحولًا أوسع في المشهد المالي العالمي، حيث يسعى المزيد والمزيد من المستثمرين إلى إيجاد بدائل لأساليب الادخار التقليدية القائمة على العملات الورقية. وبينما يظل سوق العملات المشفرة الأوسع يكتنفه عدم اليقين والتقلبات، فإن استراتيجية كاردون المتسقة تُركز بوضوح على توليد الدخل من جهة وتقدير قيمة الأصول على المدى الطويل من جهة أخرى. هذا النهج ليس مجرد طريقة للاستثمار، بل هو رؤية لمستقبل مالي أكثر مرونة واستقلالًا.
