ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

اكتتاب Bullish بقيمة 4.2 مليار دولار: هل يشير إلى تحول في سياسات العملات المشفرة الأمريكية؟




اكتتاب Bullish بقيمة 4.2 مليار دولار: هل يشير إلى تحول في سياسات العملات المشفرة الأمريكية؟











اكتتاب Bullish بقيمة 4.2 مليار : هل يشير إلى تحول في سياسات العملات المشفرة الأمريكية؟

في خطوة تعكس ديناميكيات متغيرة في المشفرة، تستهدف تداول العملات المشفرة المؤسسية Bullish، المدعومة من الملياردير التقني الشهير بيتر ثيل، تقييمًا يصل إلى 4.23 مليار دولار في طرحها العام الأولي (IPO) بالولايات المتحدة. يأتي هذا الإعلان، وفقًا لإيداع تنظيمي قُدم في الرابع من أغسطس، ك على الثقة المتجددة في قطاع الأصول الرقمية، لا سيما بين الشركات التي تستهدف المستثمرين المؤسسيين.

تعتبر Bullish، التي تأسست بدعم كبير من Block.one، الشركة الأم لمنصة EOSIO، لاعبًا رئيسيًا يركز على توفير سيولة عميقة وأدوات تداول متقدمة للمؤسسات. تعكس هذه الخطوة الجريئة طموحاتها في ترسيخ مكانتها في السوق الأمريكية المتنامية، وسط بيئة تشريعية وسوقية تتطور باستمرار.

تفاصيل الاكتتاب العام والتقييم المستهدف

أفادت وكالة رويترز في نفس اليوم، أن Bullish تعتزم طرح 20.3 مليون سهم بسعر يتراوح بين 28 دولارًا و 31 دولارًا للسهم الواحد. يمكن أن يؤدي هذا الاكتتاب إلى جمع ما يصل إلى 629.3 مليون دولار، مما يوفر للشركة رأس مال كبير لدعم نموها وتوسعاتها المستقبلية. يُعد هذا المبلغ حاسمًا ل العمليات، وتطوير البنية التحتية التقنية، وال في الابتكارات الجديدة التي تضمن قدرتها التنافسية في سوق شديدة التقلب.

من الجدير بالذكر أن هذا الاكتتاب يأتي بخصم حاد عن التقييم الذي سعت إليه Bullish سابقًا في عام 2021، والذي بلغ 9 مليارات دولار، وذلك في صفقة اندماج فاشلة مع شركة استحواذ ذات غرض خاص (SPAC). تم إلغاء تلك الصفقة في عام 2022، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى حالة “عدم اليقين التنظيمي” التي كانت سائدة آنذاك. يعكس هذا التباين في التقييم التحديات التي واجهتها شركات العملات المشفرة في تأمين التمويل العام خلال الفترات التي اتسمت بالغموض التشريعي، كما يسلط الضوء على مرونة Bullish وقدرتها على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

هذا الفشل السابق لم يثنِ Bullish عن محاولتها لدخول الأسواق العامة، بل ربما يكون قد منحها دروسًا قيمة حول كيفية التنقل في المشهد التنظيمي المتطور. يشير التقييم الجديد، على الرغم من كونه أقل، إلى نهج أكثر واقعية وحذرًا، ولكنه لا يزال يعكس ثقة المستثمرين في نموذج أعمال الشركة وإمكانيات النمو على المدى الطويل.

البيئة السياسية الجديدة ودور قانون GENIUS

تأتي محاولة الاكتتاب هذه في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة بيئة سياسية “أكثر ودية” تجاه العملات المشفرة، لا سيما تحت إدارة . أبرز ما يميز هذه البيئة هو إقرار “قانون GENIUS” مؤخرًا، والذي يحدد أولى الإرشادات الفيدرالية للعملات المستقرة (stablecoins). يُنظر إلى هذا القانون على نطاق واسع على أنه خطوة إيجابية نحو توفير الوضوح التنظيمي الذي طال انتظاره، والذي بدوره قد ساعد في “إحياء الاهتمام” بالأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة.

يمثل قانون GENIUS نقطة تحول حاسمة، حيث يوفر إطارًا لتنظيم ، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالاستثمار فيها ويجعلها أكثر جاذبية للمؤسسات المالية الكبيرة. قبل هذا القانون، كان الغموض التنظيمي يمثل عائقًا كبيرًا أمام تبني العملات المشفرة على نطاق واسع، خاصةً من قبل اللاعبين المؤسسيين الذين يتطلبون مستويات عالية من اليقين القانوني. هذا الوضوح يمكن أن يفتح الباب أمام تدفقات رأسمالية جديدة إلى سوق الأصول الرقمية، معززًا بذلك الثقة في القطاع بأكمله.

تأثير هذا التحول يتجاوز العملات المستقرة نفسها ليشمل النظام البيئي الأوسع للعملات المشفرة. فمع وجود إرشادات واضحة، يمكن للشركات العاملة في هذا المجال أن تخطط بشكل أفضل لعملياتها، وتستثمر في الابتكار، وتجذب المزيد من المواهب. هذا يعزز الاستقرار ويقلل من التقلبات الناجمة عن التكهنات التنظيمية، مما يجعل الاستثمار في شركات مثل Bullish أكثر جاذبية.

استراتيجية Bullish: التركيز على العملات المستقرة المدعومة بالدولار

صرحت Bullish، التي يقودها الرئيس السابق لبورصة نيويورك توماس فارلي، في نشرة الاكتتاب الخاصة بها، أنها تخطط لتحويل جزء كبير من عائدات الاكتتاب إلى عملات مستقرة مدعومة بالدولار الأمريكي. سيتم ذلك بدعم من مُصدر واحد أو أكثر للرموز. تعكس هذه الخطوة اتجاهًا حديثًا بين شركات العملات المشفرة لترسيخ احتياطياتها في عملات رقمية منظمة وموثوقة.

يُعد هذا التحول الاستراتيجي ذو أهمية قصوى لعدة أسباب:

  • الاستقرار وتقليل المخاطر: العملات المستقرة المدعومة بالدولار الأمريكي توفر استقرارًا كبيرًا مقارنة بالعملات المشفرة المتقلبة الأخرى. هذا يقلل من التعرض لتقلبات السوق الكبيرة ويحمي رأس مال الشركة، خاصة بالنسبة للمبالغ الكبيرة التي يتم جمعها من الاكتتاب.
  • الامتثال التنظيمي: مع تزايد التدقيق التنظيمي، فإن الاحتفاظ بالاحتياطيات في عملات مستقرة منظمة ومعترف بها يقلل من المخاطر القانونية ويضمن الامتثال للمعايير المالية العالمية. هذا يبني الثقة لدى المستثمرين والهيئات التنظيمية على حد سواء.
  • السيولة والكفاءة: توفر العملات المستقرة سيولة عالية وسهولة في التحويل، مما يتيح لـ Bullish إدارة عملياتها المالية بكفاءة أكبر. يمكن استخدام هذه العملات لدعم عمليات التداول، وتسوية المعاملات، وتمويل المبادرات الجديدة بسرعة وفعالية.
  • جذب المستثمرين المؤسسيين: المؤسسات المالية التقليدية تفضل الأصول ذات المخاطر الأقل والوضوح التنظيمي. من خلال تبني هذه الاستراتيجية، تجعل Bullish نفسها أكثر جاذبية لهذه الفئة من المستثمرين، الذين يبحثون عن فرص استثمارية موثوقة في سوق العملات المشفرة.

تؤكد هذه الاستراتيجية على نضج Bullish كشركة، حيث تتجه نحو ممارسات مالية أكثر تحفظًا واستقرارًا، وهي ضرورية لشركة تسعى للتداول في الأسواق العامة.

الأداء المالي وال المستقبلية

على الرغم من التفاؤل المحيط بالاكتتاب، سجلت Bullish خسارة قدرها 349 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025. كانت هذه الخسارة مدفوعة إلى حد كبير بانخفاض “القيمة السوقية لممتلكاتها من العملات المشفرة”. هذا الأمر ليس غريبًا في سوق العملات المشفرة المتقلب، حيث يمكن أن تؤثر التقلبات الكبيرة في الأسعار بشكل مباشر على الأداء المالي للشركات التي تحتفظ بكميات كبيرة من الأصول الرقمية.

ومع ذلك، من المرجح أن يركز المستثمرون بشكل أكبر على “ربحية التداول الأساسية” للشركة و”كفاءتها التشغيلية”، بدلاً من الخسائر الناجمة عن تقلبات السوق. هذا يعني أن المستثمرين المحتملين سينظرون إلى:

  1. حجم التداول: هل تزيد Bullish من حجم التداول على منصتها، مما يؤدي إلى زيادة الإيرادات من الرسوم؟
  2. هامش الربح التشغيلي: ما مدى كفاءة الشركة في إدارة تكاليفها التشغيلية مقارنة بإيراداتها؟
  3. الابتكار والتوسع: هل تستثمر Bullish في تقنيات جديدة أو توسعات جغرافية من شأنها أن تزيد من حصتها في السوق وتدفع النمو المستقبلي؟
  4. نموذج الأعمال الأساسي: هل نموذج Bullish في خدمة المؤسسات قوي ومستدام بما يكفي لتوليد أرباح على المدى الطويل، بغض النظر عن تقلبات السوق القصيرة الأجل؟

إن القدرة على تحقيق الربحية التشغيلية المستدامة، حتى في ظل ظروف السوق الصعبة، هي مؤشر رئيسي على قوة الشركة وإدارتها الفعالة. هذه الخسارة الفصلية قد تكون مجرد عقبة مؤقتة في مسار نمو طويل الأجل، بشرط أن تتمكن Bullish من إظهار مسار واضح نحو الربحية الأساسية.

القائمون على الاكتتاب وإدراج الأسهم

يقود عملية الطرح العام الأولي تحالف قوي من البنوك الاستثمارية الكبرى، وهي J.P. Morgan، وJefferies، وCitigroup. وجود هذه الأسماء المالية المرموقة يضفي مصداقية وثقة على الاكتتاب، ويعكس الاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات المالية التقليدية بالفرص في قطاع العملات المشفرة. هذه البنوك لديها سجل حافل في إدارة الاكتتابات الكبيرة، وخبرتها ستكون حاسمة في ضمان نجاح طرح أسهم Bullish.

من المتوقع أن يتم تداول أسهم Bullish في بورصة نيويورك (NYSE) تحت الرمز “BLSH”. يُعد الإدراج في بورصة بحجم ومكانة بورصة نيويورك إنجازًا مهمًا لأي شركة، خاصة في قطاع العملات المشفرة. فهو يوفر للشركة وصولاً إلى قاعدة واسعة من المستثمرين، ويزيد من سيولة أسهمها، ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في السوق العالمية. كما أنه يبعث برسالة قوية حول شرعية ونضج قطاع الأصول الرقمية.

سياق السوق وتنافسية العملات المشفرة

يأتي إيداع Bullish بعد أيام قليلة من إعلان Coinbase، أكبر بورصة عملات مشفرة مدرجة علنًا، عن انخفاض في أرباح الربع الثاني بسبب تباطؤ نشاط التداول. يسلط هذا التباين الضوء على التحديات التي تواجهها شركات تداول العملات المشفرة في فترات انخفاض التقلبات أو “الأسواق الهادئة”. ومع ذلك، على الرغم من هذا التراجع في أرباح Coinbase، يبدو أن “معنويات المستثمرين الأوسع تتحول نحو الرهانات الهيكلية طويلة الأجل” في مجال الأصول الرقمية.

هذا التحول في معنويات المستثمرين يعني أنهم لم يعودوا يبحثون فقط عن المكاسب السريعة من التقلبات قصيرة الأجل، بل يتجهون نحو الاستثمار في الشركات التي تبني البنية التحتية الأساسية والحلول طويلة الأجل للعملات المشفرة. وهذا يشمل شركات مثل Bullish التي تركز على الجانب المؤسسي، وتطوير الأدوات التي تسهل تبني العملات المشفرة على نطاق واسع، والامتثال التنظيمي. إن هذا التوجه يشير إلى نضج أكبر في فهم السوق، حيث يدرك المستثمرون أن القيمة الحقيقية تكمن في الابتكار والبنية التحتية، وليس فقط في المضاربة.

العملات المشفرة ليست مجرد أداة للمضاربة، بل هي تقنية مالية ثورية لديها القدرة على إعادة تشكيل النظام المالي العالمي. الاهتمام المتزايد بالاستثمارات الهيكلية يعكس هذا الفهم العميق، ويشجع الشركات على التركيز على بناء أعمال مستدامة وذات قيمة مضافة حقيقية. Bullish، بتركيزها على المؤسسات والامتثال، تقع في صميم هذا التحول.

خاتمة

يمثل سعي Bullish نحو اكتتاب عام بقيمة 4.2 مليار دولار علامة فارقة في رحلة الأصول الرقمية نحو الاندماج في التمويل التقليدي. في ظل بيئة سياسية أكثر وضوحًا وتقبلًا للعملات المشفرة، خاصة مع إقرار قوانين مثل GENIUS Act، تبدو آفاق النجاح أكثر إشراقًا. على الرغم من التحديات المالية قصيرة الأجل، فإن التركيز الاستراتيجي لـ Bullish على العملات المستقرة والجاذبية المؤسسية، بالإضافة إلى دعم كبار البنوك، يضعها في موقع متميز للاستفادة من النمو المستقبلي للقطاع.

هذا الاكتتاب ليس مجرد فرصة لـ Bullish لتأمين التمويل، بل هو أيضًا مؤشر على الاتجاه الأوسع لسوق العملات المشفرة: الانتقال من سوق محفوف بالمخاطر والمضاربات إلى قطاع يتمتع بقدر أكبر من النضج، والوضوح التنظيمي، والجاذبية للمستثمرين المؤسسيين على المدى الطويل. إن نجاح Bullish يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من الشركات في هذا القطاع لاتباع نفس المسار، مما يعزز شرعية الأصول الرقمية في المشهد المالي العالمي.

مواضيع مشابهة