الفصل الأخير لبيتكوين: هذا ما يجب توقعه مع تذبذب BTC جانبيًا
شهدت عملة البيتكوين (BTC) قوة ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت قيمتها لتلامس حاجز الـ 123,000 دولار أمريكي، قبل أن تتراجع قليلاً نحو 117,000 دولار. قد يبدو هذا التذبذب الجانبي وكأن الأصل الرقمي قد وصل إلى نقطة مقاومة صعبة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية وصوله إلى ذروته أو قمة دائرته الحالية. ومع ذلك، يقدم المحلل المالي الشهير “Merlijn The Trader” رؤية مغايرة تمامًا ومطمئنة للكثيرين، مؤكداً أن مسيرة البيتكوين الصعودية لم تنتهِ بعد، وأن هناك المزيد من الارتفاعات المرتقبة في الأفق.
يشير المحلل إلى أن سعر البيتكوين لم يقدم “فصله الأخير” بعد، وهو الفصل الذي يجب أن يكتمل ويتحقق قبل الحديث عن أي قمة نهائية للسوق أو نهاية للدورة الصعودية. هذه الفترة الجانبية، التي قد تبدو مملة ومحبطة للبعض من المستثمرين على المدى القصير، هي في الواقع مرحلة حاسمة تسبق تحركات سعرية كبيرة ومهمة. يمكن اعتبارها بمثابة استراحة للمحارب أو مرحلة توطيد وتجميع قبل الانطلاق نحو آفاق جديدة لم يسبق لها مثيل. إن فهم هذه المرحلة يتطلب نظرة عميقة للأنماط التاريخية ودورات السوق التي لطالما حكمت سلوك البيتكوين منذ نشأته.
دورة البيتكوين ذات الأربع سنوات: هل لا تزال قائمة؟
بعد أن حقق سعر البيتكوين مستويات قياسية جديدة على الإطلاق قبل حدث “التنصيف” (Halving) الأخير، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ العملة الرقمية الطويل والمليء بالمفاجآت، بدأت تتداول أحاديث واسعة النطاق بين المحللين والمستثمرين حول احتمال كسر دورة البيتكوين التقليدية التي تمتد لأربع سنوات. هذه الدورة هي حجر الزاوية في فهم تحركات سعر البيتكوين على المدى الطويل.
فهم حدث التنصيف (Halving) ودوره المحوري
لفهم هذه الدورة بشكل أوضح، يجب الإشارة إلى أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحدث تنصيف البيتكوين، وهو حدث مبرمج بشكل دقيق في برمجية البيتكوين ويحدث كل أربع سنوات تقريباً. يقوم هذا الحدث بتخفيض مكافآت تعدين الكتل إلى النصف، مما يقلل بشكل فعال من المعروض الجديد من البيتكوين الذي يدخل السوق. هذا التخفيض في العرض، مع الحفاظ على الطلب أو زيادته، يخلق ضغطًا تصاعديًا على الأسعار.
ومع ذلك، فإن تقليص مكافآت الكتل ليس هو الجانب الوحيد المثير للاهتمام في دورة الأربع سنوات. فالأهم من ذلك هو أن كل حدث تنصيف يمثل أيضًا إيذانًا ببدء سوق صاعد جديد (Bull Market)، يتبعه ارتفاعات سعرية كبيرة. لقد كان هذا هو النمط السائد والمتكرر في الدورات الصعودية الثلاث الماضية التي مرت بها البيتكوين، ومن المتوقع أن يستمر البيتكوين في اتباع هذا المسار التاريخي في دورته الحالية. هذا الانتظام هو ما يعطي المحللين الثقة في التنبؤات المستقبلية.
- الارتفاعات التاريخية: تاريخيًا، يشهد السوق ارتفاعات قوية تستمر لحوالي عام كامل بعد التنصيف.
- الذروة السعرية: عادة ما يتم الوصول إلى ذروة الدورة الصعودية بعد عام واحد من حدث التنصيف.
- التوقع الحالي: بناءً على هذا الاتجاه التاريخي الراسخ، يُتوقع أن يستمر سعر البيتكوين وسوق العملات المشفرة بشكل عام في الارتفاع بقوة قبل أن يصل إلى ذروته في وقت لاحق من هذا العام أو في أوائل العام المقبل.
هذا يعني أن الفترة الحالية، على الرغم من تقلباتها الجانبية الظاهرة، لا تزال جزءًا لا يتجزأ من مرحلة البناء نحو ذروة محتملة. إنها ليست نهاية الطريق، بل هي محطة رئيسية قبل الانطلاق نحو مستويات سعرية أعلى.
رؤية المحلل: استمرارية الارتفاعات
بالإشارة إلى دورة الأربع سنوات هذه، يتوقع المحلل “Merlijn The Trader” امتدادًا آخر من الزيادات السعرية، مما يدحض تمامًا فكرة أن البيتكوين قد وصل إلى ذروته بالفعل. تُظهر الرسوم البيانية التاريخية التي يعتمد عليها المحلل أن سعر البيتكوين غالبًا ما ينخفض لمدة عام واحد بعد الوصول إلى قمة الدورة السابقة، ثم يرتفع بقوة وبشكل مستمر لمدة ثلاث سنوات متتالية ضمن الدورة التالية. وحتى الآن، لم يشهد سعر البيتكوين سوى ارتفاعًا لمدة عامين فقط ضمن هذه الدورة الحالية، مما يترك عام 2025 عامًا آخر محتملاً للارتفاعات الكبيرة والمثيرة التي قد تفاجئ الكثيرين.
هذا التحليل يعطي وزنًا كبيرًا للأنماط التاريخية المتكررة، ويشير بوضوح إلى أن القوة الدافعة للبيتكوين لم تستنفد بعد، وأن هناك مجالاً واسعًا للنمو المستقبلي. إن عدم وصول البيتكوين إلى المستويات التي كانت تمثل قمم الأسواق الصاعدة السابقة هو دليل آخر على أن الرحلة لم تنتهِ. ففي الدورات السابقة، كان البيتكوين يرتفع إلى ثلاثة أضعاف (3x) أعلى من ذرواته السابقة على الإطلاق. وحتى الآن، لم يصل البيتكوين حتى إلى ضعف (2x) أعلى من ذروته السابقة البالغة 69,000 دولار. هذا الفارق الكبير بين الأداء الحالي والمقاييس التاريخية للقمم السابقة هو أحد أقوى الحجج التي تدعم استمرار المسار الصعودي وأن البيتكوين لم يبلغ ذروته بعد.
إلى أي مدى يمكن أن يرتفع البيتكوين (BTC)؟
إذا كانت دورة الأربع سنوات لا تزال سارية المفعول وتؤثر بشكل كبير على سلوك البيتكوين، فهذا يعني بوضوح أن الارتفاع السعري لعملة البيتكوين لم ينتهِ بعد، وأننا لم نشهد بعد ذروة هذه الدورة. في الرسم البياني الخاص بالمحلل “Merlijn The Trader”، يوضح الخبير القمة المحتملة للبيتكوين بناءً على الدورات السابقة وخصائصها المميزة. يشير الرسم البياني إلى أن البيتكوين لا يزال في منتصف النطاق المتوقع للارتفاع لهذه الدورة.
يضع الجزء العلوي من هذا النطاق السعر المستهدف لعملة البيتكوين عند حوالي 200,000 دولار أمريكي قبل أن يتم الوصول إلى قمة السوق الفعلية. هذا الهدف ليس مجرد تخمين عشوائي، بل هو استقراء يعتمد على الأنماط السلوكية المتكررة للبيتكوين بعد أحداث التنصيف التاريخية. إنه يعكس إيمان المحلل بتمسك البيتكوين بدوره التاريخي كمحرك لدورات السوق الصعودية الكبرى.
يحذر المحلل أيضًا من أن البيتكوين على وشك الدخول فيما يسميه “أخصب فترة صعود على الإطلاق” (greenest stretch of them all)، وهي عبارة تشير إلى موجة صعود أخرى قوية ومستدامة نحو مستويات قياسية جديدة على الإطلاق. إذا تحققت هذه التوقعات، فمن المتوقع أن يشهد البيتكوين ارتفاعًا إضافيًا بنسبة 50% تقريبًا من المستويات الحالية قبل أن ينتهي السوق الصاعد الحالي. هذا الارتفاع الإضافي سيمثل مرحلة جنون قد تجذب استثمارات ضخمة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وتدفع بالعملة نحو الأهداف المذكورة، مما يؤكد على أن الفرصة لم تفت بعد للمشاركة في هذه الدورة الصعودية.
سيكولوجية توطيد السوق: الهدوء الذي يسبق العاصفة
إن فترة التذبذب الجانبي التي يمر بها البيتكوين حاليًا، والتي قد تثير القلق لدى بعض المستثمرين الجدد، هي في الواقع جزء طبيعي وصحي من أي دورة سوق صاعدة. يمكن أن تكون هذه المرحلة فترة اختبار حقيقية لصبر المستثمرين. حيث تميل الأيدي الضعيفة إلى البيع والتخلص من ممتلكاتها بدافع الخوف أو عدم اليقين، بينما تقوم الأيدي القوية والمستثمرون ذوو الرؤية طويلة الأمد بتجميع المزيد من الأصول بأسعار جذابة نسبياً. هذه المرحلة تساعد في “تطهير” السوق من المضاربين قصيري الأجل، مما يسمح ببناء قاعدة دعم أقوى وأكثر استقراراً للحركة الصعودية التالية.
الصبر هو فضيلة أساسية في أسواق العملات المشفرة، خاصة عند التعامل مع أصل متقلب مثل البيتكوين. فالتاريخ يثبت أن المكافآت الكبيرة غالبًا ما تذهب لأولئك الذين يتمتعون بالقدرة على تحمل التقلبات قصيرة الأجل والتركيز على الصورة الأكبر والاتجاهات طويلة الأمد. هذه الفترات الجانبية هي لحظات حاسمة لإعادة التوازن في السوق قبل الانطلاق نحو مستويات سعرية أعلى، وهي ليست علامة على الضعف بل على النضج التدريجي للسوق.
السياق التاريخي والتوقعات المستقبلية
لقد أظهر البيتكوين مرونة استثنائية وقدرة على التعافي من أكبر الأزمات والتقلبات في تاريخه القصير نسبيًا. من بداياته المتواضعة إلى اعتماده على نطاق واسع كأصل رقمي وملاذ آمن، لطالما فاجأ البيتكوين المتشككين. إن موقعه الفريد كـ “ذهب رقمي” يزداد رسوخًا مع تزايد الشكوك حول الأنظمة المالية التقليدية والبحث عن بدائل لا مركزية.
بالإضافة إلى العوامل الدورية، يلعب الاعتماد المؤسسي دورًا متزايد الأهمية في دفع سعر البيتكوين نحو مستويات جديدة. مع دخول المزيد من الشركات الكبرى، وصناديق الاستثمار، وحتى الدول، إلى مساحة البيتكوين، يزداد الطلب بشكل كبير، مما يعزز أساسات السوق الصاعدة. هذه المؤسسات لا تنظر إلى البيتكوين على أنه مجرد استثمار قصير الأجل، بل كجزء أساسي من استراتيجيتها طويلة الأمد للحماية من التضخم وتنويع المحافظ الاستثمارية.
في الختام، بينما قد تبدو تحركات البيتكوين الجانبية في الوقت الحالي محيرة للبعض، فإن التحليل العميق لدوراته التاريخية ووجهات نظر الخبراء مثل “Merlijn The Trader” تشير إلى أن البيتكوين لم ينهِ بعد “فصله الأخير” في هذه الدورة الصعودية. مع الأخذ في الاعتبار أن دورة الأربع سنوات لا تزال قوية وأن البيتكوين لم يحقق بعد مستويات الارتفاع التاريخية مقارنة بقممه السابقة، فإن التوقعات تشير إلى وصوله إلى 200,000 دولار أمريكي قبل نهاية هذه الدورة. إن التركيز على الرؤية طويلة الأمد وتجاهل الضجيج قصير الأجل هو المفتاح للاستفادة القصوى من الفرص التي يقدمها هذا الأصل الرقمي الثوري.