ektsadna.com
بيتكوين

الولايات المتحدة تعلن عزمها أن تصبح “قوة عظمى في البيتكوين” – خطة حكومية لدمج الأصول الرقمية

“`html




الولايات المتحدة على وشك أن تصبح “قوة عظمى في البيتكوين” – يعلن رئيس الأصول الرقمية في عهد ترامب

الولايات المتحدة على وشك أن تصبح “قوة عظمى في ال” – يعلن رئيس الأصول الرقمية في عهد

في مؤتمر البيتكوين 2025، حملت جلسة بعنوان “جعل أمريكا القوة العظمى العالمية في البيتكوين” رسالة واضحة ومباشرة: الولايات المتحدة ملتزمة باحتضان عملة البيتكوين (BTC) والسعي لقيادة السوق العالمي للأصول الرقمية. هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه العالم سباقاً محموماً بين الدول لتبوء مكانة ريادية في هذا المجال المالي الجديد والمبتكر. وتدل هذه الرسالة على تحول كبير في الموقف الرسمي تجاه العملات المشفرة، من الحذر إلى التبني النشط والطموح.

تحدث في الجلسة متحدثون رئيسيون يمثلون واجهات حكومية مهمة: بو هاينز، المدير التنفيذي للأصول الرقمية في البيت الأبيض، وتايلر ويليامز من وزارة الخزانة الأمريكية. شاركهم في النقاش المدير الحواري مايلز جينينغز. وقد قام هؤلاء المسؤولون الثلاثة بعرض الخطوط العريضة لاستراتيجية الحكومة الأمريكية الطموحة والهادفة إلى ترسيخ مكانة البلاد كقائد عالمي في مجال العملات المشفرة والأصول الرقمية. هذا التوجه يعكس إدراكاً متزايداً للإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية للأصول الرقمية.

دمج العملات المشفرة مع “الأنظمة المالية التقليدية”

أطلق بو هاينز تصريحاً قوياً ومباشراً، قال فيه: “نحن في طريقنا الصحيح لأن نصبح القوة العظمى في البيتكوين على مستوى العالم”. وشدد هاينز على أن هذه المبادرة تتجاوز الانتماءات السياسية الحزبية، مؤكداً أنها ليست مجرد سياسة عابرة بل رؤية مستقبلية لموقع أمريكا في الاقتصاد الرقمي العالمي. ووصف الحركة بأنها “ثورة في نظامنا المالي” تتطلب عملاً فورياً وحاسماً. هذا الوصف يعكس حجم التغيير الذي تتوقعه الإدارة الأمريكية وضرورة التعامل مع هذا التغيير بجدية وسرعة.

من جانبه، سلط مايلز جينينغز الضوء على الإجراءات التنظيمية الحاسمة التي يجري تطويرها حالياً. تعتبر البيئة التنظيمية أحد أكبر التحديات أمام نمو الأصول الرقمية، ولهذا فإن العمل الحكومي على هذا الصعيد يعد خطوة بالغة الأهمية. صرح جينينغز: “إذا أصبح هذا التشريع قانوناً، فسوف نلعب دوراً مهماً في دمج البيتكوين و (stablecoins) وغيرها من الأصول الرقمية مع النظام المالي التقليدي القائم”. وأشار إلى أن هذا الدمج، الذي يمثل تحدياً لوجستياً وتشريعياً كبيراً، سيتم تسهيله بشكل كبير بفضل تشريعات العملات المستقرة التي لا تزال قيد البحث والتطوير. ويعتبر دمج هذه الفئات الجديدة من الأصول في الأنظمة المالية القديمة خطوة ضرورية لتحقيق التبني الواسع وزيادة الثقة بها.

في سياق متصل بتحديث البنية التحتية المالية، أكد هاينز على أهمية تحديث أنظمة الدفع الحالية. وصرح بشكل حاسم: “تحديث مسارات الدفع أمر ضروري للغاية، ونحن نحرز تقدماً كبيراً في هذا الجانب”. تحديث مسارات الدفع يعني تطوير الطرق التي يتم بها تحويل الأموال والقيم، وجعلها أكثر كفاءة وسرعة وتكلفة منخفضة، وهو ما يمكن أن تساهم فيه الأصول الرقمية وتقنيات البلوك تشين بشكل كبير. هذا التحديث ليس مجرد تحسين بسيط، بل هو تحول أساسي يهدف إلى تلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي المتنامي.

وأشار هاينز أيضاً إلى أن تشريعات هيكلة السوق المرتقبة ستوضح المشهد التنظيمي للوسطاء الماليين مثل البورصات والوسطاء الذين يتعاملون مع الأصول الرقمية. هذا التوضيح ضروري لضمان الامتثال وتوفير اليقين القانوني للاعبين في السوق. هذه التشريعات ستحدد ما إذا كانت الأصول الرقمية سيتم تصنيفها كأوراق مالية (securities) أو سلع (commodities)، وهو تصنيف له آثار كبيرة على كيفية تنظيمها والجهات الرقابية المسؤولة عنها. هذا الوضوح التنظيمي يعتبر حجر الزاوية لجذب الات المؤسساتية وتعزيز الثقة في السوق.

في محاولة لتشجيع الابتكار داخل قطاع العملات المشفرة، وجه هاينز رسالة مفتوحة للمبتكرين والشركات الناشئة. علق قائلاً: “نريد أن يبتكر الناس هنا في أمريكا. لا يمكننا السماح للخوف من التداعيات التنظيمية بأن يخنق الإبداع”. هذه الدعوة تعكس رغبة في استعادة المواهب والشركات التي ربما تكون قد انتقلت إلى الخارج بحثاً عن بيئات تنظيمية أكثر مرونة أو وضوحاً في الماضي. وحث هاينز المبتكرين الذين غادروا البلاد على التفكير في العودة، قائلاً بلهجة ترحيبية: “رسالتنا لأولئك الذين ذهبوا إلى الخارج هي: مرحباً بكم في وطنكم”. هذا التركيز على جذب الابتكار يؤكد على أن الرؤية الأمريكية لا تقتصر على مجرد تنظيم السوق، بل تشمل أيضاً تعزيز مكانة أمريكا كمركز عالمي للتطوير والابتكار في مجال الأصول الرقمية.

البيتكوين هو “المعيار الذهبي”

من جانبه، عزز تايلر ويليامز الحاجة إلى أن تستوعب أي لوائح جديدة الطبيعة الفريدة لل ال (). التمويل اللامركزي يمثل تحولاً كبيراً عن النماذج المالية التقليدية، ويتطلب فهماً عميقاً لآلياته وعقوده الذكية. أوضح ويليامز: “الأسواق المالية التقليدية تعمل على نموذج الوكيل الأساسي (principal-agent model)، لكن العملات المشفرة تنقلنا نحو هيكل أساسي-لأساسي (principal-to-principal structure)”. هذا التحول يعني تقليل الاعتماد على الوسطاء التقليديين وزيادة التفاعل المباشر بين الأطراف، وهو ما يتطلب أساليب تنظيمية جديدة تتناسب مع هذه البنية.

وأشار ويليامز إلى أن الدعم التنظيمي لسوق المنتجات المتداولة في البورصة (ETP)، مثل صناديق تداول البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، قد أدى إلى زيادة كبيرة في التبني المؤسساتي للبيتكوين. هذا الدعم أتاح للمستثمرين المؤسساتيين طريقة منظمة وسهلة للوصول إلى البيتكوين، مما دفع بأسعاره وتبنيه نحو آفاق جديدة. ويعتقد ويليامز أن نتائج مماثلة وملموسة يمكن أن تنجم عن تشريعات العملات المستقرة وهيكلة السوق المرتقبة، مما يعزز من شرعية الأصول الرقمية ويفتح الباب أمام المزيد من التدفقات المالية المؤسساتية.

أدلى بو هاينز بتصريح تفاؤلي بشكل خاص حول قيمة ومكانة البيتكوين. أعلن بشكل لا لبس فيه: “البيتكوين هو حقاً المعيار الذهبي. إنه أصل يجب أن نستفيد منه لصالح الشعب الأمريكي. نريد الحصول على أكبر قدر ممكن منه”. هذا التشبيه بالمعيار الذهبي ليس مجرد عبارة عابرة، بل يعكس نظرة إيجابية للغاية للبيتكوين كأصل قيمة يمكن أن يخدم المصالح الوطنية الأمريكية. ويشير هذا إلى إمكانية أن تسعى الحكومة الأمريكية ليس فقط لتنظيم وتسهيل استخدام البيتكوين، بل ربما أيضاً لتضمينه في الاحتياطيات أو استخدامه في استراتيجيات مالية أوسع.

ردد تايلر ويليامز هذا الشعور بقوة، مؤكداً: “نحن نتجه بقوة نحو الأصول الرقمية”. هذه العبارة تلخص حجم الالتزام والرغبة الحكومية في أن تكون الولايات المتحدة لاعباً رئيسياً، بل ورائداً، في الاقتصاد الرقمي الجديد. اختتم هاينز الجلسة بتأكيد قوي على هذا الالتزام: “سترون بالتأكيد الولايات المتحدة تبرز كقوة عظمى في البيتكوين على مستوى العالم”.

هذه التصريحات مجتمعة ترسم صورة لإدارة أمريكية ترى في الأصول الرقمية، وخاصة البيتكوين، فرصة استراتيجية يجب اغتنامها. الالتزام بتوضيح اللوائح، دمج الأصول الرقمية مع الأنظمة المالية التقليدية، وتشجيع الابتكار المحلي، كلها خطوات تهدف إلى وضع الولايات المتحدة في مقدمة الدول في هذا المجال. هذا الطموح يأتي في وقت تشهد فيه العملات المشفرة تقلبات ولكنها تستمر في جذب اهتمام متزايد من الأفراد والمؤسسات والحكومات على حد سواء.

إن رحلة الولايات المتحدة نحو أن تصبح “قوة عظمى في البيتكوين” ليست خالية من التحديات. يتطلب الأمر تنسيقاً بين مختلف الهيئات التنظيمية، تكييف القوانين القديمة مع التقنيات الجديدة، وتثقيف الجمهور والقطاع المالي التقليدي حول طبيعة الأصول الرقمية ومخاطرها وفوائدها. ومع ذلك، فإن التصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى مثل هاينز وويليامز تشير إلى وجود إرادة سياسية قوية لدفع هذا التحول. هذا التحول قد يكون له تأثيرات عميقة على مستقبل التمويل العالمي ومكانة الدول في الاقتصاد الرقمي.

إن دمج الأصول الرقمية في النظام المالي التقليدي ليس مجرد مسألة تقنية أو قانونية، بل هو أيضاً مسألة استراتيجية وطنية. فالدولة التي تنجح في توفير بيئة مواتية للابتكار وفي الوقت نفسه تحمي المستهلكين وتحافظ على الاستقرار المالي، ستكون في وضع أفضل للاستفادة من الفرص التي توفرها الأصول الرقمية. ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق هذا التوازن من خلال التشريعات المرتقبة.

إن الحديث عن البيتكوين كـ “المعيار الذهبي” من قبل مسؤول حكومي أمريكي رفيع هو أمر لافت للنظر بشكل خاص. ففي الماضي، كان البيتكوين يُنظر إليه من قبل البعض في الأوساط الرسمية الأمريكية بشيء من التشكك أو حتى العداء. هذا التغيير في الخطاب يعكس نضجاً أكبر في فهم البيتكوين ودوره المحتمل كأصل عالمي وكجزء من مستقبل التمويل. قد يشجع هذا التصريح المزيد من المؤسسات والأفراد على النظر إلى البيتكوين بجدية أكبر كفئة أصول قابلة للاستثمار.

بينما تستمر المناقشات التشريعية والتنظيمية، يظل المشفرة متقلباً. في وقت كتابة هذا المقال، يتم تداول عملة البيتكوين (BTC)، العملة المشفرة الرائدة في السوق، عند سعر 108,560 اً أمريكياً. هذا السعر أقل بقليل من 2.8% فقط من أعلى مستوى تاريخي لها، الذي بلغ 111,800 دولار، والذي تم الوصول إليه الأسبوع الماضي. يعزى الوصول إلى هذا المستوى القياسي جزئياً إلى تجدد الاستثمارات والاهتمام في سوق صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (Bitcoin ETF)، مما يؤكد على أن التبني المؤسساتي يلعب دوراً حيوياً في ديناميكيات السوق الحالية. إن ارتباط سعر البيتكوين بالتدفقات المؤسساتية عبر أدوات مثل ETFs يعزز من رؤية المسؤولين الأمريكيين بأن توفير مسارات منظمة للاستثمار في الأصول الرقمية هو مفتاح لتبنيها على نطاق أوسع ودعم مكانة الولايات المتحدة في هذا المجال.

إن الطموح الأمريكي ليصبح “قوة عظمى في البيتكوين” ليس مجرد شعار، بل هو هدف استراتيجي تدعمه جهود تشريعية وتنظيمية ملموسة. تهدف هذه الجهود إلى خلق بيئة تسمح بالابتكار مع ضمان الاستقرار والشفافية. ومع استمرار تطور المشهد التنظيمي، ستراقب الأسواق العالمية والمبتكرون عن كثب الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة ومدى نجاحها في تحقيق هذه الرؤية الطموحة. إن مستقبل الأصول الرقمية في أمريكا، وعلى مستوى العالم، سيتأثر بشكل كبير بما سيتم إنجازه على هذا الصعيد في السنوات القادمة.

الخلاصة هي أن الإدارة الأمريكية، من خلال تصريحات مسؤوليها، تبعث برسالة قوية مفادها أن عصر تجاهل أو مقاومة الأصول الرقمية قد ولى. بدلاً من ذلك، هناك نية واضحة لقيادة هذا المجال والاستفادة من إمكاناته الاقتصادية والتكنولوجية. يبقى التنفيذ هو المحك الحقيقي، ولكن الانطلاقة تبدو جادة ومدعومة برؤية واضحة لمستقبل يتم فيه دمج الأصول الرقمية بسلاسة في البنية المالية الأمريكية والعالمية.

الصورة المميزة من DALL-E، الرسم البياني من TradingView.com.

“`

مواضيع مشابهة