ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

انتعاش البيتكوين: السوق على المحك مع اقتراب حاملي المدى القصير من نقطة التعادل




انتعاش البيتكوين: السوق على المحك مع اقتراب حاملي المدى القصير من نقطة التعادل

انتعاش ال: السوق على المحك مع اقتراب حاملي المدى القصير من نقطة التعادل

يشهد المشفرة، وعلى رأسه عملة البيتكوين (BTC)، فترة حساسة للغاية. فعلى الرغم من الانتعاش الملحوظ الذي دفع بسعر البيتكوين إلى ما يقرب من 98,000 أمريكي، مما خفف من حدة الضغوط المالية عبر الشبكة، إلا أن السوق لا يزال يقف على أرض مهتزة. وفقًا ل صدر في السابع من مايو عن الات “جلاسنود” (Glassnode)، تظل البيتكوين في منطقة حرجة تقنيًا، يسيطر عليها بشكل كبير حاملو العملة على المدى القصير. هؤلاء المستثمرون، الذين غالبًا ما يتفاعلون بسرعة مع تقلبات السوق، يقتربون حاليًا من نقطة التعادل لاتهم، مما يجعل سلوكهم المستقبلي عاملًا محوريًا في تحديد اتجاه السوق.

أشار التقرير إلى أن سلوك السوق الأخير يعكس تحسنًا في تدفقات رأس المال الوافدة وتفاؤلًا متزايدًا في معنويات المستثمرين. ومع ذلك، حذر التقرير من أن هيكل السعر الحالي لا يزال هشًا وعرضة للخطر إذا ما فشلت مستويات الدعم الرئيسية في الصمود أمام ضغوط البيع المحتملة. هذه الديناميكية تضع السوق في حالة ترقب، حيث كل حركة سعرية وكل مؤشر اقتصادي يحمل في طياته دلالات قد ترسم ملامح المرحلة القادمة.

تحليل الوضع الراهن لسوق البيتكوين: بين الانتعاش والترقب الحذر

شهدت عملة البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث لامس سعرها مستوى 97,900 دولار، وهو أعلى مستوى تسجله العملة الرائدة منذ أكثر من شهرين. هذا الارتفاع لم يكن مجرد رقم في سجلات الأسعار، بل كان بمثابة طوق نجاة مؤقت للعديد من المراكز الاستثمارية التي كانت تحت الماء. فقد عادت أكثر من 3 ملايين وحدة بيتكوين إلى منطقة الربحية بعد التصحيح السعري الذي شهدته العملة في أبريل، والذي هوى بها إلى ما يقرب من 74,000 دولار.

على الرغم من هذا الانتعاش، لا يزال السوق في “مرحلة اتخاذ قرار” حاسمة. المستثمرون والمحللون على حد سواء يراقبون عن كثب قدرة البيتكوين على التماسك وتثبيت أقدامها فوق مستويات التكلفة الأساسية الرئيسية. من أبرز هذه المستويات المتوسط المتحرك لمدة 111 يومًا، وسعر التحقق لحاملي المدى القصير (Short-Term Holder realized price). هذه المستويات تمثل نقاط دعم نفسية وفنية هامة، واختراقها أو الارتداد عنها يمكن أن يحدد مسار السوق على المدى القصير والمتوسط.

إن فهم سلوك حاملي المدى القصير يصبح أمرًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة. هؤلاء المستثمرون، الذين يعرفون عادةً بأنهم احتفظوا بعملاتهم لمدة تقل عن 155 يومًا، يكونون أكثر عرضة للبيع عند أولى علامات الخطر أو لجني الأرباح السريعة عند الارتفاعات المفاجئة. وبالتالي، فإن اقترابهم من نقطة التعادل يعني أن أي حركة سعرية طفيفة قد تدفعهم إما للبيع لتجنب الخسائر أو للاحتفاظ بالعملة أملًا في تحقيق أرباح أكبر.

مؤشرات إيجابية وتدفقات رأس المال: بصيص أمل في الأفق

أشار تقرير “جلاسنود” إلى أن الارتفاع الأخير في سعر البيتكوين قد دفع “القيمة السوقية المحققة” (Realized Cap) للعملة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مسجلة 889 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.1% خلال الشهر الماضي. تُعد القيمة السوقية المحققة مقياسًا هامًا يقيس إجمالي تدفقات رأس المال إلى الشبكة بناءً على سعر الاستحواذ على كل وحدة بيتكوين، وليس السعر الحالي. هذا يشير إلى أن قيمة أكبر تدخل إلى الشبكة، مما يعكس ثقة متزايدة واستعدادًا للاستثمار طويل الأجل.

بالتزامن مع ذلك، تجاوزت “الأرباح المحققة” (Realized Profits) حاجز المليار دولار يوميًا. هذا المؤشر يدل على وجود طلب قوي في السوق، قادر على استيعاب نشاط جني الأرباح من قبل المشترين الجدد والمستثمرين الذين يسعون لتأمين مكاسبهم. القدرة على امتصاص ضغوط البيع هذه دون انهيار الأسعار هي علامة إيجابية على صحة السوق ومرونته.

وفقًا لبيانات “كريبتوسليت” (CryptoSlate) وقت كتابة هذا التقرير، كان سعر البيتكوين يتداول عند 96,844 دولارًا، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 2.64% خلال الـ 24 ساعة الماضية. هذه الأرقام، وإن كانت متقلبة بطبيعتها، تعكس الديناميكية المستمرة في السوق والبحث عن اتجاه واضح.

نقاط رئيسية حول المؤشرات الإيجابية:

  • القيمة السوقية المحققة: وصلت إلى رقم قياسي جديد بلغ 889 مليار دولار، مما يشير إلى تدفقات رأسمالية قوية ومستمرة إلى شبكة البيتكوين.
  • الأرباح المحققة اليومية: تجاوزت المليار دولار، مما يعكس قدرة السوق على استيعاب عمليات جني الأرباح وحجم الطلب القوي.
  • الاستقرار النسبي: على الرغم من التقلبات، يُظهر السعر الحالي محاولات للتماسك فوق مستويات دعم مهمة.

دور حاملي المدى القصير وانتعاش الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة

تظل فئة حاملي البيتكوين على المدى القصير هي اللاعب المحوري في تحديد مسار السوق الحالي. فهم يمثلون الكتلة الأكثر حساسية لتقلبات الأسعار، وقراراتهم بالبيع أو الشراء يمكن أن تُحدث تأثيرات مضاعفة في السوق.

تركيز الخسائر غير المحققة لدى حاملي المدى القصير

في حين انخفض إجمالي عدد العملات المحتفظ بها بخسارة إلى 1.9 مليون وحدة بيتكوين، وهو رقم لا يستهان به، فإن المشترين الجدد – أي حاملي المدى القصير – لا يزالون يمثلون الجزء الأكبر من هذه الحيازات الخاسرة. أفاد تقرير “جلاسنود” أن حاملي المدى القصير يستحوذون على 83% من العملات التي تسجل خسائر غير المحققة. العديد من هؤلاء المستثمرين دخلوا السوق عندما كانت الأسعار أعلى من 96,000 دولار، وهم الآن يجدون أنفسهم في وضع حرج.

كان هؤلاء المستثمرون تحت ضغط نفسي ومالي مرتفع في وقت سابق من هذا العام، حيث وصلت خسائرهم غير المحققة إلى مستويات مقلقة. ومع ذلك، فقد تراجعت حدة هذا الضغط مؤخرًا، مع عودة مؤشر الخسارة غير المحققة لحاملي المدى القصير إلى منطقة محايدة. هذا التحول يشير إلى أن معظم هذه العناوين أصبحت أقرب إلى نقطة التعادل، مما يقلل من حالة الذعر ويوفر لهم هامشًا أكبر لاتخاذ قرارات مدروسة بدلًا من البيع الاضطراري.

تغير سلوك الإنفاق وثقة المستثمرين

هذا الانتقال من حالة الخسارة العميقة إلى الاقتراب من نقطة التعادل أثر بشكل واضح على سلوك الإنفاق لدى حاملي المدى القصير. فقد لوحظ تحول متزايد نحو تحقيق الأرباح بدلًا من تحقيق الخسائر. وفقًا للتقرير، قد يمثل هذا التحول نقطة محورية، تشير إلى أن هذه الفئة من المستثمرين بدأت تستعيد الثقة وتقوم بعمليات انتقائية لتقليل المخاطر وتأمين بعض المكاسب بدلاً من البيع العشوائي.

بشكل عام، شهد نشاط المستثمرين انتعاشًا ملحوظًا. فقد وصلت أحجام الأرباح والخسائر المحققة مجتمعة إلى مليار دولار يوميًا. هذا المستوى من النشاط لم يتم تجاوزه إلا خلال 15% فقط من جلسات التداول في هذه الدورة السوقية الحالية، مما يدل على عودة الزخم والمشاركة الفاعلة في السوق.

مع ذلك، حذر التقرير من أن الكثير من هذا السلوك قد يكون رد فعل على تحركات الأسعار قصيرة الأجل، وليس مدفوعًا بقناعة استثمارية طويلة الأمد. هذا يعني أن السوق قد يكون عرضة لتقلبات مفاجئة إذا تغيرت المعنويات بسرعة أو إذا ظهرت أخبار سلبية غير متوقعة.

عودة الاهتمام المؤسسي وصناديق البيتكوين المتداولة

يبدو أن الاهتمام المؤسسي، الذي تضاءل خلال الأشهر الأخيرة، بدأ في الانتعاش مجددًا. فقد استقطبت صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية في الولايات المتحدة (US spot Bitcoin ETFs) تدفقات صافية تجاوزت 4.6 مليار دولار خلال الأسبوعين الماضيين. هذه التدفقات عوضت بالكامل صافي التدفقات الخارجة البالغة 70,000 وحدة بيتكوين والتي سُجلت خلال فترة التراجع السابقة.

يبلغ إجمالي الأصول المدارة ضمن صناديق الاستثمار المتداولة الأمريكية حاليًا 1.171 مليون وحدة بيتكوين، وهو رقم يقل بفارق ضئيل (11,000 وحدة بيتكوين فقط) عن أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله في وقت سابق من هذا العام. هذا الانتعاش السريع في الأصول المدارة يعكس ثقة المؤسسات المتجددة في البيتكوين كأصل استثماري.

يعتبر تقرير “جلاسنود” أن انتعاش الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة هو إشارة بناءة تدل على أن المؤسسات المخصصة للاستثمار بدأت في إعادة تدوير رأس المال نحو البيتكوين مرة أخرى بعد فترة من الحذر والترقب. تتزامن هذه التدفقات مع الارتفاع الأوسع في سيولة السوق ونشر رأس المال الذي لوحظ على سلسلة الكتل (on-chain).

تقلبات الأسعار المتوقعة: هل السوق يقلل من شأنها؟

على الرغم من الارتفاع الأخير في الأسعار وتجدد حركة رأس المال، تشير أسواق المشتقات المالية إلى انخفاض التقلب. فقد وصل معدل التقلب الضمني (implied volatility) للعقود ذات أجل استحقاق أسبوع وشهر واحد عند سعر التنفيذ الحالي (at-the-money) إلى أدنى مستوياته منذ يوليو 2024. كما تظهر العقود ذات آجال الاستحقاق الأطول ضغطًا مماثلًا في توقعات التقلب.

اتجهت علاوات التقلب الضمني على العقود التي تنتهي صلاحيتها في الفترة من مايو وحتى مارس 2026 جميعها نحو الانخفاض. حتى الخيارات طويلة الأجل تُسعّر حاليًا توقعات منخفضة نسبيًا لتقلبات الأسعار. هذا الوضع قد يبدو متناقضًا مع الحالة العامة للسوق التي لا تزال توصف بالحساسية.

ينظر التقرير إلى هذا النظام الهادئ للتقلبات على أنه “مؤشر عكسي” محتمل، خاصة بالنظر إلى قرب السوق من مجموعات كثيفة من التكلفة الأساسية (cost-basis clusters) تتراوح بين 94,000 دولار و96,000 دولار. وقد ازداد مقياس “كثافة العرض المحقق” (Realized Supply Density)، الذي يقيس حجم استحواذ البيتكوين بالقرب من السعر الحالي، بشكل ملحوظ.

يشير هذا التركز في العرض المحقق إلى أن التقلبات السعرية الطفيفة، حتى الصغيرة منها، يمكن أن يكون لها تأثيرات مضاعفة على سلوك المستثمرين. هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين اشتروا خلال نطاق التجميع بين ديسمبر وفبراير. هؤلاء المستثمرون قد يكونون أكثر عرضة للبيع عند أول بادرة تراجع أو للشراء بقوة عند أي ارتفاع طفيف، مما يزيد من حدة التقلبات الفعلية على عكس ما تتوقعه أسواق المشتقات.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية: توازن دقيق بين التفاؤل والحذر

في الختام، يمكن القول بأن الارتفاع الأخير في سعر البيتكوين قد أدى بالفعل إلى تحسن الربحية على مستوى الشبكة ككل، وعزز من هيكل السوق بشكل عام. ومع ذلك، فإن موقع البيتكوين الحالي بالقرب من مستويات دعم ومقاومة حرجة يعني أن المزيد من المكاسب ليس مضمونًا على الإطلاق. السوق يقف على مفترق طرق، وأي تطورات سلبية قد تعيد الأسعار إلى مسار هابط.

ستكون قدرة البيتكوين على الحفاظ على سعرها فوق متوسط التكلفة الأساسية لحاملي المدى القصير والمتوسطات المتحركة الرئيسية بمثابة اختبار حقيقي لقوة السوق الحالية. إذا فشلت البيتكوين في الثبات فوق هذه المستويات، فقد نشهد موجة جديدة من التصحيح. من ناحية أخرى، إذا تمكنت من تجاوز هذه العقبات، فقد يفتح ذلك الباب أمام تحقيق مكاسب إضافية.

يبقى على المستثمرين والمتداولين توخي أقصى درجات الحذر، ومراقبة المؤشرات الفنية والأساسية عن كثب، بما في ذلك سلوك حاملي المدى القصير، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، ومستويات التقلب الضمني. إن فهم هذه العوامل مجتمعة هو المفتاح لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة في هذا السوق المتقلب والمثير دائمًا.

إن المرحلة الحالية تتطلب صبرًا وتحليلاً دقيقًا. فبينما تلوح في الأفق إشارات إيجابية مثل عودة الاهتمام المؤسسي وتحسن تدفقات رأس المال، فإن المخاطر الكامنة، خاصة تلك المتعلقة بسلوك حاملي المدى القصير وقربهم من نقطة التعادل، لا يمكن تجاهلها. المستقبل القريب لسوق البيتكوين سيتشكل بناءً على كيفية تفاعل هذه القوى المتضاربة.

مواضيع مشابهة