ektsadna.com
تحليل سوق العملات الرقمية

اقتصادي نوبل بول كروغمان ينتقد العملات المستقرة بشدة؛ نيك كارتر من Coin Metrics يرد

“`html



اقتصادي حائز على نوبل: العملات المستقرة لا تخدم وظيفة مفيدة واضحة؛ شريك مؤسس في Coin Metrics يختلف

اقتصادي حائز على نوبل: لا تخدم وظيفة مفيدة واضحة؛ شريك مؤسس في Coin Metrics يختلف

أثارت العملات المستقرة، وهي نوع من العملات الرقمية مصممة للحفاظ على قيمة ثابتة بالنسبة لأصل مرجعي (عادةً عملة ورقية مثل ال الأمريكي)، نقاشات ساخنة حول فائدتها ومخاطرها. في الآونة الأخيرة، انضم اقتصادي حائز على جائزة نوبل إلى هذا النقاش، معربًا عن شكوكه العميقة حول قيمة هذه الأصول الرقمية، مما قوبل بمعارضة من شخصيات بارزة في مجال العملات المشفرة.

بول كروغمان، الاقتصادي الأمريكي الذي فاز بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2008، عبر عن اعتقاده بأن العملات المستقرة تفتقر إلى أي فائدة عملية حقيقية. في تدوينة نشرها بتاريخ 30 مايو بعنوان “الفساد الرقمي يستولي على العاصمة واشنطن”، قدم كروغمان ه الصريحة حول العملات المستقرة، مشيرًا إلى أنها “لا تخدم أي وظيفة مفيدة واضحة”.

بول كروغمان: العملات المستقرة تفتقر للفائدة العملية

وفقًا لكروغمان، فإن العملات المستقرة لا تقدم أي ميزة تتجاوز ما هو متاح بالفعل من خلال أنظمة الدفع التقليدية والحديثة على حد سواء. ويوضح: “لا يمكن استخدامها لإجراء عمليات شراء عادية، وليس هناك شيء يمكنك القيام به بواسطتها لا يمكن إنجازه بتكلفة أقل وبسهولة أكبر باستخدام بطاقات الخصم، Venmo، Zelle، التحويلات البنكية، إلخ.”

وبناءً على هذا ال، تساءل كروغمان عن السبب الذي يدفع أي شخص لاستخدام هذه الرموز الرقمية التي “يُفترض أنها مدعومة بالدولار” بدلاً من استخدام الدولار الأمريكي نفسه مباشرةً. من وجهة نظره، إذا كانت القيمة مرتبطة بالدولار، فلماذا لا يتم التداول بالدولار مباشرةً دون وسيط إضافي معقد وغير ضروري؟

يقر كروغمان بأن العملات المستقرة تقدم ميزة واحدة قد لا توفرها وسائل الدفع التقليدية: المجهولية. يصف كروغمان المجهولية المرتبطة بإيداعات العملات المستقرة بأنها “ميزة قيمة” للمجرمين الذين يتطلعون لارتكاب الجرائم، بدءًا من غسل الأموال والابتزاز وصولاً إلى شراء المخدرات غير المشروعة. ويستنتج بشكل قاطع: “بعبارة أخرى، السبب الاقتصادي الوحيد لوجود العملات المستقرة هو تسهيل النشاط الإجرامي.”

هذا الادعاء الجريء من كروغمان يضع العملات المستقرة في خانة الأدوات التي تخدم المصالح غير القانونية بالدرجة الأولى، متجاهلاً أو مقللاً من شأن أي حالات استخدام مشروعة أخرى يتم الترويج لها لهذه التكنولوجيا، مثل التحويلات الدولية السريعة أو الاستقرار في الأسواق المتقلبة.

كروغمان يشبه مصدري العملات المستقرة بـ “البنوك قبل الحرب الأهلية”

في محاولة لوضع العملات المستقرة في سياق تاريخي ومالي، لجأ كروغمان إلى تشبيه مثير للجدل. استعرض تاريخ العملة الورقية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه في عام 1861، قامت الحكومة الفيدرالية الأمريكية بطباعة العملة الورقية لأول مرة ل الحرب الأهلية. قبل ذلك التاريخ، كان الذهب والفضة هما الشكلان الرسميان الوحيدان للنقود.

قبل أن تبدأ الحكومة الفيدرالية في طباعة العملة الورقية، كانت هناك العديد من البنوك الخاصة وغير المنظمة، والتي يشار إليها باسم “البنوك قبل الحرب الأهلية” (antebellum banks)، تصدر أوراقها النقدية الخاصة لتسهيل المعاملات اليومية. كان بإمكان المستخدمين استبدال هذه الأوراق النقدية الخاصة بالذهب أو الفضة في أي وقت. ومع ذلك، وفقًا لكروغمان، فإن معظم هذه البنوك كانت “بنوكًا برية” (wildcat banks) تأسست بغرض الاحتيال على المستخدمين فقط، مما أدى إلى عمليات سحب مدمرة للودائع (bank runs) في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

يرى كروغمان أن العملات المستقرة هي النسخة الحديثة من أوراق بنوك ما قبل الحرب الأهلية. الفرق الوحيد، وفقًا له، هو أن العملات القديمة هذه خدمت غرضًا في سياقها التاريخي: سد الفراغ في إصدار العملة في غياب الأوراق النقدية الفيدرالية. ومع ذلك، فإن العملات المستقرة اليوم تعمل في ظل وجود عملة فيدرالية مستقرة (الدولار).

لذلك، يشبه كروغمان مصدري العملات المستقرة ببنوك ما قبل الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر. كتب في تدوينته: “لذا، مثل الأوراق النقدية لبنوك ما قبل الحرب الأهلية، والتي كانت عملات صادرة عن القطاع الخاص مدعومة بالادعاء بأنها مدعومة بالذهب والفضة، فإن العملات المستقرة هي رموز صادرة عن القطاع الخاص مدعومة بالادعاء بأنها مدعومة بالدولار.”

تمادى كروغمان في تشبيهه، مشيرًا إلى أنه تمامًا كما تم إطلاق الأزمة المالية لعام 2008 بسبب “بنوك الظل” (shadow banks) التي “تهربت من اللوائح الاحترازية”، فإن العملات المستقرة تمثل “نوعًا جديدًا من بنوك الظل”. هذا التشبيه يسلط الضوء على مخاوفه بشأن عدم التنظيم الكافي والمخاطر النظامية المحتملة التي قد تشكلها هذه الكيانات الجديدة على النظام المالي الأوسع.

كروغمان: مؤيدو قانون GENIUS لديهم مصلحة مكتسبة

لم يقتصر نقد كروغمان على التكنولوجيا نفسها، بل امتد ليشمل الجهات الفاعلة والمشرعين المشاركين في تنظيمها. أعرب عن رأيه بأن المشرعين الذين يدعمون مشروع قانون العملات المستقرة الأمريكي، المسمى قانون GENIUS، لديهم “مصلحة مكتسبة” في تمرير التشريع.

وفقًا لكروغمان، فمن “المحتمل” أن يكون بعض هؤلاء المشرعين على دراية بكيفية تسهيل العملات المستقرة للجريمة. ومع ذلك، يضيف بنبرة ساخرة ولاذعة: “… من الصعب أن تجعل شخصًا يفهم شيئًا عندما تعتمد تبرعات حملته الانتخابية، وفي بعض الحالات، ثروته الشخصية، على عدم فهمه له.” هذا التعليق يشير بوضوح إلى اتهام ضمني بوجود تضارب مصالح وتأثير للمال على عملية التشريع فيما يتعلق بالعملات المستقرة.

أعرب كروغمان عن قلقه بشكل خاص بشأن التأثير المحتمل للعملات المستقرة على الاستقرار المالي العام في الولايات المتحدة. يزعم مصدرو العملات المستقرة مرارًا وتكرارًا أن رموزهم مدعومة إلى حد كبير بسندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يعني نظريًا أنها آمنة ومستقرة. ومع ذلك، يشرح كروغمان أن هذه الممارسة نفسها تشكل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد الأمريكي.

يأتي هذا الخطر من سيناريو مشابه لعملية سحب الودائع المصرفية. فإذا حدث تدافع كبير من المستخدمين لمحاولة استرداد عملاتهم المستقرة مقابل الدولار الأمريكي في نفس الوقت، فإن ذلك سيجبر المصدّرين على إجراء “بيع سريع” (fire sale) لسندات الخزانة التي يحتفظون بها كاحتياطي. هذا البيع السريع، بدوره، سيرفع أسعار الفائدة بشكل حاد وقد يتحول إلى ما يشبه “عملية سحب على الدين الحكومي” نفسه، مما يهدد الاستقرار المالي للاقتصاد بأكمله.

يخلص كروغمان إلى أن “النقطة الأساسية هي أن نمو العملات المستقرة وشرعنتها يشكلان مخاطر جديدة على الاستقرار المالي العام – كل ذلك باسم تسهيل عمل المجرمين.” هذا التأكيد يعكس وجهة نظره المتشائمة للغاية حول الأغراض والفائدة الحقيقية للعملات المستقرة.

في ختام تدوينته النقدية الشديدة، يشير كروغمان إلى أن مجرد النظر في قانون GENIUS في واشنطن العاصمة يدل على أن المدينة تحولت إلى مكان “إن لم يكن خاضعًا بالكامل لسيطرة العصابة الرقمية، فقد تم شراؤه ودفع ثمنه إلى حد كبير.” هذا الاتهام المباشر بالفساد والتأثير غير المبرر للجماعات المهتمة بتكنولوجيا العملات الرقمية يختتم تحليله النقدي.

نيك كارتر، الشريك المؤسس في Coin Metrics، يصف كروغمان بأنه “مضلل”

على الجانب الآخر من النقاش، يقف شخصيات من عالم العملات المشفرة والة للدفاع عن العملات المستقرة وتفنيد مزاعم كروغمان. من بين هؤلاء، نيك كارتر، الشريك المؤسس لشركة Coin Metrics، وهي شركة لتجميع بيانات ال، وشريك عام في Castle Island Ventures، وهي شركة رأس مال ي تركز على العملات المشفرة والبلوكتشين.

يعتقد كارتر أن وجهة نظر كروغمان بشأن العملات المستقرة خاطئة تمامًا. في منشور على X (تويتر سابقًا) يوم الأحد، كتب كارتر تعليقًا لاذعًا: “بالنسبة لاقتصادي ‘حائز على نوبل’، فهو [كروغمان] مضلل بشكل ملحوظ بشأن الموضوع.”

تحدى كارتر ادعاء كروغمان بأن العملات المستقرة لا تخدم أي فائدة، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 مليون شخص يستخدمون العملات المستقرة “سيختلفون تمامًا” مع هذا الزعم. يمثل هذا الرقم، إذا كان دقيقًا، قاعدة مستخدمين كبيرة جدًا، مما يشير إلى وجود طلب وفائدة حقيقية للعملات المستقرة في نظر ملايين الأفراد حول العالم، سواء لأغراض الاستثمار، التحويلات، أو تجنب تقلبات العملات المحلية.

لم يكن كارتر وحده في انتقاد ادعاءات كروغمان. ردًا على منشور كارتر، علق بول “تيدي” فوسارو، رئيس شركة Bitwise Asset Management لإدارة الأصول المشفرة، بأن وصف كروغمان بأنه “مضلل بشكل ملحوظ” هو وصف “سخي بشكل ملحوظ” من قبل كارتر. هذا التعليق يشير إلى أن فوسارو قد يرى أن مستوى تضليل كروغمان للموضوع أعلى مما وصفه كارتر، مما يعكس مدى الاختلاف في وجهات النظر بين الاقتصاديين التقليديين وخبراء مجال العملات المشفرة.

خلاصة

يبرز هذا الجدل بين بول كروغمان ونيك كارتر وغيره من الشخصيات في عالم العملات المشفرة الفجوة الكبيرة في الفهم والتقييم بين الاقتصاديين التقليديين الذين ينظرون إلى التكنولوجيا الجديدة من منظور الأنظمة المالية القائمة والمخاطر النظامية المحتملة، وخبراء المجال الذين يرون فيها أدوات مبتكرة تلبي احتياجات موجودة وتفتح آفاقًا جديدة.

بينما يرى كروغمان العملات المستقرة كأدوات غير ضرورية تفتقر إلى الفائدة العملية وتسهل الجريمة وتشكل خطرًا على الاستقرار المالي، ينظر إليها كارتر وغيره كأدوات يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم لغايات متنوعة ومشروعة، مما يثبت فائدتها وقيمتها السوقية. ستبقى النقاشات حول التنظيم، المخاطر، والابتكار مستمرة مع تطور هذه التكنولوجيا وتزايد اعتمادها.

“`

مواضيع مشابهة