الإيثيريوم يستهدف السيولة فوق 3000 دولار – تشكل مغناطيس للأسعار
حقق الإيثيريوم (ETH)، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، إنجازاً فنياً رئيسياً باختراقه مستوى 3000 دولار الحاسم. يأتي هذا الاختراق بعد ارتفاع قوي تجاوز 20% منذ يوم الثلاثاء الماضي، مما يشير بوضوح إلى استعادة القوة والزخم الصعودي لهذه العملة الرقمية الرائدة. تمكن الثيران (المشترون) من استعادة السيطرة بعد أسابيع من التماسك الضيق والتحرك الجانبي الذي أبقى الأسعار محصورة في نطاق محدد.
هذه الخطوة الحاسمة لا تؤثر فقط على الإيثيريوم بحد ذاته، بل تعيد إشعال الاهتمام بسوق العملات البديلة الأوسع (الألتكوين)، الذي ظل هادئاً نسبياً خلال صعود البيتكوين الأخير وتحقيقه لأعلى مستوياته التاريخية. الآن، مع قيادة الإيثيريوم للاتجاه الصعودي، بدأت العديد من العملات البديلة الأخرى تظهر علامات انعكاس إيجابي وزخم صعودي، مما يبشر بإمكانية بدء موسم جديد للعملات البديلة.
وفقاً لتحليل الخبير البارز تيد بيلوز، فإن أحد العوامل الرئيسية وراء صعود الإيثيريوم الأخير هو التركيز الكبير للسيولة المتواجدة فوق مستوى 3000 دولار مباشرةً. يشرح بيلوز أن هذه السيولة تعمل كـ “مغناطيس للأسعار”، حيث أن وجود كميات كبيرة من أوامر الشراء وأوامر وقف الخسارة فوق هذا المستوى يجذب السعر للتحرك نحو هذه المناطق لتنفيذ هذه الأوامر. بمجرد أن تمكن الإيثيريوم من تجاوز المقاومة عند 2850 دولار، تسارع الزخم بشكل كبير، مما دفع السعر بقوة عبر مستوى 3000 دولار ودخوله نطاقاً جديداً من الفرص الصعودية.
يأتي هذا الارتفاع في خضم تحول أوسع في معنويات السوق. بينما يواصل البيتكوين تحطيم الأرقام القياسية، يبدو الإيثيريوم والعملات البديلة الأخرى مستعدة للحاق بالركب والاستفادة من تدفق السيولة نحو الأصول ذات المخاطر. السؤال الكبير الآن الذي يشغل بال المستثمرين والمحللين هو: هل يستطيع الإيثيريوم الحفاظ على هذا المستوى الجديد وترسيخه كدعم، ليقود بذلك موسم عملات بديلة كامل وقوي؟ أم أن هذا الاختراق مجرد حركة مؤقتة قبل جولة أخرى من التماسك؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار السوق في الأسابيع القادمة.
الإيثيريوم يكسر نطاق التماسك الطويل
قضى الإيثيريوم الأسابيع العديدة الماضية في مرحلة تماسك واضحة المعالم، والتي بدأت في أوائل شهر مايو. خلال هذه الفترة، كان سعر العملة يحوم ضمن نطاق محدد، يتأرجح بين مستوى دعم قوي حول 2800 دولار ومستوى مقاومة حاسم أسفل 3000 دولار بقليل. شهد هذا النطاق محاولات متعددة من قبل الثيران لكسر المقاومة العلوية، لكن جميعها باءت بالفشل، مما أدى إلى استمرار التحرك الجانبي.
تغير هذا الوضع بشكل جذري يوم أمس. تمكن الإيثيريوم أخيراً من الإغلاق اليومي فوق مستوى المقاومة الرئيسي هذا، وهو حدث فني بالغ الأهمية. يؤكد هذا الإغلاق فوق المقاومة الرئيسية على حدوث اختراق محتمل ويبشر ببداية مرحلة صعودية جديدة للإيثيريوم. يشير هذا الاختراق إلى أن الضغط البيعي الذي كان يسيطر على السعر عند هذه المستويات قد تلاشى أو تم امتصاصه من قبل المشترين الأقوياء، مما يفتح الطريق لمزيد من الارتفاع.
يتزامن هذا التحرك الإيجابي مع تحسن الظروف الاقتصادية الكلية على نطاق أوسع. بيانات سوق العمل القوية في الولايات المتحدة، إلى جانب علامات على تهدئة التوترات في بعض الصراعات العالمية، ساعدت في تقليل حالة عدم اليقين وزيادة شهية المخاطرة عبر الأسواق المالية العالمية. مع وصول البيتكوين إلى قمم جديدة وعودة معنويات المخاطرة (Risk-on sentiment) إلى السوق، قد يشير اختراق الإيثيريوم هذا إلى الموجة التالية من الصعود التي تستهدف العملات البديلة بشكل عام.
كما ذكرنا سابقاً، سلط المحلل الفني تيد بيلوز الضوء على عامل فني رئيسي آخر: “سيولة الإيثيريوم تقع فوق 3000 دولار – والسيولة مغناطيس”. هذا المبدأ في التحليل الفني يشير إلى أن وجود تجمعات كبيرة من أوامر الشراء أو أوامر وقف الخسارة فوق مستوى سعري معين يمكن أن يعمل كهدف جذاب للسعر. يتجه السعر غالباً نحو هذه التجمعات لتنفيذ هذه الأوامر، مما قد يولد زخماً إضافياً في اتجاه الحركة. الآن بعد أن اخترق الإيثيريوم المقاومة بنجاح، يمكن لوجود السيولة العالية فوق 3000 دولار أن يسرع من حركته الصعودية، حيث يسعى المتداولون للاستفادة من الزخم المتزايد.
يحمل هذا الاختراق أيضاً وزناً رمزياً كبيراً. فهو يظهر أن المستثمرين يستعيدون الثقة في القيمة المقترحة للإيثيريوم، خاصة مع إظهار سوق العملات البديلة الأوسع علامات على استعادة الحياة والنشاط. إذا تمكن الإيثيريوم من الحفاظ على هذا الاختراق وتثبيت مستوى 3000 دولار كدعم جديد وقوي، فقد تتجسد المرحلة التالية من الارتفاع بسرعة نسبية، مما يفتح الباب أمام أهداف سعرية أعلى قد تتراوح بين 3400 دولار و3600 دولار في المدى القصير والمتوسط. يعتبر تثبيت الدعم الجديد أمراً بالغ الأهمية لتأكيد استمرارية الاتجاه الصعودي.
الإيثيريوم يكسر المقاومة الرئيسية عند 3000 دولار
لقد تجاوز الإيثيريوم (ETH) بشكل حاسم مستوى المقاومة النفسية والفنية الهام عند 3000 دولار. كان إغلاق الشمعة الأخيرة عند 3008.97 دولار دليلاً قوياً على النجاح في اختراق هذا المستوى الذي طال انتظاره. يتبع هذا الاختراق ارتفاعاً يومياً قوياً بلغت نسبته حوالي 15%، كما يظهر في الرسوم البيانية الفنية، مما يؤكد على وجود تحرك قوي مدعوم بزخم صعودي متزايد ومقنع.
كان حجم التداول المصاحب لهذا الاختراق كبيراً جداً وموسعاً بشكل ملحوظ. يشير ارتفاع حجم التداول خلال حركة سعرية قوية مثل هذه إلى تأكيد قناعة المتداولين والمشاركة المحتملة من قبل المؤسسات في هذا التحرك. عندما يحدث اختراق لمستوى مقاومة رئيسي بحجم تداول مرتفع، يُعتبر ذلك إشارة فنية قوية جداً تدعم استمرارية الاتجاه الصعودي، على عكس الاختراقات التي تحدث بحجم تداول ضعيف، والتي غالباً ما تكون اختراقات زائفة (False breakouts).
يضع هذا الاختراق نهاية لفترة دامت ما يقرب من شهرين من الحركة الجانبية والتماسك، حيث كان الإيثيريوم محبوساً في نطاق واسع بين 2500 دولار و2850 دولار. خلال هذه الفترة، واجه السعر صعوبة في تجاوز المقاومة العلوية للنطاق، لكن الزخم الحالي كان كافياً لتجاوزها بقوة.
بالإضافة إلى كسر مستوى 3000 دولار، تم اختراق المتوسط المتحرك البسيط لمئتي يوم (200-day Simple Moving Average – SMA)، الذي كان يقع بالقرب من مستوى 2796 دولار، بقوة أيضاً. يعتبر المتوسط المتحرك لمئتي يوم مؤشراً فنياً رئيسياً يستخدمه العديد من المتداولين والمستثمرين لتحديد الاتجاه العام طويل الأجل. كسر السعر فوق هذا المتوسط يعطي إشارة صعودية قوية ويعمل غالباً كنقطة انطلاق لتسارع السعر. استعادة السعر فوق هذا المتوسط المتحرك تضيف تأكيداً فنياً إضافياً على صحة الاختراق الحالي وتشير إلى بداية مرحلة صعودية جديدة.
يقع الإيثيريوم الآن في منطقة فنية رئيسية محتملة لاستمرارية الصعود. طالما تمكن الثيران من الدفاع عن مستوى 2850-2900 دولار وتحويله إلى دعم قوي جديد، فإن الإيثيريوم لديه مجال واسع للارتفاع نحو 3400 دولار وما بعدها. يتضمن الدفاع عن هذا المستوى الحيلولة دون عودة السعر للانخفاض تحته بشكل كبير، مما يؤكد أن المقاومة السابقة أصبحت دعماً جديداً.
مع تداول البيتكوين عند أعلى مستوياته التاريخية وتحول الظروف الاقتصادية الكلية لتصبح أكثر ملاءمة للأصول ذات المخاطر مثل العملات المشفرة، يمكن للإيثيريوم أن يلعب دوراً قيادياً في توجيه الموجة التالية من التوسع والارتفاع في سوق العملات البديلة. غالباً ما يتبع صعود البيتكوين القوي صعود في الإيثيريوم، والذي يتبعه بعد ذلك صعود في العملات البديلة الأصغر، فيما يعرف بـ “موسم الألتكوين”. الحركة الحالية للإيثيريوم تزيد من احتمالية بدء هذا الموسم.
العوامل الرئيسية التي تدعم صعود الإيثيريوم
يمكن تلخيص العوامل التي تدعم الحركة الصعودية الحالية للإيثيريوم في عدة نقاط رئيسية:
- اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 3000 دولار: هذا الاختراق الفني يعد إشارة صعودية قوية ويفتح الباب لأهداف سعرية أعلى.
- ارتفاع حجم التداول: يؤكد الحجم الكبير المصاحب للاختراق على قناعة المتداولين وصحة الحركة السعرية.
- وجود السيولة فوق 3000 دولار: تعمل تجمعات السيولة كـ “مغناطيس” يجذب السعر ويسرع الحركة الصعودية بمجرد تجاوز المقاومة.
- استعادة المتوسط المتحرك لمئتي يوم (SMA 200): تجاوز هذا المؤشر الفني الهام يعزز الإشارات الصعودية ويشير إلى تحسن الاتجاه العام طويل الأجل.
- تحسن معنويات السوق الكلية: تزامن الصعود مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وزيادة شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
- أداء البيتكوين: وصول البيتكوين إلى مستويات تاريخية يغذي الثقة في سوق العملات المشفرة بشكل عام ويمهّد الطريق لصعود العملات البديلة.
- نهاية فترة التماسك الطويلة: كسر النطاق الجانبي الذي استمر لشهرين يحرر السعر للتحرك في اتجاه واضح.
التحديات والمخاطر المحتملة
على الرغم من الإشارات الصعودية القوية، يجب على المستثمرين والمتداولين الانتباه إلى بعض التحديات والمخاطر المحتملة. أهم هذه المخاطر يتمثل في إمكانية حدوث تراجع تصحيحي (Pullback) لاختبار مستوى 3000 دولار أو 2850-2900 دولار كدعم جديد. فشل السعر في الحفاظ على هذه المستويات والدخول مجدداً داخل نطاق التماسك السابق يمكن أن يضعف الزخم الصعودي. كما أن التغيرات المفاجئة في الظروف الاقتصادية الكلية أو أخبار غير متوقعة تتعلق بالتنظيمات يمكن أن تؤثر سلباً على السوق. من المهم أيضاً مراقبة حجم التداول في الأيام القادمة للتأكد من استمرار الدعم للحركة الصعودية.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
الإيثيريوم يقف عند نقطة تحول هامة للغاية بعد اختراقه لمستوى 3000 دولار. هذه الخطوة الفنية القوية، المدعومة بحجم تداول مرتفع وتحسن في معنويات السوق، تفتح الباب أمام استمرارية الصعود. يعتبر تثبيت مستوى 3000 دولار كدعم جديد أمراً حيوياً للمرحلة القادمة. إذا تمكن الإيثيريوم من القيام بذلك، فإن الأهداف التالية عند 3400-3600 دولار تبدو في المتناول.
هذا التحرك لا يؤثر فقط على الإيثيريوم، بل يحمل إمكانية كبيرة لإشعال موسم جديد للعملات البديلة. مع البيتكوين في صدارة الاهتمام وتحقيق قمم جديدة، يمكن للإيثيريوم أن يكون الشرارة التي تدفع سوق الألتكوين بأكمله نحو الارتفاع. ومع ذلك، يبقى السوق محفوفاً بالمخاطر، ويتطلب الحذر ومراقبة المستويات الفنية الرئيسية والتطورات الاقتصادية. يبقى التركيز على ما إذا كان الإيثيريوم سيتمكن من تحويل السيولة الكبيرة فوق 3000 دولار إلى زخم صعودي مستدام.
“`