ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

بنوك أمريكية كبرى تدرس إطلاق عملة مستقرة مشتركة

“`html




بنوك أمريكية كبرى تدرس مشروع عملة مستقرة مشتركة: تقرير

بنوك أمريكية كبرى تدرس مشروع عملة مستقرة مشتركة:

تشير تقارير حديثة إلى أن العديد من أكبر البنوك في الولايات المتحدة تجري مناقشات أولية حول إنشاء عملة مستقرة مشتركة خاصة بها. هذا التطور، إذا تحقق، يمكن أن يمثل تحولاً كبيراً في المشهد المالي، حيث يسعى القطاع المصرفي التقليدي للدخول بقوة أكبر إلى عالم العملات المشفرة و.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 22 مايو، نقلاً عن مصادر مطلعة، فإن بنوكاً أمريكية عملاقة مثل جي بي مورجان تشيس (JPMorgan Chase)، وبنك أوف أمريكا (Bank of America)، وسيتي جروب (Citigroup)، وويلز فارجو (Wells Fargo)، وغيرها، تبحث بجدية إمكانية تطوير عملة مستقرة خاصة بها. الهدف المعلن لهذه الخطوة هو التنافس بشكل مباشر مع العملات المستقرة الموجودة حالياً في المشفرة.

لا تقتصر هذه المناقشات على البنوك نفسها فحسب، بل تشمل أيضاً شركات الدفع المملوكة للبنوك، مثل Early Warning Services، المشغل لشبكة Zelle الشهيرة للتحويلات الفورية بين الأفراد، و Clearing House، وهي منظمة مملوكة للبنوك وتدير أنظمة دفع رئيسية في الولايات المتحدة. هذا يشير إلى أن المشروع المحتمل يُنظر إليه على أنه مبادرة واسعة النطاق تتطلب تعاوناً وتنسيقاً بين كيانات مالية متعددة.

على الرغم من الأهمية المحتملة لهذه المناقشات، إلا أن التقرير يؤكد أن طموحات البنوك في مجال العملات المستقرة لا تزال في مراحلها المفاهيمية الأولية جداً. ويعتمد تقدم المشروع بشكل كبير على عاملين رئيسيين: أولاً، صدور تشريعات قادمة بشأن العملات المستقرة في الولايات المتحدة، وثانياً، تقييم الطلب الفعلي في السوق على مثل هذه العملة المستقرة المدعومة من البنوك التقليدية. لا يزال الإطار التنظيمي للعملات المستقرة في الولايات المتحدة قيد التطوير، مما يجعل أي مشروع كبير في هذا المجال محفوفاً بعدم اليقين التنظيمي.

الجميع يريد حصة من الكعكة

يعكس هذا التطور شعوراً متزايداً بين المؤسسات المالية التقليدية بأن العملات المستقرة والتقنيات المالية الة () لم تعد مجرد ظاهرة هامشية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مستقبل التمويل. كما جاء في منشور على تويتر نقلاً عن كايل تشاسيه في 23 مايو 2025، والذي يلخص هذا التوجه:

  • الجميع يريد حصة من الكعكة.
  • جي بي مورجان، ويلز فارجو، وسيتي بانك يريدون إطلاق عملتهم المستقرة المدعومة من البنوك الأمريكية.
  • هذا يمكن أن يكون رائعاً للتبني.
  • فظيع بالنسبة للمركزية.
  • لكن العملات المشفرة لن تختفي.

هذه النقاط تلخص التناقضات والآمال المحيطة بهذا النوع من ال. فمن ناحية، يمكن أن يؤدي دخول البنوك الكبرى إلى مجال العملات المستقرة إلى زيادة كبيرة في تبني هذه التكنولوجيا على نطاق واسع، حيث يمكن للملايين من عملاء البنوك الوصول إليها واستخدامها بسهولة نسبية ضمن الأنظمة المالية المألوفة لديهم. هذا من شأنه أن يوسع قاعدة المستخدمين بشكل كبير مقارنة بالمستخدمين الحاليين لسوق العملات المشفرة.

من ناحية أخرى، يثير مشروع العملة المستقرة المدعومة من البنوك مخاوف جدية بشأن المركزية. العملات المستقرة الحالية مثل التيثر (USDT) وUSD Coin (USDC) لديها تحدياتها الخاصة فيما يتعلق بالشفافية والرقابة، لكنها تعمل ضمن منظومة العملات المشفرة التي نشأت أساساً كبديل للأنظمة المالية المركزية التقليدية. عملة مستقرة تديرها مجموعة من أكبر البنوك الأمريكية ستكون مركزية للغاية وخاضعة لرقابة صارمة من قبل هذه البنوك، مما يتعارض مع المبادئ اللامركزية التي يقوم عليها جزء كبير من عالم العملات المشفرة.

البنوك تلحق بالركب

يأتي هذا التقرير عن مناقشات البنوك بعد أيام فقط من تحرك تشريعي مهم يتعلق بالعملات المستقرة في الكونجرس الأمريكي. ففي 20 مايو، تم تمرير قانون “توجيه وتأسيس الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأمريكية” (GENIUS Act) في تصويت بمجلس الشيوخ، مما يمهد الطريق لمناقشة مشروع القانون على مستوى المجلس الكامل. هذا التطور التشريعي يشير إلى أن المنظمين والمشرعين في الولايات المتحدة يولون اهتماماً متزايداً للعملات المستقرة، وهو ما قد يكون حافزاً إضافياً للبنوك للتحرك.

تتزايد قلق البنوك الأمريكية من أن العملات المستقرة يمكن أن تصبح منتشرة على نطاق واسع، خاصة إذا تم تسهيل ذلك في ظل إدارة رئاسية مقبلة مثل إدارة الرئيس السابق دونالد . ويرون في الانتشار الواسع للعملات المستقرة تهديداً مباشراً لودائعهم، وحجم معاملاتهم، وفي نهاية المطاف، لأرباحهم. هذا القلق يتضاعف بشكل خاص إذا دخلت شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تتمتع بقواعد مستخدمين ضخمة وموارد مالية هائلة، إلى سوق العملات المستقرة.

في مارس الماضي، أعلنت التمويل اللامركزي (DeFi) التابعة لعائلة ترامب، World Liberty Financial، أنها ستطلق عملة مستقرة خاصة بها. هذا النوع من الإعلانات من كيانات مرتبطة بشخصيات سياسية بارزة قد يزيد من شعور البنوك بالحاجة إلى التحرك بسرعة. يبدو أن البنوك الآن “تلحق بالركب” بعد فترة من الحملات التنظيمية المكثفة على العملات المشفرة قبل عامين، والتي ربما أعطت شعوراً خاطئاً للبنوك بأن التهديد قد انحسر.

بالإضافة إلى الجانب التنافسي، ترى البنوك أيضاً أن العملات المستقرة يمكن أن تكون أداة مفيدة لتسريع المعاملات الروتينية، مثل المدفوعات عبر الحدود. حالياً، تستغرق هذه المعاملات أياماً لإتمامها عبر الأنظمة المصرفية التقليدية المعقدة والمتعددة الأطراف. العملة المستقرة المدعومة من البنوك يمكن أن تتيح تسوية شبه فورية لهذه الأنواع من المعاملات، مما يوفر الوقت ويقلل التكاليف على البنوك وعملائها من الشركات.

كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها: “إمكانية تضافر قوى وول ستريت التقليدية لإصدار عملة مستقرة خاصة بها تمثل أحدث علامة على أن التمويل التقليدي وتمويل العملات المشفرة يقتربان أكثر فأكثر.” هذا التقارب يشير إلى مستقبل قد تكون فيه الحدود بين النظام المالي القديم والعالم الجديد للعملات المشفرة أكثر ضبابية.

تهديد لمصدري العملات المستقرة الحاليين؟

أثار خبر مناقشات البنوك الأمريكية ردود فعل مختلفة في مجتمع العملات المشفرة. فقد لمح آرثر هايز، مؤسس منصة BitMEX، إلى أن هذا التطور قد يمثل نهاية لمصدري العملات المستقرة الحاليين في مجال العملات المشفرة، مثل شركة Circle، المصدرة لعملة USDC.

كتب هايز في تغريدة ساخرة في 23 مايو 2025: “وداعاً Circle. شكراً للمشاركة.” هذا التعليق يعكس مفادها أن المنافسة من كيانات مالية تقليدية عملاقة قد تكون ساحقة بالنسبة للشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة.

ومع ذلك، في الواقع، من غير المرجح أن تتمكن البنوك الأمريكية من التنافس بسهولة مع العملات المستقرة العالمية الموجودة حالياً. السبب الرئيسي لذلك هو أن استخدام العملة المستقرة المدعومة من البنوك الأمريكية سيتطلب على الأرجح أن يكون لدى المستخدمين حساب بنكي أمريكي، بالإضافة إلى جميع القيود والمتطلبات التنظيمية المرتبطة بذلك. هذا يحد بشكل كبير من الوصول العالمي لهذه العملة مقارنة بالعملات المستقرة الحالية التي يمكن لأي شخص لديه محفظة عملات مشفرة استخدامها، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو علاقته بالبنوك التقليدية.

في المقابل، تبلغ القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المستقرة في عالم العملات المشفرة حالياً حوالي 248 مليار ، وهو ما يمثل نحو 7% من إجمالي القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة بالكامل. هذا السوق ضخم ومتنامي، وقد وصل حجم السيولة للعملات المستقرة إلى مستوى قياسي بلغ 220 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً لما ذكره موقع CryptoPotato.

الأهم من ذلك، أن الباحثين في وزارة الخزانة الأمريكية توقعوا في أوائل مايو أن القيمة السوقية للعملات المستقرة يمكن أن تزداد بأكثر من 8 أضعاف من القيمة الحالية، لتصل إلى حوالي 2 تريليون دولار بحلول عام 2028. هذا التوقع يشير إلى إمكانات نمو هائلة لهذا القطاع، مما يبرر اهتمام البنوك بالدخول إليه، ولكنه أيضاً يوضح حجم السوق الحالي والمستقبلي الذي يمكن أن يدعم وجود لاعبين متعددين، سواء كانوا من عالم التمويل التقليدي أو عالم العملات المشفرة.

التحديات المستقبلية والآثار المحتملة

مشروع العملة المستقرة المشتركة للبنوك الأمريكية يواجه العديد من التحديات. بالإضافة إلى الحاجة إلى إطار تنظيمي واضح، يجب على البنوك الاتفاق على نموذج عمل مشترك، بنية تحتية تقنية موحدة، وإطار حوكمة يدير العملة المستقرة بشكل جماعي. هذه المهام معقدة للغاية نظراً لحجم وتنوع البنوك المشاركة.

علاوة على ذلك، ستحتاج هذه العملة المستقرة المدعومة من البنوك إلى إقناع المستخدمين والشركات بجدواها مقارنة بالبدائل الموجودة. إذا كانت تتطلب حساباً بنكياً أمريكياً، فستكون فائدتها محدودة للمستخدمين الدوليين ولأولئك الذين يفضلون عدم التعامل مع البنوك التقليدية لأسباب تتعلق بالخصوصية أو الوصول. من ناحية أخرى، قد تجد الشركات الكبرى والمؤسسات المالية الأخرى التي تتعامل بالفعل مع هذه البنوك سهولة أكبر في تبني هذه العملة المستقرة.

من منظور التبني، يمكن أن يكون دخول البنوك الكبرى أمراً إيجابياً للغاية لأنه يضفي الشرعية على فئة الأصول ويسهل الوصول إليها لجمهور أوسع غير مطلع على العملات المشفرة. ومع ذلك، من منظور اللامركزية والابتكار الذي يميز عالم العملات المشفرة، فإن هذه الخطوة تمثل اتجاهاً نحو المركزية والسيطرة من قبل اللاعبين التقليديين.

في نهاية المطاف، فإن مناقشات البنوك الأمريكية حول إطلاق عملة مستقرة مشتركة هي علامة واضحة على أن عالم التمويل يتغير. سواء نجحت هذه المبادرة أم لا، فإنها تؤكد أن العملات المستقرة والتقنيات المشابهة لم تعد شيئاً يمكن للمؤسسات المالية التقليدية تجاهله. التنافس بين الأنظمة الجديدة والقديمة، والتقارب بين العالمين، سيشكلان مستقبل المدفوعات والتمويل على مدى السنوات القادمة.

بنوك أمريكية كبرى تدرس إطلاق عملة مستقرة مشتركة




“`

مواضيع مشابهة