ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

بيتر شيف: سعر البيتكوين القياسي يسلط الضوء على ضعف الدولار الأمريكي




بيتر شيف: سعر البيتكوين القياسي يسلط الضوء على ضعف الدولار الأمريكي

بيتر شيف: سعر ال القياسي يسلط الضوء على ضعف ال الأمريكي

تشهد أسعار البيتكوين ارتفاعًا صاروخيًا، محلقة في مستويات قياسية تاريخية، مدفوعة بطلب واسع وغير محدود يتجاوز بكثير مكاسب سوق الأسهم الأمريكية التي تسجل هي الأخرى قممًا غير مسبوقة. ومع ذلك، يرى بيتر شيف، رئيس شركة يورو باسيفيك، أن ضعف الدولار الأمريكي هو السبب الرئيسي وراء هذا الإنجاز الملفت.

لطالما كان المشفرة محط أنظار العالم، حيث يواصل جذب المستثمرين من جميع الأطياف. وفي ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والبحث عن أصول بديلة، برز البيتكوين كواحد من أبرز الخيارات الية. هذا الارتفاع الأخير في قيمته لم يكن مفاجئًا لأولئك الذين يتابعون عن كثب ديناميكياته، لكن تفسيره يختلف باختلاف المدارس الفكرية. ففي حين يرى البعض في هذا الارتفاع تأكيدًا على قوة البيتكوين واعتماده المتزايد كأصل رقمي موثوق، يقدم بيتر شيف منظورًا مختلفًا تمامًا، يربط فيه هذا الصعود بوهن العملة الأمريكية، الدولار، أكثر من كونه شهادة على قوة البيتكوين الذاتية.

سعر البيتكوين يحلق إلى مستويات قياسية جديدة

مدفوعًا بطلب هائل من مؤسسات وول ستريت والمشترين الأفراد عبر الإنترنت على حد سواء، يواصل سعر البيتكوين تسجيل قمم جديدة فارقة في شهر يوليو. ولقد شهد يوم الاثنين تحديدًا ارتفاعًا قياسيًا لسعره ليلامس 123,000 دولار. هذا ليس مجرد رقم جديد في سلسلة ارتفاعات، بل هو مؤشر على تحول كبير في النظرة إلى البيتكوين كأصل استثماري ذو مصداقية متزايدة، قادر على جذب رؤوس الأموال الضخمة من قطاعات متنوعة من السوق.

تجاوز البيتكوين تحقيق أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث غمر حجم التداول اليومي البورصات، مما يعكس نشاطًا مكثفًا في السوق. ورغم هذا النشاط المحموم، بدأ متوسط سعر التداول في الاستقرار عند مستوى 117,000 دولار. هذا الاستقرار النسبي في متوسط السعر، على الرغم من الحجم الهائل للتداول، يشير إلى سيولة عالية واهتمام متزايد من قبل المستثمرين الكبار والصغار على حد سواء. إن القدرة على استيعاب مثل هذه الأحجام الضخمة من التداول دون تقلبات سعرية حادة جدًا، تعكس نضجًا معينًا في السوق وتؤكد على أن البيتكوين لم يعد مجرد “تجربة” مالية، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من المحافظ الاستثمارية المتنوعة التي يسعى من خلالها المستثمرون إلى تنويع المخاطر وتحقيق عوائد مجزية.

من المستفيد من صعود البيتكوين؟

لقد أثبت الاستثمار في البيتكوين أنه مربح للغاية لمجموعة واسعة من المستثمرين، مما يؤكد على جاذبيته المتزايدة كأصل مالي. من بين هؤلاء المستفيدين نجد:

  • مدخرو التقاعد: الذين يبحثون عن طرق لتعزيز مدخراتهم في ظل التضخم المتزايد وأسعار الفائدة المنخفضة التي تقدمها الأوعية الادخارية التقليدية.
  • متداولو الأفراد العاديون: الذين يتنقلون بذكاء بين العملات المشفرة المختلفة بحثًا عن فرص سريعة ومجدية للاستفادة من التقلبات السوقية.
  • المستثمرون من الشركات الجادة: مثل شركة Strategy Inc. التابعة لمايكل سايلور، التي حولت جزءًا كبيرًا من ميزانيتها العمومية إلى البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي، مؤمنة بقدرته على الحفاظ على القيمة وربما زيادتها على المدى الطويل.

لقد تجاوزت القيمة السوقية للبيتكوين من الأرباح المحققة حاجز التريليون دولار خلال الأسبوع. وبعبارة أخرى، بلغت القيمة الإجمالية لجميع البيتكوين المتداول، محسوبة بناءً على التكلفة في آخر مرة تحركت فيها كل قطعة منه على السلسلة (مما يعكس الأرباح غير المحققة التي تحولت إلى محققة)، مبلغًا مذهلاً قدره تريليون دولار في يوليو. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية مالية فحسب، بل هو شهادة على الثروة الهائلة التي تم توليدها داخل نظام البيتكوين البيئي، مما يعزز مكانته كفئة أصولية ذات أهمية متزايدة في الاقتصاد العالمي ويثبت قدرته على بناء قيمة ضخمة للمستثمرين الأوائل واللاحقين.

يعد هذا الإنجاز مؤشرًا قويًا على الثقة المتزايدة في البيتكوين كمخزن للقيمة ووسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق التقليدية. ففي عالم يتسم بعدم اليقين الاقتصادي والسياسات النقدية التوسعية التي قد تؤدي إلى تآكل قيمة العملات الورقية، ينجذب المزيد والمزيد من المستثمرين إلى الأصول الرقمية التي تقدم خصائص فريدة مثل الة، والندرة المحدودة، والشفافية. يعتبر البعض هذه الخصائص متفوقة على تلك الموجودة في الأصول التقليدية كالذهب في بعض الجوانب، مما يجعل البيتكوين خيارًا جذابًا لمن يسعون لحماية ثرواتهم أو تنميتها في بيئة اقتصادية متغيرة.

بيتر شيف يرحب بضعف الدولار

على الرغم من هذه الإنجازات المذهلة التي حققها البيتكوين، فإن مؤسس ورئيس شركة يورو باسيفيك كابيتال، بيتر شيف، لم يكن مبهورًا على الإطلاق بما حققه البيتكوين. لقد اشتهر شيف بين مستثمري العملات المشفرة بانتقاده الشديد والمستمر لما يسميه “عملات التجزئة الإنترنتية” أو “hash currencies”. لطالما كان شيف من أشد المعارضين للعملات المشفرة، ويرى فيها فقاعة مالية محكوم عليها بالانهيار الحتمي، على غرار فقاعة الدوت كوم التي شهدها العالم في أوائل الألفية، والتي خلفت وراءها خسائر فادحة للمستثمرين.

حتى مع تحرك الكونغرس الأمريكي لتمرير مشروع قانون المسمى “قانون جينيوس” (GENIUS Act)، وصف شيف هذه الخطوة بأنها مناورة ساخرة من قبل “مصالح خاصة” تهدف في المقام الأول إلى “تضخيم البيتكوين” والتخلص من “الرموز عديمة القيمة” للجمهور العادي، وذلك لتحقيق أرباح طائلة للمستثمرين الأوائل الذين اشتروا هذه الرموز بأسعار زهيدة. يرى شيف أن هذه التشريعات ليست سوى غطاء لإضفاء الشرعية على ما يعتبره مخططًا احتياليًا، وأن المستثمرين الأفراد هم من سيدفعون الثمن في النهاية عندما تنفجر هذه الفقاعة.

في غضون ذلك، وبينما كانت أسعار البيتكوين تسجل أرقامًا قياسية تاريخية، صرح خبير الأسهم الأجنبية ومؤيد الذهب بأن هذا الارتفاع لا يعكس قوة البيتكوين بحد ذاتها، بل هو انعكاس لضعف الدولار الأمريكي. هذه النظرة تختلف جذريًا عن السرد السائد الذي يركز على الابتكار التكنولوجي الكامن وراء البيتكوين واعتماده المؤسسي المتزايد. يجادل شيف بأن أي أصل يرتفع سعره بشكل كبير مقابل الدولار يجب أن يُنظر إليه بعين الشك والحذر، خاصة إذا كانت هذه الزيادة لا تتماشى مع ارتفاعات مماثلة مقابل عملات عالمية رئيسية أخرى، مما يشير إلى وجود خلل في العملة التي يُقاس بها هذا الارتفاع.

حجة شيف: الدولار في تراجع؟

تتمحور حجة بيتر شيف لدعم نظريته هذه حول نقطة رئيسية وجوهرية وهي أن البيتكوين يسجل أرقامًا قياسية بالدولار فقط، “وليس باليورو أو الفرنك السويسري”. ويدعي أن هذا النمط يثبت بوضوح أن الدولار يتخلف عن “أبناء عمومته الأوروبيين” من حيث القوة الشرائية والاستقرار. بالنسبة لشيف، لو كان البيتكوين أصلًا قويًا بذاته ويحمل قيمة حقيقية مستقلة، لكان يرتفع سعره بشكل متساوٍ أو على الأقل متناسبًا مع العملات الرئيسية الأخرى في العالم، وليس فقط مقابل الدولار الأمريكي. هذا يقود شيف إلى استنتاج مفاده أن القوة الظاهرية للبيتكوين هي في الواقع مجرد مظهر من مظاهر تآكل القوة الشرائية للدولار الأمريكي، مما يجعل الأخير يبدو ضعيفًا في مواجهة الأصول الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، أشار شيف إلى ما يراه “فقاعة من المضاربة المفرطة بالعملات المشفرة في الولايات المتحدة”. هذه الفقاعة، وفقًا لشيف، تغذيها الأموال السهلة والسياسات النقدية التوسعية التي انتهجها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مدى السنوات الماضية، خاصة بعد الأزمات الاقتصادية. يرى أن هذا التضخم في العرض النقدي يؤدي إلى تضخم أسعار الأصول، بما في ذلك البيتكوين، دون وجود أساس اقتصادي سليم يدعم هذه الارتفاعات الصاروخية. هو يعتقد أن هذا الوضع سيؤدي حتمًا إلى انهيار مفاجئ عندما تتغير الظروف الاقتصادية أو تتوقف السيولة عن التدفق إلى السوق.

المستثمرون في البيتكوين، على النقيض من شيف، يحبون حقيقة أنه يرتفع سعره عندما يضعف الدولار في التعويم الدولي للعملات أو بسبب سياسات تضخم الاحتياطي الفيدرالي الهادفة إلى خفض أسعار الفائدة. بالنسبة لهم، البيتكوين يعمل كأداة تحوط مثالية ضد سياسات البنوك المركزية التي قد تؤدي إلى تآكل قيمة العملات الورقية وتقليص المدخرات. يرون في البيتكوين “الذهب الرقمي” الذي يحافظ على قيمته أو يزيدها في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتضخم المرتفع، مما يجعله ملاذًا آمنًا للأموال التي تبحث عن استقرار نسبي وقوة شرائية طويلة الأجل.

ولكن شيف يحذر بشدة، واصفًا البيتكوين بأنه “مخطط بونزي مبني على بيت من ورق هش”. يرى أن قيمته تعتمد كليًا على تدفق المستثمرين الجدد الذين يدفعون ثمنًا أعلى وأعلى، مما يسمح للمستثمرين الأوائل بتحقيق أرباح خيالية. وعندما يتوقف تدفق الأموال الجديدة وتجف مصادر ال، سينهار الهيكل بأكمله بشكل مفاجئ، تاركًا المستثمرين المتأخرين بخسائر فادحة لا يمكن تعويضها. هذه النظرة التشاؤمية تتناقض بشكل صارخ مع الإيمان العميق للمجتمع المشفر بإمكانات التكنولوجيا اللامركزية واللامركزية المالية في إحداث ثورة في النظام الاقتصادي العالمي.

بالنظر إلى الجدل الدائر بين مؤيدي البيتكوين المتحمسين ومعارضيه الشرسين مثل بيتر شيف، يتضح أن هناك وجهات نظر متباينة للغاية حول الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع سعر البيتكوين المستمر. ففي حين يرى المتفائلون أن هذا الارتفاع يعكس قوة البيتكوين كأصل مستقل ومبتكر، قادر على تحدي النظم المالية التقليدية، يصر المتشككون على أنه مجرد انعكاس لمشكلات أكبر وأعمق في الاقتصاد الكلي العالمي، خاصة فيما يتعلق بضعف العملات الورقية الرائدة مثل الدولار الأمريكي. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان البيتكوين سيستمر في كونه “الملاذ الآمن” الذي يراه فيه البعض، أم أنه سيواجه المصير الذي يتنبأ به منتقدوه. الشيء المؤكد هو أن النقاش حول الدور المستقبلي للعملات المشفرة في النظام المالي العالمي سيستمر لفترة طويلة، وسيظل بيتر شيف صوتًا بارزًا ومثيرًا للجدل في هذا الحوار المعقد والمهم.

مواضيع مشابهة