هل بيتكوين على وشك انتعاش صعودي جديد؟ مرحلة “عدم التصديق” قد تكون الوقود!
بعد الانهيار الهائل الذي شهدته الأسواق في العاشر من أكتوبر، والذي لامست فيه عملة البيتكوين (BTC) مستوى 102,000 دولار قبل أن تستعيد بعض خسائرها، يتوقع بعض المحللين الآن أن العملة الرقمية الرائدة قد تكون على وشك موجة صعودية أخرى مع دخولها ما يسمى بـ “مرحلة عدم التصديق”. هذه المرحلة، التي غالبًا ما تسبق التحركات الكبيرة في الأسعار، تحمل في طياتها ديناميكيات مثيرة للاهتمام قد تشكل تحديًا كبيرًا للمضاربين على الانخفاض.
إن فهم سلوك السوق في مثل هذه الفترات أمر بالغ الأهمية للمستثمرين والمتداولين على حد سواء. فبينما يرى الكثيرون في التصحيحات فرصة للدخول، يبقى آخرون في حالة ترقب وحذر، مدفوعين بالخوف من تكرار الخسائر. هذا التباين في المشاعر هو جوهر مرحلة عدم التصديق، حيث يتصارع الشك مع إشارات الانتعاش الأولية، مما يهيئ الأرضية لتحركات سعرية مفاجئة.
مرحلة عدم التصديق للبيتكوين: هل هي نذير خير للدببة؟
وفقًا لتحليل CryptoQuant Quicktake الذي قدمه المساهم Darkfost، يبدو أن البيتكوين تدخل مرحلة عدم التصديق، مما يزيد من احتمالية حدوث انتعاش صعودي. وقد شدد Darkfost على المعدل السلبي لتمويل العقود الآجلة لدعم تحليله، وهو مؤشر رئيسي لمشاعر السوق في سوق المشتقات.
بالنسبة للمبتدئين، تحدث “مرحلة عدم التصديق” في البيتكوين عندما يبدأ اتجاه صعودي جديد، لكن معظم المستثمرين يظلون متشككين بعد تصحيح حديث، مشككين في أن التعافي حقيقي ومستدام. خلال هذه المرحلة، غالبًا ما تعمل المشاعر السلبية المستمرة ومراكز البيع (Short Positions) كوقود لحركة صعودية أقوى بمجرد عودة الثقة. وهذا يعني أن كلما زاد عدد المتداولين الذين يراهنون على الانخفاض، زادت احتمالية حدوث “Short Squeeze” يدفع السعر إلى الأعلى بقوة.
أوضح Darkfost أن شكوك المستثمرين تجاه عودة البيتكوين إلى وضعها الصعودي يمكن قياسها من خلال معدلات تمويل BTC في سوق المشتقات. وظلت معدلات التمويل سلبية عند -0.004% في البورصة لستة أيام من أصل سبعة خلال الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن المتداولين لا يزالون يميلون قليلاً إلى الاتجاه الهبوطي. هذا المعدل السلبي يعكس أن المتداولين الذين يفتحون صفقات شراء (Long) يدفعون للمتداولين الذين يفتحون صفقات بيع (Short)، مما يدل على سيطرة المشاعر الهبوطية.
السبب المحتمل وراء انحياز المتداولين للبيع هو انهيار سوق العملات المشفرة في 10 أكتوبر، والذي أدى إلى تصفية بقيمة 19 مليار دولار. ومنذ ذلك الحين، اختار المتداولون باستمرار البيع على المكشوف في السوق بدلاً من الوقوع في فخ تراجع سعر آخر. هذه الذاكرة الحديثة للخسائر تدفعهم إلى اتخاذ قرارات حذرة، مما يزيد من تراكم مراكز البيع.
كيف يمكن لمراكز البيع أن تشعل شرارة ارتفاع البيتكوين؟ (Short Squeeze)
مع ذلك، كلما طالت فترة بقاء البيتكوين في مرحلة عدم التصديق، زادت احتمالية حدوث حركة صعودية قوية. أضاف Darkfost:
«إذا استمر الاتجاه الصعودي الحالي في ترسيخ نفسه، فإن تراكم مراكز البيع ضده يمكن أن يصبح وقودًا قويًا للمرحلة الصعودية التالية. مع تصفية هذه المراكز القصيرة، ستدفع الأسعار إلى الأعلى، مما يؤدي إلى ما يسمى “الضغط القصير” أو “Short Squeeze”.»
الـ “Short Squeeze” هي ظاهرة سوقية تحدث عندما يرتفع سعر الأصل فجأة، مما يجبر المتداولين الذين لديهم مراكز بيع على المكشوف على شراء الأصل لتغطية خسائرهم. يؤدي هذا الشراء القسري إلى دفع السعر إلى الأعلى، مما يؤدي إلى تصفية المزيد من مراكز البيع، وبالتالي خلق حلقة مفرغة من الشراء الصعودي الذي يعزز الارتفاع.
إذا حدث ضغط قصير، يمكن أن ترتفع البيتكوين بسرعة إلى مناطق سيولة رئيسية حول مستوى 113,000 دولار، وحتى إلى منطقة 126,000 دولار، حيث تتجمع تصفية أوامر البيع الهامة. هذه المستويات تمثل نقاطًا حرجة حيث يمكن أن تتكثف أوامر الشراء التلقائية لتغطية المراكز القصيرة، مما يعزز الزخم الصعودي.
لمحات تاريخية: عندما تكرر السيناريو
شارك المحلل مثالين سابقين حدث فيهما هذا النمط. ففي سبتمبر 2024، انخفضت عملة البيتكوين إلى 54,000 دولار قبل أن ترتفع إلى مستوى قياسي جديد يتجاوز 100,000 دولار. كان هذا الارتفاع مدفوعًا جزئيًا بتصفية مراكز البيع المتراكمة خلال فترة الشك والتراجع.
وبالمثل، في أبريل 2025، ارتفع الأصل الرقمي الرائد من 85,000 دولار إلى 111,000 دولار، قبل أن يصعد أعلى إلى 123,000 دولار. هذه الأمثلة التاريخية تسلط الضوء على الطبيعة المتكررة لدورات السوق وكيف أن فترات الشك والتشاؤم يمكن أن تضع الأساس لتحركات صعودية قوية وغير متوقعة.
وخلص Darkfost إلى أن سوق البيتكوين قد يكون على وشك حدوث ضغط قصير آخر، مدفوعًا بشكوك المستثمرين وتراكم مراكز البيع. هذه الفرضية تستند إلى تحليل دقيق لمؤشرات السوق والسلوك التاريخي للبيتكوين، وتقدم منظورًا متفائلًا للمستقبل القريب.
تحذير للمستثمرين: الحذر واجب
على الرغم من أن البيتكوين تعطي تلميحات حول ضغط قصير وشيك، يجب على المستثمرين توخي بعض الحذر قبل دخول السوق على أمل حدوث تحول فوري في المشاعر. على سبيل المثال، انخفض نشاط البيتكوين مؤخرًا إلى ما دون متوسطه لمدة 365 يومًا، مما يثير مخاوف من فقدان الزخم. يمكن أن يكون هذا الانخفاض في النشاط مؤشرًا على تراجع الاهتمام أو التردد بين المستثمرين، مما قد يؤخر أي انتعاش محتمل.
كما أن الأسواق المالية بطبيعتها متقلبة، والعملات المشفرة على وجه الخصوص عرضة لتقلبات سعرية حادة. لذا، فإن الاعتماد على مؤشر واحد أو تحليل واحد قد لا يكون كافيًا لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. يجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة، والنظر في مجموعة واسعة من العوامل الفنية والأساسية، وتقييم تحملهم للمخاطر قبل اتخاذ أي خطوة.
ومع ذلك، يتوقع بعض محللي العملات المشفرة أن البيتكوين قد انتهت على الأرجح من التصحيح السعري وهي على وشك الارتفاع في الأيام القادمة. وفي وقت كتابة هذا التقرير، يتم تداول البيتكوين عند 110,814 دولارًا، بزيادة قدرها 2.8% في الـ 24 ساعة الماضية، مما يشير إلى بوادر انتعاش قد تؤكد توقعات المحللين المتفائلين. يبقى السوق في حالة ترقب لما ستحمله الأيام القادمة، وما إذا كانت “مرحلة عدم التصديق” ستتحول حقًا إلى وقود لموجة صعودية تاريخية.
تذكر دائمًا: الاستثمار في العملات المشفرة يحمل مخاطر عالية وقد تفقد رأس مالك. قم بأبحاثك الخاصة واستشر مستشارًا ماليًا قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
