بيتكوين عند مفترق طرق: هل يصمد دعم الـ 100,000 دولار أم نشهد انحدارًا؟
بعد فشله في الإغلاق فوق مستوى حاسم الأسبوع الماضي، يحاول سعر البيتكوين (BTC) التماسك عند مستوى 100,000 دولار كدعم، مما يدفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن هذه هي اللحظة الحاسمة للعملة المشفرة الرائدة. فهل سيصمد هذا الحاجز النفسي أم أننا على وشك رؤية تصحيح أعمق؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين في سوق العملات المشفرة، خاصة مع التقلبات الأخيرة التي شهدتها العملة.
بيتكوين يهبط إلى الحاجز النفسي: تحليل عميق لآخر التحركات
شهدت عملة البيتكوين يوم الثلاثاء انخفاضًا بنسبة 9% من افتتاحها الأسبوعي، لتصل إلى منطقة الـ 100,000 دولار للمرة الأولى منذ أشهر. لقد تداول العملة المشفرة الرائدة فوق 105,000 دولار منذ أواخر يونيو، محلقة بين 108,000 دولار و 120,000 دولار على مدى الأشهر الأربعة الماضية. هذه المنطقة كانت بمثابة نطاق تداول مستقر نسبيًا للبيتكوين، مما جعل الانخفاض الحالي أكثر إثارة للقلق.
خلال التصحيح الذي حدث في أوائل أكتوبر، انحرف سعر BTC لفترة وجيزة دون هذه المستويات الحاسمة، مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 102,000 دولار قبل أن يتعافى بسرعة. ومنذ ذلك الحين، كافحت العملة المشفرة لاستعادة المنطقة الوسطى من نطاقها المحلي، لتتراجع إلى منطقة 106,000 دولار – 108,000 دولار عدة مرات في الإطار الزمني اليومي. هذا النمط يشير إلى ضعف متزايد في قوة المشترين وعدم القدرة على الاحتفاظ بالمستويات العليا.
ماذا يعني إعادة اختبار مستوى الـ 100,000 دولار؟
مع إعادة اختبار السعر لمستوى 100,000 دولار، أشار “سجول” من AltCryptoGems إلى أن البيتكوين قد اخترق الآن أدنى مستوى له في العاشر من أكتوبر، والذي كان “آخر مستوى رئيسي قبل أدنى مستوى 98 ألف دولار الذي شهدناه بسبب ذعر حرب الشرق الأوسط في يونيو.” هذا التحليل يؤكد على الأهمية الفسيولوجية والنفسية لمستوى الـ 100,000 دولار. إن كسر هذا المستوى قد يفتح الباب أمام مزيد من الانخفاضات، مما يثير قلق المستثمرين والمحللين على حد سواء بشأن مستقبل سعر البيتكوين على المدى القصير.
يعد هذا المستوى بمثابة خط دفاع أخير للعديد من المتداولين. إذا فشلت البيتكوين في الصمود فوق هذا المستوى، فقد نشهد موجة بيع أكبر مع قيام المستثمرين بإعادة تقييم مراكزهم، مما قد يدفع العملة نحو مستويات دعم أدنى.
مجموعات السيولة الضخمة وفجوة CME: مخاطر وفرص
سلط المحلل “تيد بيلوز” الضوء على أن عملة البيتكوين لديها مجموعتان ضخمتان من السيولة على الأطر الزمنية الأطول. ووفقًا للرسم البياني، تقع المجموعة الأولى حول مستوى 90,000 دولار، والتي تتزامن أيضًا مع فجوة CME مفتوحة من الربع الثاني. فجوات CME غالبًا ما تُعتبر “مغناطيسًا” للسعر، حيث يميل السوق إلى العودة لملئها في وقت لاحق.
بينما تقع المجموعة الثانية حول منطقة أعلى مستوى تاريخي عند 126,000 دولار. وحذر مراقب السوق قائلاً: “بالنظر إلى أن السوق يبدو ضعيفًا الآن، فقد يحدث انخفاض لملء فجوة CME قبل حدوث انعكاس.” هذا التحذير يؤكد على المخاطر المحتملة التي تواجه سعر البيتكوين في الوقت الحالي، مع احتمالية حدوث هبوط مفاجئ لملء هذه الفجوة قبل أي انتعاش كبير. يجب على المستثمرين مراقبة هذه المستويات عن كثب، حيث يمكن أن توفر نقاط دخول أو خروج حرجة.
هل هناك بصيص أمل لانتعاش وشيك؟
على الرغم من التحذيرات، اقترح المحلل “علي مارتينيز” أن ارتدادًا بنسبة 5% إلى 11% من المنطقة الحالية ممكن. يظهر الرسم البياني أن البيتكوين يتداول بين نطاق سعري يتراوح من 101,300 دولار إلى 124,000 دولار منذ مايو، مرتداً من الحد الأدنى في كل مرة يتم فيها إعادة اختباره. إذا حافظت عملة البيتكوين على هذه المنطقة، فقد ترتفع إلى 106,500 دولار على الأقل أو 112,000 دولار، حسب تأكيد المحلل. هذا السيناريو المتفائل يعطي بعض الأمل للمتداولين الذين يبحثون عن إشارات للانتعاش، مع التركيز على أهمية مستوى الدعم الحالي كقاعدة انطلاق محتملة.
هذا النوع من الارتداد يمكن أن يوفر فرصة للمتداولين الذين يبحثون عن إشارات للانتعاش، ولكن يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان الارتداد سيكون مستدامًا أم مجرد ارتداد قصير الأجل قبل المزيد من الانخفاض.
البيتكوين يعيد اختبار المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 أسبوعًا (EMA): لحظة الحقيقة
سلطت “ريكت كابيتال” الضوء على أن البيتكوين قد وصل إلى المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 أسبوعًا (EMA). وأوضح المحلل أنه بعد الإغلاق دون المتوسط المتحرك الأسي لـ 21 أسبوعًا، كانت عملة البيتكوين تنحرف دون أدنى مستوياتها النطاقية للأسبوع الخامس على التوالي. هذا مؤشر واضح على ضعف الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط.
لقد عمل المتوسط المتحرك الأسي لـ 21 أسبوعًا كدعم حاسم خلال التراجعات منذ أواخر الربع الثاني. ومع ذلك، فقد تم فقده وسط تقلبات السوق الأخيرة، مما أثار قلق المحللين. في الأسبوع الماضي، حذر العديد من المحللين من أن الإغلاق فوق هذا المستوى كان حاسمًا لتحويله مرة أخرى إلى دعم ومنع تراجع أكبر. وفقًا لمنشور يوم الثلاثاء، فإن المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 أسبوعًا، الذي يقع حول مستوى 100,000 دولار، “ربما لن يتم لمسه إلا في حالة الانهيار المؤكد من 108 آلاف دولار”، مما يعني أن العملة المشفرة الرائدة ستحتاج إلى الإغلاق فوق هذا المستوى في نهاية الأسبوع للحفاظ على نطاقها السعري الحالي. الفشل في ذلك قد يؤدي إلى مزيد من الضغط الهبوطي.
هل يتكرر التاريخ؟
وبالمثل، أشار “كريبتو بوليت” إلى أن إعادة اختبار المتوسط المتحرك لـ 50 أسبوعًا كان “لحظة الحقيقة” بالنسبة للبيتكوين. تجدر الإشارة إلى أن العملة المشفرة أعادت اختبار هذا المؤشر ثلاث مرات في هذه الدورة، مما يمثل قاع كل مرحلة تصحيحية وبداية ارتفاع جديد نحو أعلى مستوى تاريخي (ATH). هذا النمط التاريخي يعطي بعض الأمل بأن الارتداد قد يكون وشيكًا.
ومع ذلك، حذر مراقب السوق من أن فقدان هذا المستوى سيعني “انتهاء اللعبة” للعملة المشفرة الرائدة، مشيرًا إلى عواقب وخيمة محتملة. ولكن، إذا تمكنت البيتكوين من الارتداد من هذه المنطقة، فقد يمهد ذلك الطريق لانتعاش الأسعار وارتفاع صعودي محتمل في أواخر الربع الرابع، مما يجدد الآمال في تحقيق أعلى مستويات جديدة.
كما هو الحال وقت كتابة هذا المقال، تتداول البيتكوين عند 100,356 دولارًا، بانخفاض قدره 6% في الإطار الزمني اليومي. تبقى الأيام القادمة حاسمة لتحديد مصير البيتكوين، وما إذا كانت ستتمكن من الصمود أمام الضغوط الهبوطية، أو ستشهد تصحيحًا أعمق يؤثر على سوق العملات المشفرة بأكمله. يجب على المستثمرين والمتداولين توخي الحذر ومراقبة التطورات عن كثب.
