ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

البيتكوين: مقاومة حرجة عند 113.7 ألف دولار وتهديد العودة لـ 5 أرقام

تواجه مقاومة حرجة عند 113,700 ، والانهيار تحت 107 آلاف دولار يهدد بالعودة إلى خمسة أرقام

تتداول عملة البيتكوين (BTC) في وضع دقيق للغاية بالقرب من مستوى 112,000 دولار أمريكي، حيث تقف بين مستويات فنية رئيسية يمكن أن تحدد حركتها الاتجاهية الكبرى التالية. يأتي هذا بعد تراجع العملة الرقمية الرائدة من أعلى مستوى تاريخي بلغ 124,000 دولار قبل أسبوعين. يترقب المستثمرون والمتداولون بحذر أي إشارات واضحة تحدد مسار البيتكوين في الأيام والأسابيع القادمة، خاصة مع تزايد الشكوك حول قدرتها على استعادة زخمها الصعودي.

وفقًا ل صادر عن شركة Glassnode في 27 أغسطس، تواجه البيتكوين مقاومة فورية عند مستوى 113,700 دولار. يتزامن هذا المستوى بشكل وثيق مع “تكلفة الشراء” (Cost Basis) للمستثمرين الجدد على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. تكلفة الشراء هي متوسط السعر الذي اشترى به المستثمرون أصولهم، وهي تعتبر مستوى حرجًا غالبًا ما يعمل كمقاومة نفسية وفنية. فالمستثمرون الذين اشتروا البيتكوين في هذه الفترة، ورأوا أسعارها تتراجع، قد يميلون إلى البيع عند هذا المستوى لتقليل خسائرهم أو الخروج متعادلين.

مستويات المقاومة الرئيسية والضغوط البيعية المحتملة

يمثل مستوى 113,700 دولار حاجزًا نفسيًا وفنيًا مهمًا لعملة البيتكوين. هذا المستوى ليس مجرد رقم عشوائي على الرسم البياني، بل هو يعكس تكلفة الشراء المرجحة للعديد من المستثمرين الذين دخلوا السوق خلال الأشهر الثلاثة الماضية. بالنسبة لهؤلاء المستثمرين، الذين ربما وجدوا أنفسهم في خسائر غير محققة بعد التراجع الأخير من أعلى مستوياتها، يمثل هذا المستوى فرصة للخروج من مراكزهم دون خسارة أو بخسارة طفيفة. وبالتالي، فإن أي محاولة للارتفاع فوق هذا المستوى ستواجه على الأرجح ضغوط بيع قوية من هؤلاء “المحتفظين على المدى القصير” الساعين للخروج عند نقطة التعادل.

علاوة على ذلك، يرتفع مستوى تكلفة الشراء لمدة شهر واحد ليجلس عند 115,600 دولار، مما يخلق طبقة مقاومة إضافية قد تحد من محاولات التعافي. هذا يعني أن هناك مجموعة أخرى من المستثمرين الذين دخلوا السوق مؤخرًا (خلال الشهر الماضي) والذين قد يساهمون أيضًا في الضغط البيعي عند هذا المستوى. كلما زادت طبقات المقاومة هذه، أصبحت مهمة اختراقها أصعب، مما يتطلب زخمًا شرائيًا أكبر وإقناعًا أقوى للمستثمرين. هذه المستويات تعمل كحواجز طبيعية أمام الارتفاعات السعرية، حيث إن تجاوزها يتطلب ثقة كبيرة في السوق.

تُظهر البيانات أن المتداولين على المدى القصير غالبًا ما يكونون الأكثر حساسية لتقلبات الأسعار. فبينما يميل المستثمرون على المدى الطويل إلى تجاهل التصحيحات الصغيرة، فإن المتداولين الذين يهدفون إلى تحقيق أرباح سريعة أو تقليل المخاطر، غالبًا ما يتصرفون عند مستويات تكلفة الشراء الخاصة بهم. وهذا ما يجعل هذين المستويين (113,700 دولار و 115,600 دولار) نقاطًا حرجة يجب مراقبتها عن كثب.

الخطر الهبوطي: دعم 107,000 دولار وتهديد العودة إلى خمسة أرقام

الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمتفائلين هو أن مستوى الدعم الحرج للبيتكوين يقع عند 107,000 دولار. يمثل هذا المستوى عتبة تكلفة الشراء لمدة ستة أشهر، مما يعني أنه المستوى الذي اشترى عنده عدد كبير من المستثمرين على المدى المتوسط عملة البيتكوين. اعتبارًا من وقت كتابة هذا التقرير، يبلغ سعر البيتكوين 112,206.57 دولار، مما يضعها فوق هذا الدعم الحيوي بقليل.

إن الانهيار المستمر دون منطقة الدعم هذه يحمل في طياته مخاطر إثارة حالة من الذعر والخوف بين المشاركين الجدد في السوق. قد يؤدي هذا الذعر إلى تسريع الزخم الهبوطي نحو منطقة 95,000 دولار – 93,000 دولار. تُشير الات التاريخية إلى أن هذه المنطقة قد شهدت تشكل قيعان محتملة في دورات سابقة، مما يجعلها منطقة اهتمام كبيرة للمحللين والمستثمرين. ففي حال اختراق 107,000 دولار، قد يتوقع الكثيرون تفعيل أوامر إيقاف الخسارة (stop-loss orders) على نطاق واسع، مما يضخ المزيد من العرض في السوق ويدفع السعر نحو الأسفل بسرعة أكبر.

تُظهر “خريطة توزيع تكلفة الشراء الحرارية” (Cost Basis Distribution Heatmap) مجموعة كثيفة من العرض بين 93,000 دولار و 110,000 دولار، وهي منطقة تتشكل منذ ديسمبر 2024. وقد وفرت منطقة التراكم هذه مرونة للبيتكوين فوق 110,000 دولار، ولكنها تمثل أيضًا منطقة مستهدفة منطقية يجب أن يزداد الضغط البيعي. هذا يعني أن الكثير من البيتكوين قد تم شراؤه وتخزينه في هذه المنطقة السعرية، مما يعني أن العودة إليها قد تجد دعمًا، ولكن الانهيار تحتها قد يشير إلى استسلام حقيقي للمشترين. هذه المنطقة تعمل بمثابة وسادة للمخاطر، حيث يميل المستثمرون إلى الدفاع عن مستويات الشراء الخاصة بهم.

علاوة على ذلك، يشير التحليل الإحصائي لنطاقات الأربع سنوات إلى أن فترات التراجع الهبوطي السابقة وجدت قيعانها عادةً حول انحراف معياري واحد تحت تكلفة شراء المستثمرين على المدى القصير، مما يدعم ال بالوصول إلى 95,100 دولار. هذه النمذجة الإحصائية تعزز فكرة أن المنطقة السفلية في حال الانهيار ليست مجرد تخمين، بل هي مدعومة ببيانات تاريخية وسلوكية للمستثمرين.

باختصار، يمكن أن يكون مستوى 107,000 دولار هو نقطة التحول الحقيقية. فكسره قد يفتح الباب أمام سيناريو هبوطي قاسٍ قد يعيد البيتكوين إلى منطقة الأسعار المكونة من خمسة أرقام، وهي نتيجة لم يرغب أي من الثيران رؤيتها.

تردد المستثمرين وتحول مشاعر السوق

يشير هيكل السوق الحالي إلى أن البيتكوين شهدت تراجعًا بنسبة 11.4% من ذروتها الأخيرة. هذا التراجع، على الرغم من كونه ملحوظًا، إلا أنه لا يزال متواضعًا مقارنة بالتصحيحات التاريخية في منتصف الدورات الصعودية، والتي عادة ما تتجاوز 25%. وهذا يلمح إلى أن السوق لم يدخل بعد مرحلة ضغط شديد أو ذعر واسع النطاق، وأن التصحيح الحالي قد يكون مجرد جزء طبيعي من دورة السوق.

كما أن “الخسارة غير المحققة النسبية” (Relative Unrealized Loss) تقف عند 0.5% فقط، وهو مستوى أقل بكثير من مستويات 30% المرتبطة عادة بمراحل السوق الهابطة العميقة. هذا المقياس يشير إلى أن السوق الأوسع لم يشهد بعد ضغوطًا حادة أو خسائر واسعة النطاق بين المستثمرين. فإذا كانت الخسائر غير المحققة منخفضة، فهذا يعني أن معظم المستثمرين لا يزالون في وضع مريح نسبيًا، ولم يتم اختبارهم بعد.

ومع ذلك، تشير مؤشرات المعنويات إلى تزايد الضغط. مؤشر “نسبة الربح الناتج عن الإنفاق” (Spent Output Profit Ratio – SOPR) يحوم بالقرب من الحياد عند 1.0. هذا يعني أن المستثمرين لا يحققون مكاسب كبيرة ولا يتكبدون خسائر كبيرة عند بيع عملاتهم. عندما يكون SOPR قريبًا من 1، فإنه يشير إلى فترة من عدم اليقين حيث يتخذ المتداولون قراراتهم بحذر شديد، ويفضلون إما البيع عند نقطة التعادل أو الانتظار للحصول على عوائد أفضل.

شهدت أسواق العقود الآجلة الدائمة (Perpetual Futures) تحولًا حاسمًا نحو الاتجاه الهبوطي منذ يوليو. يُظهر “تراكم حجم التداول التفاضلي” (Cumulative Volume Delta – CVD) ضغط بيع مستمرًا عبر بورصات التداول الرئيسية، بما في ذلك Binance و Bybit. يعكس CVD الفرق بين حجم أوامر الشراء والبيع، ويشير الاتجاه الهبوطي المستمر في هذا المؤشر إلى أن البائعين كانوا أكثر عدوانية من المشترين في الفترة الأخيرة، مما يؤكد تدهور المعنويات في سوق المشتقات.

كما تحولت معنويات السوق الفوري من ضغط الشراء القوي الذي لوحظ في أبريل، والذي غذى انتعاش البيتكوين من 72,000 دولار. فبينما كان هناك حماس شراء كبير يدفع الأسعار للأعلى في السابق، فإن هذا الحماس قد تبدد الآن. تظل معدلات ال (Funding Rates) بالقرب من 0.01% عبر البورصات، مما يشير إلى توازن هش في السوق. في مثل هذه الظروف، يمكن حتى لضغط بيع متواضع أن يغير المعنويات بسرعة نحو الاتجاه الهبوطي، حيث لا يوجد حافز قوي للمتداولين لفتح مراكز شراء جديدة أو الحفاظ على المراكز الحالية.

إن كل هذه المؤشرات، مجتمعة، ترسم صورة سوق يفتقر إلى الاتجاه الواضح ويشعر فيه المستثمرون بالتردد. لا توجد قناعة قوية بالصعود، ولا يوجد ذعر حقيقي يدفع إلى البيع المكثف، ولكن الميل العام يشير إلى الحذر والتحول نحو التوجه الهبوطي في العقود الآجلة.

سيناريوهات البيتكوين: مسار ثنائي في فترة حاسمة

إن الإعداد الفني للبيتكوين يقدم نتيجة ثنائية واضحة في الفترة القادمة. فمن ناحية، تواجه أي محاولة للتعافي أو الارتفاع مقاومة هائلة عند مستوى 113,700 دولار. هذا المستوى، كما ذكرنا سابقًا، مدعوم بتكلفة الشراء للمستثمرين على المدى القصير وسيكون نقطة بيع محتملة للعديد منهم الساعين للتعادل أو تقليل الخسائر. اختراق هذا الحاجز يتطلب زخمًا شرائيًا قويًا وثقة متجددة في السوق.

من ناحية أخرى، فإن فقدان مستوى الدعم الحاسم عند 107,000 دولار سيفتح الباب أمام تسارعات في التراجعات السعرية. هذا السيناريو قد يدفع البيتكوين نحو استهداف منطقة 95,000 دولار – 93,000 دولار، حيث توجد تجمعات كبيرة للعرض. الانهيار تحت 107,000 دولار قد يؤدي إلى تفعيل أوامر إيقاف الخسارة ويخلق ذعرًا بين المتداولين الجدد، مما يغذي حلقة مفرغة من البيع.

يتعين على المستثمرين والمتداولين أن يولوا اهتمامًا خاصًا لهذه المستويات الرئيسية وأن يراقبوا عن كثب مؤشرات معنويات السوق. فالأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت البيتكوين ستتمكن من استعادة مسارها الصعودي، أو ما إذا كانت ستضطر للعودة إلى مستويات سعرية أقل، مما يفرض تحديات جديدة على معنويات السوق الأوسع.

في النهاية، يبدو أن سوق البيتكوين يقف على مفترق طرق. فإما أن تجد القوة الكافية لاختراق المقاومة والعودة إلى مسار النمو، أو أن تنهار تحت ضغط الدببة وتواجه عودة إلى مستويات خمسة أرقام، مما يمثل اختبارًا حقيقيًا لمرونة السوق وقدرة المستثمرين على التحمل.

مواضيع مشابهة