ektsadna.com
بيتكوين

بيتكوين تحقق 50% طاقة متجددة وإشادة رئيس ريبل بلفتة “جمجمة ساتوشي”

“`html




بيتكوين على بُعد خطوة من النقاء: بيتكوين يصل إلى علامة 50% طاقة متجددة، ورئيس ريبل يعلق

على بُعد خطوة من النقاء: بيتكوين يصل إلى علامة 50% طاقة متجددة، ورئيس يعلق

شهد عالم العملات المشفرة تطورات مهمة هذا الأسبوع تسلط الضوء على التزام الشبكات الكبرى بالاستدامة البيئية وتعزيز العلاقات بين الكيانات المتنافسة. في قلب هذه التطورات، يأتي إعلان وصول شبكة بيتكوين إلى علامة فارقة باستخدام 50% من الطاقة المتجددة لتشغيل عملياتها، وهو إنجاز لقي إشادة واسعة، بما في ذلك من شخصيات بارزة في شبكات أخرى.

وكان من أبرز ردود الفعل ما صدر عن كريس لارسن، رئيس مجلس إدارة شركة ريبل، الذي أثنى على التوجه المتزايد لشبكة بيتكوين نحو استخدام مصادر طاقة أكثر صداقة للبيئة. جاء تعليق لارسن عقب حدث رمزي شهد تسليم عمل فني يحمل اسم “جمجمة ساتوشي” (Skull of Satoshi) خلال مؤتمر بيتكوين 2025. أوضح لارسن أن هذه الهدية كانت بمثابة وسيلة للاعتراف بالتقدم المحرز في مجال الاستدامة، وأيضاً لبناء علاقات أفضل وتعزيز التفاهم بين معسكر بيتكوين ومجتمع ريبل.

تأتي هذه اللفتة في سياق تاريخي شهد تنافساً وتوتراً بين أنصار بيتكوين ومؤيدي ريبل (XRP). لطالما تبادلت المجموعتان الانتقادات حول جوانب فنية وتشغيلية مختلفة، مثل سرعة المعاملات ورسومها، وصولاً إلى الجدل الحديث حول التأثير البيئي لعمليات .

ريبل تسد الفجوة بين عمالقة الكريبتو

لا يمكن فهم مغزى تصريحات لارسن وتقديم “جمجمة ساتوشي” بمعزل عن جهوده السابقة في مجال الدعوة للتغيير البيئي داخل عالم الكريبتو. فوفقاً لمنشورات على X (تويتر سابقاً)، قام لارسن ب حملة “غيروا الكود، لا المناخ” (Change the Code, Not the Climate) بالكامل من ماله الخاص في عام 2023. وقد أنفق مبالغ تصل إلى ستة أرقام لدعم عمل فني للفنان الكندي بنجامين فون وونج، والذي كان يهدف إلى حث بيتكوين على استبدال نظام إثبات العمل (Proof-of-Work) الذي يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة بنظام بديل يكون أكثر لطفاً بالبيئة.

لم تحقق تلك الحملة النتائج المرجوة تماماً كما كان يأمل لارسن. ومع ذلك، بدا لارسن متفائلاً بشأن تجاوز هذه العقبة والمضي قدماً. وقد حرص على توضيح أن شركة ريبل نفسها لم تضع أي أموال في هذه الحملة، مؤكداً أن التمويل كان شخصياً بالكامل.

في تغريدة له بتاريخ 28 مايو 2025، قال كريس لارسن:

في أوائل عام 2023 عندما قمت بتمويل حملة “غيروا الكود”، كان هدفي هو معرفة ما إذا كان هناك سبيل لتحويل بيتكوين إلى محفز لاحتجاز الهواء المباشر. الحملة لم تنجح، وهذا مقبول! ملاحظة – ريبل لم تمول هذه الحملة.

كانت هذه التغريدة بمثابة تأكيد على دوره الفردي في الدعوة للتغيير، وفي نفس الوقت، تسليط الضوء على التحول الذي شهدته بيتكوين مؤخراً في استهلاك الطاقة.

تُظهر هذه الخلفية أن لارسن لم يكن مجرد مراقب خارجي، بل كان مشاركاً فاعلاً في النقاش حول استدامة بيتكوين. ورغم أن دعوته لتغيير آلية التوافق لم تجد طريقها للتطبيق، فإن اعترافه بالتقدم الحالي يُعد خطوة هامة نحو التهدئة والتعاون.

تحول بيتكوين نحو الطاقة المتجددة: علامة 50% ليست مجرد رقم

النبأ الأبرز الذي شكل محور النقاش هذا الأسبوع هو وصول شبكة بيتكوين إلى نقطة تحول مهمة في استهلاك الطاقة. استناداً إلى تقارير صادرة عن مركز كامبريدج للتمويل البديل (Cambridge Centre for Alternative Finance)، يأتي حوالي 50% من الطاقة التي تستخدمها شبكة بيتكوين الآن من مصادر متجددة. هذا الرقم يمثل قفزة كبيرة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع قبل خمس سنوات فقط، عندما كانت نسبة الاعتماد على المصادر المتجددة أقل بكثير.

تشمل المصادر المتجددة التي يعتمد عليها معدنو بيتكوين حالياً مجموعة متنوعة من التقنيات، منها:

  • طاقة الرياح: استغلال مزارع الرياح لتوليد الكهرباء اللازمة لعمليات ال.
  • الطاقة الكهرومائية: استخدام الطاقة الناتجة عن تدفق المياه في السدود ومحطات الطاقة المائية.
  • الطاقة النووية: على الرغم من أنها ليست “متجددة” بالمعنى الدقيق، إلا أنها تعتبر مصدراً نظيفاً لا ينتج انبعاثات كربونية بنفس مستوى الوقود الأحفوري، ويصنفها البعض ضمن فئة “الطاقة النظيفة” أو “البديلة”.

بالإضافة إلى هذه المصادر التقليدية للطاقة المتجددة، ابتكر المعدنون أيضاً حلولاً ذكية للاستفادة من الطاقة المهدرة. فقد لجأ البعض إلى الغاز المهدر، حيث يتم تحويل الغاز الطبيعي الذي يتم حرقه عادة في عمليات استخراج النفط (Flared Natural Gas) إلى وقود لتشغيل منصات التعدين الخاصة بهم. هذا لا يقلل من انبعاثات غاز الميثان الضارة فحسب، بل يوفر أيضاً مصدراً رخيصاً للطاقة للمعدنين في المواقع النائية.

يُظهر هذا التحول الكبير أن بيتكوين قادرة على تحسين بصمتها البيئية بشكل ملموس دون الحاجة إلى تغيير جوهري في كود الشبكة أو آلية إثبات العمل المثيرة للجدل. هذا التطور يمثل رداً قوياً على الانتقادات البيئية التي طالما وجهت لبيتكوين، ويدعم الفكرة القائلة بأن الابتكار والبحث عن مصادر طاقة مستدامة يمكن أن يكونا حلاً فعالاً لمشاكل استهلاك الطاقة في التعدين.

التبرع بـ “جمجمة ساتوشي”: لفتة رمزية لبناء الجسور

في المؤتمر الذي أقيم مؤخراً، قامت شركة ريبل بتقديم هدية غير تقليدية للمجتمع الأوسع لبيتكوين: منحوتة “جمجمة ساتوشي”. لم تكن هذه اللفتة مجرد فرصة لالتقاط الصور، بل كانت تحمل دلالات أعمق بكثير. إنها إشارة واضحة إلى أن ريبل تسعى إلى تخفيف حدة التوتر والعداء التاريخي بين مؤيدي عملتها الرقمية XRP وأنصار بيتكوين.

كما ذكرنا سابقاً، شهدت العلاقة بين المجموعتين فترات من النزاع والخلاف حول جوانب متعددة من العملات المشفرة. من رسوم المعاملات وسرعتها في البداية، وصولاً إلى النقاش الأخير حول التأثير البيئي. بتقديم عمل فني يهدف إلى إثارة النقاش والتفكير حول جذور مجتمع الكريبتو (ساتوشي ناكاموتو هو الاسم المستعار لمؤسس بيتكوين)، تبدو ريبل وكأنها تقول: “دعونا نتحدث، لا نتقاتل”.

يعد اختيار عمل فني كهذا، والذي يلامس عمق الهوية الأسطورية لبيتكوين، خطوة محسوبة. “جمجمة ساتوشي” ليست مجرد عمل فني، بل هي تذكير بالأصل المشترك لعالم العملات المشفرة وأهمية الشخصية الغامضة التي أطلقت العنان لهذه الثورة المالية والتكنولوجية. التبرع بها لمتحف بيتكوين يمنحها موطناً دائماً في قلب مجتمع بيتكوين، مما يعزز رمزية المصالحة والاعتراف المتبادل.

دعوة إلى جبهة موحدة في عالم الكريبتو

لم يكن كريس لارسن وحده من يمد يد التعاون. فقد انضم براد جارلينجهاوس، الرئيس التنفيذي لشركة ريبل، إلى هذا العرض لحسن النية. وجه جارلينجهاوس دعوة مفتوحة لجميع اللاعبين في قطاع العملات المشفرة للعمل معاً وتوحيد الجهود. وقد شدد على أهمية ذلك في مواجهة التحديات المشتركة التي يواجهها القطاع بأكمله.

تضمنت دعوة جارلينجهاوس عدة نقاط محورية:

  • حث الجهات التنظيمية على وضع قواعد أكثر وضوحاً وتنظيماً للقطاع، مما يساهم في بناء الثقة وتسهيل الابتكار المسؤول.
  • مطالبة العاملين في الصناعة بالتركيز على خدمة أولئك الذين لا يملكون حسابات بنكية (unbanked)، مما يؤكد على الدور الاجتماعي والاقتصادي المحتمل للعملات المشفرة في تحقيق الشمول المالي.
  • التأكيد على أن أنصار XRP وبيتكوين، وغيرهم من مجتمعات الكريبتو، يملكون قواسم مشتركة أكثر مما قد يعتقدون.
  • الدعوة إلى التوحد ضد الضغوط الخارجية، مثل تشديد اللوائح التنظيمية وتزايد الشكوك العامة في السوق.

تشير تصريحات جارلينجهاوس إلى رؤية أوسع تتجاوز المنافسة بين الشبكات الفردية. إنها دعوة لإنشاء جبهة موحدة يمكنها الدفاع عن مصالح الصناعة ككل، وتعزيز قبولها على نطاق أوسع، ومواجهة الانتقادات والتحديات التنظيمية بفعالية أكبر.

التطلع إلى الأمام: عصر جديد من التعاون؟

إن التحول الذي تشهده بيتكوين نحو الطاقة المتجددة، مقترناً بالإشارات الإيجابية التي أرسلتها ريبل من خلال هبة “جمجمة ساتوشي” ودعوات قادتها للوحدة، يمكن أن يمهد الطريق لعصر جديد من التفاعل بين الشبكات المتنافسة في عالم العملات المشفرة. تثبت هذه الأحداث أن حتى أشد المنتقدين يمكن أن يجدوا أرضية مشتركة للتعاون والنقاش البناء.

تشير هذه التطورات أيضاً إلى أن الفن – والأفكار الكبيرة التي يمثلها – يمكن أن يلعب دوراً هاماً في سد الفجوات وبناء الجسور بين المجتمعات المختلفة، حتى في القطاعات التكنولوجية المعقدة مثل العملات المشفرة. إنها رسالة مفادها أن التقدم لا يقتصر على الابتكار التقني فحسب، بل يشمل أيضاً النضج المجتمعي والقدرة على الحوار والاعتراف بالجهود الإيجابية للآخرين.

بينما تستمر شبكات مثل بيتكوين وريبل في التطور والتنافس، فإن التركيز المتزايد على الاستدامة البيئية والتعاون بين الكيانات الكبرى يبشر بمستقبل أكثر نضجاً ومسؤولية لصناعة العملات المشفرة بأكملها. إن الوصول إلى علامة 50% طاقة متجددة لبيتكوين ليس مجرد إنجاز بيئي، بل هو على قدرة الشبكة على التكيف والتحسن، وهو أيضاً نقطة التقاء محتملة للحوار والتعاون مع أجزاء أخرى من النظام البيئي للكريبتو.

تبقى التحديات قائمة، سواء فيما يتعلق بالوصول إلى استدامة كاملة أو بناء توافق حقيقي بين جميع الأطراف. ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة في مؤتمر بيتكوين 2025 تقدم بصيصاً من الأمل في أن يكون المستقبل مبنياً على المزيد من التعاون والفهم المتبادل، بدلاً من التنافس العدائي والانتقادات الهدامة.

“`

مواضيع مشابهة