ektsadna.com
ايثيريوم

تدفقات الإيثيريوم الخارجة من المنصات: هل تستعد حيتان السوق لارتفاع وشيك؟

تدفقات الإيثيريوم الخارجة من المنصات: هل تستعد حيتان السوق لارتفاع وشيك؟

شهدت عملة الإيثيريوم (ETH) مؤخرًا تراجعًا ملحوظًا، حيث هبط سعرها دون مستوى 4000 لأول مرة منذ الثامن من أغسطس، وذلك في خضم تراجع أوسع نطاقًا في السوق. تزامن هذا الهبوط مع انخفاض حاد في احتياطيات العملة المشفرة على منصات التداول الرئيسية. اللافت للنظر أن منصات تبادل العملات الرقمية الرائدة مثل (Binance) وكوين بيس أدفانسد (Coinbase Advanced) شهدت زيادة حادة في التدفقات الخارجة من الإيثيريوم، مما يثير تساؤلات حول تحركات كبار المستثمرين والمستقبل المحتمل للعملة.

تُعد هذه التدفقات الخارجة مؤشرًا حيويًا يعكس سلوك المستثمرين، وخاصة الحيتان – الكيانات الكبيرة التي تمتلك كميات ضخمة من الإيثيريوم. عندما يقوم المستثمرون بسحب أصولهم من المنصات إلى محافظهم الخاصة (الباردة أو غير الحاضنة)، فإن ذلك غالبًا ما يشير إلى نيتهم في الاحتفاظ بهذه الأصول على المدى الطويل، بعيدًا عن ضغوط البيع الفورية التي تتواجد عادةً في المنصات النشطة. هذا السلوك قد يقلل من المعروض المتاح للتداول، مما قد يؤثر بشكل إيجابي على السعر إذا ما ارتفع الطلب.

تراجع احتياطيات الإيثيريوم في بينانس وكوين بيس أدفانسد: إشارات قوية من السوق

وفقًا ل “كويك تيك” من كريبتو كوانت (CryptoQuant) بواسطة المساهم CryptoOnchain، فقد شهدت التدفقات الخارجة من الإيثيريوم عبر جميع منصات التداول الرائدة ارتفاعًا كبيرًا. ففي الفترة بين أغسطس وسبتمبر 2025، انخفض صافي التدفقات الداخلة/الخارجة (الصافي) للمتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا (50-day SMA netflow) إلى ما دون 40,000- إيثيريوم يوميًا، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2023. هذا الانخفاض الحاد يحمل دلالات مهمة للمحللين والمستثمرين على حد سواء.

إن هبوط المتوسط المتحرك البسيط (50-day SMA) إلى ما دون 40,000- إيثيريوم يوميًا يشير بوضوح إلى انخفاض المعروض الفوري في السوق، وهو ما قد يضع أساسًا لضغوط سعرية تصاعدية محتملة. عندما يقل المعروض من أي أصل، فإنه يصبح أكثر ندرة، وفي حال ثبات أو زيادة الطلب، فإن السعر غالبًا ما يتجه نحو الارتفاع. هذه الديناميكية الأساسية للسوق هي ما يراقبها المحللون عن كثب عند تقييم التدفقات من وإلى المنصات.

بيانات بينانس: انخفاض قياسي في التدفقات الخارجة

أظهرت البيانات المستقاة من بينانس، إحدى أكبر منصات تبادل العملات المشفرة عالميًا، تقلبات في صافي التدفقات على مدار العامين الماضيين، متأرجحة بين القيم الإيجابية والسلبية. ومع ذلك، برز تحرك واضح نحو تدفقات خارجة كثيفة في الأشهر الأخيرة. يوضح الرسم البياني الخاص بهذا المؤشر أن المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا قد وصل إلى أدنى مستوياته في عامين على بينانس. يشير هذا التراجع الملحوظ إلى تضاؤل حيازة السيولة على منصة بينانس، وهو ما يتوافق مع الاتجاه الأوسع في السوق. بمعنى آخر، يقوم عدد كبير من حاملي الإيثيريوم بسحب عملاتهم من بينانس، مما يقلل من مخزون الإيثيريوم المتاح للتداول الفوري على المنصة.

هذا النمط من السحب المستمر يختلف عن السحوبات قصيرة الأجل أو العرضية. إنه يشير إلى استراتيجية أطول مدى حيث يفضل المستثمرون الاحتفاظ بأصولهم خارج بيئة التداول النشطة، ربما لتجنب الإغراءات المرتبطة بالبيع السريع أو للمشاركة في أنشطة مثل التخزين (Staking) أو ال ال () التي تتطلب سحب العملات إلى محافظ شخصية. هذه السحوبات الجماعية من منصة بحجم بينانس يمكن أن يكون لها تأثير عميق على ديناميكيات العرض والطلب العالمية للإيثيريوم.

كوين بيس أدفانسد: أدنى مستويات على الإطلاق وتأثير المستثمرين المؤسسيين

يمكن ملاحظة اتجاه مماثل على كوين بيس أدفانسد (Coinbase Advanced)، وهي منصة تداول عملات مشفرة رائدة تخدم بشكل أساسي المستثمرين المؤسسيين والعملاء المقيمين في الولايات المتحدة. هنا، انخفض المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا إلى حوالي 20,000- إلى 25,000- إيثيريوم، مسجلاً أدنى مستوى له على الإطلاق لهذه المنصة. هذا الرقم القياسي غير المسبوق يعزز فكرة وجود تحول هيكلي في كيفية إدارة الإيثيريوم من قبل اللاعبين الكبار في السوق.

أشار مساهم كريبتو كوانت إلى أن هذا الانخفاض الكبير في كوين بيس أدفانسد منذ أوائل صيف عام 2025 يشير إلى عمليات نقل أصول واسعة النطاق. ومن المفترض أن هذه التحويلات تتم بواسطة مستثمرين مؤسسيين إلى محافظ باردة أو منصات غير حاضنة. عادةً ما يلجأ المستثمرون المؤسسيون إلى المحافظ الباردة لزيادة الأمان وتقليل المخاطر المرتبطة بالاختراقات أو المشاكل التشغيلية للمنصات. عندما يتم نقل كميات ضخمة من الإيثيريوم بهذه الطريقة، فإنها لا تخرج فقط من دائرة التداول النشطة، بل تعكس أيضًا ثقة طويلة الأمد في الإيثيريوم كأصل ي استراتيجي، بدلاً من أداة للمضاربة قصيرة الأجل.

خلص CryptoOnchain إلى أن هذا التضافر بين أدنى المستويات في عدة سنوات على بينانس وأدنى المستويات على الإطلاق في كوين بيس أدفانسد، يشير إلى اتجاه هيكلي على مستوى السوق لسحب الإيثيريوم من المنصات. وأضافوا أن “هذا النوع من استنزاف السيولة يقلل عادةً من المعروض الفوري ويمهد الطريق لتحركات صعودية محتملة على المدى المتوسط – بشرط أن يرتفع الطلب في السوق.” هذه الملاحظة حاسمة، حيث تربط بين ديناميكيات العرض والطلب وتوقعات السعر المستقبلية.

هل تستعد حيتان الإيثيريوم لارتفاع آخر؟ دلائل تراكمية قوية

على الرغم من أن زخم الإيثيريوم قد تحول إلى الاتجاه الهبوطي خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن البيانات على السلسلة (on-chain data) تكشف أن حيتان الإيثيريوم – وهي المحافظ التي تحتوي على كميات كبيرة من الإيثيريوم – تقوم بهدوء بتجميع الأصول الرقمية استعدادًا لارتفاع محتمل آخر. هذا السلوك التراكمي في أوقات التراجع السعري هو سمة مميزة للحيتان التي تحاول “الشراء عند الانخفاض” (buy the dip)، مستفيدة من الأسعار المنخفضة لزيادة حيازاتها قبل الانتعاش المتوقع.

في الآونة الأخيرة، سلط المحلل المتخصص في العملات المشفرة Darkfost الضوء على أن عناوين المحافظ المجمعة للإيثيريوم تتزايد بمعدل غير مسبوق. والجدير بالذكر أنه تم إضافة ما يقرب من 400,000 إيثيريوم إلى هذه المحافظ المتخصصة في 24 سبتمبر. هذا الحجم الهائل من التجميع في يوم واحد يعكس شهية قوية بين كبار المستثمرين لزيادة انكشافهم على الإيثيريوم، حتى في ظل التقلبات الحالية للسوق.

إن قيام حيتان الإيثيريوم بتجميع الأصول الرقمية على الرغم من الأداء السعري المتواضع للعملة خلال الأسابيع القليلة الماضية ليس أمرًا مفاجئًا. فالتوقعات الاقتصادية الكلية المتفائلة، والتي تشير إلى انتعاش محتمل للأسواق العالمية وزيادة الاهتمام بالأصول الرقمية، تدعم احتمالية حدوث ارتفاع وشيك للعملة المشفرة. في وقت كتابة هذا التقرير، يتم تداول الإيثيريوم عند 3,900 دولار، بانخفاض 2.8% خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يجعله نقطة دخول جذابة لهؤلاء المستثمرين الاستراتيجيين.

الآثار المحتملة على سعر الإيثيريوم: سيناريوهات مستقبلية

يمكن أن تكون للتدفقات الخارجة من الإيثيريوم من المنصات آثار عميقة على سعر العملة في المستقبل القريب والمدى المتوسط. إذا استمر هذا الاتجاه، فإنه سيؤدي إلى ما يُعرف “بصدمة العرض” (supply shock)، حيث يقل المعروض المتاح للشراء في السوق المفتوحة بشكل كبير. في ظل وجود طلب ثابت أو متزايد، فإن هذا النقص في العرض غالبًا ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل حاد.

علاوة على ذلك، فإن سلوك التراكم من قبل حيتان الإيثيريوم يضفي مصداقية على هذا السيناريو. هؤلاء المستثمرون الكبار لديهم القدرة على التأثير بشكل كبير على السوق، وقراراتهم غالبًا ما تكون مبنية على ات عميقة للسوق وتوقعات طويلة الأجل. عندما يرون أن الأصول تُسحب من المنصات وتُخزن في محافظ باردة، فإن ذلك يعزز ثقتهم في أن النقص في المعروض سيؤدي في النهاية إلى زيادة القيمة.

من المهم أيضًا النظر إلى الدور المتزايد للمستثمرين المؤسسيين في المشفرة. تُظهر البيانات أن كوين بيس أدفانسد، التي تخدم هؤلاء المستثمرين بشكل كبير، تشهد تدفقات خارجة قياسية. هذا يشير إلى أن المؤسسات الكبرى تنظر إلى الإيثيريوم ليس فقط كأصل للمضاربة، بل كجزء استراتيجي من محافظها الاستثمارية طويلة الأجل، مما يوفر دعمًا أساسيًا للعملة ويقلل من تقلباتها الناتجة عن عمليات البيع الذعرية.

الاستنتاج: الإيثيريوم في مفترق طرق استراتيجي

في الختام، تُظهر البيانات الأخيرة المتعلقة بتدفقات الإيثيريوم من منصات التداول اتجاهًا واضحًا ومهمًا: هناك حركة هيكلية لسحب كميات كبيرة من الإيثيريوم من المنصات النشطة. هذا الاتجاه، المدعوم بانخفاضات قياسية في احتياطيات بينانس وكوين بيس أدفانسد، يشير إلى تقلص المعروض الفوري المتاح في السوق. بالتوازي مع ذلك، تؤكد البيانات على السلسلة أن حيتان الإيثيريوم تستغل هذا التراجع في الأسعار لتجميع المزيد من العملات، مما يعزز فكرة الاستعداد لارتفاع محتمل.

هذه الديناميكيات مجتمعة ترسم صورة لمستقبل واعد للإيثيريوم على المدى المتوسط، شريطة أن يرتفع الطلب في السوق. إن استنزاف السيولة من المنصات وارتفاع تراكم الحيتان يمكن أن يضع الإيثيريوم في وضع يسمح له بتحقيق مكاسب كبيرة بمجرد أن تتحسن معنويات السوق وتزداد الثقة العامة. لذا، يُنصح المستثمرون بمراقبة هذه المؤشرات عن كثب والنظر في كيفية تأثيرها على استراتيجياتهم الاستثمارية.

ملاحظة: هذه المقالة لأغراض معلوماتية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة مالية. قم دائمًا بإجراء بحثك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

مواضيع مشابهة