“`html
تدفق 1.5 مليار دولار إلى صناديق تداول بيتكوين هذا الأسبوع مع وصول سعر البيتكوين إلى 108 آلاف دولار مرتين
تشهد أسعار البيتكوين ارتفاعًا ثابتًا مدعومة بالاستثمار المؤسسي الذي يدفع زخمًا كبيرًا في عملية تجميع واسعة من قبل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) للبيتكوين الفوري. هذا التدفق الهائل لرأس المال يؤكد الثقة المتزايدة لدى كبار المستثمرين في الأصول الرقمية الرائدة، ويشير إلى مرحلة جديدة من التبني المؤسسي وتأثيره المتزايد على ديناميكيات السوق.
شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة تدفقات واردة بلغت حوالي 1.5 مليار دولار حتى الآن هذا الأسبوع، حيث يقود المستثمرون المؤسسيون دفة الأسواق نحو مستويات سعرية أعلى. هذه الأرقام الضخمة تسلط الضوء على حجم الطلب الكبير من الكيانات المالية التقليدية على التعرض المباشر للبيتكوين من خلال هذه الأدوات الاستثمارية المنظمة.
في ثلاثة أيام تداول فقط، بلغ إجمالي التدفقات الواردة لصناديق البيتكوين الفورية الأمريكية 1.48 مليار دولار، وفقًا لبيانات Farside Investors. هذا يدل على وتيرة سريعة للاستثمار ويشير إلى أن التجميع يحدث بشكل متواصل وبكميات كبيرة يومًا بعد يوم. الأهم من ذلك، لم تسجل هذه الصناديق أي يوم تدفقات خارجة منذ السادس من يونيو، أي ما يقرب من ثلاثة أسابيع. هذا الاستمرار في التدفقات الواردة وغياب عمليات البيع المكثفة من قبل حاملي هذه الصناديق يعطي صورة إيجابية للغاية عن معنويات السوق من قبل هؤلاء المستثمرين الكبار.
وصف نيت جيراسي، رئيس ETF Store، الوضع بأنه “مثير للسخرية تمامًا” (Absolutely ridiculous)، مشيرًا إلى ضخ ما يقرب من 4 مليارات دولار من رأس المال الجديد في هذه الصناديق خلال فترة قصيرة نسبيًا. وأضاف أن إجمالي التدفقات التراكمية يقترب من 50 مليار دولار منذ إطلاق هذه المنتجات قبل 18 شهرًا فقط. هذا النمو المذهل في قاعدة أصول صناديق تداول البيتكوين يعكس تحولًا كبيرًا في كيفية وصول المؤسسات والأفراد ذوي الثروات العالية إلى البيتكوين، مفضلين الطريق المنظم والسهل الذي توفره صناديق التداول.
صناديق التداول في أوج تألقها
كان صندوق iShares Bitcoin Trust (IBIT) التابع لشركة BlackRock هو الأكثر جذبًا للتدفقات، حيث استحوذ على أكثر من 9400 بيتكوين هذا الأسبوع وحده. هذا يعادل عشرات الملايين من الدولارات من البيتكوين يتم شراؤها يوميًا بواسطة هذا الصندوق العملاق. بلغ إجمالي التدفقات التراكمية للصندوق حوالي 52 مليار دولار منذ إطلاقه، مسجلًا تدفقات واردة إضافية بقيمة 340 مليون دولار يوم الأربعاء الماضي وحده، حسب Farside Investors. هذا الأداء القوي لـ IBIT يؤكد مكانة BlackRock كلاعب رئيسي في سوق الأصول الرقمية وقدرتها على جذب رؤوس الأموال الضخمة.
يأتي في المرتبة الثانية صندوق Fidelity، الذي شهد تدفقات واردة بقيمة 115 مليون دولار في 25 يونيو، ويبلغ إجمالي تدفقاته التراكمية 11.7 مليار دولار. على الرغم من كونه منافسًا رئيسيًا، إلا أن الفجوة بينه وبين صندوق BlackRock لا تزال كبيرة، مما يشير إلى تفوق واضح لـ IBIT في جذب المستثمرين. المنتجات التسعة الأخرى المتوفرة في السوق تعتبر صغيرة مقارنة بهذين العملاقين، حيث تستحوذ BlackRock وFidelity على حصة الأسد من إجمالي التدفقات والأصول المدارة في صناديق تداول البيتكوين الفورية.
في أخبار ذات صلة، قامت شركتا Invesco وGalaxy، وهما من مصدري صناديق التداول المعروفين، بتقديم طلب للحصول على صندوق تداول لعملة Solana يوم الأربعاء. هذا التقديم يرفع العدد الإجمالي للمصدرين الذين تقدموا بطلبات لصناديق Solana إلى تسعة، وفقًا لما ذكره محلل صناديق التداول في بلومبرج، جيمس سايفارت. هذا التوجه نحو إطلاق صناديق تداول لعملات رقمية أخرى غير البيتكوين والإيثيريوم يشير إلى نضج متزايد في السوق واهتمام المؤسسات بتنويع تعرضها للأصول الرقمية.
وفي سياق آخر يعكس التوسع في أنواع الأصول الرقمية التي تغطيها صناديق التداول، قامت شركة Canary Capital بتقديم نموذج 19b-4 إلى CBOE لإطلاق صندوق تداول باسم PENGU ETF. هذا الصندوق المقترح سيغطي الرموز المميزة (Tokens) ورموز NFT لمشروع Pudgy Penguins الشهير. هذه الخطوة تظهر أن الابتكار في منتجات الاستثمار الرقمية لا يقتصر على العملات المشفرة الكبيرة، بل يمتد ليشمل مجالات أحدث مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، مما يوفر طرقًا جديدة للمستثمرين التقليديين للوصول إلى هذا الجزء من السوق.
يُظهر الاهتمام المتزايد بتقديم صناديق تداول لعملات رقمية مختلفة مثل Solana، بالإضافة إلى منتجات تجمع بين الرموز والـ NFTs مثل صندوق PENGU المقترح، تحولاً نحو توفير مجموعة أوسع من خيارات الاستثمار المنظمة في عالم الأصول الرقمية. هذا التطور يمكن أن يجذب شرائح جديدة من المستثمرين الذين يبحثون عن أدوات استثمارية مألوفة لهم من الأسواق المالية التقليدية، ولكنه يستهدف فئات أصول رقمية متنوعة تتجاوز البيتكوين فقط. إن وجود 9 شركات مختلفة تتقدم بطلب للحصول على صندوق تداول لـ Solana يشير إلى وجود إدراك قوي في الصناعة لإمكانية نجاح مثل هذه المنتجات وتزايد الطلب عليها.
في غضون ذلك، اعترف نظام الإسكان في الولايات المتحدة بالبيتكوين كأصل احتياطي، في خطوة وصفها مايكل سايلور، أحد أبرز مؤيدي البيتكوين والرئيس التنفيذي لشركة MicroStrategy، بأنها “لحظة حاسمة لتبني المؤسسات للبيتكوين والاعتراف به كضمان”. هذا الاعتراف من قبل كيان ضمن النظام المالي التقليدي يعتبر تطورًا كبيرًا يعزز شرعية البيتكوين كأصل مالي ويمكن أن يفتح الباب أمام استخدامات أوسع له كضمان للقروض أو جزء من محافظ الأصول الاحتياطية لمزيد من المؤسسات.
هيمنة البيتكوين تتصاعد
حققت أسعار البيتكوين مكاسب تقارب 10% منذ انخفاضها إلى ما دون مستوى 100 ألف دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع. هذا الارتداد القوي يؤكد مرونة البيتكوين وقدرته على التعافي بسرعة بعد فترات التصحيح. لامس الأصل الرقمي مستوى 108,100 دولار مرتين في الساعات الـ 24 الماضية، قبل أن يتراجع قليلاً ليستقر عند حوالي 107,800 دولار خلال جلسة التداول الآسيوية صباح يوم الخميس. هذه التحركات السعرية تشير إلى مقاومة قوية عند مستوى 108 آلاف دولار، لكن الزخم العام لا يزال صاعدًا.
أدت التحركات الأخيرة في سعر البيتكوين إلى عودة هيمنته (Bitcoin Dominance) إلى أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، لتصل إلى 65.7% هذا الأسبوع. تشير هيمنة البيتكوين إلى النسبة المئوية لإجمالي القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة التي يستحوذ عليها البيتكوين وحده. ارتفاع هذه النسبة يعني أن أداء البيتكوين يتفوق بشكل كبير على أداء العملات البديلة (Altcoins) الأخرى مثل الإيثيريوم. خلال الفترة نفسها التي ارتفعت فيها هيمنة البيتكوين، بقيت الإيثيريوم ومعظم العملات البديلة الأخرى في حالة من الركود أو سجلت مكاسب هامشية مقارنة بمكاسب البيتكوين.
تقليديًا، تستغرق هيمنة البيتكوين من شهر إلى شهرين لتتعافى من إعادة اختبار ناجحة لمستوى الدعم عند 64% وصولًا إلى 71%. هذه الحركة التاريخية توفر سياقًا لما يمكن توقعه بعد تجاوز البيتكوين لمستوى هيمنة 64%. ومع ذلك، أشار المحلل الشهير “Rekt Crypto” إلى أن الدورة الحالية شهدت أطرًا زمنية أطول لهذه الحركة. على سبيل المثال، استغرقت إعادة اختبار في عام 2019 شهرين، بينما امتدت الفترة في الدورة الحالية إلى 4 أشهر حتى الآن للوصول إلى المستويات الحالية.
أضاف Rekt Crypto أن العديد من المتداولين يأملون في رؤية ارتفاع سريع لهيمنة البيتكوين نحو 70% لإنهاء هذه المرحلة بسرعة والانتقال إلى “موسم العملات البديلة” المتوقع، حيث تبدأ العملات البديلة في التفوق على البيتكوين. ومع ذلك، حذر من أن “القلق هو أن الكثير من الناس يتمنون بشدة رؤية ارتفاع سريع في هيمنة البيتكوين الآن، ونادرًا ما يمنح السوق الناس بالضبط ما يريدون”. هذه الملاحظة تشير إلى أن التوقعات المتفائلة للغاية قد لا تتحقق بالضرورة في الأطر الزمنية المرغوبة، وأن السوق قد يتخذ مسارًا أكثر تعقيدًا أو بطئًا مما يتوقعه الأغلبية.
إن ارتفاع هيمنة البيتكوين عادة ما يكون علامة على أن رأس المال يتدفق بشكل أساسي إلى البيتكوين، ربما كملاذ آمن نسبيًا في سوق متقلب أو كخطوة أولى للمستثمرين المؤسسيين الجدد. هذا غالبًا ما يؤدي إلى ضعف أداء العملات البديلة على المدى القصير. استمرار هذه المرحلة لفترة أطول مما هو متوقع، كما يشير Rekt Crypto، قد يختبر صبر المستثمرين في العملات البديلة. ومع ذلك، تاريخيًا، فترات هيمنة البيتكوين العالية غالبًا ما يتبعها تحول في الزخم نحو العملات البديلة بمجرد أن يشعر المستثمرون بالراحة مع مكاسب البيتكوين ويبدأون في البحث عن فرص في الأصول الأخرى.
الجمع بين التدفقات المؤسسية الضخمة إلى صناديق تداول البيتكوين وارتفاع هيمنة البيتكوين يرسم صورة لسوق يقوده البيتكوين بشكل متزايد. المستثمرون الكبار يفضلون البيتكوين حاليًا، مما يدفع سعره وهيمنته إلى الأعلى، بينما لا تزال العملات البديلة تلحق بالركب. يترقب المشاركون في السوق ما إذا كانت هذه المرحلة ستستمر لفترة أطول، أم أننا سنرى تحولاً قريبًا يعيد الحياة إلى سوق العملات البديلة.
التطورات الأخيرة تؤكد الأهمية المتزايدة للبيتكوين كأصل استثماري على الساحة العالمية، ليس فقط للمستثمرين الأفراد ولكن بشكل متزايد للمؤسسات الكبرى والهيئات المالية التقليدية. إن الاعتراف به كأصل احتياطي والاستمرار في التدفقات الضخمة إلى صناديق التداول هي مؤشرات واضحة على هذا الاتجاه. يبقى السؤال الرئيسي للمستثمرين هو كيف ستؤثر هذه الديناميكيات على بقية سوق العملات المشفرة، ومتى قد تبدأ العملات البديلة في اللحاق بالبيتكوين أو حتى التفوق عليه.
“`