ektsadna.com
الاقتصاد والتمويل

أسهم Dell تتراجع مع خفض مورجان ستانلي لتصنيفها وسط مخاوف ارتفاع تكاليف الذاكرة

أسهم Dell تتراجع مع خفض مورجان ستانلي لتصنيفها وسط مخاوف ارتفاع تكاليف الذاكرة

شهدت أسهم Dell Technologies (DELL) تراجعًا ملحوظًا في تداولات ما قبل السوق يوم الاثنين، حيث انخفضت بأكثر من 5% بعد أن أصدرت شركة مورجان ستانلي (Morgan Stanley) تخفيضًا قاسيًا لتصنيفها. خفضت الشركة تصنيف Dell من “زيادة الوزن” (Overweight) إلى “نقص الوزن” (Underweight)، كما خفضت السعر المستهدف للسهم بشكل كبير من 144 ًا إلى 110 دولارات. يأتي هذا التراجع ليوقف سلسلة من الأداء القوي للسهم كانت قد بدأها في مارس 2023.

تُشكل هذه الخطوة تحولًا جذريًا في نظرة مورجان ستانلي لعملاق التكنولوجيا، وتُسلط الضوء على مخاوف متزايدة بشأن الضغوط على هوامش الربح، خاصةً تلك الناجمة عن ارتفاع تكاليف مكونات الذاكرة الرئيسية مثل رقائق DRAM و NAND. يعتبر هذا التخفيض بمثابة جرس إنذار للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا، ويدعو إلى إعادة تقييم مسار Dell المستقبلي في ظل هذه التحديات.

تفاصيل خفض التصنيف من مورجان ستانلي

جاء قرار خفض التصنيف بقيادة المحلل إريك وودرينغ (Erik Woodring) من مورجان ستانلي، والذي أشار إلى ارتفاع تكاليف المكونات كعامل أساسي ومثير للقلق. تعتمد Dell Technologies بشكل كبير على الأجهزة كثيفة الذاكرة لمنتجاتها، مما يجعل نموذج أعمالها عرضة بشكل خاص لزيادات الأسعار في هذا القطاع. هذه الاعتمادية تخلق تحديًا مباشرًا عندما ترتفع أسعار رقائق DRAM و NAND بشكل حاد، وهو ما يحدث حاليًا.

  • التصنيف الجديد: من “زيادة الوزن” إلى “نقص الوزن”.
  • السعر المستهدف الجديد: 110 دولارات، بانخفاض عن 144 دولارًا سابقًا.
  • الانخفاض الفوري: هبطت أسهم Dell بأكثر من 5% في تداولات ما قبل السوق.

يُعد هذا التخفيض بمثابة ضربة قوية لسهم Dell الذي كان قد حقق أداءً استثنائيًا منذ مارس 2023، حيث تفوق بنحو 200 نقطة. ترى مورجان ستانلي أن هذا الزخم قد بدأ بالانعكاس، وأن التحديات الوشيكة ستلقي بظلالها على الأداء المستقبلي للشركة.

ارتفاع تكاليف الذاكرة يضغط على هوامش Dell

أكد وودرينغ أن Dell تُعد واحدة من أكثر الشركات تضررًا في قطاع مصنعي المعدات الأصلية (OEM) من تضخم تكاليف الذاكرة. يتوقع المحللون أن تؤدي هذه التكاليف المتزايدة إلى الضغط على هوامش الربح على مدى الـ 12 إلى 18 شهرًا القادمة، مما يُضعف من جاذبية السهم للمستثمرين. جاءت هذه الفترة الصعبة في توقيت غير مناسب لشركة Dell، التي كانت تشهد فترة انتعاش قوية.

لم تتوانَ مورجان ستانلي في مراجعة ها المالية لشركة Dell. فقد خفضت تقديراتها للهامش الإجمالي للسنة المالية 2027 بما يتراوح بين 150 و 220 نقطة أساس. كما تأثرت توقعات الهامش التشغيلي بشكل مماثل، وانخفضت توقعات أرباح السهم للسنة المالية المذكورة بنحو 12%.

إن هوامش الربح الإجمالية لشركة Dell، وفقًا لبيانات InvestingPro، تبلغ 21.26% فقط، وهو ما يُعتبر بالفعل منخفضًا نسبيًا في الصناعة. ومع استمرار ارتفاع أسعار الذاكرة، فإن هذه الهوامش ستواجه ضغوطًا إضافية كبيرة، مما يثير مخاوف جدية بشأن قدرة الشركة على الحفاظ على ربحيتها.

تحديات مزيج خوادم الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى تكاليف الذاكرة، أشارت مورجان ستانلي إلى مخاوف تتعلق بمزيج خوادم الذكاء الاصطناعي ( server mix) لدى Dell. يشكل هذا المزيج، بالاقتران مع تضخم تكاليف المكونات، “رياحًا معاكسة مزدوجة” تزيد من التحديات التي تواجه الشركة. على الرغم من أن Dell تواصل توسيع بيانات الذكاء الاصناعي وقدرات التخزين لديها، وتُبرم شراكات استراتيجية مع عمالقة مثل NVIDIA و Elastic و Starburst لتعزيز موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه الجهود قد تتأثر بضغوط التكلفة وهيكل المزيج الحالي للمنتجات.

الضغط على الهوامش من تكاليف المكونات يمكن أن يؤثر على قدرة Dell على ال في مجالات النمو الجديدة بكفاءة، أو قد يجبرها على تمرير بعض هذه التكاليف إلى المستهلكين، مما قد يؤثر على تنافسيتها في سوق شديد الازدحام.

تباين آراء المحللين: وجهات نظر متعارضة

يأتي تخفيض مورجان ستانلي في تناقض حاد مع وجهات نظر أكثر تفاؤلاً صدرت مؤخرًا من شركات ية أخرى. على سبيل المثال، رفعت Evercore ISI مؤخرًا سعرها المستهدف لأسهم Dell إلى 180 دولارًا، مع الحفاظ على تصنيف “أداء متفوق” (Outperform). جاءت هذه الخطوة بعد إعلان Dell عن عقد كبير بقيمة 5.8 مليار دولار مع مزود خدمة السحابة IREN.

كما رفع Raymond James سعره المستهدف لسهم Dell إلى 161 دولارًا من 152 دولارًا. تُظهر هذه التقييمات المتفائلة ثقة بعض المحللين في قدرة Dell على النمو، لا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي والسحابة.

هذا التباين في الآراء يعكس حالة عدم اليقين في السوق بشأن التوقعات قصيرة الأجل وطويلة الأجل لشركة Dell. بينما يركز مورجان ستانلي على الضغوط الهامشية الوشيكة من تكاليف المكونات، يرى آخرون إمكانات نمو كبيرة في استثمارات Dell في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية.

مستقبل Dell: بين التحديات والفرص

تُركز مورجان ستانلي في تخفيضها على ضغط الهامش على المدى القريب الناتج عن تكاليف المكونات، وتتوقع أن تستمر هذه “الرياح المعاكسة” على مدى الـ 12 إلى 18 شهرًا القادمة مع بقاء أسعار الذاكرة مرتفعة. هذا لا يعني أن فرص Dell معدومة، بل يشير إلى فترة انتقالية تتطلب إدارة حكيمة للتكاليف واستراتيجية واضحة للتغلب على التحديات.

تُظهر شراكات Dell الأخيرة مع NVIDIA و Elastic و Starburst التزامها بتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المزدهر. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الطموحات سيتطلب التغلب على عقبة ارتفاع التكاليف والحفاظ على هوامش ربح صحية في بيئة تشغيلية صعبة.

بصفتها شركة رائدة في مجال التكنولوجيا، فإن Dell لديها القدرة على التكيف والابتكار. ولكن، على المدى القريب، سيتعين على المستثمرين مراقبة كيفية إدارة الشركة لضغوط التكاليف هذه وتأثيرها على أدائها المالي. يبقى السؤال ما إذا كانت استراتيجيات النمو طويلة الأجل لـ Dell ستتمكن من تعويض الضغوط الهامشية التي تتوقعها مورجان ستانلي.

في الختام، يُعد تخفيض تصنيف مورجان ستانلي لأسهم Dell Technologies بمثابة تذكير بأن حتى الشركات القوية يمكن أن تواجه تحديات كبيرة من التقلبات في سلسلة التوريد وتكاليف المكونات. ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت Dell ستتمكن من اجتياز هذه العاصفة والحفاظ على مسار نموها في عالم التكنولوجيا سريع التغير.

مواضيع مشابهة