# تراجع البيتكوين واستقرار العملات البديلة: هل تغيرت قواعد اللعبة؟
شهدت عملة البيتكوين (BTC)، العملة المشفرة الرائدة في السوق، تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، حيث انخفضت نحو مستوى 89,000 دولار، مسجلة أدنى سعر لها منذ سبعة أشهر. أدى هذا الانخفاض إلى تصفية ما يزيد عن مليار دولار في سوق العملات المشفرة خلال الـ 24 ساعة الماضية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التراجع، أظهرت العملات البديلة (Altcoins) استقرارًا كبيرًا مقارنة بأداء البيتكوين. قدم محللون من “Bull Theory” رؤى قيمة حول سبب صمود العملات البديلة بقوة خلال هذه الفترة المضطربة. هذه الديناميكية الجديدة تثير تساؤلات حول ما إذا كانت قواعد اللعبة في سوق العملات المشفرة قد بدأت تتغير.
## تراجع هيمنة البيتكوين: هل هو بيع مؤسسي منظم؟
في منشور حديث على منصة X (تويتر سابقًا)، أكد المحللون أن التراجع الأخير في قيمة البيتكوين لم يكن سمة من سمات ضغط البيع التقليدي الذي غالبًا ما نراه في الأسواق الهابطة. بدلاً من ذلك، يُنظر إليه على أنه نتيجة “بيع مؤسسي منظم” (Structured institutional selling). وقد انعكس ذلك في التدفقات السلبية الكبيرة من منصة Coinbase، والتي تعد مؤشرًا قويًا للنشاط المؤسسي، وفي طريقة تشكل أنماط الشموع اليابانية التي تشير إلى عمليات بيع متأنية ومخطط لها، بدلاً من عمليات البيع العشوائية التي يغذيها الذعر.
بعد هذا البيع المنظم، ساد “البيع بدافع الذعر” (Panic selling) حيث بدأ المتداولون الذين كانوا يواجهون خسائر بالفعل في الخروج من مراكزهم على عجل. أدت عمليات البيع السريع هذه إلى انخفاضات حادة وسريعة في سعر البيتكوين. ومع ذلك، فإن العملات البديلة، التي كانت قد اقتربت بالفعل من حالة “إرهاق البائعين” (Seller exhaustion)، لم تشهد انخفاضات كبيرة. هذا يشير إلى أن غالبية المتداولين في العملات البديلة كانوا قد باعوا بالفعل أو كانوا متمسكين بأصولهم، مما أدى إلى مرونة ملحوظة لهذه العملات.
## هيمنة البيتكوين تتراجع: سيناريو غير مألوف
في السيناريوهات السابقة حيث واجهت البيتكوين تراجعات، كانت هيمنتها في السوق ترتفع عادةً مع تدفق المتداولين إلى البيتكوين بحثًا عن ملاذ آمن. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي مختلف بشكل لافت للنظر. تظل هيمنة البيتكوين (Bitcoin Dominance) حاليًا أقل من المتوسط المتحرك الأسي لمدة 50 أسبوعًا (50-week Exponential Moving Average – EMA)، وقد شهد السوق مؤخرًا سلسلة من الشموع الحمراء التي تشير إلى ضغط بيع مستمر.
إن هذا التراجع في الهيمنة بينما تمر البيتكوين بدوامة هبوطية هو أمر غير عادي. يشير هذا بوضوح إلى أن العملات البديلة لا يتم التخلي عنها بالكامل من قبل المتداولين. بل على العكس، يبدو أن هناك ثقة متزايدة في قدرة هذه العملات على الصمود وحتى التفوق على البيتكوين في فترات معينة.
عملة الإيثيريوم (ETH) فقدت أيضًا المتوسط المتحرك الأسي لمدة 50 أسبوعًا الخاص بها، لكنها تبذل محاولات قوية لاستعادته. طوال هذا الشهر، شهدت كل من البيتكوين والإيثيريوم انخفاضات متطابقة تقريبًا، ومع ذلك، أظهرت الإيثيريوم أنماط تعافٍ أسرع. وشدد المحللون على أنه خلال الدورات السابقة، كلما صمدت الإيثيريوم بشكل أفضل من البيتكوين خلال فترات التراجع المماثلة، مالت العملات البديلة إلى إظهار القوة أيضًا. هذا الارتباط التاريخي يعزز فكرة أن الإيثيريوم غالبًا ما تعمل كمؤشر رئيسي لاتجاه العملات البديلة ككل.
## العملات البديلة تظهر قوتها وسط تراجع البيتكوين: إشارة إلى قاع السوق؟
لاحظ محللو “Bull Theory” أيضًا أن العديد من أزواج العملات البديلة مقابل البيتكوين (Altcoin pairs against BTC) قد ارتدت إلى المستويات التي كانت عليها قبل الانهيار الكبير الذي حدث في 10 أكتوبر، بل إن بعضها يتداول فوق تلك المستويات. وفقًا لتحليلهم، يشير هذا إلى عدة نقاط رئيسية وحاسمة:
1. **العملات البديلة تتفوق على البيتكوين:** هذا الأداء يوضح أن رؤوس الأموال تتجه نحو العملات البديلة أو أنها تحتفظ بقيمتها بشكل أفضل.
2. **الضغط الحالي منعزل وليس واسع النطاق:** يشير إلى أن الضغط البيعي ينصب بشكل خاص على البيتكوين ولا يعكس ضعفًا عامًا في السوق بأكمله، مما يبعث على الطمأنينة بين مستثمري العملات البديلة.
3. **عمليات البيع تفتقر إلى تداعيات أوسع عبر السوق:** يعني أن الآثار السلبية لتراجع البيتكوين لم تنتشر لتؤثر بشكل كبير على باقي أصول السوق المشفرة، مما يدل على نضج معين في السوق.
يقترح المحللون أن هذا المزيج من العوامل هو واحد من أقوى الإشارات على “قاع السوق” (Market bottom) الوشيك للعملات البديلة. عندما تشهد البيتكوين تراجعًا، وتتراجع هيمنتها، وتكون أزواج Alt/BTC في ارتفاع، فغالبًا ما يشير ذلك إلى “مرحلة الاستسلام” (Capitulation phase) للعملات البديلة، وهي المرحلة التي تسبق عادةً الارتداد الصعودي.
**خاتمة**
في وقت كتابة هذا المقال، تعافت البيتكوين فوق مستوى 93,000 دولار. ومع ذلك، فقد محت العملة المشفرة الرائدة جميع مكاسبها منذ بداية العام، بينما وسعت الفجوة إلى مستويات قياسية بنسبة 26%. هذه الفترة من التباين في الأداء بين البيتكوين والعملات البديلة تقدم رؤى مهمة حول تطور سوق العملات المشفرة. بينما تظل البيتكوين العملة المهيمنة، فإن القدرة المتزايدة للعملات البديلة على الصمود وحتى التفوق في أوقات التراجع تشير إلى سوق أكثر نضجًا وتنوعًا. على المستثمرين أن يراقبوا هذه الديناميكيات بعناية، فقد تحمل مفتاح الفرص المستقبلية.
**للمزيد من التحليلات المعمقة وأحدث أخبار سوق العملات المشفرة، تابعونا.**
