ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

تراجع سعر البيتكوين واتهامات التلاعب لباينانس: تحليل عميق للسوق




تراجع سعر البيتكوين يثير الغضب: اتهامات لباينانس بالتلاعب بالسوق



تراجع سعر ال يثير الغضب: اتهامات لباينانس بالتلاعب بالسوق

شهد سعر البيتكوين، العملة المشفرة الأكبر والأكثر هيمنة في السوق، تراجعاً ملحوظاً مؤخراً، حيث انكمش بنسبة 8% في الإطار الزمني الشهري. هذا الانخفاض المفاجئ لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة عارمة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، استهدفت بشكل خاص تداول العملات المشفرة العملاقة باينانس (Binance). يتهم بعض المستثمرين باينانس بالمساهمة في التراجع الحالي للسوق، مشيرين إلى ممارسات مشبوهة قد ترقى إلى مستوى التلاعب بالسوق.

لطالما كانت تقلبات المشفرة جزءاً لا يتجزأ من طبيعته، لكن التراجعات الحادة التي تحدث في ظروف تبدو مواتية تثير دائماً علامات استفهام كبيرة. وفي هذا السياق، تأتي الاتهامات الموجهة إلى باينانس لتضيف طبقة جديدة من التعقيد والقلق بشأن شفافية ونزاهة أكبر اللاعبين في هذا المجال المالي الناشئ. فهل يمكن لمنصة تداول بهذا الحجم أن تعمل بالفعل على هندسة اتجاهات السوق لتحقيق مكاسب خاصة؟ هذا هو السؤال الذي يتردد صداه بقوة بين مجتمع الكريبتو.

هل باينانس وراء تراجع سعر البيتكوين؟

شارك محلل السوق DeFitracer رؤى عميقة على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً)، متسائلاً عن السبب الكامن وراء موجة البيع المكثف التي يشهدها السوق، على الرغم مما يصفه بـ “وفرة المحفزات الإيجابية”. هذه المحفزات الإيجابية تشمل تدفقات قياسية إلى صناديق ال المتداولة في البورصة (ETFs) الخاصة بالعملات المشفرة، بالإضافة إلى التوقعات بتخفيضات محتملة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الشهر المقبل، وهو ما يُنظر إليه عادة كإشارة إيجابية للأسواق المالية بشكل عام، بما في ذلك سوق الكريبتو. ومع ذلك، يشير DeFitracer بلهجة استفهامية: “ما زلنا نشهد تراجعاً – لماذا؟”

وفقاً لات DeFitracer، يبدو أن عمليات البيع الجارية يتم تنظيمها من قبل باينانس. ويدعي المحلل أن باينانس تستخدم طرفاً ثالثاً، وهو صانع السوق (market maker) وينترميوت (Wintermute)، لتنفيذ صفقاتها. هذه الاستراتيجية، كما يجادل، مصممة لفرض اتجاه هبوطي في السوق يتبعه مستثمرو التجزئة (retail investors). الهدف النهائي من هذه المناورة، بحسب DeFitracer، هو تحقيق باينانس لأرباح طائلة من تصفية العقود الآجلة (futures liquidations)، حيث تخسر مراكز المستثمرين الصغار التي تراهن على صعود الأسعار وتُغلق قسراً، مما يعود بالفائدة على المنصة.

إن تصفية العقود الآجلة هي عملية يتم فيها إغلاق مركز المتداول تلقائياً من قبل المنصة عندما ينخفض رصيد حسابه إلى ما دون مستوى معين بسبب تحركات السوق المعاكسة. في عام 2024، شهدت المنصة تصفية بقيمة 344 مليون في يوم واحد فقط، ويؤكد DeFitracer أن عمليات التلاعب الحالية بالسوق قد تسفر عن نتائج مماثلة، مما يعني خسائر فادحة للمستثمرين وأرباحاً طائلة للمنصة.

في وقت كتابة هذا ال، تتداول العملة المشفرة الرائدة في السوق، البيتكوين، عند مستوى 108,295 دولاراً، مما يعني تراجعاً بنسبة 12% عن مستوياتها القياسية (ATH) البالغة 124,000 دولار التي بلغتها في وقت سابق من هذا الشهر. هذا الانخفاض يثير تساؤلات جدية حول استقرار السوق ودور اللاعبين الكبار في تحديد اتجاهاته.

تأثيرات أوسع ونمط متكرر

إن الاتهامات الموجهة لباينانس، إن ثبتت صحتها، لا تتعلق فقط بالتلاعب بأسعار البيتكوين، بل تمتد لتشمل ممارسات أوسع قد تؤثر على العملات المشفرة الأخرى. هذا النوع من السلوك يقوض الثقة في المنصات المركزية ويبرز الحاجة الملحة لمزيد من التنظيم والشفافية في قطاع العملات المشفرة الذي لا يزال في مراحله التكوينية.

على الرغم من أن سوق العملات المشفرة يُعرف بتقلبه، إلا أن وجود لاعبين لديهم القدرة على التأثير بشكل كبير على الأسعار يمثل تحدياً كبيراً لمبدأ السوق الحرة والعدالة بين المستثمرين. إن التلاعب بالأسعار لا يؤثر فقط على أرباح وخسائر المستثمرين، بل يؤثر أيضاً على سمعة الصناعة بأكملها، مما قد يعيق تبني العملات المشفرة على نطاق أوسع.

رد فعل السوق على البيع المكثف: ثلاث مراحل محتملة

بالإضافة إلى البيتكوين، سلط DeFitracer الضوء على نشاط كبير يحيط بسولانا (SOL). يشير المحلل إلى أنه، بعيداً عن البيتكوين، كانت باينانس أيضاً تقوم ببيع كميات كبيرة من سولانا. يرجح أن يكون هذا السلوك مدفوعاً برغبة مزعومة في كبح المنافسة مع عملتها الخاصة، باينانس كوين (BNB)، التي تبلغ قيمتها السوقية حالياً 117 مليار دولار مقارنة بسولانا التي تبلغ قيمتها 102 مليار دولار. هذا يكشف عن طبقة أخرى من التوترات التنافسية بين عمالقة الكريبتو.

أشار المحلل في تحليله أيضاً إلى أن هذا النشاط يثير تساؤلات حول مصدر حصول باينانس على سولانا. فإثبات الاحتياطيات (proof-of-reserves) الخاص بالمنصة يُظهر فقط أموال العملاء، مما يوحي بأن أصول العملاء قد تكون معرضة للخطر في هذه المناورات التجارية. هذه النقطة تثير قلقاً كبيراً، حيث أن استخدام أموال العملاء لأغراض التداول يُعد ممارسة خطيرة وغير أخلاقية في عالم ال.

وأضاف DeFitracer أن هذه التحركات تعكس ممارسات بورصات منهارة مثل ، التي استخدمت بشكل مماثل أموال العملاء من خلال ذراعها التجاري Alameda Research، في إشارة تحذيرية واضحة:

هذا مظهر سيء للغاية للمنصة. يجب أن تبقى أموال المستخدمين آمنة – لا أن تُستخدم في السوق. قامت FTX بنفس الخطوة بأموال العملاء من خلال Alameda Research. ونعلم جميعاً كيف انتهى الأمر بذلك.

DeFitracer

إن تذكير DeFitracer بقصة FTX يرسم صورة قاتمة لمستقبل باينانس إذا استمرت في هذه الممارسات المزعومة. انهيار FTX كان بمثابة كارثة هزت ثقة المستثمرين في قطاع العملات المشفرة بأسره، وأظهر بوضوح مدى خطورة استخدام أموال العملاء في عمليات تداول محفوفة بالمخاطر. الحاجة إلى الشفافية الكاملة وحماية أموال المستخدمين ليست مجرد توصية، بل هي حجر الزاوية لأي منصة تداول ترغب في بناء ثقة دائمة مع مستخدميها.

توقعات السوق المستقبلية

بينما قد تبدو ظروف السوق الحالية مخيفة ومثيرة للقلق، يحدد DeFitracer رد فعل محتملاً للسوق يتكون من ثلاث مراحل. هذه المراحل تقدم بارقة أمل للمستثمرين على المدى الطويل وتظهر مرونة السوق التي غالباً ما تتميز بها العملات المشفرة:

  1. مرحلة الذعر والانسحاب: وهي المرحلة الأولية التي تؤدي إلى خروج مستثمري التجزئة من السوق بسبب الخوف والذعر من تراجع الأسعار. غالباً ما يكون هذا مدفوعاً بالعواطف بدلاً من التحليل المنطقي.
  2. مرحلة التراكم خلال الانكماش: بعد البيع المكثف والذعر، تبدأ “الأيدي القوية” والمستثمرون المؤسسيون والمخضرمون في تجميع الأصول بأسعار أقل، مستغلين الانخفاض كفرصة للشراء.
  3. مرحلة الانتعاش الحاد: أخيراً، تحدث انتعاشة حادة في السوق، مدفوعة بزيادة الطلب ونفاد الباعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى.

يؤكد المحلل أن تخفيضات أسعار الفائدة المرتقبة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الشهر المقبل يمكن أن تحدث تحولاً كبيراً في معنويات السوق. يستذكر DeFitracer كيف أدت تخفيضات مماثلة في عام 2021 إلى “ارتفاع هائل” (bull run) دفع سعر البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة. هذا التاريخ يشير إلى أن العوامل الاقتصادية الكلية تلعب دوراً حاسماً في توجيه مسار سوق العملات المشفرة.

الخاتمة: مستقبل الشفافية والثقة

في الختام، يواجه سوق العملات المشفرة، والبيتكوين على وجه الخصوص، فترة مضطربة تتسم بتقلبات حادة واتهامات خطيرة ضد لاعبين رئيسيين مثل باينانس. إن المزاعم حول التلاعب بالسوق واستغلال أموال العملاء تقوض الثقة الأساسية اللازمة لنمو الصناعة واستقرارها. ومع ذلك، فإن تحليلات الخبراء مثل DeFitracer تقدم منظوراً أعمق حول ديناميكيات السوق وتوفر خريطة طريق محتملة للتعافي.

بالنظر إلى المستقبل، ستكون الشفافية والمساءلة حاسمة لاستعادة ثقة المستثمرين وتعزيز بيئة سوق عادلة. بينما يستمر الجدل حول دور باينانس، يبقى على المستثمرين توخي الحذر الشديد وفهم المخاطر المتأصلة في سوق العملات المشفرة. التغيرات الاقتصادية الكلية القادمة، خاصة تلك المتعلقة بأسعار الفائدة، يمكن أن تكون نقطة تحول، ولكن الثقة والنزاهة هي الأعمدة التي ستحمل الصناعة إلى مستقبل مستدام.

صورة مميزة من DALL-E، رسم بياني من TradingView.com.

مواضيع مشابهة