ektsadna.com
ان اف تي

جذب الانتباه إلى تراكم الإيثيريوم الضخم: هل تستعد الحيتان لارتفاع قادم؟

في الأيام القليلة الماضية، شهد الرقمية تحركات مثيرة أثارت تساؤلات حول مستقبل الإيثيريوم (ETH). ففي الوقت الذي تتأرجح فيه الأسعار، كشفت التقارير عن عمليات شراء ضخمة لـ ETH من قبل محافظ ية كبيرة، المعروفة باسم “الحيتان”. هل هذا مؤشر على ثقة هذه الكيانات في إمكانات الإيثيريوم، أم أنه مجرد تحرك تكتيكي؟ سنغوص في التفاصيل لنحلل هذه الظاهرة.

حيتان الإيثيريوم تلتهم الانخفاض: أرقام تكشف المستور

بين 25 و 27 سبتمبر، أظهرت التقارير أن 16 محفظة قامت بالاستحواذ على 431,018 إيثيريوم، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 1.73 مليار . جاءت هذه العمليات من خلال أسماء لامعة مثل Kraken، Galaxy Digital، BitGo، FalconX، و OKX. هذا الحجم الهائل من التراكم أعاد تسليط الضوء على السؤال المحوري: من يشتري عند الانخفاض (buying the dip)، ولماذا تبدو الكيانات الأكبر استعدادًا لإضافة تعرضها للإيثيريوم في الوقت الذي تتذبذب فيه الأسعار؟

عمليات الشراء الكبيرة في خضم تقلبات السوق تشير غالبًا إلى أن المستثمرين المؤسسيين يرون فرصة قيمة. فعندما تنخفض الأسعار، يعتبرونها فرصة لإضافة المزيد بأسعار أقل، متوقعين ارتفاعًا مستقبليًا. هذه الاستراتيجية ليست جديدة، وتطبيقها مع عملة بحجم الإيثيريوم يحمل دلالات هامة حول الثقة في أساسيات المشروع وإمكاناته طويلة الأمد.

تراجع أرصدة الإيثيريوم في البورصات إلى أدنى مستوى في 9 سنوات

لتعزيز هذا ال، يجب أن ننظر إلى بيانات “جلاس نود” (Glassnode) التي كشفت عن تراجع كبير في كمية الإيثيريوم المحتفظ بها في البورصات. لقد انخفضت هذه الكمية من حوالي 31 مليون إيثيريوم إلى حوالي 14.8 مليون إيثيريوم، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 52% عن مستويات عام 2016. هذا الانخفاض الحاد يحمل في طياته عدة تفسيرات.

من المرجح أن تكون العديد من هذه العملات قد انتقلت إلى عقود التخزين (staking contracts)، أو المحافظ الباردة، أو إلى عهدة المؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، ساعد الإطلاق الأخير لأول صندوق مؤشرات متداولة (ETF) لتخزين الإيثيريوم في سحب المزيد من المعروض من البورصات. هذا يعني أن هناك كمية أقل من الإيثيريوم متاحة للبيع الفوري في البورصات، مما قد يؤدي إلى تحركات سعرية أكثر حدة عند دخول أوامر كبيرة إلى السوق. هذا النقص في السيولة يمكن أن يعزز التقلبات.

الإيثيريوم يتأرجح قرب 4000 دولار: مستويات حرجة تنتظر

بناءً على قراءات TradingView، يتداول الإيثيريوم حاليًا حول 4,011 دولارًا، بانخفاض طفيف يبلغ حوالي 0.33% خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأكثر من 10% خلال الأسبوع الماضي. وقد انخفض الرمز لفترة وجيزة إلى أقل من 3,980 دولارًا قبل أن يعاود الارتفاع، ولكنه لا يزال أدنى من إغلاق أخير بلغ 4,034 دولارًا.

لقد أعاد هذا التراجع الذي استمر لمدة أسبوعين الإيثيريوم إلى منطقة دعم رئيسية عند 4,000 دولار. أصبحت التقلبات قصيرة الأجل أكثر وضوحًا. وقد حذر محلل العملات المشفرة “تيد بيلوز” (Ted Pillows) من أن منطقة 3,700 دولار إلى 3,800 دولار قد تواجه ضغطًا كبيرًا. تشير التقارير إلى أنه إذا انخفض الإيثيريوم إلى ما دون 3,700 دولار، فقد يتم تصفية العديد من مراكز الهامش، مما قد يؤدي إلى عمليات بيع قسرية. تُظهر خريطة حرارة السيولة لـ ETH وجود عمليات تصفية لمراكز الشراء حول مستوى 3,700 دولار – 3,800 دولار، مما يعني أن هذا المستوى قد يُعاد اختباره قبل أي تعافٍ. مع وجود عدد أقل من العملات في البورصات وتركيز التعرض للهامش، تبدو ال قصيرة الأجل أكثر هشاشة، حتى مع مؤشرات الطلب طويلة الأجل القوية.

تدفقات الصناديق المتداولة: تحول في معنويات المؤسسات؟

شهدت صناديق الإيثيريوم المدرجة في الولايات المتحدة تدفقات خارجة بلغت حوالي 800 مليون دولار هذا الأسبوع، وهي أكبر عمليات استرداد لها حتى الآن. ومع ذلك، لا يزال هناك حوالي 26 مليار دولار في صناديق الإيثيريوم المتداولة (ETFs)، وهو ما يعادل 5.37% من إجمالي المعروض. تؤكد هذه الأرقام مدى سرعة تغير معنويات المؤسسات: التدفقات الكبيرة يمكن أن تختفي بنفس السرعة، وتضيف تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة الآن طبقة جديدة وكبيرة لديناميكيات الأسعار. وتسلط بيانات Lookonchain الضوء أيضًا على تراكم سابق بقيمة 204 ملايين دولار من الإيثيريوم، مما يظهر أنماطًا مماثلة للاعبين الكبار الذين يزيدون من تعرضهم خلال فترات الانخفاض.

هذا التباين في التدفقات يُظهر مدى تعقيد السوق وتأثرها بعوامل متعددة. فبينما قد تشير التدفقات الخارجة إلى جني الأرباح، فإن الحجم الإجمالي للأصول تحت الإدارة في صناديق ETF لا يزال ضخمًا، مما يؤكد الاهتمام المؤسسي المستمر. الأهم من ذلك، أن تدفقات ETF تضفي بُعدًا جديدًا على تحليل ديناميكيات الأسعار.

صراع الرؤى: المؤسسات تشتري والانفراد يتأنى

يبدو أن المتداولين الأفراد أكثر حذرًا في الوقت الحالي. لكن تتابع عمليات الشراء الكبيرة من قبل جهات حفظ مؤسسية تشير إلى أن بعض المشترين يرون في الانخفاضات فرصًا للشراء، بينما يختار آخرون الانتظار على الهامش. هذا التباين في السلوك بين المستثمرين المؤسسيين والأفراد هو سمة مميزة للأسواق المتقلبة. ففي حين أن المؤسسات غالبًا ما تمتلك القدرة والجرأة على اتخاذ مواقف طويلة الأجل، يميل المتداولون الأفراد إلى الحذر وقد ينتظرون إشارات أكثر وضوحًا.

إن استمرار تراكم الإيثيريوم من قبل الحيتان، حتى مع التقلبات الأخيرة وتدفقات ETF المختلطة، يرسل إشارة قوية بأن هناك ثقة أساسية في قيمة الإيثيريوم على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التحذيرات بشأن مستويات الدعم الحرجة يجب أن تؤخذ على محمل الجد. السوق في حالة ترقب، وسيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتفاعل هذه العوامل المتضاربة لتشكيل مسار الإيثيريوم في الأسابيع والأشهر القادمة.

الخلاصة وتوصيات للمستثمرين

في الختام، يمر الإيثيريوم بفترة حرجة تتسم بتناقضات واضحة. من ناحية، هناك تراكم مؤسسي ضخم يعكس ثقة في آفاقه المستقبلية، وتراجع كبير في المعروض المتاح في البورصات. من ناحية أخرى، هناك مستويات دعم حرجة تحت المراقبة وقد تؤدي إلى ضغوط بيع إذا تم كسرها، بالإضافة إلى تقلبات في تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة. لذا، ينصح المستثمرون بالبقاء على اطلاع دائم بآخر التطورات ومراقبة مستويات الأسعار الرئيسية. من الضروري دائمًا إجراء بحثك الخاص (DYOR) قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية في سوق العملات الرقمية المتقلب.

شاركنا رأيك في التعليقات: هل تعتقد أن الحيتان على حق في تراكم الإيثيريوم الآن، أم أن المزيد من الانخفاضات في الطريق؟

مواضيع مشابهة