ektsadna.com
ان اف تي

تقرير سانتمنت: الذكاء الاصطناعي يهيمن على نقاشات وسائل التواصل متجاوزاً الكريبتو

“`html




تقرير سانتمنت يكشف أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي تجاوز الحديث عن الكريبتو على وسائل التواصل الاجتماعي

سانتمنت يكشف: ضجة الذكاء الاصطناعي تتجاوز الحديث عن الكريبتو على وسائل التواصل الاجتماعي

في تطور يعكس التغيرات المتسارعة في اهتمامات المجتمع الرقمي، أظهر تحليل حديث صادر عن شركة سانتمنت (Santiment)، المتخصصة في تحليل بيانات ال، أن المحادثات التي تتمحور حول الذكاء الاصطناعي أصبحت تهيمن بشكل متزايد على النقاشات المتعلقة بالعملات المشفرة (الكريبتو) عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. هذا التحول لا يشير فقط إلى تزايد شعبية الذكاء الاصطناعي كتقنية، بل يسلط الضوء أيضاً على تقاطعها وتأثيرها المتنامي على قطاع الكريبتو نفسه.

وفقاً للوحة تحليلات “ألفا ناريتيفز” (Alpha Narratives) الخاصة بشركة سانتمنت، شهدت الفترة الممتدة من 29 مايو إلى 5 يونيو زيادة ملحوظة في حجم المناقشات التي تركز على الذكاء الاصطناعي. هذه الزيادة لم تكن هامشية، بل تجاوزت حجم المحادثات المتعلقة بالعملات المشفرة بشكل واضح، وهو أمر لافت بالنظر إلى الهيمنة التقليدية لمواضيع الكريبتو في هذه المساحات عبر الإنترنت. يشير هذا الاتجاه إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد موضوع تقني متخصص، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الخطاب العام والشعبوي، خاصة في المجتمعات المهتمة بالتقنية والابتكار المالي.

تركزت المحادثات عبر الإنترنت حول مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس الطيف الواسع من التحديات والفرص التي تطرحها هذه التقنية. من بين أبرز المواضيع التي نوقشت كانت المخاوف المتزايدة بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، الدور المتنامي للوكلاء المستقلين (Autonomous agents) القادرين على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام دون تدخل بشري مباشر، والوعود المرتبطة بالبنية التحتية الة للذكاء الاصطناعي، التي تسعى إلى بناء نماذج أكثر شفافية وعدالة ومقاومة للرقابة بالاستفادة من مبادئ البلوكتشين واللامركزية.

عمق الخطاب حول الذكاء الاصطناعي

لم تكن المناقشات حول الذكاء الاصطناعي سطحية أو مقتصرة على الجوانب النظرية. بل تعمق المستخدمون في وسائل التواصل الاجتماعي في تحليل وتقييم جوانب مختلفة، موازنين بين المخاطر المحتملة والمكاسب المتوقعة. من جهة، هناك قلق حقيقي بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي للأتمتة، وخاصة فيما يتعلق بإمكانية إزاحة القوى العاملة التقليدية. ومن جهة أخرى، هناك تفاؤل كبير بشأن مكاسب الإنتاجية الهائلة التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي، سواء على مستوى الأفراد أو الشركات أو حتى الاقتصادات الوطنية ككل. هذا الجدل يعكس التعقيد الكامن في فهم التداعيات الكاملة لهذه الثورة التقنية.

الاهتمام بالذكاء الاصطناعي ليس مجرد “ضجة” نظرية أو فلسفية؛ ففي الواقع، يتزايد النشاط الفعلي في القطاع بخطى ثابتة ومتسارعة. تظهر شركات ناشئة وتطورات تقنية جديدة باستمرار، مدفوعة بالات والابتكار. على سبيل المثال، تعمل شركات مثل “كايت للذكاء الاصطناعي” (Kite ) على تطوير حلول متقدمة في هذا المجال. كما تساهم منظمات مثل “مؤسسة 0G” (0G Foundation) في دفع عجلة التطوير، حيث أطلقت المؤسسة مؤخراً صندوقاً استثمارياً بقيمة 88.88 مليون أمريكي. يهدف هذا الصندوق تحديداً إلى دعم وتطوير الأدوات والتطبيقات التي تدمج الذكاء الاصطناعي مع ال اللامركزي (DeFi) والأنظمة المستقلة، مما يبرز العلاقة المتنامية والتكافلية بين الذكاء الاصطناعي وعالم الكريبتو واللامركزية.

من منظور المستثمرين، كان لنشاط “الحيتان” (كبار المستثمرين) في هذا المجال، مثل شخصيات بارزة مثل جيمس وين (James Wynn) أو شركات ذكاء الأعمال مثل استراتيجي (Strategy)، تأثير إيجابي على ثقة السوق. تشير هذه الاستثمارات الكبيرة إلى أن اللاعبين الرئيسيين يرون فرصاً حقيقية في الشركات وال التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات اللامركزية أو التي تستفيد من ضجة الذكاء الاصطناعي لدفع الابتكار. هذا النشاط الاستثماري يعزز بدوره الاهتمام العام ويزيد من زخم المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي.

في سياق متصل، شهدت عملات رقمية معينة مثل سولانا (Solana)، لاود توكن (Loud Token)، والعديد من عملات الميمز (Meme coins) ارتفاعاً في مستوى التفاعل الاجتماعي خلال الفترة المذكورة. هذا يوضح كيف أن الروايات والقصص المحيطة بالابتكار التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المحتملة في البلوكتشين، لا تزال تمتلك القدرة على التأثير بشكل كبير على أسعار التوكنات والعملات الرقمية. فعندما يزداد الحديث والتكهنات حول تقنية معينة وتطبيقها في مشروع كريبتو، غالباً ما يتبع ذلك زيادة في الاهتمام، التداول، وبالتالي التأثير على القيمة السوقية.

كشف تقرير سانتمنت أيضاً أن المحادثات توسعت لتشمل حتى دور الذكاء الاصطناعي في جوانب الحياة اليومية، من قيادة السيارات ذاتية القيادة وصولاً إلى مساعدة المبرمجين في تصحيح أخطاء الأكواد البرمجية. هذا النوع من النقاش يعكس مدى عمق وسرعة اندماج هذه التقنية في مختلف القطاعات والصناعات، وليس فقط في مجالات متخصصة للغاية. عندما يصبح الذكاء الاصطناعي موضوعاً مطروحاً للنقاش اليومي، فهذا يؤكد أنه تجاوز مرحلة البحث والتطوير ليصبح قوة مؤثرة في الواقع المعاش.

تسارع وتيرة دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الكريبتو والصناعات المرتبطة به

تأتي هذه الملاحظة الأخيرة من سانتمنت في وقت يشهد تزايداً في ثقة المستخدمين في قطاع الكريبتو تجاه إسناد مهام مالية إلى الذكاء الاصطناعي. وفقاً لاستطلاع حديث نشرته شركة كوين جيكو (CoinGecko)، وجدت الأغلبية من مستخدمي العملات المشفرة أنهم مستعدون للسماح لوكلاء الذكاء الاصطناعي بإدارة جزء من محافظهم الاستثمارية. هذه النتيجة مهمة للغاية، فهي تشير إلى مستوى متزايد من القبول للذكاء الاصطناعي كأداة موثوقة في التعاملات المالية، وهو ما كان يعد في السابق أمراً مثيراً للقلق بالنسبة للكثيرين. تعكس هذه الاستعدادية وعياً متزايداً بالإمكانيات التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في تحسين استراتيجيات التداول، إدارة المخاطر، وحتى أتمتة عمليات الاستثمار المعقدة في سوق الكريبتو المتقلب.

في موازاة ذلك، يشهد قطاع تعدين العملات المشفرة، وهو قطاع كثيف الاستهلاك للطاقة والحوسبة، تحولاً سريعاً نحو التوافق مع طفرة الذكاء الاصطناعي. هذا التحول ليس مفاجئاً، بالنظر إلى أن البنية التحتية المطلوبة لتعدين العملات الرقمية (خاصة البيتكوين) تشترك في بعض الجوانب مع متطلبات الحوسبة عالية الأداء (HPC) اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة وتدريبها. على سبيل المثال، قامت شركة رايوت بلاتفورمز (Riot Platforms)، وهي واحدة من أكبر شركات تعدين البيتكوين، بتعيين ثلاثة مديرين جدد لمجلس إدارتها في فبراير الماضي. اللافت للنظر هو أن أحد هؤلاء المديرين يمتلك خبرة في إعادة توظيف معدات تعدين البيتكوين لأغراض الحوسبة عالية الأداء، مما يشير بوضوح إلى التوجه الاستراتيجي للشركة نحو استغلال أصولها لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

لم تكن رايوت وحدها في هذا المسار. فقد قامت شركات تعدين رئيسية أخرى، مثل هايف ديجيتال (Hive Digital) وهت 8 (Hut 8)، بتغيير جزء من عملياتها نحو دعم أعباء عمل الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي. هذا يعني أنها بدأت في استخدام مزارع الخوادم الخاصة بها، التي كانت مخصصة في الأصل للتعدين، لتوفير قوة حوسبة للشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المكثفة. هذا التحول يمثل استراتيجية تنويع ذكية لهذه الشركات، تمكنها من الاستفادة من ارتفاع الطلب على قوة الحوسبة للذكاء الاصطناعي وتقليل اعتمادها الكلي على تقلبات أسعار العملات المشفرة وصعوبة .

أما على المستوى الأوسع للبنية التحتية الداعمة، فقد أعلنت شركة أمازون (Amazon)، عملاق التجارة الإلكترونية والخدمات السحابية، مؤخراً عن استثمار ضخم بقيمة 20 مليار دولار أمريكي. يهدف هذا الاستثمار إلى إنشاء مركزين للبيانات مدفوعين بالذكاء الاصطناعي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. يجري حالياً المفاضلة بين بلدتي سالم (Salem Township) وتونشيب فالس (Falls Township) لاستضافة هذين المركزين الضخمين. هذا المشروع لا يقتصر فقط على بناء البنية التحتية المادية، بل سيتم إقرانه أيضاً بمبادرات تعليمية وتدريبية للقوى العاملة في مجال الحوسبة السحابية، وهو مجال حيوي لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. يشير هذا الاستثمار الكبير إلى أن الشركات التكنولوجية الكبرى ترى في الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي للنمو المستقبلي، وأن بناء البنية التحتية اللازمة له يمثل أولوية قصوى.

باختصار، فإن تقرير سانتمنت الأخير يؤكد على حقيقة واضحة ومهمة: الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد موضوع جانبي في مجتمعات التكنولوجيا والعملات المشفرة. لقد أصبح قوة دافعة للنقاش، الابتكار، والاستثمار، وبدأ ينسج نفسه بشكل متزايد داخل نسيج قطاع الكريبتو والصناعات المرتبطة به. هذا التطور يعكس مرحلة جديدة من التفاعل بين هذه التقنيات المتقدمة، حيث لا تتنافس على الانتباه فحسب، بل تتكامل لتشكيل مستقبل رقمي أكثر تعقيداً وترابطاً.

“`

مواضيع مشابهة