سألنا 4 من أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي: هل يصل XRP إلى 10 دولارات قبل أن يلامس ETH حاجز 10,000 دولار؟ النتائج صادمة
يبدو الهدفان بعيدين المنال في الوقت الحالي: وصول XRP إلى سعر 10 دولارات ووصول إيثيريوم (ETH) إلى 10,000 دولار. كلاهما يمثل قفزة سعرية كبيرة من مستوياتهما الحالية. ولكن، في سباق تحقيق هذه الأهداف الطموحة، أي العملتين البديلتين الأكبر من حيث القيمة السوقية يمتلك فرصاً أفضل للوصول إلى هدفه الرقمي المستدير أولاً؟ هذا سؤال يشغل بال العديد من المستثمرين والمراقبين في سوق العملات المشفرة. في هذا المقال، قررنا اللجوء إلى بعض من أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة حالياً للحصول على تحليل وتوقعات مستنيرة.
بشكل مختصر (TL;DR)، سألنا أربعة من نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداماً وانتشاراً عن توقعاتهم: أي العملتين البديلتين الأكبر، XRP أم ETH، ستكون أول من يصل إلى هدفها السعري الكبير والمستدير – 10 دولارات لعملة XRP و10,000 دولار لعملة ETH. على الرغم من أن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي اعترفت بأن هذا التنبؤ يمثل تحدياً كبيراً نظراً للطبيعة التكهنية لأسواق العملات المشفرة وتقلباتها، إلا أن المفاجأة كانت في أن الإجابات كانت موحدة بشكل كبير. لقد رجحت جميع النماذج الأربعة كفة نفس العملة في هذا السباق الافتراضي.
من سيصل أولاً؟ توقعات نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى
بعيداً عن ضجيج المجتمعات الداعمة لكلتا العملتين ونظاميهما البيئيين، سيركز هذا المقال بشكل حصري على الإجابات التي قدمتها نماذج الذكاء الاصطناعي عند طرح السؤال نفسه عليها: هل سيصل XRP إلى 10 دولارات أولاً، أم أن ETH سيصل إلى 10,000 دولار أولاً؟ النماذج التي استشرناها هي ChatGPT، Perplexity، Gemini، و Grok. تمثل هذه النماذج مجموعة متنوعة من مناهج الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتقديم التوقعات، مما يجعل مقارنة إجاباتها ذات قيمة.
تاريخياً، كان إيثيريوم أقرب إلى تحقيق هدفه الذي يبدو مرتفعاً للغاية، حيث ارتفع سعره ليصل إلى ما يقرب من 5,000 دولار في عام 2021 خلال ذروة السوق الصاعدة. في المقابل، بلغ XRP أعلى مستوى تاريخي له عند حوالي 3.4 دولار في يناير 2018، ووفقاً لبعض التوقعات أو السيناريوهات، تمكن الأصل فقط من مطابقة هذا المستوى مرة أخرى في عام 2025 (مما يشير إلى صعوبة تجاوز ذروته السابقة). هذا يعني أن إيثيريوم كان له سجل حديث أقوى في الاقتراب من هدفه مقارنة بـ XRP.
على الرغم من أن ETH قد يكون أقرب قليلاً إلى هدفه من XRP في الوقت الحالي، فإن الفرق يعتبر ضئيلاً عند النظر إلى حجم القفزة المطلوبة لكليهما. كلاهما يتطلب زيادات سعرية كبيرة ومماثلة نسبياً – حوالي 300٪ – للوصول إلى أهدافهما المحددة. في حين أن هذه النسبة قد تبدو ضخمة، خاصة بالنسبة لأكبر عملتين بديلتين بعد بيتكوين، يجب ألا ننسى أن سوق العملات المشفرة شهد تقلبات وتحركات سعرية أكبر بكثير في الماضي القريب والبعيد. على سبيل المثال، شهد XRP نفسه ارتفاعاً سعرياً أكثر إثارة للإعجاب حتى في أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 (وفقاً للسيناريوهات أو البيانات التي اعتمد عليها الذكاء الاصطناعي).
حالة إيثيريوم (ETH): العوامل الداعمة نحو 10,000 دولار
اتفقت جميع نماذج الذكاء الاصطناعي التي استشرناها على أن إيثيريوم يبدو المرشح الأكثر احتمالاً للفوز بهذا السباق التكهني. لقد قدمت هذه النماذج مساراً واضحاً نسبياً يمكن أن يدفع ETH نحو هدف 10,000 دولار، مستندة إلى عدة عوامل أساسية تعزز مكانة إيثيريوم في النظام البيئي المشفر الأوسع.
تشمل العوامل الرئيسية التي ذكرتها نماذج الذكاء الاصطناعي لدعم صعود إيثيريوم ما يلي:
- نمو النظام البيئي: يظل نظام إيثيريوم البيئي هو الأكبر والأكثر حيوية في عالم العملات المشفرة، حيث يستضيف غالبية تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) والتطبيقات اللامركزية (dApps). هذا النمو المستمر يزيد من الطلب على ETH كـ “وقود” للشبكة ورسوم المعاملات، وكذلك كأصل أساسي داخل هذه التطبيقات.
- ترقيات الشبكة المستمرة: يخضع إيثيريوم لسلسلة من الترقيات التكنولوجية الهامة التي تهدف إلى تحسين قابليته للتوسع وكفاءته وأمانه. الانتقال إلى إثبات الحصة (Proof-of-Stake) كان خطوة أولى عملاقة، والترقيات المستقبلية مثل Sharding والتحسينات على الـ Layer-2 solutions (حلول الطبقة الثانية) من المتوقع أن تقلل من تكاليف المعاملات وتزيد من سرعة الشبكة بشكل كبير، مما يجعل إيثيريوم أكثر جاذبية للمستخدمين والمطورين وبالتالي يزيد من الطلب على ETH.
- ترميز الأصول الحقيقية (RWA Tokenization): يُنظر إلى إيثيريوم كمنصة رائدة لترميز الأصول الحقيقية مثل العقارات والأسهم والسندات على البلوكتشين. هذا المجال لديه القدرة على جلب تريليونات الدولارات من القيمة إلى البلوكتشين، وإذا أصبح إيثيريوم هو العمود الفقري لهذا الاتجاه، فإن الطلب على ETH كأصل تسوية وضمان قد يرتفع بشكل كبير.
- التبني المؤسسي المتزايد: يشهد إيثيريوم اهتماماً متزايداً من قبل المؤسسات المالية والشركات الكبرى. هذا لا يقتصر فقط على الطلب المتزايد من خلال صناديق الاستثمار المتداولة الفورية (Spot ETFs) التي تمثل تطوراً مهماً يفتح أبواباً جديدة للمستثمرين التقليديين، بل يشمل أيضاً عدداً متزايداً من الشركات التي بدأت مؤخراً في الاحتفاظ بإيثيريوم كأصل احتياطي في ميزانياتها العمومية. بعض التقارير تشير حتى إلى أن بعض الشركات قامت ببيع جزء من ممتلكاتها من بيتكوين لشراء المزيد من إيثيريوم، مما يسلط الضوء على الثقة المتنامية في إيثيريوم كأصل استثماري ومخزن للقيمة.
كان نموذج ChatGPT مهتماً بشكل خاص بجانب التبني المؤسسي، مشيراً إلى أن إيثيريوم يتمتع بميزة ليس فقط بسبب الطلب الذي يراه من صناديق الاستثمار المتداولة، ولكن أيضاً بسبب العدد المتزايد من الشركات التي بدأت مؤخراً في تخزين إيثيريوم كأصل احتياطي. وأشار النموذج إلى أن هذا التوجه قد يكون له تأثير كبير على السعر على المدى الطويل.
خلص نموذج Gemini إلى أن “وصول إيثيريوم إلى 10,000 دولار أولاً يبدو أكثر احتمالاً على المدى المتوسط. نظامه البيئي الراسخ، والتطورات التكنولوجية المستمرة (خاصة تأثير صناديق الاستثمار المتداولة الفورية)، ودوره المركزي في الفضاء المشفر الأوسع (التمويل اللامركزي، الرموز غير القابلة للاستبدال، ترميز الأصول الحقيقية) توفر مجموعة أكثر تنوعاً وقوة من المحركات الدافعة. النسبة المئوية للزيادة المطلوبة لإيثيريوم هي أيضاً أقل قليلاً منها لـ XRP للوصول إلى 10 دولارات”. وقد رددت جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى هذا الشعور العام، مرجحة كفة إيثيريوم استناداً إلى هذه العوامل الهيكلية والسوقية.
فرص XRP للوصول إلى 10 دولارات: المسار الأقل ترجيحاً (وفقاً للذكاء الاصطناعي)
على الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي بدت حاسمة إلى حد كبير في اختيار إيثيريوم كمرشح محتمل للفوز في هذا السباق السعري، إلا أنها لم تستبعد تماماً إمكانية وصول XRP إلى نطاق سعري من رقمين أولاً. لقد حددت هذه النماذج المسار الذي يمكن أن يسلكه XRP نحو تحقيق هدف 10 دولارات، على الرغم من أنها اعتبرت هذا السيناريو أقل احتمالاً مقارنة بمسار إيثيريوم نحو 10,000 دولار.
وفقاً لنموذج Gemini، فإن مسار XRP نحو 10 دولارات “مرهون بالوضوح التنظيمي والتبني المؤسسي الواسع النطاق للمدفوعات عبر الحدود”. هذا يضع الضوء على التحدي التنظيمي الذي واجهته شركة Ripple (الشركة المرتبطة بـ XRP) لسنوات، وخاصة في الولايات المتحدة. يُنظر إلى الحصول على وضوح تنظيمي، وتصنيف XRP كأصل غير ورقي مالي في جميع الولايات القضائية الرئيسية، على أنه عامل حاسم لفتح الباب أمام التبني المؤسسي على نطاق واسع، وهو أمر ضروري لدفع الطلب على XRP إلى المستويات المطلوبة للوصول إلى 10 دولارات.
أشار نموذج Grok إلى أن عملة Ripple يمكن أن تصل إلى 10 دولارات إذا واصلت الشركة التي تقف وراءها (Ripple) شراكاتها واستحواذاتها الضخمة. هذه الخطوات الاستراتيجية يمكن أن تزيد من الثقة العامة في المشروع وتوسع نطاق استخدامه. وتعتبر الشراكات التي تبرمها Ripple مع المؤسسات المالية ومقدمي خدمات الدفع حول العالم أمراً حيوياً لزيادة حجم المعاملات التي تستخدم XRP أو تكنولوجيا Ripple المرتبطة به.
تجدر الإشارة إلى أن شركة Ripple أنفقت أكثر من 1.2 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام للاستحواذ على عملاق الوساطة الأولية Hidden Road. هذه الخطوة وصفت من قبل المجتمع بأنها “عامل يغير قواعد اللعبة” لـ XRP، حيث يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام XRP في الأسواق المؤسسية والمالية التقليدية، مما قد يزيد من السيولة والطلب على العملة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الأربعة الضوء على الموافقة المحتملة على صندوق استثمار متداول فوري (Spot XRP ETF) في الولايات المتحدة كعامل محتمل لزيادة سعر XRP. وفقاً لخبراء ومنصة Polymarket، فإن احتمالات الموافقة على مثل هذا الصندوق تزيد عن 90٪. إذا تمت الموافقة، فإن ذلك سيفتح الأبواب للمؤسسات للاستثمار في XRP من خلال أدوات مالية منظمة ومألوفة، مما ينبغي، نظرياً، أن يعمل كمُحفز قوي للسعر من خلال جلب رؤوس أموال جديدة وكبيرة إلى السوق.
وعلى الرغم من أن هذه العوامل قوية ومهمة، إلا أن نماذج الذكاء الاصطناعي اعتبرت أن مسار إيثيريوم نحو 10,000 دولار، المدفوع بنمو النظام البيئي والتطور التكنولوجي والتبني المؤسسي المتنوع، يبدو أكثر رسوخاً واحتمالاً على المدى المتوسط مقارنة بمسار XRP الذي يعتمد بشكل كبير على نتائج تنظيمية وتحولات كبيرة في تبني المدفوعات المؤسسية.
التحديات والواقع السوقي
من المهم التذكير بأن سوق العملات المشفرة يتسم بالتقلب الشديد ولا يمكن التنبؤ به على وجه اليقين. حتى مع تحليلات نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تظل التوقعات السعرية طويلة الأجل عرضة للعديد من المتغيرات غير المتوقعة. يواجه كل من إيثيريوم وXRP تحديات كبيرة في مسارهما نحو الأهداف المذكورة. بالنسبة لإيثيريوم، تشمل التحديات الحاجة إلى التنفيذ الناجح للترقيات المستقبلية، والمنافسة المتزايدة من بلوكتشينز الطبقة الأولى الأخرى، والتحديات المحتملة المتعلقة بالتدقيق التنظيمي المتزايد للتمويل اللامركزي والعملات المشفرة بشكل عام. أما بالنسبة لـ XRP، فالتحدي الأكبر يظل هو الحصول على وضوح تنظيمي كامل ودائم، وضمان تبني واسع النطاق لتكنولوجيا Ripple في المدفوعات العالمية في مواجهة المنافسة من الأنظمة التقليدية وحلول الدفع المشفرة الأخرى.
خلاصة: إجماع الذكاء الاصطناعي مقابل عدم اليقين في السوق
في هذا السباق الافتراضي للوصول إلى معلم سعري كبير، رجحت جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الأربعة التي استشرناها كفة إيثيريوم للوصول إلى 10,000 دولار قبل أن يصل XRP إلى 10 دولارات. استندت هذه التوقعات إلى قوة نظام إيثيريوم البيئي، وتطوره التكنولوجي المستمر، وتبنيه المتزايد من قبل المؤسسات في مجالات متنوعة بما في ذلك صناديق الاستثمار المتداولة والأصول الاحتياطية وترميز الأصول الحقيقية.
من ناحية أخرى، حددت نماذج الذكاء الاصطناعي مساراً ممكناً لـ XRP يعتمد بشكل حاسم على الوضوح التنظيمي، خاصة في الولايات المتحدة، والتبني المؤسسي للمدفوعات عبر الحدود، واستمرار Ripple في بناء شراكات قوية. ورغم أهمية هذه العوامل، فقد اعتُبرت أنها تحمل قدراً أكبر من عدم اليقين أو أنها أقل تأثيراً فورياً مقارنة بالمحركات التي تدعم إيثيريوم.
في النهاية، بينما توفر نماذج الذكاء الاصطناعي تحليلات قيمة وتوقعات مستنيرة بناءً على البيانات والأنماط التي تم تدريبها عليها، فإن سوق العملات المشفرة يظل بيئة ديناميكية للغاية تتأثر بالعديد من العوامل التي تتجاوز التحليل الرياضي أو الإحصائي البحت، بما في ذلك الأحداث العالمية، التغييرات التنظيمية غير المتوقعة، ومعنويات السوق التي يمكن أن تتغير بسرعة. لذا، فإن هذه التوقعات يجب أن تؤخذ كتحليل قائم على الاحتمالات المتاحة للذكاء الاصطناعي في لحظة السؤال، وليس كضمانات للمستقبل.
يبقى السؤال: هل ستثبت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها كانت على صواب، أم أن XRP سيفاجئ الجميع ويصل إلى 10 دولارات قبل أن يتمكن ETH من كسر حاجز 10,000 دولار؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
“`