توقعات بيتكوين: هل تدفع دورة القمر القادمة الأسعار نحو ارتفاع كبير في نوفمبر؟
يشهد سوق العملات المشفرة، وتحديداً بيتكوين، دخولاً إلى مرحلة قمرية جديدة، وهو ما يدفع بعض المتداولين والمحللين إلى الاعتقاد بأنها قد تحمل في طياتها تحولاً كبيراً في الاتجاه العام للأسعار. مع حلول مرحلة “القمر الجديد” في 21 أكتوبر الماضي، يترقب مراقبو سوق العملات الرقمية بحذر ما ستحمله الأسابيع والأشهر القادمة. لطالما ربط المتحمسون والمهتمون بهذا النوع من التحليل الدورات القمرية بسلوك السوق، والتي أظهرت نتائج متباينة في الماضي. يراقب المتداولون عن كثب بحثاً عن مؤشرات حول ما إذا كانت الأسابيع القادمة ستشهد ارتفاعاً في الأسعار أو جولة أخرى من التماسك والتحرك الجانبي.
تحركات سعر بيتكوين مرتبطة بالدورات القمرية، وفقاً لتحليل خبير
قام المحلل في مجال العملات المشفرة، Drazzzzz (crypt0draz@)، بمشاركة تحديث جديد لدورة القمر على منصة X (تويتر سابقاً)، مشيراً إلى أن السلوك المتذبذب الأخير لبيتكوين جاء متوافقاً مع التوقعات الخاصة بـ “الفترة المظلمة للقمر”. ووفقاً لمنشوره، فقد شهدت الفترة الممتدة بين 13 و21 أكتوبر تحركات سعرية جانبية مع ميول صعودية طفيفة، وذلك بعد التعافي من عمليات تصفية كبيرة حدثت في وقت سابق من الشهر. وهذا يعكس نوعاً من الهدوء النسبي قبل العاصفة المحتملة أو التحول الكبير في الاتجاه.
تحليل Drazzzzz: أنماط تاريخية وتوقعات مستقبلية
في تحليله، أوضح Drazzzzz أن مراحل القمر المظلمة السابقة غالباً ما شهدت انخفاضات في الأسعار، ولكن الانعكاسات الاتجاهية عادة ما تحدث بالقرب من تواريخ القمر الجديد. وأشار إلى أن هذا النمط قد ظهر مرة أخرى مع “تفريغ” طاقة بيتكوين بعد مرحلة الربع الأخير، وهو ما يتوافق مع الإعدادات التاريخية التي لوحظت في الدورات السابقة. إن هذه الملاحظة تلقي الضوء على أهمية هذه الدورات لمن يعتمدون عليها في قراراتهم الاستثمارية.
شرح Drazzzzz أن خلال فترات القمر المظلم الخمس الماضية، اتجه سعر بيتكوين عادة نحو الانخفاض، على الرغم من ظهور انعكاسات قصيرة المدى بالقرب من فترات القمر الجديد. وأضاف أنه إذا سارت الفترة المظلمة الحالية بشكل صعودي هذه المرة، فقد يمهد ذلك لتكوين قمة محلية على بعد حوالي 30 إلى 45 يوماً. هذه الرؤية تقدم إطاراً زمنياً محتملاً للمتداولين الذين يبحثون عن نقاط دخول أو خروج استراتيجية.
يعتبر المتداولون الذين يتابعون هذه الدورة مرحلة “القمر الربع الأول” القادمة في 29 أكتوبر كنقطة تحول محتملة. ففي هذا الوقت، وفقاً لـ Drazzzzz، تبدأ مرحلة “القمر المشرق” التالية، والتي غالباً ما تتزامن مع مشاركة أقوى في السوق وتجدد التقلبات. هذا يعني أن الأيام القادمة قد تحمل في طياتها فرصاً وتحديات جديدة للمتداولين على حد سواء.
ماذا نتوقع من دورة بيتكوين القمرية القادمة؟
إذا تكررت الدورة الحالية سلوكها الماضي، فقد يبني سعر بيتكوين زخماً قوياً خلال شهر نوفمبر. صرح Drazzzzz أنه يتوقع “انقلاباً صعودياً” بمجرد بدء مرحلة القمر التالية، مما يشير إلى أن معنويات السوق قد تتحسن على مدى الأسابيع القادمة. هذا التفاؤل، إذا تحقق، يمكن أن يعيد الثقة للمستثمرين ويحفز موجة شراء جديدة.
التحليل القمري مقابل العوامل الاقتصادية الكلية
تاريخياً، يعتقد المتداولون الذين يستندون إلى التحليل القمري أن هذه التحولات تعكس انتقالات عاطفية في سيكولوجية السوق، حيث تعيد مرحلة القمر الجديد ضبط المشاعر الجماعية. وعلى الرغم من أنها ليست طريقة تحليل سائدة أو معتمدة على نطاق واسع في الأوساط المالية التقليدية، إلا أنها تظل شائعة بين بعض مجتمعات بيتكوين التي تمزج المؤشرات الفنية بنماذج توقيت السوق البديلة. هذه النظرة تفتح نقاشاً حول تنوع أساليب التحليل في سوق العملات المشفرة.
يظل السوق الأوسع حذراً، حيث يوازن المتداولون بين عوامل الاقتصاد الكلي والتحليلات الدورية. ومع ذلك، فإن التفاؤل المتجدد المرتبط بالمرحلة القمرية قد أضاف رواية أخرى إلى التوقعات المعقدة لبيتكوين على المدى القصير. إن هذه الروايات المتنوعة تزيد من تعقيد تحليل السوق وتتطلب من المتداولين أن يكونوا على دراية بمختلف وجهات النظر.
وفقاً للمحلل، قد يكون نوفمبر هو الفترة التي تبدأ فيها “الألعاب النارية” إذا استمرت الدورة، مما يشير إلى زيادة التقلبات والفرص للمتداولين النشطين. هذا يتطلب من المستثمرين أن يكونوا مستعدين لتحركات سعرية كبيرة واستغلال الفرص الناشئة. مع اقتراب شهر نوفمبر، يزداد ترقب المجتمع للاطلاع على مدى دقة هذه التوقعات.
لماذا يراقب البعض الدورات القمرية في سوق العملات المشفرة؟
تعتبر فكرة ربط الدورات القمرية بأسواق المال قديمة وتعود إلى قرون مضت في بعض الثقافات. في سياق العملات المشفرة، حيث لا يزال السوق شاباً ومتقلبًا، يبحث البعض عن أي نمط يمكن أن يوفر ميزة. يعتقد المؤيدون أن الدورات القمرية يمكن أن تؤثر على سلوك الإنسان والمزاج العام، وهو ما ينعكس بدوره على قرارات التداول الجماعية. على سبيل المثال، يربط البعض بين اكتمال القمر (البدر) وموجات من التفاؤل والنشاط، بينما يرتبط القمر الجديد (المحاق) بفترات من الهدوء أو عدم اليقين قبل تغيير الاتجاه.
تعتبر هذه النظريات مثيرة للاهتمام لأنها تقدم منظوراً مختلفاً عن التحليل الفني والأساسي التقليدي. بينما يركز التحليل الفني على أنماط الرسوم البيانية والمؤشرات، ويركز التحليل الأساسي على الأخبار الاقتصادية وتطورات المشروع، فإن التحليل القمري يضيف بعداً “كونياً” أو “طبيعياً” لتقييم السوق. هذا التنوع في أساليب التحليل هو ما يجعل سوق العملات المشفرة غنياً بالنقاشات والفرضيات.
تحديات وصعوبات التحليل القمري
من المهم الإشارة إلى أن التحليل القمري ليس مدعوماً بأدلة علمية قوية في سياق أسواق المال، ولا يعتبره الكثير من الخبراء طريقة موثوقة للتنبؤ بالأسعار. قد تكون الارتباطات التي يتم ملاحظتها مجرد صدف أو تحيز إدراكي (confirmation bias)، حيث يميل الناس إلى تذكر الأحداث التي تؤكد معتقداتهم وتجاهل تلك التي تتعارض معها. ومع ذلك، فإن مجرد وجود هذا النوع من التحليل يضيف إلى ثراء السوق ويثير فضول البعض.
يجب على المتداولين دائماً أن يتعاملوا بحذر مع أي نوع من التنبؤات وأن يعتمدوا على استراتيجيات تداول قوية تتضمن إدارة المخاطر. بينما يمكن للتحليلات البديلة مثل الدورات القمرية أن تكون جزءاً من منظور أوسع، إلا أنها لا ينبغي أن تكون الأساس الوحيد لقرارات الاستثمار، خاصة في سوق عالي التقلب مثل سوق بيتكوين.
الخلاصة: هل نوفمبر يحمل مفاجآت لبيتكوين؟
مع اقتراب نهاية أكتوبر وبدء مرحلة قمرية جديدة، يتجه الكثيرون نحو التفاؤل الحذر بشأن أداء بيتكوين. إذا صدقت توقعات المحلل Drazzzzz التي تربط بين دورات القمر وتحركات الأسعار، فقد نشهد بالفعل تحولاً صعودياً في نوفمبر. هذا يمكن أن يكون محفزاً للمستثمرين والمتداولين للبحث عن فرص جديدة في السوق.
بغض النظر عن مدى صحة هذه التوقعات، يظل سوق العملات المشفرة مكاناً مليئاً بالإثارة والفرص. على المستثمرين أن يبقوا مطلعين على آخر التطورات وأن يمتلكوا استراتيجية واضحة للتعامل مع التقلبات. يبقى السؤال: هل سيشعل القمر فعلاً “الألعاب النارية” لبيتكوين في نوفمبر؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.
