الرئيس التنفيذي لـ Mantra يحث حاملي توكن OM على سحب أموالهم من OKX وسط خلاف حاد وتواريخ ترحيل متضاربة
في تطور مثير للقلق هز أركان مجتمع العملات الرقمية، تصاعدت حدة التوترات بين مشروع العملة الرقمية مانترا (Mantra)، الذي يركز على تمويل البلوكتشين اللامركزي، ومنصة تداول العملات الرقمية العملاقة OKX. جاء هذا التصعيد على خلفية اتهامات صريحة ومباشرة من الرئيس التنفيذي لمانترا، جون باتريك مولين، الذي ألقى باللوم على OKX في نشر معلومات خاطئة ومضللة بشكل متعمد تتعلق بعملية ترحيل توكن OM الخاص بالمشروع. في خطوة عاجلة وغير مسبوقة، حث مولين حاملي توكن OM الذين يحتفظون بأصولهم على منصة OKX على سحب توكناتهم فورًا ودون تأخير، مؤكدًا وبشكل لا لبس فيه أن التواريخ التي أعلنتها المنصة لإتمام عملية الترحيل غير دقيقة بتاتاً ومستحيلة التحقق من الناحية التقنية والبرمجية. هذا التطور المباغت يضع حاملي توكن OM في موقف بالغ الحرج، ويفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مستوى الشفافية والمسؤولية في التعاملات بين المنصات المركزية والمشاريع اللامركزية في عالم العملات الرقمية سريع التقلب والتطور. إن هذا الخلاف لا يمثل مجرد نزاع فني، بل يعكس تحديات أعمق تتعلق بالثقة، التواصل، وحماية المستثمرين في بيئة رقمية معقدة.
مانترا تتهم OKX بنشر تواريخ ترحيل “كاذبة بشكل قاطع” لتوكن OM
في إطار خطوة كان من المفترض أن تكون داعمة وميسرة، أعلنت منصة OKX مؤخرًا عن دعمها لعملية ترحيل توكن OM، وهي عملية حيوية تهدف إلى نقل التوكن إلى شبكة بلوكتشين جديدة أو ترقية تقنية. أشارت المنصة في إعلانها إلى أن عملية التحويل هذه ستتم في فترة زمنية محددة بين 22 و25 ديسمبر 2025. وتضمن هذا الجدول الزمني المعلن مجموعة من الإجراءات الأساسية مثل إيقاف عمليات الإيداع والسحب الخاصة بالتوكن، ثم إجراء لقطة (snapshot) دقيقة لأرصدة حاملي التوكن، وأخيرًا معالجة عملية تحويل التوكن بنسبة 1:4، مما يعني أن كل توكن OM قديم سيتم استبداله بأربعة توكنات جديدة من نوع MANTRA. ومع ذلك، لم يمر هذا الإعلان دون اعتراض، حيث سارع الرئيس التنفيذي لمانترا، جون باتريك مولين، إلى دحض هذه التواريخ والجدول الزمني بأكمله عبر منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، واصفًا إياها بأنها “كاذبة بشكل قاطع” وتفتقر إلى أي أساس من الصحة التقنية أو الواقعية.
وفقًا للتصريحات الحاسمة لمولين، فإن وثائق الحوكمة الرسمية والمنشورة لمشروع مانترا تنص بوضوح لا لبس فيه على أن عملية الترحيل الفعلي للتوكن لا يمكن أن تبدأ إلا بعد تاريخ 15 يناير 2026. هذا التاريخ ليس عشوائياً، بل يمثل الموعد الذي يتم فيه إيقاف دعم توكن OM من نوع ERC-20 (وهو المعيار التقني للتوكنات على شبكة إيثريوم) بشكل كامل ودائم. وشدد مولين على أن التواريخ المقترحة من قبل OKX ليست ممكنة تقنيًا على الإطلاق في ظل البنية التحتية الحالية، وأن المنصة قد اتخذت قرارًا أحاديًا بتغيير أو تحريف عملية الترحيل دون التنسيق المناسب مع فريق مانترا. كما أشار مولين بوضوح إلى أن التسلسل الزمني والخطوات التي نشرتها OKX لا تتوافق بأي شكل من الأشكال مع الخطط الموضحة بالتفصيل في الاقتراح رقم 26 (Proposal 26) الخاص بحوكمة مانترا، وهو ما يضيف طبقة أخرى من التعقيد والارتباك الكبير إلى الوضع، مما يجعل حاملي التوكن في حيرة من أمرهم.
لم يكتف مولين بالدحض الفني للتواريخ، بل أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما اعتبره إهمالًا جسيمًا أو حتى نية خبيثة محتملة وراء تصرفات OKX. وأضاف أن منصة OKX لم تتواصل بشكل فعال أو على الإطلاق مع فريق مانترا منذ تاريخ 13 أبريل 2025، وهو التاريخ الذي شهد انهيارًا مدويًا في سوق العملات الرقمية، والذي بدوره أدى إلى انخفاض قيمة توكن OM بأكثر من 90% من قيمته السوقية. ووصف مولين هذا الانقطاع التام والمطول في التواصل بأنه السبب الجذري وراء الارتباك الهائل السائد في السوق خلال هذه المرحلة الحرجة من ترحيل التوكن، مما يعرض حاملي التوكن لمخاطر غير مبررة وغير ضرورية، ويهدد استقرار استثماراتهم.
حاملو توكن OM يواجهون حالة عدم يقين جديدة بعد انهيار بقيمة 6 مليارات دولار
تاريخ توكن OM مليء بالتحديات، حيث واجه التوكن تقلبات حادة كانت أبرزها انهياره الدراماتيكي في السوق في أبريل 2025، عندما فقد أكثر من 6 مليارات دولار من قيمته السوقية في غضون يوم واحد فقط. في ذلك الوقت، انتشرت الشائعات والتكهنات بين بعض المتداولين بأن الحادث كان عملية احتيال معروفة باسم “سحب البساط” (rug pull)، حيث يقوم المطورون بسحب السيولة فجأة من المشروع. ومع ذلك، سارعت مانترا إلى دحض هذه المزاعم، وعزت الأمر إلى عمليات تصفية مفاجئة وكبيرة لمراكز التداول ذات الرافعة المالية العالية خلال تداولات نهاية الأسبوع، وهي فترة تتميز عادة بسيولة منخفضة في السوق. كما أشار تحقيق لاحق، تم إجراؤه في أعقاب الانهيار، إلى أن سياسات الرافعة المالية العدوانية التي تتبعها بعض المنصات كانت عاملًا رئيسيًا وراء هذا الانهيار المدمر، مما يسلط الضوء مجددًا على المخاطر الجسيمة الكامنة في التداول برافعة مالية عالية وغير منضبطة، ويزيد من أهمية إدارة المخاطر للمتداولين.
منذ ذلك الانهيار الكارثي، اتخذت العديد من منصات تداول العملات الرقمية إجراءات مختلفة ومتنوعة بخصوص توكن OM في محاولة للتكيف مع الوضع الجديد وحماية مستخدميها. على سبيل المثال، قامت منصة INDODAX بإلغاء إدراج OM بالكامل من قائمتها، مما يعني أنها لم تعد تدعم التداول به. في المقابل، قامت منصة Binance، وهي إحدى أكبر المنصات عالميًا، بتعليق مؤقت لعمليات إيداع وسحب OM قبل أن تعيد إدراج توكن MANTRA المحدّث (الاسم الجديد بعد الترحيل). كما أوقفت منصات أخرى التداول مؤقتًا كجزء من تعديلات أوسع لعملية الترحيل، محاولة بذلك تسهيل الانتقال لمستخدميها. ومع ذلك، فإن الغموض يكتنف موقف OKX، حيث لم تتناول المنصة اتهامات الرئيس التنفيذي لمانترا، جون باتريك مولين، بشكل مباشر أو تصدر أي توضيح رسمي حتى الآن، مما يزيد من الضبابية حول موقفها الحقيقي ونواياها.
بينما أقرت منصة OKX بشكل عام باحتمال حدوث تأخيرات في الجدول الزمني لترحيل التوكنات بشكل عام، إلا أنها لم تقدم أي توضيح شافٍ لتفسيرها الخاص لمقترحات الحوكمة الرسمية لمانترا التي حددت تاريخ الترحيل بوضوح. يواجه حاملو توكن OM الآن حالة غير مسبوقة من عدم اليقين والقلق وهم يحاولون فهم وتجاوز عملية الترحيل المعقدة هذه في ظل تضارب المعلومات. لذلك، حث مولين حاملي توكن OM بشدة على عدم الاعتماد على OKX لإجراء عملية الترحيل، بل أكد على ضرورة ضمان متابعة القنوات الرسمية والموثوقة لمانترا حصريًا للحصول على أحدث وأدق المعلومات بخصوص عملية الانتقال. وتواصل مانترا، من جانبها، العمل والتنسيق بشكل حثيث وفعال مع منصات تداول أخرى لضمان ترحيل سلس وآمن لمستخدميها، مؤكدة بذلك على أهمية التعاون بين المشاريع والمنصات لخدمة مجتمع العملات الرقمية بشكل أفضل وحماية مصالحهم.
نصائح وإرشادات حاسمة لحاملي توكن OM خلال فترة الترحيل المعقدة
في ظل هذه التطورات المتقلبة، والخلافات المعلنة، وحالة عدم اليقين التي تكتنف مصير توكن OM، يصبح من الضروري للغاية لحاملي هذا التوكن اتخاذ خطوات استباقية وحكيمة لحماية استثماراتهم الثمينة وضمان إتمام عملية ترحيل ناجحة وآمنة. إن التهاون في مثل هذه الظروف قد يؤدي إلى خسائر لا تُحمد عقباها. إليك بعض النصائح والإرشادات الأساسية التي يجب مراعاتها والالتزام بها:
- سحب التوكنات فوراً من OKX: بناءً على التحذيرات الصريحة والقوية الصادرة عن الرئيس التنفيذي لمانترا، يُنصح بشدة، بل يُعتبر أمرًا حيويًا، بسحب جميع توكنات OM التي تحتفظون بها على منصة OKX في أقرب وقت ممكن. هذا الإجراء الوقائي يهدف إلى تجنب أي تعقيدات محتملة، أو تأخيرات غير متوقعة، أو حتى خطر فقدان الأموال نتيجة للتضارب في المعلومات وعدم التوافق في جداول الترحيل.
- متابعة القنوات الرسمية الموثوقة: في عالم العملات الرقمية، تنتشر المعلومات المضللة والشائعات بسرعة. لذلك، يجب على حاملي توكن OM الاعتماد فقط على الإعلامات والمعلومات الرسمية والصادرة مباشرة من القنوات الرسمية والوحيدة لمانترا. يشمل ذلك موقع الويب الرسمي للمشروع، وحساباتهم الموثقة على منصة X (تويتر سابقًا)، وقنوات المجتمع الرسمية الأخرى مثل تيليجرام أو ديسكورد. تجنبوا تمامًا الاعتماد على المصادر غير الرسمية أو الإشاعات.
- فهم تفاصيل عملية الترحيل بدقة: لا تكتفوا بالمعلومات السطحية. حاولوا فهم جميع تفاصيل عملية الترحيل بدقة متناهية، بما في ذلك نسبة التحويل بين التوكن القديم والجديد (على سبيل المثال، 1:4)، وأي خطوات محددة ومطلوبة من جانبكم كحاملي توكنات لضمان استلام توكن MANTRA الجديد بنجاح. قد تتطلب بعض العمليات توقيع معاملات معينة أو إرسال توكنات إلى عناوين محددة.
- التواصل المباشر مع دعم مانترا: في حال وجود أي استفسارات، أو مخاوف، أو مواجهة لأي مشكلة أثناء عملية السحب أو الترحيل، لا تترددوا مطلقًا في التواصل مباشرة مع فريق دعم مانترا. هم المصدر الأفضل والأكثر موثوقية للحصول على المساعدة والإرشادات اللازمة.
- الحذر الشديد من عمليات الاحتيال (Phishing): خلال فترات الترحيل الهامة والمتقلبة كهذه، تزداد احتمالية ظهور محاولات احتيال تستهدف حاملي التوكنات. كونوا حذرين للغاية من أي رسائل بريد إلكتروني، أو رسائل نصية، أو روابط مشبوهة تدعي أنها صادرة من مانترا أو OKX وتطلب منكم معلومات شخصية حساسة مثل مفاتيحكم الخاصة، أو عبارات الاسترداد (seed phrases)، أو كلمات المرور. لا تشاركوا هذه المعلومات أبدًا مع أي طرف.
إن حالة عدم اليقين التي تحيط حاليًا بتوكن OM تبرز مجددًا الأهمية القصوى للعناية الواجبة والبحث الدقيق والتحقق من المعلومات في عالم العملات الرقمية الذي يتسم بالتعقيد والسرعة. على الرغم من أن التقلبات السعرية والتحديات التقنية هي جزء لا يتجزأ من هذا السوق، فإن وضوح التواصل والشفافية التامة بين المشاريع والمنصات أمر حيوي لبناء الثقة المستدامة وحماية مصالح المستثمرين. مع استمرار مانترا في التنسيق الجاد والفعال مع منصات تداول أخرى لضمان عملية ترحيل سلسة وآمنة لمستخدميها، يبقى الأمل معقودًا على أن يتمكن حاملو توكن OM من إتمام عملية الترحيل بنجاح وأمان، بعيدًا عن أي خلافات أو معلومات مضللة، ومؤكدين على مبدأ حماية الأصول الرقمية.
الخلاصة: دعوة للشفافية والثقة كركيزتين أساسيتين لنمو العملات الرقمية
النزاع الحالي الذي تفجر بين مشروع مانترا ومنصة OKX ليس مجرد خلاف فني أو إداري حول تواريخ ترحيل التوكن. إنه يمثل في جوهره دعوة قوية وواسعة النطاق للشفافية المطلقة والمساءلة الكاملة ضمن صناعة العملات الرقمية بأكملها. إن الثقة هي حجر الزاوية الذي تبنى عليه هذه الصناعة المبتكرة وتتطور من خلاله. عندما تتصدع هذه الثقة، سواء بسبب سوء التواصل، أو نشر معلومات خاطئة، أو عدم الالتزام بالاتفاقيات، فإن المستثمرين الأفراد هم من يدفعون الثمن الأكبر والأكثر مرارة. يجب على جميع الأطراف المعنية في هذا النظام البيئي، بدءًا من المشاريع التي تطور التوكنات وصولاً إلى المنصات التي تتيح تداولها، أن تلتزم بأعلى معايير الشفافية والتواصل الواضح والصريح والفعال مع مجتمعاتها. فقط من خلال هذا الالتزام الثابت وغير المتزعزع يمكن لهذه الصناعة أن تنضج وتتجاوز تحدياتها الحالية، وتوفر بيئة آمنة وموثوقة وجاذبة لجميع المشاركين فيها. إن رحلة ترحيل توكن OM، وما شابها من تعقيدات وخلافات، هي شهادة حية على التحديات المستمرة التي لا تزال تواجهها العملات الرقمية في طريقها نحو النضج والتبني الواسع النطاق، ولكنها في الوقت ذاته تمثل فرصة ذهبية لإعادة التأكيد على القيم الأساسية التي تضمن النمو المستدام وبناء الثقة الراسخة في هذا المجال التكنولوجي والمالي الرائد والمبتكر.
