ektsadna.com
أخبار العملات الرقميةأخبار عامة

دعوى ريديت ضد بيربلكسيتي: معركة كشط البيانات وحقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي

دعوى ريديت ضد بيربلكسيتي: معركة كشط البيانات وحقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي

في خطوة تصعيدية تعكس التوترات المتزايدة بين منصات المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي، رفع عملاق المنتديات الاجتماعية “ريديت” دعوى قضائية ضد شركة “بيربلكسيتي” (Perplexity) وثلاث شركات أخرى متخصصة في كشط البيانات. تتهم الدعوى، التي أُقيمت في محكمة فيدرالية، هذه الأطراف بالوصول غير المصرح به إلى محتوى ريديت واستخدامه بشكل غير قانوني لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ “بيربلكسيتي” دون أي اتفاق ترخيص أو موافقة مسبقة. يُعد هذا النزاع أحدث فصول المعركة المستمرة حول قيمة البيانات المولدة من المستخدمين وحقوق الملكية الفكرية في المشهد الرقمي المتطور.

لماذا رفع ريديت دعوى قضائية؟ قلب النزاع

تتركز شكوى ريديت على استخدام “بيربلكسيتي” للبيانات المكشوطة من منصتها لتشغيل محرك الإجابات المدعم بالذكاء الاصطناعي الخاص بها. يطالب ريديت المحكمة بوقف هذه الأنشطة، واصفًا إياها بأنها غير قانونية وتضر بمنصته بشكل مباشر. وتتهم الدعوى بشكل خاص “بيربلكسيتي” وثلاث شركات لكشط البيانات هي “أوكسيلابس” (Oxylabs) و”سيرب آي بي آي” (SerpApi) و”إيه دبليو إم بروكسي” (AWMProxy) بانتهاك آليات الحماية التقنية والتحايل عليها، بالإضافة إلى إخفاء هوياتهم لاستخلاص البيانات.

شبهت الدعوى هذه الأفعال بسرقة البنوك، واصفة شركات الكشط بأنها تقتحم “شاحنات مصفحة” من البيانات. يدعي ريديت أن هذه الشركات قامت بإخفاء هوياتها واستخدمت تكتيكات خادعة لجمع المحتوى من خلال بحث جوجل. ووفقًا لريديت، فإن “بيربلكسيتي” هي عميل لواحد على الأقل من مزودي خدمات الكشط هؤلاء. وتؤكد ال أن “بيربلكسيتي” سعت للحصول على البيانات “بأي ثمن” بدلاً من التفاوض على ترخيص، كما فعلت شركات أخرى. ويقول ريديت في دعواه: “من الواضح أن بيربلكسيتي سيفعل أي شيء للحصول على بيانات ريديت التي يحتاجها بشدة.”

ممارسات الكشط المستمرة والتحايل على الإشعارات

تجادل ريديت بأن “بيربلكسيتي” واصلت كشط البيانات حتى بعد تلقيها خطاب إيقاف وتوقيف في مايو 2024. وتشير الدعوى إلى أن ريديت لاحظت ظهور المزيد من محتوى ريديت في ردود “بيربلكسيتي” بعد هذا التحذير. ولإثبات ادعاءاتها، قامت الشركة بإنشاء منشور سري “مصيدة” لا يمكن الوصول إليه إلا عبر بحث جوجل، والذي زُعم أن “بيربلكسيتي” قام بفهرسته واستخدامه بسرعة، مما قدم ًا قاطعًا على استمرار ممارسات الكشط.

تعتبر هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا لشروط خدمة ريديت ولبروتوكول “robots.txt” الذي يهدف إلى حماية المنصة من الكشط غير المصرح به. يشير ريديت إلى أن “بيربلكسيتي” استغلت خدمات الوكيل (proxy services) لكشط نتائج بحث جوجل، وبالتالي الوصول إلى محتواه بطريقة غير مشروعة.

“غسيل البيانات” على نطاق صناعي: تكتيكات الشركات المتورطة

تزعم الدعوى أن “بيربلكسيتي” حصلت على محتوى ريديت عن طريق كشط نتائج بحث جوجل باستخدام خدمات الوكيل، مما يعتبر تحايلًا على حماية “robots.txt” الخاصة بريديت وانتهاكًا لشروط خدمتها. وتسلط المنصة الضوء على أن هذه الممارسة تشكل “غسيل بيانات على نطاق صناعي” من قبل جهات فاعلة سيئة.

تُدرج الدعوى القضائية التي أقامها ريديت شركة “أوكسيلابس”، وهي شركة ليتوانية، و”سيرب آي بي آي”، و”إيه دبليو إم بروكسي”، وهي شبكة روبوتات روسية سابقة، كمدعى عليهم مشاركين. صرح بن لي، المسؤول القانوني في ريديت، بأن “المدعى عليهم… هم أمثلة نموذجية لهذا السلوك غير القانوني.” وشدد على استخدامهم لتكتيكات إخفاء الهوية لجمع محتوى ريديت بشكل غير قانوني.

تجادل الشكوى بأن “بيربلكسيتي” استفادت عن علم من خدمات الكشط هذه بدلاً من السعي لإقامة شراكة بيانات مشروعة. ويبرز ريديت اتفاقيات الترخيص السابقة مع “أوبن إيه آي” () و”جوجل” كأمثلة على التعامل السليم. ويصر على أن الآخرين، مثل “بيربلكسيتي”، يتجنبون الإجراءات الصحيحة للوصول إلى بيانات تدريب قيمة. هذا يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الشركات التي تحترم حقوق الملكية الفكرية وتلك التي تسعى للاستفادة من المحتوى دون تعويض عادل.

قيمة محتوى ريديت ودفاعه عن حقوقه

يضع ريديت مناقشاته التي يولدها المستخدمون كمحتوى بشري حيوي لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة. ويقول إن هذا المحتوى ديناميكي، ويتم تصنيفه من قبل الأشخاص، وذو قيمة لتطوير نماذج دقيقة. ويشدد ريديت على أنه يجب تعويضه عن هذه البيانات مع تزايد استخدامها في صناعة التكنولوجيا بأكملها.

كانت الشركة قد غيرت سابقًا شروط الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بها في عام 2023 لفرض رسوم على الاستخدام التجاري لبياناتها. وقد أثار هذا القرار احتجاجات واسعة النطاق ولكنه عزز في النهاية دفع ريديت نحو التعويض العادل. والآن، يجادل ريديت بأن هذه الدعوى القضائية هي خطوة ضرورية لحماية محتواه وحقوقه. تعكس هذه الإجراءات التحدي الأكبر الذي تواجهه المنصات التي تعتمد على المحتوى الذي يساهم به المستخدمون، حيث تسعى شركات الذكاء الاصطناعي لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات لتدريب نماذجها.

رد بيربلكسيتي والتداعيات المستقبلية

ردت “بيربلكسيتي” عبر متحدث باسمها، مشيرة إلى أنها لم تتلق الشكوى بعد ولكنها تخطط للدفاع عن الوصول إلى المعرفة العامة. وقالت الشركة: “يبقى نهجنا مبدئيًا ومسؤولًا حيث نقدم إجابات واقعية مع ذكاء اصطناعي دقيق.” وأضافت أنها ستعارض التهديدات ضد الانفتاح والمصلحة العامة.

لقد قدم ريديت سابقًا شكاوى مماثلة، بما في ذلك إجراء قانوني ضد “أنثروبيك” (Anthropic) بشأن قضايا كشط المحتوى. وتسلط هذه القضية الجديدة الضوء على التوتر المتزايد بين منصات المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي التي تسعى للوصول إلى البيانات. هذه المعارك القانونية ستشكل مستقبل الإنترنت، وتحدد كيفية تقدير وتعويض المحتوى الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي. إنها ليست مجرد دعوى قضائية، بل هي جزء من نقاش أوسع حول أخلاقيات جمع البيانات، والملكية الفكرية، والتوزيع العادل للثروة النكنولوجية. ومن المرجح أن تكون نتائج هذه القضية ذات تأثير كبير على كيفية تعامل شركات الذكاء الاصطناعي مع المحتوى المستقبلي، وكيف ستحمي منصات المحتوى حقوقها.

مواضيع مشابهة