“`html
رؤية جو لوبين، الرئيس التنفيذي لـ Consensys: إيثيريوم ترسيخ للتمويل العالمي وتتفوق على بيتكوين
في عالم العملات المشفرة المتطور باستمرار، تتنافس الأصول الرقمية على المكانة والهيمنة. بينما تُعرف بيتكوين بأنها “الذهب الرقمي” والعملة المشفرة الأصلية، يرى بعض الشخصيات البارزة أن إيثيريوم، بشبكتها القابلة للبرمجة، تحمل إمكانات أكبر للمستقبل المالي العالمي. من بين هؤلاء، يبرز جو لوبين، أحد المؤسسين المشاركين لإيثيريوم والرئيس التنفيذي لشركة Consensys الرائدة في مجال تطوير البنية التحتية لإيثيريوم.
عبر لوبين مؤخراً عن وجهة نظره الجريئة بشأن مستقبل إيثيريوم خلال ظهوره في بودكاست Rug Radio’s FOMO Hour. يعتقد لوبين بقوة أن إيثيريوم (ETH) يمكن أن تتجاوز بيتكوين (BTC) من حيث القيمة في نهاية المطاف، مستنداً في ذلك إلى فائدتها المتعددة الأوجه ودورها المحوري في بناء بنية تحتية مالية عالمية قائمة على الثقة والشفافية.
إيثيريوم كركيزة للنظام المالي المستقبلي
يرى جو لوبين أن إيثيريوم في وضع فريد لتصبح الركيزة الأساسية للمرحلة القادمة من النظام المالي العالمي. لا تقتصر رؤيته على مجرد كون إيثيريوم منصة للعملات المشفرة، بل يعتبرها أساساً لبناء أنظمة مالية أكثر كفاءة، وشفافية، ولا مركزية. هذه الرؤية تستند إلى الطبيعة القابلة للبرمجة لإيثيريوم، والتي تسمح بإنشاء وتنفيذ العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية (dApps) المعقدة، وهو ما يميزها عن بيتكوين التي تركز بشكل أساسي على كونها مخزناً للقيمة ونظام دفع نظير إلى نظير.
شدد لوبين على أن فائدة إيثيريوم الواسعة هي عاملها المميز. هذه الفائدة تتجلى في جوانب متعددة، بما في ذلك:
- التخزين (Staking): بعد انتقالها إلى آلية إثبات الحصة (Proof-of-Stake)، أصبح بإمكان حاملي ETH المشاركة في تأمين الشبكة وكسب مكافآت من خلال عملية التخزين. هذا يضيف طبقة جديدة من الفائدة الاقتصادية لـ ETH كأصل مدر للدخل.
- إعادة التخزين (Restaking): مفهوم جديد يسمح بإعادة استخدام ETH المخزنة في شبكة إيثيريوم لتأمين بروتوكولات وخدمات لا مركزية أخرى خارج السلسلة الرئيسية (Off-chain) مثل الأوراكل (Oracles) وجسور التوافقية (Bridges)، مما يزيد من الفائدة الإجمالية والطلب على ETH.
- تنفيذ العقود الذكية: هذه هي الوظيفة الأساسية التي تمكّن إيثيريوم من دعم مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءاً من التمويل اللامركزي (DeFi) وصولاً إلى الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وإدارة سلاسل الإمداد وغيرها الكثير. كل تفاعل مع هذه التطبيقات يتطلب استخدام ETH لدفع رسوم المعاملات (Gas Fees)، مما يخلق طلباً عضوياً على العملة.
- التمويل اللامركزي (DeFi): شهد نظام إيثيريوم البيئي ازدهاراً هائلاً في قطاع التمويل اللامركزي، مما يوفر خدمات مالية مثل الإقراض، الاقتراض، التداول اللامركزي، وتجميع العائدات دون الحاجة لوسطاء تقليديين. تعتبر ETH الوقود الرئيسي لهذا النظام.
يعتقد لوبين أن هذه الفوائد المتنوعة تمنح إيثيريوم ميزة تنافسية كبيرة، خاصة مع تحول المؤسسات المالية الكبرى بشكل متزايد نحو استكشاف واعتماد البنية التحتية القائمة على البلوك تشين.
محاورات Consensys مع المؤسسات الكبرى وصناديق الثروة السيادية
أحد النقاط الأكثر إثارة للاهتمام التي كشف عنها لوبين خلال البودكاست هي أن Consensys تجري محادثات مكثفة مع كيانات مؤسسية ضخمة. صرح بأن الشركة في نقاشات مع صناديق ثروة سيادية وبنوك كبرى في بلد وصفه بأنه “كبير جداً”. هذه المحادثات لا تتعلق بالاستثمار في العملات المشفرة بحد ذاتها بقدر ما هي حول بناء البنية التحتية الأساسية عبر النظام البيئي لإيثيريوم.
تركز هذه المحادثات، حسب لوبين، على تطوير بنية تحتية مؤسسية داخل نظام إيثيريوم البيئي. يشمل ذلك العمل على كل من الحلول على الطبقة الأولى (Layer-1)، وهي شبكة إيثيريوم الأساسية نفسها، بالإضافة إلى تطوير حلول مخصصة على الطبقة الثانية (Layer-2). حلول الطبقة الثانية مثل Optimism، Arbitrum، zkSync، وStarkNet مصممة لتوسيع نطاق إيثيريوم وزيادة قدرتها على معالجة عدد أكبر بكثير من المعاملات بتكلفة أقل، مما يجعلها مناسبة للاستخدام المؤسسي على نطاق واسع.
تُعد مشاركة لاعبين بهذا الحجم، مثل صناديق الثروة السيادية والبنوك الكبرى، مؤشراً قوياً على النضج المتزايد لتقنية البلوك تشين واعتراف هذه المؤسسات بالإمكانيات الهائلة التي تقدمها إيثيريوم لتحديث أنظمتها المالية الحالية أو بناء أنظمة جديدة بالكامل.
مثال SharpLink Gaming: تبني المؤسسات لإيثيريوم
تأتي تصريحات لوبين هذه في أعقاب دور Consensys الريادي في استثمار خاص بقيمة 425 مليون دولار في شركة SharpLink Gaming المدرجة علنًا. هذا الاستثمار، الذي قادته Consensys، يعد خطوة مهمة تسلط الضوء على كيفية تفاعل الشركات العامة مع إيثيريوم.
تخطط SharpLink Gaming، وهي شركة تعمل في مجال تسويق منتجات الألعاب عبر الإنترنت، لاستخدام هذا رأس المال لإنشاء خزانة (Treasury) مُقومة بالإيثيريوم. والأهم من ذلك، أن هذه الخزانة لن تتبع استراتيجية الاحتفاظ السلبي طويلة الأجل الشائعة مع بيتكوين. بدلاً من ذلك، سيتم نشر ETH في خزانة SharpLink بنشاط من خلال عمليات “التخزين، إعادة التخزين، والتمويل اللامركزي عند مستويات مخاطر حصيفة”، وفقاً لما ذكره لوبين.
تعتبر هذه الخطوة من بين الأولى من نوعها لشركة عامة بهذا الحجم، ويمكن أن تشير إلى تحول أوسع في كيفية تعامل الشركات العامة والمؤسسات مع إيثيريوم. فبدلاً من مجرد شرائه والاحتفاظ به كأصل احتياطي (على غرار نهج بعض الشركات مع بيتكوين)، فإن استخدام ETH بنشاط في التخزين والتمويل اللامركزي يعكس فهماً أعمق لإمكانيات إيثيريوم كشبكة حية وقابلة للبرمجة تولد عائداً.
ليس من المستغرب أن سهم SharpLink قفز بأكثر من 400% بعد الإعلان عن هذا الاستثمار والاستراتيجية الجديدة، وارتفع بأكثر من 900% في الشهر الماضي، على الرغم من التقلبات الأخيرة في السوق. هذا الارتفاع يعكس حماس المستثمرين تجاه تبني الشركات العامة لتقنيات البلوك تشين والتمويل اللامركزي، وتحديداً باستخدام إيثيريوم كأصل استراتيجي نشط.
إيثيريوم: الأصل القابل للبرمجة الأكثر ثقة
على الرغم من الأداء الضعيف نسبياً لإيثيريوم مقارنة ببيتكوين أو المنافسين الأحدث مثل سولانا (SOL) في فترات سابقة، يصف لوبين إيثيريوم بأنها الشبكة التي تركز على بناء البنية التحتية طويلة الأجل. تأتي هذه التعليقات في خضم انتعاش ملحوظ في سعر ETH، التي بدأت تتفوق في أدائها على بيتكوين في الأسابيع الأخيرة.
يؤكد لوبين أن بروتوكول إيثيريوم يعمل بشكل منهجي على بناء الأساس اللازم لتمويل لامركزي قابل للتوسع (Scalable DeFi)، حتى لو كان يفتقر في بعض الأحيان إلى الروايات الصاخبة التي تجذب الاهتمام قصير الأجل في أسواق العملات المشفرة. مع إبداء صناديق الثروة السيادية اهتماماً ببناء بنية تحتية مالية على إيثيريوم، يتغير مسار الحديث بشكل كبير.
إذا بدأت الحكومات بالفعل في دمج إيثيريوم في حزمها التقنية (Technology Stacks)، أو حتى الاحتفاظ بـ ETH كأصل استراتيجي في خزائنها، فقد يعيد هذا تعريف المشهد التنافسي بين العملات الرقمية بشكل جذري. مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضفي شرعية غير مسبوقة على إيثيريوم كأصل وبنية تحتية، وتفتح الباب أمام تدفقات هائلة من رأس المال المؤسسي والحكومي.
يخلص لوبين إلى أن قيمة إيثيريوم لا تكمن فقط في سعرها السوقي، بل في موقعها الفريد كـ “الأصل القابل للبرمجة الأكثر ثقة في العالم”. هذه الثقة مبنية على سجلها التشغيلي الطويل نسبياً، شبكتها اللامركزية الواسعة، ومجتمع المطورين النشط عالمياً.
مع تلاقي الثقة، الفائدة المتزايدة، وتدفقات رأس المال المؤسسي، فإن إمكانية تفوق إيثيريوم على بيتكوين من حيث القيمة لم تعد تبدو مستبعدة. بينما تظل بيتكوين الأصل الرائد من حيث القيمة السوقية والاعتراف العام، فإن إيثيريوم تبني ببطء ولكن بثبات الأساس لنظام مالي عالمي جديد، مما يجعل رؤية لوبين حول مستقبلها أمراً يستحق المراقبة الجادة من قبل الجميع في عالم التكنولوجيا والمال.
هذه التطورات تشير إلى أننا قد نكون على أعتاب مرحلة جديدة في تبني إيثيريوم، حيث تنتقل من مجرد منصة للمطورين والمتحمسين إلى بنية تحتية مالية حيوية يستخدمها أكبر اللاعبين في الاقتصاد العالمي. الدور الذي تلعبه Consensys في تسهيل هذه الانتقال يبدو حاسماً في تحقيق رؤية لوبين لإيثيريوم كمرساة للتمويل العالمي المستقبلي.
“`