ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

هل تصل بيتكوين إلى 121 ألف دولار الأسبوع القادم؟ حوت “وين” يراهن بـ 1.25 مليار دولار

“`html



هل تصل بيتكوين إلى 121 ألف دولار الأسبوع القادم؟ حوت ضخم “وين” يراهن بـ 1.25 مليار دولار على ذلك

هل تصل إلى 121 ألف الأسبوع القادم؟ حوت ضخم “وين” يراهن بـ 1.25 مليار دولار على ذلك

بعد فترة من الارتفاع الجنوني الذي شهدت خلاله بيتكوين (BTC) تسجيل مستوى تاريخي جديد على الإطلاق، شهدت العملة الرقمية الرائدة بعض التراجع والتصحيح، لتستقر حول مستوى 108,000 دولار وقت كتابة ال الأولي. هذا التراجع دفع العديد من المتداولين إلى توخي الحذر وإعادة تقييم مراكزهم في السوق المتقلبة.

ومع ذلك، في خضم حالة عدم اليقين هذه والتقلبات التي تسببت فيها عوامل اقتصادية وسياسية، يبرز لاعب واحد في السوق بحجم هائل ورهان ضخم للغاية. هذا اللاعب، وهو أحد “الحيتان” الكبيرة في عالم العملات الرقمية، يراهن بمليارات الدولارات على عكس الاتجاه الحالي وانطلاق بيتكوين بقوة نحو مستويات سعرية أعلى بكثير.

ال والرهانات الكبيرة ليست جديدة على الرقمية، لكن حجم هذا الرهان وتوقيته، خاصة مع التحديات الاقتصادية الأخيرة التي أثارتها إعلانات الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد والتي هزت الأسواق العالمية، يضفي عليها أهمية خاصة ويزيد من التوتر والترقب. هذا الحوت يراهن ليس فقط على صعود بيتكوين، بل على صعودها بشكل سريع جداً، متوقعاً أن تصل إلى مستوى 121,000 دولار في غضون أيام قليلة.

رهان بقيمة 1.25 مليار دولار: مقامرة أم ثقة مطلقة؟

الحديث هنا عن المتداول جيمس وين، المعروف في الأوساط المالية للعملات الرقمية بكونه أحد المتداولين ذوي المخاطر العالية والذين يستخدمون رافعات مالية ضخمة في تداولاته. لم يخفِ وين رهانه الكبير، حيث أعلن عن دخوله في مركز شراء (Long position) ضخم على بيتكوين بقيمة إجمالية بلغت 1.25 مليار دولار، مستخدماً رافعة مالية قدرها 40 ضعفاً. هذا النوع من الرهانات الضخمة مع رافعة مالية عالية يعني أن أي تحرك بسيط في السعر يمكن أن يؤدي إلى أرباح أو خسائر هائلة.

الأسبوع الذي سبق هذا الرهان لم يكن سهلاً على وين، حيث شهدت محفظته تقلبات شديدة. في إحدى المراحل، وصلت خسائره غير المحققة على مراكزه إلى 321 مليون دولار، وهو مبلغ صادم حتى بالنسبة للحيتان. وعلق وين على هذه التقلبات عبر حسابه على X (تويتر سابقاً) قائلاً: “التقلبات جنونية! الحيتان الأخرى تريد تصفيتي!!!” هذا التعليق يعكس الضغط الهائل الذي يتعرض له المتداولون الكبار، وكيف أن مراكزهم الضخمة تجعلهم أهدافاً محتملة لعمليات التصفية.

وفقاً لشركة تتبع السوق Lookonchain، فإن سعر تصفية مركز جيمس وين هو 105,180 دولار. هذا يعني أنه إذا انخفض سعر بيتكوين ووصل إلى هذا المستوى، فسيتم تصفية مركزه بالكامل، مما يؤدي إلى خسارة جزء كبير أو كل رأسماله المستثمر في هذا الرهان. اللافت للنظر هو أن هذا السعر لا يبعد كثيراً عن القيمة الحالية لبيتكوين، حيث يمثل انخفاضاً بنحو 3.5% فقط عن مستوى 108,000 دولار وقت إعلانه عن الرهان. هذا هامش ضيق للغاية يضع المتداول على حافة الهاوية.

لكن يبدو أن هذه الهوامش الضيقة لم تؤثر على ثقة وين الشديدة في صعود بيتكوين. على الرغم من المخاطرة الهائلة والتقلبات التي تعرض لها، استمر في إعلان توقعاته المتفائلة للسعر في الأسبوع القادم. في صباح أحد أيام السبت، نشر على منصة X: “$118 ألف – $121 ألف الأسبوع القادم”، مؤكداً رهانه حتى مع استمرار تصاعد التقلبات في السوق.

بعد فترة قصيرة من نشره هذا التوقع، عاد وين إلى المنصة ليشارك لقطة شاشة تظهر ربحاً غير محقق بقيمة 4.2 مليون دولار على إحدى تداولاته. هذا الربح جاء بعد أن كان نفس المركز قد شهد خسارة غير محققة وصلت إلى 59 مليون دولار في وقت سابق. وعلق على ذلك قائلاً بأسلوب يعكس الثقة الكبيرة بالنفس: “بُنينا بشكل مختلف” (“Built different”)، واصفاً نفسه بأنه “ماكسي عملات الميم” (Meme coin maxi)، وهو مصطلح يشير إلى الولاء الشديد لعملات معينة أو لأسلوب تداول معين.

الجدير بالذكر أن البيانات أظهرت أيضاً أن وين قد قام بتصفية مراكز شراء أخرى كان قد فتحها على عملتي إيثيريوم (ETH) وسوي (SUI)، متكبداً خسائر بلغت 5.3 مليون دولار في هذه العمليات، وذلك بهدف التوجه بكل ثقله ورأسماله المتاح نحو بيتكوين. هذا النوع من “التركيز الكلي” على أصل واحد يمكن اعتباره إما ثقة مطلقة وغير محدودة في بيتكوين، أو تهوراً كبيراً بالنظر إلى المخاطر المرتفعة. هذه الخطوة وحدها مهدت الساحة لما كان من المؤكد أنه سيكون أسبوعاً مثيراً ومليئاً بالأحداث في سوق العملات الرقمية.

هل يمكن للسوق أن يتحمل الصعود؟ نظرات شكوكية وعوامل خارجية

على الرغم من جرأة وثقة جيمس وين، لم يكن الجميع مقتنعاً بإمكانية تحقيق هدفه السعري بهذه السرعة. العديد من المحللين والمتداولين المخضرمين في السوق نظروا إلى رهان وين بعين الشك والحذر، بل ووصفوه بالمقامرة الخطيرة.

المحلل الشهير Daan Crypto Trades وصف تداول وين بأنه “جنون” (“insanity”). وحذر من أن حجم المركز كبير جداً لدرجة أن إغلاق جزء بسيط منه فقط يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سعر بيتكوين. وأوضح قائلاً: “كل شمعة بنسبة 1% في سعر بيتكوين تعادل تقلب في الربح والخسارة (PNL) بقيمة 10 ملايين دولار”. هذا يوضح مدى حساسية مركز وين لأي تحرك بسيط في السعر.

متداول آخر يفضل عدم الكشف عن هويته، معروف باسم Innerdevcrypto، تكهن بأن الشجاعة العلنية التي يظهرها وين قد تكون مجرد مسعى لكسب الشهرة أو الانتباه (“clout”). وأشار إلى أن “سعر التصفية قريب جداً”، متسائلاً: “أتساءل إذا لم يكن هناك دافع خفي وراء قيامه بذلك؟” هذا يشير إلى أن بعض المراقبين يرون أن هذه التداولات الضخمة والعلنية قد لا تكون دائماً مدفوعة بالثقة المطلقة وحدها، بل قد تكون جزءاً من استراتيجية أكبر أو حتى محاولة للتلاعب بمشاعر السوق.

ولزيادة الأمور تعقيداً وتقلبات في السوق، جاءت تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة وصادمة. تشمل هذه التهديدات فرض ضريبة استيراد بنسبة 50% على بعض السلع الأوروبية، بالإضافة إلى ضريبة محددة بنسبة 25% تستهدف منتجات شركة آبل. هذه الإعلانات كان لها تأثير واضح وسلبي على الأسواق العالمية، حيث تسببت في تراجع مؤشرات الأسهم وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي.

بيتكوين لم تكن بمنأى عن هذا التأثير، حيث انخفض سعرها بأكثر من 3% في يوم الجمعة الذي تلا هذه التصريحات، لتنزل لفترة وجيزة إلى حوالي 107,600 دولار. منصة ات العملات الرقمية Santiment حذرت من أن هذا التطور قد تسبب في تغيير استراتيجيات بعض المتداولين، حيث تحولوا إلى “الاحتفاظ والأمل في الأفضل” (“holding and ‘hoping for the best'”)، وهي استراتيجية تعكس عدم اليزم والتردد في اتخاذ قرارات تداول نشطة في ظل الظروف الحالية.

تحديث: نهاية الرهان الضخم

بعد كل هذا الترقب والتوتر المحيط برهان جيمس وين الضخم وتوقعاته الجريئة، جاء التحديث الأخير ليقلب الطاولة على هذه القصة المثيرة. بيانات حديثة من Lookonchain كشفت عن تطور مفاجئ وهام للغاية.

أظهرت البيانات أن جيمس وين قام بإغلاق مركز الشراء الضخم بالكامل، والذي كان يبلغ حجمه 1.25 مليار دولار، قبل بضع ساعات من نشر هذا التحديث. هذا القرار السريع بإغلاق المركز الضخم، خاصة بعد كل الثقة التي أظهرها والتوقعات التي أطلقها، كان له تأثير فوري ومباشر على السوق.

أفادت Lookonchain أن وين أغلق جميع مراكز الشراء البالغة 11,588 بيتكوين (بقيمة 1.25 مليار دولار) قبل ساعة من تقريرهم. النتيجة النهائية لهذا الرهان الضخم كانت خسارة مقدرة بحوالي 13.4 مليون دولار.

لم يقتصر تأثير إغلاق هذا المركز على محفظة وين الخاصة، بل امتد ليشمل السوق نفسه. سعر بيتكوين على منصة Hyperliquid، وهي المنصة التي يُعتقد أن وين كان يتداول عليها، انخفض بنسبة 1.3% مباشرة بعد عملية الإغلاق هذه، مما يدل على الحجم الهائل للمركز وتأثيره على عمق السوق حتى في المنصات الكبيرة.

هذا التطور يضع نهاية سريعة لواحدة من أكبر الرهانات وأكثرها خطورة في سوق العملات الرقمية مؤخراً. سواء كان إغلاق المركز مدفوعاً بالخوف من التصفية الوشيكة، أو بتغيير في استراتيجية وين، أو بعوامل أخرى غير معروفة، فإنه يؤكد مرة أخرى على الطبيعة المتقلبة وغير المتوقعة لسوق العملات الرقمية، وخاصة عند استخدام رافعات مالية عالية للغاية.

لقد كان رهان جيمس وين بقيمة 1.25 مليار دولار على وصول بيتكوين إلى 121 ألف دولار في الأسبوع القادم قصة تستحق المتابعة، تجسد المخاطر والفرص الهائلة الموجودة في هذا السوق. في النهاية، لم يتحقق التوقع الجريء، وانتهى الأمر بخسارة كبيرة للمتداول. هذا الحدث يذكرنا بأن سوق العملات الرقمية يمكن أن يكون قاسياً ولا يرحم، وأن حتى أكبر اللاعبين وأكثرهم ثقة يمكن أن يواجهوا خسائر كبيرة عندما تسوء الأمور بسرعة.

“`

مواضيع مشابهة