“`html
مؤسس طريق الحرير يتلقى تبرعاً ضخماً من البيتكوين بقيمة 31.4 مليون دولار بعد جمعه 1.8 مليون دولار في مزاد
شهد عالم العملات الرقمية مؤخراً حدثاً مثيراً للجدل بعد ورود تقارير عن تلقي روس أولبريخت، مؤسس سوق الإنترنت المظلم سيء السمعة “طريق الحرير” (Silk Road)، تبرعاً كبيراً ومفاجئاً من عملة البيتكوين (BTC). وفقاً لبيانات من شركة Arkham Intelligence المتخصصة في تحليل البلوك تشين، تلقى أولبريخت مبلغ 300 بيتكوين في عملية تبرع واحدة من محفظة غير معروفة المصدر. في وقت التبرع، كانت قيمة هذه العملات حوالي 31.4 مليون دولار أمريكي، مما يمثل مبلغاً هائلاً يضاف إلى الموارد المالية التي تمكن أولبريخت من الوصول إليها مؤخراً.
كان روس أولبريخت قد حُكم عليه بالسجن المؤبد لدوره في تأسيس وإدارة طريق الحرير، المنصة التي سهلت التجارة في السلع والخدمات غير القانونية باستخدام البيتكوين كوسيلة للدفع. ومع ذلك، حصل أولبريخت على عفو كامل وغير مشروط من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 21 يناير، وتم الإفراج عنه بعد قضائه 12 عاماً في السجن. أثار الإفراج عنه ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض فيه فرصة له لبدء حياة جديدة، بينما اعتبره آخرون تساهلاً مع جرائمه السابقة.
تفاصيل التحويلات الأخيرة للأموال
تُظهر بيانات البلوك تشين المتاحة للجمهور المزيد من التفاصيل حول مصير الأموال التي تلقاها أولبريخت. تشير البيانات إلى أن أولبريخت قام بتحويل الأموال التي تلقاها في التبرع الكبير يوم 1 يونيو. تم إرسال الجزء الأكبر من المبلغ، حوالي 31.29 مليون دولار، إلى عنوان بيتكوين واحد، بينما تم تحويل مبلغ أصغر بكثير، يقدر بـ 10,000.43 دولار، إلى عنوان آخر. لا يزال الغرض من هذه التحويلات ومستلموها النهائيون غير واضحين، مما يضيف طبقة من الغموض إلى هذه القضية.
يُعد مبلغ التبرع الأخير الذي تلقاه أولبريخت أكبر بكثير من أي تبرعات سابقة حصل عليها بعد إطلاق سراحه. ففي الأيام التي تلت الإفراج عنه، استقبلت محفظة تديرها حملة “Free Ross” (حرروا روس) حوالي 270 ألف دولار أمريكي من البيتكوين. تم جمع هذه الأموال لدعم “انتقال روس إلى حياته الجديدة”، مما يدل على وجود قاعدة من المؤيدين مستعدة لتقديم الدعم المالي له بعد خروجه من السجن.
مزاد الممتلكات الشخصية يدر 1.8 مليون دولار
لم تكن التبرعات هي المصدر الوحيد للأموال التي حصل عليها أولبريخت مؤخراً. قبل حتى تلقيه تبرع الـ 31.4 مليون دولار، كان قد جمع بالفعل 1.8 مليون دولار من مزاد مستمر لممتلكاته الشخصية. يُقام هذا المزاد على منصة Scarce City المتخصصة في بيع الأصول التي تركز على البيتكوين، ومن المقرر أن يستمر حتى 2 يونيو. يُظهر هذا المزاد اهتماماً كبيراً من قبل هواة جمع التحف والمؤيدين لأولبريخت بشراء أغراضه الشخصية، حتى لو كانت تبدو بسيطة أو عادية للوهلة الأولى.
في ملاحظة نُشرت على Scarce City، كتب أولبريخت معبراً عن دوافعه لإقامة المزاد:
“لقد قررت عرض بعض الأغراض الشخصية من الفترة التي سبقت اعتقالي وخلال فترة سجني في مزاد. لا أحتاج إلى التذكيرات، وأنا متأكد من أن بعضكم سيحب امتلاكها.”
تشمل قائمة الأغراض الشخصية المعروضة للبيع مجموعة متنوعة من العناصر، من بينها حقيبة نوم وحقيبة ظهر تعودان لفترة ما قبل اعتقاله، وبطاقات هوية سجنية، بالإضافة إلى لوحات فنية قام بإنشائها خلال فترة حبسه. تُقدم هذه الأغراض لمحة عن حياته قبل وبعد السجن، وتحمل قيمة رمزية كبيرة بالنسبة لمؤيديه أو المهتمين بقضيته.
أبرز العناصر المباعة في المزاد
شهد المزاد بيع بعض العناصر بأسعار لافتة للنظر، مما يؤكد الاهتمام الكبير بهذه المقتنيات. من بين هذه العناصر:
- بطاقة هوية السجن: بيعت أحدث بطاقة هوية سجن لروس أولبريخت مقابل 5.5 بيتكوين، والتي بلغت قيمتها في ذلك الوقت أكثر من 580 ألف دولار. تجدر الإشارة إلى أن العرض الفائز الأصلي كان 11 بيتكوين (بقيمة حوالي 1.1 مليون دولار)، لكن الفائز لم يقم بالدفع، مما أدى إلى بيعها للمزايد التالي.
- لوحة “الممر المقنطر”: بيعت لوحة زيتية بعنوان ‘Archway’ (الممر المقنطر) تعود لديسمبر 2023، والتي رسمها أولبريخت بالتعاون مع زميل له في السجن يُعرف باسم “أوميغا”، مقابل 1.01 بيتكوين، بقيمة تجاوزت 106 آلاف دولار.
تحمل قصة بيع بطاقة هوية السجن تفصيلاً مثيراً للاهتمام. وفقاً لوصف السلعة، اضطر أولبريخت لإعادة إصدار بطاقة هويته بصورة حديثة في عام 2024 بعد أن هدده أحد حراس السجن بتعليق حقوق زيارته. تحدث أولبريخت عن صورة الهوية، التي يظهر فيها مبتسماً، قائلاً:
“حاول الحارس أن يجعلني أتوقف عن الابتسام في الصورة، لكن فرحتي تأتي من الداخل، لذلك ابتسمت في ذلك اليوم، حتى لو كنت في السجن :)”
أما بخصوص لوحة “الممر المقنطر”، فقد أشار وصف السلعة إلى أن زميله “أوميغا” قد علّمه تقنيات الرسم بالزيت. كتب أولبريخت عن اللوحة:
“أحببت مظهر هذا الممر المقنطر في صورة فوتوغرافية كثيراً، كان يجب عليّ رسمه. أعطاني شعوراً بأنه إذا تمكنت من المرور عبره، سيكون هناك شيء أفضل على الجانب الآخر.”
تُظهر هذه التفاصيل الجانب الإنساني لأولبريخت وتجاربه خلال فترة سجنه، وتُقدم دافعاً إضافياً للمشترين الذين يرغبون في امتلاك قطعة من هذه القصة.
وصول محتمل لملايين الدولارات من البيتكوين الخاملة
بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة التي جمعها أولبريخت من التبرعات والمزاد، قد يكون لديه أيضاً إمكانية الوصول إلى ملايين الدولارات من البيتكوين التي لم تتمكن الحكومة الأمريكية من الاستيلاء عليها. خلال عملية مداهمة طريق الحرير في عام 2013، تمكنت الحكومة من مصادرة أكثر من 100,000 بيتكوين كانت مرتبطة بالمنصة.
في 22 يناير، اكتشف كونور جروجان، مدير في Coinbase، حوالي 430 بيتكوين، بقيمة تقدر بـ 47 مليون دولار في ذلك الوقت، موزعة عبر عدة محافظ مرتبطة بأولبريخت. لاحظ جروجان أن هذه المحافظ ظلت خاملة لأكثر من 13 عاماً، مما يشير إلى أنها قد تكون أموالاً قديمة مرتبطة بنشاط طريق الحرير لم يتم اكتشافها سابقاً من قبل السلطات.
تم تأكيد اكتشاف جروجان بواسطة Arkham Intelligence، الشركة التي تتبعت 14 محفظة بيتكوين مرتبطة بطريق الحرير. إحدى هذه المحافظ تحتوي وحدها على بيتكوين بقيمة 9 ملايين دولار، مما يؤكد وجود كميات كبيرة من العملة الرقمية لا تزال بعيدة عن متناول الحكومة الأمريكية.
في وقت سابق من الشهر الماضي، أصبحت اثنتان من هذه المحافظ الخاملة نشطة، حيث تم تحويل 3,422 بيتكوين منها بقيمة 324.2 مليون دولار. على الرغم من أن هذه المحافظ مرتبطة بطريق الحرير، إلا أنه ليس واضحاً ما إذا كان أولبريخت هو من قام بتحويل هذه الأموال مباشرة أو ما إذا كانت مرتبطة بعمليات أخرى تتعلق بالمنصة القديمة. ومع ذلك، فإن وجود هذه الأموال الخاملة وإمكانية تنشيطها يثير تساؤلات حول الموارد المالية المتاحة للأشخاص المرتبطين بطريق الحرير، بما في ذلك أولبريخت نفسه.
الخلاصة
تسلط هذه التطورات الأخيرة الضوء على الطبيعة الفريدة للعملات الرقمية وإمكانية نقل وتخزين قيم كبيرة خارج الأنظمة المالية التقليدية. تلقي روس أولبريخت تبرعاً ضخماً وجمعه مبالغ كبيرة من مزاد ممتلكاته الشخصية بعد الإفراج عنه، بالإضافة إلى احتمال وصوله إلى محافظ بيتكوين خاملة، يُظهر استمرار الاهتمام والدعم من فئة معينة من المجتمع، فضلاً عن التحديات التي تواجه السلطات في تتبع ومصادرة الأصول الرقمية المرتبطة بالأنشطة غير القانونية التي تمت منذ سنوات. يبقى مصير هذه الأموال، خاصة التبرع الأخير الكبير، وكيفية تأثيرها على حياة أولبريخت أو وضعه القانوني المستقبلي، أمراً يجب مراقبته.
“`