ektsadna.com
عملات مشفرة

زخم سوق العملات المشفرة يمتد إلى الربع الثالث من 2025: تقرير بينانس | تحليل شامل




زخم سوق العملات المشفرة يمتد إلى الربع الثالث من 2025: تقرير بينانس | تحليل شامل



زخم المشفرة يمتد إلى الربع الثالث من 2025:

لقد شهد سوق العملات المشفرة، الذي يتميز بديناميكيته وتقلباته، فترة ملحوظة من النمو والتوسع في عام 2025. وفقًا للتقرير الشامل الذي أصدرته منصة بينانس (Binance) في أغسطس 2025، تستمر الأصول الرقمية في إظهار أداء قوي ومستدام هذا العام، مما يؤكد مرونتها وجاذبيتها المتزايدة للمستثمرين من جميع الفئات. لقد سجل إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة زيادة ملحوظة بلغت 9.9% منذ بداية يناير، مما أضاف أكثر من 600 مليار أمريكي إلى قيمته الإجمالية. هذا الارتفاع جاء بعد تراجع مبكر شهده الربع الأول من العام، مما يبرز قدرة السوق على التعافي والنمو السريع، حتى في مواجهة التحديات الأولية.

تعزو بينانس هذا الانتعاش القوي إلى تحسن الظروف النقدية العالمية التي أثرت بشكل إيجابي على الأسواق المالية بشكل عام. فمن أبرز العوامل التي ساهمت في هذا النمو هو تسجيل المعروض النقدي العالمي أسرع وتيرة نمو له منذ عام 2021، مما أتاح المزيد من السيولة ورأس المال المتاح للأسواق المالية، وسوق العملات المشفرة بشكل خاص، كونه سوقًا جاذبًا لرؤوس الأموال الباحثة عن عوائد أعلى. في الوقت ذاته، اتخذ البنك المركزي الأمريكي خطوة مهمة بوقف سياسات تقليص السيولة، على الرغم من أنه لا يزال يشير إلى نهج حذر تجاه التضخم والسياسة النقدية المستقبلية. هذه العوامل مجتمعة خلقت بيئة مواتية لتدفق الات نحو الأصول الرقمية، مما دعم زخمها الإيجابي وعزز مكانتها كفئة أصول مهمة.

ال والإيثيريوم يقودان قوة السوق

يؤكد تقرير بينانس أن العملات الرقمية الرائدة، البيتكوين (Bitcoin) والإيثيريوم (Ethereum)، ظلتا القوتان الدافعتان للسوق في عام 2025. لم يكتفيا بالحفاظ على مكانتهما كأهم الأصول الرقمية، بل سجلا نموًا ملحوظًا يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في قيمتهما الجوهرية ومستقبلهما.

أداء البيتكوين (BTC)

شهد البيتكوين (BTC)، العملة الرقمية الأكبر والأكثر رسوخًا، تقدمًا يقارب 18% خلال نفس الفترة المذكورة. يُعد هذا النمو استمرارًا لترسيخ مكانته كـ “الذهب الرقمي” وملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. من العوامل الرئيسية وراء هذا الزخم هو إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة (ETFs) للبيتكوين الفوري في الولايات المتحدة، والتي اجتذبت تدفقات صافية تجاوزت 28 مليار دولار. لقد أتاحت هذه الصناديق مسارًا جديدًا وشرعيًا للمستثمرين المؤسسيين والأفراد للوصول إلى البيتكوين دون الحاجة إلى امتلاك العملة مباشرة، مما زاد من سيولة السوق وقاعدة المستثمرين بشكل كبير، وفتح الأبواب أمام رؤوس أموال لم تكن لتشارك في السوق من قبل.

أشار تقرير بينانس أيضًا إلى أن الموافقات المحتملة على صناديق المؤشرات المتداولة للعملات البديلة (Altcoin ETFs) يمكن أن توفر سيولة إضافية وتوسع المشاركة في سوق العملات الرقمية بشكل أوسع، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من الارتفاعات. وقد أدى الطلب المتزايد على صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين وتخصيصات الخزانة من قبل الشركات إلى دفع هيمنة البيتكوين من 40% إلى 65.1% في وقت سابق من العام. ومع ذلك، تراجعت هذه الحصة لاحقًا إلى 57.2%، مما يشير إلى إعادة توجيه لرأس المال نحو الأصول البديلة، حيث يبدأ المستثمرون في البحث عن فرص نمو في عملات رقمية أخرى بعد الارتفاع الأولي الذي حققه البيتكوين، مما يعكس نضجًا وتنوعًا متزايدًا في استراتيجيات الاستثمار.

أداء الإيثيريوم (ETH)

تتبع الإيثيريوم (ETH)، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، اتجاهًا مختلفًا ومثيرًا للإعجاب. ارتفعت قيمة الإيثيريوم بنحو 36%، وهو أعلى نمو بين العملات الرئيسية خلال هذه الفترة. كان أحد المحركات الرئيسية وراء هذا الارتفاع هو التوسع الكبير في عمليات التخزين (Staking) بعد ترقية “بيكترا” (Pectra) التي حسنت من كفاءة ومرونة الشبكة. وصل إجمالي الإيثيريوم المخزن إلى 35.8 مليون ETH، مدعومًا بالتبني المؤسسي المتزايد للشبكة واستخدامها كمنصة رئيسية لتطبيقات التمويل اللامركزي () والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

مع حوالي 30% من إجمالي المعروض من الإيثيريوم محتجزًا في عقود التخزين، وصفت بينانس هذا التأثير بأنه “ضغط سيولة” قد يعزز موقع الإيثيريوم على المدى الطويل. يشير هذا إلى أن العرض المتاح للتداول يتناقص، مما قد يؤدي إلى زيادة في السعر مع استمرار الطلب وزيادة فائدة الشبكة. كما أن التطورات المستمرة في نظام الإيثيريوم البيئي، مثل تطبيقات التمويل اللامركزي الجديدة، وزيادة استخدام الشبكة للتعاملات التجارية والابتكارات التكنولوجية، تزيد من فائدة العملة وتدعم قيمتها الجوهرية على نحو مستدام.

تحولات أوسع في السوق ونمو على السلسلة

لم يقتصر الزخم الإيجابي على البيتكوين والإيثيريوم فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات أوسع في سوق العملات المشفرة، بالإضافة إلى نمو ملحوظ في النشاط على السلسلة (On-Chain Activity)، مما يشير إلى نضج أكبر وتوسع في استخدامات الأصول الرقمية في سيناريوهات متعددة تتجاوز مجرد التداول.

العملات المستقرة والتبني المؤسسي

  • **نمو العملات المستقرة:** شهد المعروض من العملات المستقرة (Stablecoins) توسعًا كبيرًا بنسبة 35%، ليصل إجمالي قيمتها إلى 277.8 مليار دولار. هذا الارتفاع لا يعكس فقط التبني الأوسع لهذه العملات عبر الأسواق المختلفة، بل يسلط الضوء أيضًا على دورها المتزايد في حالات الاستخدام المتعلقة بالمدفوعات والتسويات، مما يوفر جسرًا مستقرًا وموثوقًا بين العملات التقليدية والعالم الرقمي، ويقلل من التقلبات المرتبطة بالأصول المشفرة الأخرى.
  • **التبني المؤسسي للبيتكوين:** في دليل على التبني المؤسسي المتزايد، أشار التقرير إلى أن الشركات العامة أصبحت الآن تحتفظ بـ 1.07 مليون بيتكوين، وهو ما يمثل 5.4% من إجمالي المعروض. تظل الشركات التي تعتمد استراتيجيات استثمار طويلة الأجل هي أكبر حائز على البيتكوين بين الشركات العامة، مما يعكس رؤية طويلة المدى للأصول الرقمية كجزء أساسي من محافظها الاستثمارية وإستراتيجياتها في مواجهة التضخم وتنويع الأصول.
  • **قفزة في خزائن الإيثيريوم للشركات:** أما بالنسبة للإيثيريوم، فقد قفزت خزائن الشركات من ETH بنسبة 88.3% في شهر واحد فقط، لتصل إلى 4.36 مليون ETH، مما يشير إلى اهتمام مؤسسي متزايد بالإيثيريوم كأصل استراتيجي وكمنصة رئيسية للابتكار في مجالات مثل التمويل اللامركزي وتطوير التطبيقات اللامركزية.

نشاط السلسلة والتمويل اللامركزي (DeFi)

تواكب النشاط على السلسلة هذه الاتجاهات الإيجابية، مما يعكس زيادة في تفاعل المستخدمين والمطورين مع شبكات ال، مؤكدًا على الاستخدام الفعلي للأصول الرقمية. استحوذت البورصات اللامركزية (Decentralized Exchanges – DEXs) على 23.1% من نشاط التداول الفوري و9.3% من أحجام العقود الآجلة في عام 2025. هذا يشير إلى تفضيل متزايد للمنصات اللامركزية التي توفر المزيد من الشفافية والتحكم للمستخدمين، وتتجنب مخاطر الحفظ المركزية التي قد تنشأ في البورصات التقليدية.

كما توسع الإقراض اللامركزي (DeFi Lending) بشكل ملحوظ، حيث ارتفع إجمالي القيمة المقفلة (Total Value Locked – TVL) بنسبة 65% ليصل إلى ما يقارب 80 مليار دولار. يعكس هذا النمو القوي الثقة المتزايدة في بروتوكولات التمويل اللامركزي وقدرتها على تقديم خدمات مالية مبتكرة وفعالة بعيدًا عن الوسطاء التقليديين، مثل الإقراض والاقتراض وكسب العائدات، بمرونة وشفافية أكبر.

الأسهم المرمزة (Tokenized Equities)

سلط التقرير الضوء أيضًا على التقدم المحرز في سوق الأسهم المرمزة (Tokenized Equities)، الذي وصل إلى 349 مليون دولار هذا العام. وقد استقرت أحجام التداول اليومية حول 145 مليون دولار وسط بيئة تنظيمية أكثر وضوحًا ومشاركة متزايدة من الوسطاء التقليديين. تمثل الأسهم المرمزة تقاطعًا واعدًا بين التمويل التقليدي وسوق العملات المشفرة، وتقدم إمكانية لتحسين السيولة والوصول إلى الأسواق العالمية على مدار الساعة. يُتوقع أن يستمر هذا القطاع في النمو مع تطور الأطر التنظيمية وتزايد فهم المستثمرين لمزاياه، مما قد يحدث ثورة في طريقة تداول الأصول التقليدية.

الربع الأخير من عام 2025 وما بعده

بالنظر إلى البيانات القوية والاتجاهات الإيجابية التي كشف عنها تقرير بينانس لشهر أغسطس 2025، يمكننا استخلاص بعض التوقعات الواعدة لسوق العملات المشفرة في الربع الأخير من عام 2025 وما يليه. يشير النمو المستدام في القيمة السوقية، وقوة أداء العملات الرئيسية مثل البيتكوين والإيثيريوم، بالإضافة إلى التبني المتزايد على المستوى المؤسسي، إلى أن سوق الأصول الرقمية ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو قطاع يتجه نحو النضج والاندماج بشكل أعمق في المنظومة المالية العالمية، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي.

من المتوقع أن تستمر عوامل مثل تدفق السيولة العالمية وسياسات البنوك المركزية في لعب دور حاسم في توجيه معنويات السوق. مع توقف البنك المركزي الأمريكي عن تقليص السيولة، قد يجد المستثمرون أنفسهم أمام بيئة أكثر ملاءمة للمخاطرة، مما قد يدفع المزيد من رؤوس الأموال نحو الأصول الرقمية التي تقدم إمكانات نمو عالية. علاوة على ذلك، فإن التقدم في الأطر التنظيمية، خاصة فيما يتعلق بالأسهم المرمزة وصناديق المؤشرات المتداولة، من شأنه أن يعزز الشرعية ويقلل من عدم اليقين، مما يجذب شريحة أوسع من المستثمرين التقليديين الذين كانوا مترددين في السابق بسبب نقص الوضوح التنظيمي.

ستظل الابتكارات التكنولوجية داخل مساحات التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وال الجديدة التي تعتمد على تقنية البلوكتشين محركات رئيسية للنمو والجاذبية. إن التوسع في استخدامات العملات المستقرة وتزايد النشاط على البورصات اللامركزية يبرزان الطلب المتزايد على حلول مالية لا مركزية وشفافة توفر كفاءة أكبر وتكاليف أقل. هذا النمو لا يقتصر على التداول والاستثمار، بل يمتد إلى تطبيقات عملية في المدفوعات، وسلاسل التوريد، وإدارة البيانات، والخدمات المالية المبتكرة، مما يوسع من القيمة الجوهرية للأصول الرقمية ويجعلها أكثر فائدة في الاقتصاد الحقيقي.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن السوق سيظل عرضة للتقلبات، وأن الحذر لا يزال ضروريًا لأي مستثمر. على الرغم من المؤشرات الإيجابية، فإن التحديات المتعلقة بالتضخم، والتوترات الجيوسياسية، والتغيرات المفاجئة في السياسات التنظيمية يمكن أن تؤثر على الزخم. لكن الاتجاه العام، كما يظهره تقرير بينانس، يشير إلى مسار صعودي مدعوم بأسس قوية وتوسع في التبني على نطاق واسع. يبدو أن الربع الأخير من عام 2025 سيكون حاسمًا في ترسيخ هذه المكاسب والبناء عليها لمستقبل أكثر إشراقًا للعملات المشفرة.

الخلاصة

يُقدم تقرير بينانس لشهر أغسطس 2025 صورة واضحة ومفصلة لسوق العملات المشفرة الذي يتمتع بزخم قوي ومستمر في عام 2025. لقد أظهرت الأصول الرقمية مرونة ملحوظة وقدرة على التعافي من التراجعات، مدفوعة بظروف نقدية عالمية مواتية ونمو سريع في المعروض النقدي. قادت كل من البيتكوين والإيثيريوم الطريق، مستفيدة من التدفقات الكبيرة لرأس المال عبر صناديق المؤشرات المتداولة في الولايات المتحدة، والنمو الهائل في عمليات تخزين الإيثيريوم التي أدت إلى ضغط على السيولة.

لم يقتصر النمو على العملات الرئيسية فحسب، بل امتد ليشمل تبنيًا أوسع للعملات المستقرة من قبل المؤسسات، وزيادة ملحوظة في النشاط على السلسلة عبر البورصات اللامركزية والتمويل اللامركزي. كما أن التطورات في سوق الأسهم المرمزة، مدعومة بتوضيح الأطر التنظيمية، تفتح آفاقًا جديدة للتقاطع بين التمويل التقليدي والعالم الرقمي، وتقدم فرصًا استثمارية مبتكرة. كل هذه العوامل تشير إلى أن سوق العملات المشفرة لا يزال في مرحلة نمو وتوسع ديناميكية، مع إمكانات كبيرة لمزيد من الابتكار والتبني في السنوات القادمة، مما يعزز مكانته كقطاع مالي حيوي ومتطور.

مواضيع مشابهة