ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

المستثمرون يزيدون تخصيصات العملات المشفرة لأعلى مستوياتها السنوية والبيتكوين تتصدر | تقرير CoinShares




نمو استثمارات العملات المشفرة لأعلى مستوياتها السنوية والبيتكوين تقود المسيرة

المستثمرون يزيدون تخصيصاتهم في العملات المشفرة لأعلى مستوياتها السنوية، وال تتصدر عملية التراكم

يشهد سوق العملات المشفرة اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين، حيث وصلت تخصيصات المحافظ الية للأصول الرقمية إلى أعلى مستوى لها خلال عام. فوفقًا ل حديث صادر عن شركة “كوين شيرز” (CoinShares)، بلغت نسبة تخصيص المحافظ للعملات المشفرة 1.8% اعتبارًا من 29 أبريل، وهو رقم يعكس تحولًا ملحوظًا في توجهات المستثمرين وثقتهم المتزايدة بهذا القطاع الناشئ.

يأتي هذا الارتفاع في وقت حاسم، حيث يمر السوق بتقلبات سعرية ملحوظة، لكن يبدو أن المعنويات العامة تتجه نحو الإيجابية. يستند التقرير في نتائجه إلى بيانات استقصائية شاملة، مدعومة بإيداعات 13F، مما يوفر لمحة دقيقة عن مواقف مختلف فئات المستثمرين، بما في ذلك المؤسسات والأفراد ومديري الثروات، تجاه فئات الأصول المختلفة، وعلى رأسها العملات المشفرة.

زيادة ملحوظة في تخصيصات المؤسسات الاستثمارية

أحد أبرز ما كشف عنه التقرير هو التحول الكبير في سلوك المستثمرين المؤسسيين. فقد أظهرت محافظهم الاستثمارية متوسط تخصيص للعملات المشفرة بنسبة 2.5%. هذا الرقم، وإن كان يبدو صغيرًا بالنسبة المئوية الإجمالية للمحافظ، إلا أنه يمثل زيادة كبيرة ويعكس تحولًا استراتيجيًا نحو زيادة الانكشاف على الأصول الرقمية بشكل مباشر “on-chain”.

يُعزى هذا النمو في الاهتمام المؤسسي إلى عدة عوامل، منها النضج المتزايد لسوق الكريبتو، وتطور البنية التحتية الداعمة، مثل خدمات الحفظ المؤمّنة و المخصصة للمؤسسات، بالإضافة إلى البحث المستمر عن مصادر جديدة للعائد في بيئة استثمارية تتسم بانخفاض أسعار الفائدة التقليدية. ورغم أن المستثمرين الأفراد لا يزالون يحتفظون بأعلى نسبة مطلقة من حيث القيمة في العملات المشفرة، إلا أن التقرير يسلط الضوء بوضوح على الالتزام المتزايد والاهتمام الجدي من قبل المؤسسات والمكاتب العائلية الكبرى.

هذا الاهتمام المؤسسي لا يقتصر فقط على زيادة حجم الاستثمارات، بل يمتد ليشمل فهمًا أعمق للتكنولوجيا الأساسية وإمكانياتها المستقبلية. يشير التقرير إلى أن هذه الفئة من المستثمرين تنظر إلى العملات المشفرة ليس فقط كأداة للمضاربة، بل كجزء محتمل من استراتيجيات التنويع طويلة الأمد.

هيمنة البيتكوين تتواصل وتتعزز

عند النظر إلى تفاصيل الأصول التي تجذب المستثمرين، تبرز البيتكوين (BTC) كقائد بلا منازع. فقد أكد 63% من المشاركين في استطلاع “كوين شيرز” أنهم يمتلكون البيتكوين في محافظهم، وهي زيادة كبيرة مقارنة بنسبة 48% المسجلة في يناير. هذا يؤكد المكانة الفريدة التي تحتلها البيتكوين كبوابة رئيسية لعالم العملات المشفرة بالنسبة لمعظم المستثمرين.

تحافظ الإيثيريوم (ETH) على مركزها الثاني بقوة، حيث يستثمر فيها ما يقرب من 20% من المشاركين. تليها سولانا (SOL) بنسبة 17%، مما يشير إلى اهتمام متزايد بهذه ال المعروفة بسرعتها وقابلية توسعها. تُظهر هذه الأرقام تركزًا واضحًا للاستثمارات في الأصول الرقمية الرائدة.

  • البيتكوين (BTC): 63% من المستطلعة آراؤهم يمتلكونها (ارتفاعًا من 48%).
  • الإيثيريوم (ETH): حوالي 20% من المستطلعة آراؤهم يمتلكونها.
  • سولانا (SOL): حوالي 17% من المستطلعة آراؤهم يمتلكونها.

في المقابل، سجلت العملات البديلة الأخرى مثل بولكادوت (DOT)، وكاردانو (ADA)، و (XRP) حضورًا ضئيلًا أو شبه معدوم في محافظ المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع. يشير هذا إلى اتجاه واضح نحو تقليل التنويع الواسع داخل فئة أصول العملات المشفرة نفسها، والتركيز بشكل أكبر على الأصول الأكثر رسوخًا وسيولة.

أسباب التركيز المتزايد على البيتكوين

يتزامن هذا التركيز المتزايد على البيتكوين مع إعادة تقييم المستثمرين لمخاطر العملات البديلة (Altcoins). يبدو أن هناك شعورًا متزايدًا بالراحة تجاه البيتكوين نظرًا لعدة عوامل رئيسية:

  1. السيولة النسبية: تتمتع البيتكوين بأعلى مستويات السيولة في سوق الكريبتو، مما يسهل عمليات البيع والشراء بكميات كبيرة دون التأثير بشكل كبير على السعر.
  2. البنية التحتية المتطورة: تطورت البنية التحتية المحيطة بالبيتكوين بشكل كبير، بما في ذلك حلول الحفظ، ومنصات التداول، والأدوات المالية المشتقة، وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) التي تم إطلاقها مؤخرًا في بعض الأسواق.
  3. الوضوح التنظيمي المتصور: على الرغم من عدم اليقين التنظيمي العام، يُنظر إلى البيتكوين غالبًا على أنها تتمتع بوضع تنظيمي أكثر وضوحًا نسبيًا مقارنة بالعديد من العملات البديلة، حيث يتم تصنيفها بشكل متزايد كـ “سلعة” في بعض الولايات القضائية الهامة.
  4. السردية كـ “مخزن للقيمة”: تترسخ قصة البيتكوين كـ “ذهب رقمي” أو مخزن للقيمة لدى شريحة واسعة من المستثمرين، خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

هذا الاتجاه نحو البيتكوين مستمر على الرغم من الأهمية المستمرة للإيثيريوم، خاصة مع دورها المحوري في قطاعات ال ال () والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، والاهتمام المتزايد ببدائل أخرى خارج الأصول الرقمية الكبرى.

دوافع الاستثمار: بين التنويع والمضاربة

عند سؤال المستثمرين عن الأسباب الرئيسية لإدراج العملات المشفرة في محافظهم، جاء التنويع (Diversification) في المقدمة، حيث أشار إليه 30% من المشاركين. يُنظر إلى العملات المشفرة، بسبب ارتباطها المنخفض تاريخيًا بفئات الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات، على أنها وسيلة محتملة لتحسين نسبة المخاطر إلى العائد في المحافظ الاستثمارية المتنوعة.

يلي ذلك الاهتمام بتكنولوجيا الدفاتر الموزعة (DLT) أو البلوك تشين نفسها، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين يراهنون على الإمكانيات التحويلية لهذه التكنولوجيا على المدى الطويل. كما احتلت الدوافع speculative motives مرتبة متقدمة، مما يؤكد أن البحث عن عوائد مرتفعة لا يزال عاملاً رئيسياً في جذب الاستثمارات إلى هذا السوق المتقلب.

من المثير للاهتمام ملاحظة أن التقرير أشار إلى انخفاض طفيف في “طلب العملاء” كدافع للاستثمار مقارنة بالربع السابق، بينما زاد الاهتمام القائم على المضاربة. قد يشير هذا إلى إعادة تقييم لدور العملات المشفرة ضمن المحافظ متعددة الأصول، حيث يتحول التركيز من مجرد تلبية طلب العملاء إلى اتخاذ قرارات استثمارية استراتيجية قائمة على قناعات المستثمرين أنفسهم، سواء كانت بهدف التنويع أو المضاربة المحسوبة.

المخاوف الرئيسية: التقلبات والتنظيم يتصدران المشهد

على الرغم من المعنويات الإيجابية المتزايدة وزيادة التخصيصات، لا تزال هناك تحديات ومخاوف كبيرة تحيط بسوق العملات المشفرة. تظل التقلبات العالية (Volatility) هي الحاجز الأساسي أمام دخول مستثمرين جدد إلى السوق. هذا القلق مستمر حتى في الوقت الذي أظهرت فيه البيتكوين مؤخرًا تقلبات أقل من بعض أسواق الأسهم التقليدية خلال فترات اضطراب معينة.

يسلط استمرار هذا القلق الضوء على وجود فجوة بين تصورات المستثمرين حول مخاطر التقلبات والأداء الفعلي الملحوظ للأصل الرقمي الرائد في الآونة الأخيرة. ولم يقتصر الأمر على المستثمرين الجدد، بل كانت التقلبات أيضًا هي الشاغل الرئيسي المستمر بين المشاركين الذين لديهم بالفعل استثمارات في العملات المشفرة.

يأتي عدم اليقين التنظيمي (Regulatory Uncertainty) في المرتبة الثانية كأكبر عائق أمام الدخول، وهو ما يتسق مع نتائج الاستطلاعات السابقة. لا يزال المستثمرون قلقين بشأن غياب إطار تنظيمي عالمي واضح وموحد، والتغيرات المحتملة في السياسات التي قد تؤثر على السوق. المخاوف تشمل:

  • تصنيف الأصول الرقمية (سلع أم أوراق مالية؟).
  • متطلبات مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب (AML/CFT).
  • التنظيم المصرفي المتعلق بالتعامل مع العملات المشفرة.
  • الضرائب المفروضة على أرباح الكريبتو.

كما أبلغ المستثمرون عن مخاوف أخرى، ولكن بدرجة أقل، مثل المخاطر المتعلقة بالسمعة (Reputational Risk) وضعف الأساسيات (Weak Fundamentals) لبعض ال. ووفقًا للتقرير، فإن التوقعات بأن المخاطر التنظيمية والسياسية ستنخفض بعد الأوامر التنفيذية التي صدرت في وقت سابق من العام لم تتحقق بعد على أرض الواقع. وفي الوقت نفسه، تضاءلت أهمية المخاطر التي تم ذكرها سابقًا، مثل تهديد الحوسبة الكمومية لتشفير البلوك تشين.

السياق الاقتصادي الكلي وتأثيره

لا يمكن فصل معنويات المستثمرين في سوق الكريبتو عن المشهد الاقتصادي الكلي الأوسع. يشير التقرير إلى أن هذا السياق يؤثر بشكل كبير على قرارات الاستثمار. على الرغم من الرياح المعاكسة المحتملة الناتجة عن التداعيات الاقتصادية للتعريفات الجمركية والمخاوف المتزايدة من حدوث تضخم ركودي (Stagflation) – وهو مزيج من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم – إلا أن هناك عددًا متزايدًا من المشاركين في الاستطلاع يرون أن التوجه الحالي لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (الفيدرالي) مناسب.

ومع ذلك، لا يزال جزء كبير من المستثمرين غير متأكدين أو مترددين بشأن مدى ملاءمة السياسة النقدية الحالية وتأثيرها المستقبلي على الأسواق، بما في ذلك سوق العملات المشفرة. يبقى التفاعل بين سياسات البنوك المركزية العالمية، ومعدلات التضخم، والنمو الاقتصادي، والأحداث الجيوسياسية، عاملاً حاسماً سيراقبه المستثمرون عن كثب لتحديد استراتيجياتهم في الأشهر المقبلة.

نظرة مستقبلية

يُظهر تقرير “كوين شيرز” بوضوح أن شهية المستثمرين، وخاصة المؤسسات، للعملات المشفرة في تزايد، مع وصول التخصيصات إلى أعلى مستوياتها خلال عام. تقود البيتكوين هذا الاتجاه بقوة، مستفيدة من سيولتها وبنيتها التحتية المتنامية والوضوح التنظيمي النسبي المتصور. ومع ذلك، لا تزال المخاوف بشأن التقلبات وعدم اليقين التنظيمي تشكل تحديات كبيرة أمام تبني أوسع نطاقًا.

يشير التحول نحو التركيز على البيتكوين وتقليل التنويع في العملات البديلة إلى نضج معين في السوق، حيث أصبح المستثمرون أكثر انتقائية وحذرًا في تقييم المخاطر. بينما تظل دوافع التنويع والمضاربة قائمة، فإن السياق الاقتصادي الكلي والبيئة التنظيمية المتطورة ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل تدفقات الاستثمار إلى هذا القطاع المثير والديناميكي.

مواضيع مشابهة