صناديق Defiance تقود الابتكار: استراتيجية المراجحة المحايدة للسوق في البيتكوين والإيثيريوم

في خطوة جريئة ومبتكرة، قدمت شركة Defiance ETFs طلبات لإنشاء صناديق استثمار متداولة (ETFs) محايدة للسوق مرتبطة بالبيتكوين والإيثيريوم، تحمل اسمي NBIT وDETH. تهدف هذه الصناديق إلى تطبيق استراتيجية مراجحة متطورة تشبه تلك التي تستخدمها صناديق التحوط، مما يمثل تطوراً مهماً في مشهد الاستثمار في العملات المشفرة.

كشف إريك بالتشوناس، محلل صناديق الاستثمار المتداولة البارز في بلومبرج، عن هذه الطلبات في 16 سبتمبر، مشيراً إلى أن هذه الصناديق ستعتمد استراتيجية فريدة تتضمن شراء أصول العملات المشفرة الفورية مع بيع عقودها الآجلة على المكشوف للاستفادة من العلاوات. هذا النهج يفتح آفاقاً جديدة للمستثمرين الذين يسعون لتحقيق عوائد بغض النظر عن تقلبات السوق.

فهم استراتيجية التحوط المحايد للسوق

تتمحور استراتيجية Defiance حول نموذج “محايد للسوق”، وهو ما يعني أنها مصممة لتوليد الأرباح بغض النظر عن اتجاه أسعار العملات المشفرة، سواء صعوداً أو هبوطاً. كيف يتم ذلك؟ ببساطة، تقوم الصناديق بشراء صناديق البيتكوين والإيثيريوم الفورية المتداولة حالياً في السوق، مثل IBIT التابع لـ BlackRock وETHA، وفي الوقت نفسه، تقوم ببيع العقود الآجلة المقابلة على المكشوف.

يكمن جوهر هذه الاستراتيجية في استغلال “فروقات الأسعار” أو ما يُعرف بـ “تداول الأساس” (Basis Trade). عادةً ما تتداول العقود الآجلة للعملات المشفرة بعلاوة على أسعارها الفورية، وهذه العلاوة تمثل فرصة للمراجحة. من خلال شراء الأصل بسعره الفوري المنخفض وبيع عقد آجل بسعره المرتفع، يمكن للصناديق تحقيق ربح مضمون تقريباً عند انتهاء صلاحية العقد الآجل، شريطة أن تظل العلاوة موجودة.

أداء المراجحة: عوائد جذابة للبيتكوين والإيثيريوم

تُظهر البيانات التاريخية أن استراتيجيات تداول الأساس يمكن أن تكون مربحة للغاية. وثّق جيمس سيفارت، محلل صناديق الاستثمار المتداولة في بلومبرج، أن تداولات الأساس للإيثيريوم حققت عوائد سنوية إجمالية بلغت حوالي 10% خلال ظروف السوق المستقرة. وهذا يوضح الإمكانات الكبيرة لهذه الاستراتيجية في توفير تدفقات دخل ثابتة نسبياً.

أما بالنسبة لتداولات الأساس للبيتكوين، فقد أظهرت عوائد إجمالية وصلت إلى 11% في الأشهر الأخيرة، ولامست مستويات ذات رقمين خلال فترات التقلب الشديد في السوق. هذه الأرقام تؤكد فعالية الاستراتيجية في الاستفادة من التباينات بين الأسواق الفورية والمشتقات، مما يجعلها أداة قوية للمستثمرين الذين يسعون لتحقيق أرباح مستقرة في عالم العملات المشفرة المتقلب.

• عوائد الإيثيريوم: حوالي 10% سنوياً في ظروف السوق المستقرة.
• عوائد البيتكوين: وصلت إلى 11% في الأشهر الأخيرة، مع فترات تجاوزت الرقمين خلال التقلبات.
• الهيكل المحايد للسوق: يولد عوائد بغض النظر عن اتجاه سعر العملة المشفرة.

تطورات الأداء: نظرة فاحصة على العوائد

يكشف تحليل سيفارت أيضاً عن ديناميكيات الأداء بمرور الوقت. حافظت عوائد أساس الإيثيريوم على مستويات تناهز 10% خلال معظم عام 2025، على الرغم من أنها شهدت أداءً سلبياً أو أحادي الرقم خلال فترات ضغط السوق من أواخر ديسمبر 2024 حتى منتصف مارس 2025. هذه التقلبات المتوقعة تؤكد أن حتى الاستراتيجيات المحايدة للسوق يمكن أن تتأثر بظروف السوق القاسية، ولكن قدرتها على التعافي تظل نقطة قوة.

أما تداول أساس البيتكوين، فقد حقق عوائد أحادية الرقم منخفضة باستمرار خلال الربع الأول، قبل أن يصعد إلى مستويات تقترب من 8% بحلول أواخر يوليو. هذا التباين في الأداء يسلط الضوء على أهمية المراقبة المستمرة وإدارة المخاطر، حتى في الاستراتيجيات التي تعتبر “محايدة”.

استغلال علاوات العقود الآجلة: تداول الأساس في جوهره

تستفيد استراتيجية تداول الأساس بشكل أساسي من العلاوات التي تفرضها عقود العملات المشفرة الآجلة عادةً على الأسعار الفورية. هذه العلاوات هي نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك تكلفة التمويل وتوقعات السوق، وتوفر نقطة دخول للمراجحة. على سبيل المثال، وصلت علاوات عقود البيتكوين الآجلة إلى 17% على أساس سنوي بعد انتخابات نوفمبر، قبل أن تتراجع إلى مستوياتها الحالية الأكثر اعتدالاً.

هذه العلاوات ليست ثابتة، بل تتغير بناءً على ديناميكيات العرض والطلب، ومعنويات السوق، وأحداث الاقتصاد الكلي. قدرة Defiance على استغلال هذه التباينات بشكل منهجي هي ما يجعل صناديقها الجديدة جذابة للغاية للمستثمرين الذين يبحثون عن مصادر دخل بديلة وغير مرتبطة باتجاه السوق العام.

تاريخ Defiance في الابتكار المالي

لم تكن Defiance غريبة عن المنتجات المالية المبتكرة والموجهة نحو العملات المشفرة. لقد أثبتت الشركة نفسها من خلال إطلاق صناديق استثمار متداولة ذات رافعة مالية تستهدف شركات مثل Strategy وRiot Platforms، وهما شركتان تعتبران بمثابة وكلاء للبيتكوين.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت Defiance أيضاً “BattleShares” ETFs التي تحتفظ في نفس الوقت بمراكز شراء وبيع عبر أزواج البيتكوين مقابل الإيثيريوم، والبيتكوين مقابل الذهب. هذه المنتجات السابقة تؤكد التزام الشركة بالاستكشاف المستمر للفرص الجديدة في مساحة الأصول الرقمية، وتجعلها في طليعة الابتكار في هذا المجال.

تسهيل الوصول للمستثمرين الأفراد

تمثل الصناديق المقترحة من Defiance خطوة حاسمة نحو جعل الاستراتيجيات المؤسسية المربحة في متناول المستثمرين الأفراد. تقليدياً، يتطلب تنفيذ تداولات الأساس بشكل مستقل متطلبات رأس مال كبيرة وتعقيداً تشغيلياً لا يستهان به، مما يجعلها صعبة المنال على الغالبية العظمى من المستثمرين.

بفضل صناديق NBIT وDETH، يمكن للمستثمرين الأفراد الآن المشاركة في استراتيجية المراجحة هذه دون الحاجة إلى إدارة محافظ معقدة أو توفير رأس مال ضخم. هذا يفتح الباب أمام شريحة أوسع من الجمهور للاستفادة من فرص العوائد المحايدة للسوق في العملات المشفرة، ويزيد من ديمقراطية الوصول إلى الأدوات المالية المتطورة.

المستقبل: انتظار موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)

تضاف هذه الطلبات الجديدة إلى كومة من ما يقرب من 100 طلب ETF متعلق بالعملات المشفرة تنتظر قراراً من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). إن الموافقة على هذه الصناديق سيكون لها تأثير كبير على تبني العملات المشفرة ودمجها في النظام المالي التقليدي. تعكس هذه الطلبات المستمرة الاهتمام المتزايد من المؤسسات المالية بتقديم منتجات منظمة للمستثمرين في مساحة الأصول الرقمية.

إن موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لن تضفي الشرعية على هذه المنتجات فحسب، بل ستوفر أيضاً طبقة إضافية من الثقة والحماية للمستثمرين. ومع استمرار تطور سوق العملات المشفرة، تلعب هذه الصناديق دوراً حيوياً في سد الفجوة بين الابتكار الرقمي والأطر التنظيمية القائمة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر شمولاً وسهولة في الوصول للاستثمار في الأصول الرقمية.

في الختام، تمثل صناديق Defiance NBIT وDETH خطوة رائدة نحو إضفاء الطابع المؤسسي على استراتيجيات تداول العملات المشفرة المعقدة. من خلال توفير وصول سهل لاستراتيجية مراجحة محايدة للسوق، فإنها تمكن المستثمرين من تحقيق عوائد محتملة بغض النظر عن اتجاهات السوق، مما يعزز موقع Defiance كشركة رائدة في الابتكار المالي.