صندوق Rex-Osprey الفوري لسولانا ETF يضاعف التدفقات التراكمية لتصل إلى 41 مليون دولار في 8 يوليو
شهد أول صندوق تداول متداول (ETF) فوري لسولانا مدرج في الولايات المتحدة، وهو صندوق Rex-Osprey’s Solana + Staking ETF (SSK)، يومًا استثنائيًا في الثامن من يوليو الجاري، حيث استقبل صافي تدفقات داخلة بلغت 21 مليون دولار. هذا الإنجاز رفع إجمالي تدفقاته التراكمية إلى 41.2 مليون دولار أمريكي، وفقًا للبيانات الصادرة عن Farside Investors. يُظهر هذا الرقم زيادة كبيرة تعكس اهتمامًا متزايدًا بالتعرض لعملة سولانا المشفرة من خلال أدوات استثمارية تقليدية.
إن إضافة 21 مليون دولار في يوم تداول واحد فقط مثلت نسبة مذهلة بلغت 104% من إجمالي 20.2 مليون دولار التي تم جمعها على مدار جلسات التداول الثلاث السابقة منذ إطلاقه. بعبارة أخرى، تمكن الصندوق في يوم واحد من مضاعفة صافي التدفقات التي استقبلها خلال أيامه الثلاثة الأولى مجتمعة. هذا النمو السريع في التدفقات يسلط الضوء على بداية قوية نسبيًا للصندوق، على الرغم من أنه لا يزال في مراحله المبكرة مقارنة بصناديق البيتكوين والإيثيريوم التي تم إطلاقها سابقًا.
تأتي هذه الزيادة الكبيرة في التدفقات بعد أيام قليلة من بدء تداول الصندوق في الثاني من يوليو. كان إطلاق أول صندوق ETF فوري لسولانا في الولايات المتحدة حدثًا مهمًا في عالم الأصول الرقمية، حيث يفتح الباب أمام فئة جديدة من المستثمرين للوصول إلى سولانا بطريقة منظمة. يتيح هيكل صندوق التداول المتداول للمستثمرين شراء أسهم تمثل ملكية في الأصل الأساسي (في هذه الحالة، سولانا)، دون الحاجة إلى شراء العملة المشفرة وتخزينها وإدارتها بشكل مباشر. هذا التبسيط في عملية الاستثمار يجذب عادة المستثمرين المؤسسات والأفراد الذين يفضلون الطرق التقليدية للاستثمار.
وبالإضافة إلى التعرض لسولانا، يتميز صندوق Rex-Osprey’s Solana + Staking ETF (SSK) بميزة “الرهن” (Staking)، مما يعني أن الصندوق قد يكون قادرًا على كسب عوائد إضافية من خلال المشاركة في آلية إجماع إثبات الحصة (Proof-of-Stake) لشبكة سولانا. هذه الميزة يمكن أن تجعله جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن فرصة لكسب دخل إضافي على استثماراتهم في سولانا، بالإضافة إلى الزيادة المحتملة في قيمة الأصل نفسه. ومع ذلك، يجب على المستثمرين أن يأخذوا في الاعتبار الرسوم المرتبطة بإدارة هذا الصندوق، والتي سنناقشها لاحقًا.
بينما يُعد تضاعف التدفقات في يوم واحد خبرًا إيجابيًا لصندوق SSK ولسوق سولانا ككل، من المهم وضع هذه الأرقام في سياق مقارنة بأداء صناديق ETF الفورية للبيتكوين والإيثيريوم خلال فترات إطلاقها الأولية. هذه المقارنة توفر منظورًا أوسع حول مدى سرعة تبني السوق لصندوق سولانا مقارنة بأكبر عملتين مشفرتين من حيث القيمة السوقية.
هل يقصر أداء صندوق سولانا عن نظيريه البيتكوين والإيثيريوم؟
بدأ صندوق SSK التداول في 2 يوليو برسوم إدارة تبلغ 0.75%. هذه النسبة تُعتبر أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالرسوم التي تفرضها صناديق ETF الفورية للبيتكوين والإيثيريوم من قبل شركات إدارة الأصول الكبرى مثل BlackRock و Fidelity، والتي تبلغ حوالي 0.25%. فارق الرسوم هذا، والذي يبلغ ثلاثة أضعاف، يمكن أن يكون له تأثير على مدى جاذبية الصندوق للمستثمرين الذين يهتمون بتكلفة الاستثمار على المدى الطويل.
تظهر مقارنة الأيام الأربعة الأولى للتداول لكل فئة من فئات الأصول الرقمية (البيتكوين، الإيثيريوم، سولانا) تباينًا واضحًا بين حجم التدفقات الواردة والقيمة السوقية للأصول الأساسية. هذا التباين يشير إلى مستويات مختلفة من تبني المستثمرين واهتمامهم بالتعرض لهذه الأصول من خلال أدوات الصناديق المتداولة في البورصة.
عند النظر إلى صناديق ETF الفورية للبيتكوين، التي بدأت التداول في يناير الماضي، استقبلت تدفقات بلغت حوالي 2.9 مليار دولار خلال جلسات التداول الأربع الأولى. هذا المبلغ كان يمثل حوالي 0.34% من القيمة السوقية للبيتكوين في ذلك الوقت. يُظهر هذا الرقم حجمًا هائلاً من رأس المال الذي تدفق إلى صناديق البيتكوين في بداية إطلاقها، مما عكس الطلب الكبير على التعرض للبيتكوين بعد سنوات من الانتظار للموافقة التنظيمية.
أما صناديق ETF الفورية للإيثيريوم، التي بدأت التداول في أواخر يونيو، فقد استقبلت تدفقات بلغت حوالي 1.2 مليار دولار خلال الأيام الأربعة الأولى، وذلك بعد استبعاد التدفقات الخارجة من صندوق Grayscale المتحول. هذا المبلغ يعادل حوالي 0.3% من القيمة السوقية للإيثيريوم في تلك الفترة، وفقًا لنفس مجموعة البيانات. على الرغم من أن تدفقات الإيثيريوم كانت أقل من تدفقات البيتكوين، إلا أنها لا تزال تشير إلى طلب قوي على الإيثيريوم كأصل رقمي رئيسي.
في المقابل، بلغت التدفقات التراكمية لصندوق سولانا حتى 8 يوليو 41.2 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبًا 0.05% من إجمالي المعروض المتداول من سولانا. عند مقارنة هذه النسبة بمستويات اختراق السوق التي حققتها صناديق البيتكوين والإيثيريوم في بداياتها، نجد أن صندوق سولانا حقق ما يقرب من 16.7% فقط من مستوى الاختراق الذي وصل إليه صناديق البيتكوين والإيثيريوم خلال نفس الفترة الزمنية (الأيام الأربعة الأولى).
تشير هذه المقارنة إلى أن بداية صندوق سولانا، على الرغم من تضاعف تدفقاته في يوم واحد، كانت أكثر تواضعًا من حيث حجم رأس المال الذي جذبه مقارنة بحجم الأصل الأساسي، مقارنة ببدايات صناديق البيتكوين والإيثيريوم. هذا الفارق في الأداء الأولي يمكن تفسيره بعدة عوامل، منها ما يتعلق بهيكل الصندوق نفسه ومنها ما يتعلق بوضع سولانا في السوق مقارنة بالبيتكوين والإيثيريوم.
عوامل التأثير: رسوم الإدارة وهيكل الإصدار الفردي
يمكن إرجاع جزء من هذا التباين في التدفقات إلى التكلفة. تعتبر رسوم إدارة صندوق Rex-Osprey البالغة 0.75% هي الأعلى بين صناديق ETF الفورية للأصول المشفرة في الولايات المتحدة. هذه الرسوم المرتفعة قد تجعل الصندوق أقل جاذبية للمستثمرين الحساسين للتكلفة، خاصة المستثمرين على المدى الطويل الذين قد يرون أن الرسوم تتآكل جزءًا كبيرًا من عوائدهم المحتملة. في المقابل، بدأت صناديق كبرى مثل صناديق BlackRock و Fidelity للبيتكوين برسوم إدارة أقل بكثير، بل وقدمت إعفاءات من الرسوم لفترة أولية، مما ساعد في جذب كميات هائلة من رأس المال في بداية إطلاقها.
بالإضافة إلى الرسوم، هناك عامل آخر مهم وهو حجم رأس المال الأولي أو “المخزون الأولي” (Seed Inventory) للصندوق عند إطلاقه. بدأ صندوق SSK بمخزون أولي متواضع بلغ 600,000 دولار فقط. هذا المبلغ يشير إلى قدرة محدودة للمشاركين المعتمدين (Authorized Participants)، وهم الكيانات التي تتعامل مباشرة مع مُصدر الصندوق لإنشاء واسترداد أسهم الصندوق، على “تخزين” كميات كبيرة من سولانا لدعم عمليات إنشاء أسهم الصندوق. مقارنة بذلك، أطلقت Fidelity و BlackRock صناديق البيتكوين الخاصة بهما بسلال أولية تجاوزت 300 مليون دولار، مما وفر قاعدة أكبر بكثير لدعم التدفقات الأولية الكبيرة ويسهل عمليات إنشاء واسترداد الأسهم بكميات ضخمة.
علاوة على ذلك، لا يزال Rex-Osprey هو جهة الإصدار الوحيدة لصناديق ETF لسولانا في السوق الأمريكية. هذا يختلف بشكل كبير عن وضع صناديق البيتكوين والإيثيريوم عند إطلاقها. في حالة البيتكوين، تنافست تسع جهات إصدار مختلفة لتقديم صناديق ETF الفورية، مما خلق بيئة تنافسية دفعت الرسوم للانخفاض ووفر مجموعة متنوعة من الخيارات للمستثمرين. وبالمثل، أطلقت ثماني جهات إصدار مختلفة صناديق ETF للإيثيريوم. المنافسة بين جهات الإصدار لا تقتصر فقط على الرسوم، بل تشمل أيضًا جهود التسويق والوصول إلى شبكات التوزيع، مما يساهم في زيادة الوعي والتدفقات إلى المنتجات.
وجود جهة إصدار واحدة فقط لصندوق سولانا يحد من الخيارات المتاحة للمستثمرين ويقلل من الضغط التنافسي على الرسوم. هذا قد يفسر جزئيًا سبب بقاء رسوم صندوق Rex-Osprey عند مستوى مرتفع نسبيًا. كما أن جهود التسويق والتوزيع قد تكون أقل كثافة مقارنة بالجهود المشتركة التي بذلتها جهات الإصدار المتعددة لصناديق البيتكوين والإيثيريوم.
على الرغم من أن القاعدة الأولية الصغيرة ونسبة المصاريف الأعلى تؤدي إلى أن يكون الاستيعاب الأولي لصندوق SSK أقل من نظيريه من العملات ذات القيمة السوقية الكبيرة (البيتكوين والإيثيريوم)، إلا أن تضاعف التدفقات في 8 يوليو يظهر شهية متزايدة من قبل المخصصين لرأس المال الذين لا تردعهم التكلفة بالكامل. هذا يشير إلى أن هناك فئة من المستثمرين ترى قيمة في التعرض لسولانا من خلال هذا الهيكل، ربما بسبب ميزة الرهن أو الرغبة في تنويع محافظهم الاستثمارية لتشمل أصولًا رقمية تتجاوز البيتكوين والإيثيريوم.
يمكن أن تشير الزيادة المفاجئة في التدفقات إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر راحة مع المنتج بعد الأيام القليلة الأولى من التداول، أو قد تكون نتيجة لتدفق كبير من مستثمر مؤسسي واحد أو مجموعة من المستثمرين. بغض النظر عن السبب الدقيق لارتفاع التدفقات في 8 يوليو، فإنه يمثل خطوة إيجابية لعملة سولانا كأصل استثماري ويظهر أن هناك اهتمامًا متزايدًا بها في السوق المنظمة.
من المهم مراقبة أداء صندوق SSK في الأسابيع والأشهر القادمة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على هذا الزخم أو زيادته. عوامل مثل حركة سعر سولانا، والتطورات التنظيمية المتعلقة بالعملات المشفرة، ودخول جهات إصدار أخرى محتملة إلى سوق صناديق ETF لسولانا يمكن أن تؤثر جميعها على التدفقات المستقبلية وأداء الصندوق.
في الختام، على الرغم من أن بداية صندوق Rex-Osprey لسولانا كانت متواضعة نسبيًا مقارنة بانطلاقة صناديق البيتكوين والإيثيريوم الضخمة، إلا أن تضاعف التدفقات في 8 يوليو يشكل تطوراً إيجابياً ويعكس اهتماماً متزايداً بسولانا كأصل استثماري يمكن الوصول إليه من خلال صناديق التداول المتداولة. التحديات الرئيسية التي يواجهها الصندوق تتمثل في رسوم الإدارة المرتفعة نسبيًا وهيكل الإصدار الفردي، ولكن الأداء الأخير يبعث على التفاؤل بشأن قدرته على جذب المزيد من رأس المال في المستقبل.
“`