“`html

صندوق Bitcoin ETF الخاص بـ BlackRock يتسلق بسرعة ليحتل المرتبة الثالثة في الإيرادات ويقترب من الصدارة

في تطور لافت يؤكد على تزايد الاهتمام بالأصول الرقمية ودمجها في الأدوات المالية التقليدية، أظهرت البيانات الحديثة أن صندوق تداول البيتكوين الفوري (ETF) التابع لشركة BlackRock، المعروف بالرمز IBIT، قد حقق صعوداً مذهلاً ليصبح ثالث أعلى صناديق ETF المدرة للإيرادات لدى الشركة العملاقة لإدارة الأصول. هذا الإنجاز جاء بعد مرور 18 شهراً فقط على إطلاقه، وهو ما تسلط الضوء عليه البيانات التي شاركها محلل صناديق ETF المخضرم في بلومبرج، إريك بالتشوناس.

الارتفاع السريع لـ IBIT لم يمر دون تعليق من الشخصيات البارزة في المجال. رئيس الاستراتيجية في MicroStrategy، مايكل سايلور، والمعروف بتأييده القوي للبيتكوين، استجاب لهذا الإنجاز بتوقع جريء مفاده أن IBIT سيصبح قريباً الصندوق رقم واحد من حيث توليد الإيرادات لشركة BlackRock. هذا التوقع يعكس الثقة المتزايدة في إمكانات البيتكوين كأصل استثماري جذاب ومربح، وقدرة الأدوات المالية المنظمة مثل صناديق ETF على توفير وصول سهل وآمن للمستثمرين.

لفهم حجم الإنجاز الذي حققه IBIT، دعونا نلقي نظرة على الأرقام. يمتلك الصندوق حالياً ما يقرب من 76 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة. ومع نسبة مصروفات تبلغ 0.25%، يولد IBIT إيرادات سنوية تقدر بحوالي 191 مليون دولار. هذا الرقم يضعه خلف صندوقي BlackRock الآخرين الأكثر إيراداً فقط: صندوق iShares Russell 1000 Growth ETF (IWF) الذي يدر حوالي 211 مليون دولار، وصندوق iShares MSCI EAFE ETF (EFA) الذي يدر ما يقرب من 207 مليون دولار.

ما يميز أداء IBIT هو السرعة الفائقة التي حقق بها هذه المكانة المتقدمة. تقرير منفصل صادر عن بلومبرج نيوز أشار إلى أن IBIT لا يبعد سوى حوالي 9 مليارات دولار من الأصول عن تجاوز IWF ليصبح صندوق ETF الأعلى توليداً للإيرادات لشركة BlackRock ضمن محفظتها التي تضم أكثر من 1100 صندوق. هذا الفارق الضئيل يؤكد أن الصدارة ليست مجرد احتمال بعيد، بل هدف قريب المنال.

النمو المذهل: شهادة على تبني البيتكوين

وصف إريك بالتشوناس، محلل بلومبرج، هذا الإنجاز بـ “إحصائية جنونية أخرى لصندوق ETF عمره 1.5 عام فقط (رضيع حرفياً)”. هذا الوصف يجسد مدى الدهشة والإعجاب بالمسار الصاروخي الذي سلكه IBIT في سوق صناديق ETF المكتظة، حيث تتنافس آلاف الصناديق على جذب الأصول وتوليد الإيرادات.

تم إطلاق IBIT في يناير 2024، كجزء من الدفعة الأولى من صناديق تداول البيتكوين الفورية التي حظيت بموافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). كان هذا الإطلاق نقطة تحول رئيسية في تاريخ البيتكوين والتمويل التقليدي، حيث فتح الأبواب أمام فئة جديدة من المستثمرين للوصول إلى هذه الأصول بطريقة منظمة.

منذ الأيام الأولى لإطلاقه، أظهر IBIT قوة جذب غير مسبوقة. أصبح أسرع صندوق ETF في التاريخ يتجاوز 2 مليار دولار من التدفقات الواردة، متجاوزاً بذلك صناديق قادة السوق التقليدية وواضعاً أرقاماً قياسية متعددة للاكتتابات في الأسبوع الأول. هذه البداية القوية كانت مؤشراً واضحاً على الطلب المكبوت والمستعد للدخول إلى سوق البيتكوين عبر قنوات منظمة.

بحلول نهاية الشهر السادس من إطلاقه، كان الصندوق قد نما بالفعل ليجمع أكثر من 50 مليار دولار من الأصول تحت الإدارة. هذا النمو المتسارع يعكس تسارع الطلب المؤسسي والتجزئة على التعرض المنظم للبيتكوين. المستثمرون، سواء كانوا أفراداً يسعون لتنويع محافظهم أو مؤسسات تبحث عن فرص استثمارية جديدة، وجدوا في IBIT وسيلة فعالة للمشاركة في سوق البيتكوين دون الحاجة إلى التعامل مع التحديات الفنية والأمنية المتعلقة بامتلاك وتخزين البيتكوين مباشرة.

البيتكوين في المحافظ التقليدية: مقارنة مع الذهب

وفقاً لتقرير بلومبرج، يسلط أداء IBIT الضوء على الاندماج المتزايد للبيتكوين في المحافظ الاستثمارية التقليدية. يشبه هذا المسار إلى حد كبير المسار الذي سلكته صناديق الذهب المتداولة (ETFs) على مدى العقدين الماضيين. قبل إطلاق صناديق الذهب المتداولة، كان الاستثمار في الذهب يتطلب شراء المعدن المادي وتخزينه، أو الاستثمار في العقود الآجلة المعقدة. عندما أصبحت صناديق ETF الخاصة بالذهب متاحة، سهلت الوصول إلى الذهب كأصل استثماري، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب وتبني الذهب في المحافظ الاستثمارية للمؤسسات والأفراد على حد سواء.

يبدو أن البيتكوين يتبع مساراً مشابهاً، بل وربما بوتيرة أسرع نظراً لطبيعة التكنولوجيا الرقمية وسهولة التداول الإلكتروني. صناديق البيتكوين الفورية مثل IBIT توفر نقطة دخول مبسطة للمستثمرين الذين يثقون في البنية التحتية المالية التقليدية ويرغبون في الاستفادة من تقلبات وأداء سعر البيتكوين دون الحاجة إلى فهم تعقيدات البلوك تشين أو إدارة مفاتيح التشفير الخاصة بهم.

من هم المستثمرون في IBIT؟

تم اعتماد منتج IBIT على نطاق واسع من قبل مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة في السوق المالية التقليدية. من بين أبرز المتبنين:

• المستشارون الماليون: الذين يستخدمون الصندوق لتزويد عملائهم بخيارات استثمارية في فئة الأصول الرقمية كجزء من استراتيجيات التنويع.
• الخزائن المؤسسية للشركات: التي بدأت في استكشاف خيارات الاحتفاظ بالبيتكوين كجزء من احتياطياتها أو كاستثمار استراتيجي.
• صناديق التحوط: التي تسعى إلى التعرض السائل والمنظم للبيتكوين للاستفادة من فرص المراجحة أو استراتيجيات التداول الأخرى في السوق الرقمية والتقليدية.

يوفر IBIT لهؤلاء المستثمرين تعرضاً منظماً للبيتكوين يتميز بالسيولة العالية، مما يعني سهولة شراء وبيع الأسهم في الصندوق. الأهم من ذلك، أنه يلغي الحاجة إلى التعامل مع قضايا الحفظ المباشر للبيتكوين، والتي يمكن أن تكون معقدة ومحفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للمؤسسات الكبيرة التي تدير كميات ضخمة من الأصول.

التأثير على BlackRock والسوق الأوسع

صعود IBIT السريع له آثار كبيرة ليس فقط على BlackRock نفسها، ولكن أيضاً على سوق صناديق ETF وسوق العملات المشفرة بشكل عام. بالنسبة لـ BlackRock، يعزز IBIT مكانتها كشركة رائدة ومبتكرة في مجال إدارة الأصول، ويؤكد قدرتها على تكييف منتجاتها لتلبية الطلب المتطور للمستثمرين، بما في ذلك الطلب على الأصول الرقمية.

في سوق صناديق ETF، يمثل أداء IBIT دليلاً قوياً على القوة الدافعة وراء فئة الأصول الرقمية والطلب عليها ضمن الهياكل التنظيمية التقليدية. من المتوقع أن يشجع هذا النجاح المزيد من مديري الأصول على استكشاف إطلاق منتجات مماثلة، مما يزيد من المنافسة ويوفر للمستثمرين المزيد من الخيارات للوصول إلى البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى.

أما بالنسبة لسوق العملات المشفرة، فإن التدفقات الضخمة إلى صناديق البيتكوين الفورية مثل IBIT تعد عاملاً رئيسياً في دعم سعر البيتكوين وزيادة سيولته. يساهم دخول المستثمرين المؤسسيين والأفراد عبر هذه الأدوات المنظمة في نضج السوق وزيادة قبوله في النظام المالي العالمي. هذا الاندماج يعد خطوة حاسمة نحو التبني السائد للبيتكوين كفئة أصول شرعية.

نظرة مستقبلية

إذا استمرت التدفقات الواردة إلى IBIT بالوتيرة الحالية، فمن المرجح جداً أن يتحقق توقع مايكل سايلور ويصبح الصندوق الأعلى توليداً للإيرادات لشركة BlackRock في المستقبل القريب. هذا لن يكون مجرد إنجاز مالي لشركة BlackRock، بل سيكون أيضاً رمزاً لتحول كبير في كيفية نظر العالم المالي إلى البيتكوين.

النجاح الباهر لـ IBIT، الذي يصفه بالتشوناس بأنه لا يزال في “مرحلة الرضاعة” من حيث عمره، يشير إلى أننا قد نكون فقط في بداية موجة كبيرة من الاندماج بين الأصول الرقمية والتمويل التقليدي. مع استمرار التطورات التنظيمية وتزايد فهم المستثمرين لفوائد ومخاطر الأصول الرقمية، يمكن أن نتوقع رؤية المزيد من المنتجات المماثلة تظهر في السوق، مما يزيد من سهولة الوصول إلى هذه الفئة الجديدة والمثيرة من الأصول.

في الختام، يعد صعود IBIT إلى المراكز الثلاثة الأولى في إيرادات BlackRock في وقت قياسي شهادة على قوة الطلب على البيتكوين في بيئة منظمة. إنه يؤكد أن البيتكوين لم يعد مجرد ظاهرة متخصصة، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من محادثة الاستثمار السائدة، مدفوعاً بمنتجات مبتكرة توفر الوصول والأمان للمستثمرين من جميع الأنواع.

“`