ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

عملية رابتور: مصادرة أكثر من 200 مليون دولار واستهداف مهربي الفنتانيل على الويب المظلم

“`html

أكثر من 200 مليون من الأصول المصادرة في عملية تاريخية بقيادة وزارة العدل تستهدف مهربي الفنتانيل

في ضربة موجعة وغير مسبوقة لعصابات تهريب المخدرات عبر الإنترنت، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن تفاصيل عملية دولية كبرى أسفرت عن اعتقال مئات الأشخاص ومصادرة كميات هائلة من المخدرات والأسلحة والأصول الرقمية والنقدية. تأتي هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم “Operation RapTor” (عملية رابتور)، لتؤكد على تصاعد جهود إنفاذ القانون العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة التي تستخدم التقنيات الحديثة والويب المظلم ل أنشطتها غير المشروعة وتوسيع نطاقها.

وفقًا لبيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية يوم الخميس، فإن هذه المبادرة الدولية الشاملة أدت إلى اعتقال 270 فردًا في عشر دول مختلفة. الأهم من ذلك، أن العملية نتج عنها مصادرة ما يزيد عن 200 مليون دولار أمريكي من النقد والأصول الرقمية، وهو مبلغ يعكس النطاق المالي الواسع للعمليات الإجرامية التي تم استهدافها.

تركزت “عملية رابتور” بشكل أساسي على استهداف البائعين والمشترين والمسؤولين عن إدارة الأسواق غير المشروعة على الويب المظلم، المتورطين في الاتجار غير المشروع بالمواد الأفيونية، وخاصة الفنتانيل، وغيرها من المخدرات الخطرة. الفنتانيل، وهو مادة أفيونية صناعية قوية للغاية، يُعد مسؤولاً عن عدد متزايد من الوفيات المرتبطة بجرعات زائدة من المخدرات في العديد من البلدان، مما يجعل مكافحة انتشاره أولوية قصوى لوكالات إنفاذ القانون.

تفاصيل “عملية رابتور” بقيادة وزارة العدل

وفقًا للبيان الصحفي الرسمي، تم تنفيذ العملية بالتعاون الوثيق بين عشر دول. شملت هذه الدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، بالإضافة إلى شركاء دوليين آخرين. تُعد هذه العملية التفكيك الأكثر أهمية في تاريخ فريق إنفاذ القانون المشترك لمكافحة المواد الأفيونية والشبكة المظلمة التابع لوزارة العدل الأمريكية (JCODE).

أكدت وزارة العدل أن حجم المصادرات كان كبيرًا جدًا. تم ضبط أكثر من طنين متريين من المخدرات إجمالاً، بما في ذلك 144 كيلوجرامًا من المواد المخلوطة بالفنتانيل، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا وخطيرًا للصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، تم مصادرة أكثر من 180 قطعة سلاح ناري، مما يشير إلى الارتباط الوثيق بين تجارة المخدرات والعنف المسلح.

لتحقيق هذا النجاح، قامت فرق العمل مثل JCODE في الولايات المتحدة والمركز الأوروبي لمكافحة الجرائم الإلكترونية (EC3) التابع ليوروبول، إلى جانب الشركاء الدوليين، بتجميع و المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من أسواق الويب المظلم التي تم تفكيكها سابقًا. من بين هذه الأسواق: Nemesis، Tor2Door، Bohemia، وKingdom Markets. قدمت عمليات التفكيك السابقة هذه خيوطًا حاسمة للتحقيقات، مما مكن من شن سلسلة من الإجراءات المتزامنة، ولكن المستقلة، عبر مختلف الولايات القضائية المشاركة. هذا التعاون الدولي وتبادل المعلومات يُعد نموذجًا حيويًا لمكافحة الجريمة السيبرانية العابرة للحدود.

من الجوانب اللافتة في هذه العملية أنها تضمنت أول عقوبات تفرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) بصفته وكالة عضو في فريق JCODE. في خطوة مهمة، تم فرض عقوبات على المواطن الإيراني بهروز بارساراد، الذي يُزعم أنه مؤسس سوق Nemesis، وتم اتهامه بتهم الاتجار بالمخدرات في ولاية أوهايو الأمريكية بعد مصادرة خوادم السوق.

في بيان له، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كاش باتيل: “من خلال الاختباء بجبن عبر الإنترنت، تسبب هؤلاء المهربون في دمار كبير في جميع أنحاء بلدنا وغذوا بشكل مباشر أزمة الفنتانيل والعنف المسلح الذي يؤثر على مجتمعاتنا وأحيائنا الأمريكية. لكن سهولة ويسر جرائمهم ينتهيان اليوم.” يعكس هذا التصريح مدى الجدية التي تتعامل بها السلطات الأمريكية مع هذه التحديات، وتصميمها على ملاحقة المجرمين حتى في الفضاء الرقمي.

مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) يستهدف سوق Nemesis

في وقت سابق من شهر مارس، قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على 49 عنوانًا لعملات مشفرة مرتبطة بسوق Nemesis، وهو سوق على الويب المظلم متهم بتسهيل تجارة مخدرات تقدر قيمتها بـ 30 مليون دولار. يتهم المواطن الإيراني بهروز بارساراد، المؤسس المزعوم للسوق، بتشغيل ال، وتحصيل الرسوم، وغسل الأموال، ودعم بيع الفنتانيل، والهويات المزورة، وخدمات القرصنة.

عمل سوق Nemesis من عام 2021 إلى عام 2024 وخدم أكثر من 30 ألف مستخدم خلال هذه الفترة. قامت السلطات بمصادرة خوادم السوق العام الماضي إلى جانب مبلغ 102 ألف دولار من العملات المشفرة. ورغم عمليات التفكيك هذه وغيرها، مثل أسواق Genesis وHydra، فقد استمرت أسواق الويب المظلم في تحقيق إيرادات ضخمة. تشير التقديرات إلى أن هذه الأسواق ولّدت 1.7 مليار دولار من الإيرادات في عام 2024 وحده، مما يؤكد على الطبيعة المستمرة والمتطورة لهذا التحدي.

دور العملات المشفرة والويب المظلم في الجريمة

أصبحت العملات المشفرة جزءًا لا يتجزأ من عمليات الويب المظلم، حيث توفر وسيلة للدفع والإخفاء نسبيًا. يستخدم المجرمون العملات الرقمية مثل ال والمونيرو وغيرها لتسوية المعاملات بشكل شبه مجهول، مما يجعل تتبع الأموال صعبًا على السلطات. تتيح طبيعة الويب المظلم – وهي جزء من الإنترنت لا تتم فهرسته بواسطة محركات البحث التقليدية ويتطلب برامج خاصة للوصول إليه، مثل متصفح Tor – للمجرمين العمل في بيئة تتسم بالسرية العالية. هذه الخصائص مجتمعة خلقت أرضًا خصبة للأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك تهريب المخدرات، والاتجار بالأسلحة، وبيع البيانات المسروقة، والخدمات غير القانونية الأخرى.

إن استهداف وزارة العدل الأمريكية ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية لعناوين العملات المشفرة المرتبطة بسوق Nemesis يمثل تطورًا مهمًا في استراتيجيات مكافحة الجريمة السيبرانية. لم يعد الأمر يقتصر على مصادرة الخوادم واعتقال الأفراد، بل يمتد ليشمل تعطيل البنية التحتية المالية التي تعتمد عليها هذه الشبكات الإجرامية. من خلال تتبع وتحليل معاملات العملات المشفرة – على الرغم من تعقيدها – يمكن لوكالات إنفاذ القانون الكشف عن الشبكات المالية ومصادرة الأصول، مما يقوض قدرة هذه المنظمات على العمل وتمويل أنشطتها.

التحديات والمستقبل

على الرغم من النجاح الكبير لـ “عملية رابتور”، فإن الحرب ضد أسواق الويب المظلم وتهريب المخدرات عبر الإنترنت لم تنتهِ بعد. كما تشير بيانات الإيرادات المستمرة لهذه الأسواق، فإن هناك مرونة وقدرة على التكيف لدى المجرمين. عندما يتم تفكيك سوق واحد، غالبًا ما تظهر أسواق جديدة أو ينتقل المستخدمون إلى منصات أخرى قائمة. هذا يتطلب يقظة مستمرة وتطويرًا مستمرًا للتكتيكات والتقنيات التي تستخدمها وكالات إنفاذ القانون.

يشكل التعاون الدولي ركيزة أساسية في مكافحة هذه الجرائم التي لا تعترف بالحدود الجغرافية. تتطلب ملاحقة المجرمين الذين يعملون عبر الشبكات الدولية تنسيقًا وثيقًا بين السلطات في مختلف البلدان، وتبادلًا سريعًا للمعلومات الاستخباراتية، وتوحيدًا للإجراءات القانونية قدر الإمكان. إن المشاركة الواسعة للدول في “عملية رابتور” تُظهر وعيًا متزايدًا بأهمية هذا التعاون.

علاوة على ذلك، هناك حاجة متزايدة لزيادة الوعي العام بالمخاطر المرتبطة بالفنتانيل والمواد الأفيونية الأخرى، وكذلك الأساليب التي يستخدمها المهربون. تلعب حملات التوعية دورًا حيويًا في الوقاية والحد من الطلب على هذه المواد القاتلة.

خلاصة

تُعد “عملية رابتور” إنجازًا مهمًا في مكافحة تهريب الفنتانيل والمخدرات الأخرى عبر الويب المظلم. إن مصادرة أكثر من 200 مليون دولار من الأصول، إلى جانب اعتقال 270 شخصًا وضبط كميات هائلة من المخدرات والأسلحة، تبعث برسالة قوية للمجرمين مفادها أنهم ليسوا بمنأى عن العدالة، حتى في أعمق زوايا الإنترنت. يؤكد نجاح هذه العملية على القوة الكامنة في التعاون الدولي واستخدام أدوات وتقنيات متطورة لمواجهة التحديات التي تفرضها الجريمة السيبرانية. وبينما تستمر المعركة ضد هذه الشبكات الإجرامية، فإن عمليات مثل “رابتور” تُظهر التقدم المحرز والالتزام المستمر بحماية المجتمعات من ويلات المخدرات والعنف المرتبط بها.

“`

مواضيع مشابهة