كيفن دورانت وبيتكوين: قصة استثمار غير مقصود تحول إلى نجاح باهر
في عالم الرياضة والمال، قلما تتلاقى المسارات بطرق غير متوقعة، لكن قصة نجم الدوري الأمريكي للمحترفين (NBA) كيفن دورانت مع عملة البيتكوين الرقمية هي مثال حي على ذلك. ما بدأ كاستثمار بسيط في عام 2016، سرعان ما تحول إلى ثروة هائلة، ليس بسبب رؤية استثمارية حادة، بل بسبب نسيان بسيط لمفتاح حساب. هذه القصة المثيرة لا تسلط الضوء فقط على التقلبات الجنونية لسوق العملات المشفرة، بل تُظهر أيضًا كيف يمكن لنسيان كلمة مرور أن يتحول إلى نعمة غير متوقعة.
البداية: فضول لاعب NBA تجاه العملات المشفرة في 2016
تعود جذور هذه القصة إلى عام 2016، عندما كان كيفن دورانت جزءًا من فريق جولدن ستايت واريورز الأسطوري. في ذلك الوقت، لم تكن العملات المشفرة، وتحديدًا البيتكوين، تتمتع بالشهرة والانتشار الذي تتمتع به اليوم. كانت لا تزال مفهومًا جديدًا نسبيًا يثير فضول عدد قليل من المستثمرين الأوائل والمتحمسين للتكنولوجيا. وكما روى وكيل أعماله، ريتش كلايمان، في مؤتمر “Game Plan” لشبكة CNBC في لوس أنجلوس، فإن شرارة اهتمام دورانت بالبيتكوين قد اشتعلت بعد عشاء في عام 2016. خلال هذا العشاء، تبادل زملاؤه في الفريق الأحاديث مرارًا وتكرارًا حول البيتكوين.
قال كلايمان: “سمعت كلمة ‘بيتكوين’ 25 مرة في تلك الأمسية، وفي اليوم التالي، بدأنا في الاستثمار.” هذه الملاحظة البسيطة تُظهر كيف أن المحادثات العابرة يمكن أن تؤدي إلى قرارات مالية ذات تأثير كبير. بالنسبة لدورانت، كان الأمر يتعلق بالاستجابة لفضول، ومواكبة ما كان يتحدث عنه زملاؤه، بدلاً من إجراء تحليل مالي عميق. لم يكشف كلايمان عن حجم البيتكوين الذي اشتراه دورانت في ذلك الوقت، لكنه بالتأكيد كان كافياً لإحداث فرق هائل في صافي ثروته بعد سنوات.
نسيان مفتاح الثروة: قصة دخول كيفن دورانت المفقودة إلى Coinbase
الجزء الأكثر إثارة للدهشة في هذه القصة هو السبب وراء عدم بيع دورانت لعملاته المشفرة. فبعد سنوات من الاستثمار الأولي، فقد نجم فينيكس صنز (فريقه السابق) تفاصيل تسجيل الدخول الخاصة بحسابه على منصة Coinbase، وهي إحدى أكبر منصات تداول العملات المشفرة في العالم. هذا النسيان، الذي قد يبدو ككابوس لأي مستثمر، تحول في حالة دورانت إلى أفضل استثماراته.
صرح ريتش كلايمان: “لم نتمكن بعد من تتبع معلومات حساب Coinbase الخاص به، لذلك لم نبع أي شيء على الإطلاق، وهذه البيتكوين ارتفعت بشكل جنوني. إنها مجرد عملية لم نتمكن من معرفة كيفية حلها، ولكن البيتكوين يستمر في الارتفاع… لذا، لم يفدنا ذلك إلا بالخير.” هذه الكلمات تلخص بشكل مثالي الموقف: عجز عن الوصول إلى الحساب، ولكنه أدى إلى الاحتفاظ بالاستثمار في سوق صاعد، مما أدى إلى مكاسب غير متوقعة. إنها مفارقة رائعة تُبرز قوة “الاحتفاظ” (HODLing) في عالم العملات المشفرة، حتى لو كان الاحتفاظ غير مقصود. فقدان الوصول منع دورانت من الوقوع في فخ البيع المبكر، وهو خطأ يرتكبه العديد من المستثمرين الجدد عند رؤية تقلبات السوق.
الارتفاع الصاروخي للبيتكوين: استثمار ينمو بالصدفة
لفهم حجم النجاح الذي حققه دورانت، يجب أن نلقي نظرة على أداء البيتكوين خلال الفترة المعنية. في عام 2016، عندما بدأ دورانت في شراء البيتكوين، كانت قيمة العملة تتراوح بين 360 دولارًا و1000 دولار. اليوم، يتداول البيتكوين بأكثر من 116,000 دولار (ملاحظة: الرقم في المصدر 116 ألف، أحدثه بما يتوافق مع نص المصدر وليس القيمة الحالية). هذا يمثل مكاسب تزيد عن 11,000% من ذروة فترة شراء دورانت. هذا النمو الهائل جعل من استثماره المنسي “ضربة سلة” حقيقية (Slam Dunk Investment) بحد تعبير المصدر الأصلي.
هذه الأرقام تتحدث عن نفسها. فبينما كان العديد من المستثمرين يبيعون ويشترون في محاولة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، فإن عجز دورانت عن الوصول إلى حسابه فرض عليه استراتيجية “الاحتفاظ طويل الأجل” دون قصد. وفي سوق العملات المشفرة، حيث التقلبات شديدة ويمكن أن تكون المكاسب والخسائر سريعة، أثبت الصبر (حتى لو كان قسريًا) أنه استراتيجية ناجحة للغاية. إنها قصة يمكن أن تلهم الكثيرين حول أهمية عدم الذعر والتمسك بالاستثمارات الواعدة على المدى الطويل.
دورانت وThirty Five Ventures وعلاقتهم مع Coinbase
إن علاقة كيفن دورانت وشريكه ريتش كلايمان وشركتهما “Thirty Five Ventures” مع Coinbase ليست جديدة. فقد عملت الشركة بشكل وثيق مع Coinbase، بما في ذلك صفقة ترويجية متعددة السنوات في عام 2021. هذه الشراكة تُظهر الاهتمام المستمر لدورانت وكلايمان بمجال العملات المشفرة، ليس فقط كمستثمرين فرديين، بل ككيان تجاري أيضًا.
صرح كلايمان أن الثنائي يتعاون حاليًا مع Coinbase لحل مشكلة وصول دورانت إلى حسابه، واصفًا المنصة بأنها “مصدر قيم في تنمية أعمالنا.” هذا التعاون المستمر يؤكد على الثقة بين الطرفين، ويسلط الضوء على دور Coinbase كلاعب رئيسي في النظام البيئي للعملات المشفرة. على الرغم من مشكلة الوصول الفردية، إلا أن العلاقة الأوسع بين شركات دورانت وCoinbase تبدو قوية ومتينة.
سهولة استعادة الحسابات: حلول Coinbase للمستخدمين
في سياق مشكلة دورانت، أصدرت Coinbase بيانًا أوضحت فيه أن العملاء يمكنهم استخدام أدوات الخدمة الذاتية في تطبيقها لإعادة تعيين كلمات المرور، وأن فريق الدعم الخاص بها يتعامل مع طلبات استعادة الحساب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. هذه المعلومة مهمة لجميع مستخدمي العملات المشفرة، حيث تُظهر أن المنصات مثل Coinbase توفر آليات قوية لاستعادة الوصول إلى الحسابات المنسية أو المفقودة.
بالطبع، كلما كان المستخدم أكثر تنظيمًا وتذكر تفاصيل حسابه، كان ذلك أفضل. لكن وجود خيارات دعم فعالة يوفر شبكة أمان ضرورية في عالم رقمي يعتمد بشكل كبير على بيانات الاعتماد. وعلى الرغم من أن قصة دورانت تُظهر جانبًا إيجابيًا لنسيان كلمة المرور، إلا أنه من الأفضل دائمًا الاحتفاظ بالوصول إلى الأصول الرقمية.
دروس من قصة كيفن دورانت: الصبر في عالم العملات المشفرة
قصة كيفن دورانت ليست مجرد حكاية عن الثروة المفاجئة، بل هي درس قيم في عالم الاستثمار، خاصة في قطاع العملات المشفرة شديد التقلب. أولاً، تُبرز القصة قوة “الاحتفاظ” (HODLing) على المدى الطويل. ففي كثير من الأحيان، يؤدي الذعر والبيع في أوقات الهبوط أو حتى البيع المبكر في أوقات الصعود إلى تفويت مكاسب هائلة. “الاحتفاظ” غير المقصود لدورانت أثبت أنه استراتيجية لا تُقدر بثمن.
ثانيًا، تُظهر القصة أن الاستثمار لا يتطلب دائمًا معرفة عميقة أو تحليلاً معقدًا. في بعض الأحيان، يمكن للاستماع إلى الآخرين واتخاذ خطوة بسيطة أن يؤتي ثماره بشكل كبير، خاصة في الأسواق الناشئة. بالطبع، هذا لا يعني التخلي عن البحث والعناية الواجبة، ولكنه يذكرنا بأن الفرص قد تأتي من أماكن غير متوقعة.
ثالثًا، على الرغم من أن نسيان كلمة المرور كان مفيدًا لدورانت، إلا أنه لا يزال يُعد مخاطرة. يجب على المستثمرين دائمًا الاحتفاظ بمعلومات حساباتهم آمنة وفي متناول اليد. استخدام كلمات مرور قوية، والمصادقة الثنائية، والاحتفاظ بنسخ احتياطية آمنة لمعلومات الاسترداد أمر حيوي لحماية الأصول الرقمية.
مستقبل كيفن دورانت في NBA والعملات المشفرة
من المتوقع أن يبدأ كيفن دورانت، بطل الدوري الأمريكي للمحترفين مرتين والحائز على الميدالية الذهبية الأولمبية، مشواره مع فريق هيوستن روكتس في الموسم المقبل بعد فترة قضاها مع فينيكس صنز. وبينما يواصل مسيرته المهنية المتألقة في كرة السلة، فإن قصته مع البيتكوين ستظل تروى كواحدة من أغرب وأنجح قصص الاستثمار في العصر الحديث.
من المحتمل أن يستمر دورانت وشركته Thirty Five Ventures في استكشاف الفرص في مجال التكنولوجيا والعملات المشفرة، نظرًا لنجاحهم الهائل في هذا المجال والعلاقات القوية التي بنوها. إن تأثير الرياضيين والشخصيات العامة على تبني العملات المشفرة كبير، وقصة دورانت تزيد من الوعي والإثارة حول هذا القطاع.
الخلاصة: استثمار “السلة” الذي لم يتوقعه أحد
قصة كيفن دورانت والبيتكوين هي شهادة على الطبيعة غير المتوقعة للأسواق المالية، لا سيما في مجال العملات المشفرة. إنها قصة عن كيف يمكن لنسيان بسيط أن يتحول إلى استثمار مربح بشكل استثنائي، وكيف يمكن للصبر (حتى لو كان غير مقصودًا) أن يحقق نتائج لا تصدق. بينما يواصل العالم التكيف مع ظهور الأصول الرقمية، تظل قصص مثل قصة دورانت بمثابة تذكير بفرصها الهائلة، فضلاً عن أهمية الأمان الرقمي والاحتفاظ بالمعلومات. في النهاية، استثمار نجم NBA لم يكن مجرد “ضربة سلة” في الملعب، بل كان “ضربة سلة” مالية حقيقية غير مقصودة، جعلت منه واحدًا من أنجح المستثمرين في البيتكوين دون أن يضغط على زر بيع واحد.