“`html
مؤسسة إيثيريوم توحد فرق البروتوكول لتسريع التوسع، تقنيات Blobs، وتحسين تجربة المستخدم
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تسريع وتيرة التطورات التقنية الأساسية لشبكة إيثيريوم، أعلنت مؤسسة إيثيريوم (Ethereum Foundation – EF) في الثاني من يونيو عن دمج وحدات البحث والتطوير التابعة للبروتوكول تحت مظلة واحدة جديدة تحمل اسم “Protocol”. يأتي هذا التغيير الهيكلي الكبير استجابة للتقدم المتسارع في مساحات مثل شبكات الطبقة الثانية (Layer-2) وزيادة الطلب على إيثيريوم كبنية تحتية عالمية للتسوية والمعاملات اللامركزية. إن التركيز الموحد للموارد والجهود تحت كيان واحد يهدف إلى تعزيز الكفاءة وتقليل الفجوة بين الأبحاث النظرية والتطبيق العملي.
تركز المبادرة الجديدة بشكل أساسي على ثلاث أولويات تقنية محورية تعتبر بالغة الأهمية لمستقبل الشبكة وقدرتها على تلبية احتياجات قاعدة المستخدمين المتزايدة والمطورين. هذه الأولويات هي:
الأولويات التقنية الثلاث المحورية
- توسيع الطبقة الأساسية (Scaling the base layer): زيادة قدرة الشبكة الرئيسية (Layer-1) على معالجة المزيد من المعاملات بشكل أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة. يعتبر هذا التحدي أحد أكبر العقبات أمام اعتماد إيثيريوم على نطاق واسع.
- توسيع سعة “Blobs” لشبكات الطبقة الثانية (Expanding blob capacity for layer-2 networks): تحسين وتوسيع مساحة تخزين البيانات المخصصة لشبكات الطبقة الثانية (المعروفة باسم Blobs)، والتي تلعب دوراً حاسماً في خفض تكاليف المعاملات على هذه الشبكات وجعلها أكثر جاذبية للمستخدمين.
- تحسين تجربة المستخدم (Enhancing the user experience – UX): تبسيط وتسهيل عملية استخدام إيثيريوم والتفاعل مع تطبيقاتها اللامركزية (dApps)، مما يجعلها في متناول شريحة أوسع من الجمهور، بغض النظر عن خلفيتهم التقنية.
خطة “Protocol” ذات المسارات الثلاثة ستعمل على توجيه جهود المبرمجين، الباحثين، ومنسقي المشاريع نحو خارطة طريق مشتركة وواضحة. ستُعامل هذه الأولويات الثلاث كمعايير أساسية وحيدة لتخصيص التمويل وتوزيع الموظفين. هذا النهج الموحد يضمن أن جميع الجهود داخل المؤسسة تسير في نفس الاتجاه نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأكثر إلحاحاً للشبكة.
الهيكل الجديد وقيادة الفرق
تم تعيين قادة متخصصين للإشراف على كل مسار من هذه المسارات الثلاثة لضمان التخصص والتركيز. سيتولى تيم بيكو (Tim Beiko) وأنسجار ديتريش (Ansgar Dietrichs) قيادة العمل المتعلق بتوسع الطبقة الأساسية. بينما سيشرف أليكس ستوكس (Alex Stokes) وفرانشيسكو داماتو (Francesco D’Amato) على مسار الطبقة الثانية وتصميم الـ Blobs، مع التركيز على زيادة إنتاجية هذه الشبكات. أما مسار تحسين تجربة المستخدم فسيكون تحت قيادة بارنابيه مونو (Barnabé Monnot) وجوش رودولف (Josh Rudolf). بالإضافة إلى هؤلاء القادة، سيقدم دانكراد فايست (Dankrad Feist) المشورة والدعم لكل مسار، مستفيداً من خبرته الواسعة في مجال التشفير والبروتوكولات.
ترى المؤسسة أن هذه إعادة الهيكلة ضرورية لمواكبة التطورات السريعة. التقدم الملحوظ في تقنيات zkEVM (Zero-Knowledge Ethereum Virtual Machine) وتحسن استقرار وقوة أنظمة الطبقة الثانية قد عزز دور إيثيريوم كمنصة أساسية للعديد من المشاريع والتطبيقات. هذا النجاح نفسه يتطلب بنية داخلية أكثر مرونة وكفاءة لدعم النمو المستمر والتطورات المستقبلية.
من خلال تجميع الفرق تحت سقف واحد، تهدف “Protocol” إلى تقصير المسار بشكل كبير بين الأبحاث النظرية المعقدة التي يتم نشرها في الأوراق البحثية والتطبيق الفعلي لهذه الأفكار في الكود البرمجي المنتج الذي يشغل الشبكة. كما تسعى المبادرة لخلق حلقات تغذية راجعة أكثر إحكاماً وسرعة بين الجهود المختلفة المتعلقة بالعملاء (Clients)، علم التشفير (Cryptography)، وتطوير الواجهات (Interface efforts). هذا التفاعل الوثيق بين التخصصات المختلفة أمر حيوي لضمان أن التطورات تسير بشكل متناسق وتلبي الاحتياجات الفعلية للشبكة والمستخدمين.
فرق أكثر رشاقة ومسؤولية واضحة
يعمل قسم “Protocol” الآن بعدد أقل من الموظفين مقارنة بالهيكل السابق. أكدت المؤسسة أن بعض الباحثين والمهندسين غادروا المؤسسة خلال عملية إعادة التنظيم وشجعت شركات إيثيريوم الأخرى على الاستفادة من خبراتهم وتوظيفهم. هذا يشير إلى تركيز على الكفاءة وتوزيع الموارد بشكل أكثر تركيزاً على الأولويات المحددة.
يتحمل قادة الفرق الآن مسؤولية صريحة وواضحة عن جودة الكود المكتوب ومراجعة النظراء (peer review). كما يتوجب عليهم إثبات تحقيق تقدم ملموس وقابل للقياس في المسارات الثلاثة المحددة خلال نقاط تفتيش منتظمة. هذا المستوى العالي من المساءلة يضمن أن المبادرة تحرز تقدماً مستمراً نحو أهدافها.
تعديلات على حوكمة إيثيريوم الداخلية
لا تقتصر التغييرات على الهيكل التنظيمي للفرق التقنية فحسب، بل تشمل أيضاً تعديلات على منتديات الحوكمة الداخلية لمؤسسة إيثيريوم. ستقوم “Protocol” بإعادة تنظيم جداول الاجتماعات واقتراح آليات جديدة لاستقبال مدخلات المجتمع حول قضايا بالغة الأهمية مثل توقيت التحديثات الكبرى للشبكة (hard-fork timing)، مراجعات الأمان للبروتوكول، وسياسة تسعير بيانات الـ Blobs. الهدف من هذه التغييرات هو ترجمة الإشارات القادمة من الشبكة (on-chain signals) والملاحظات القيمة من المطورين إلى إصدارات وتحديثات فعلية بشكل أسرع وأكثر فعالية، دون تأخير غير ضروري.
صرح مديرو المؤسسة بأن الهدف الأسمى هو إنشاء آلية انسيابية وفعالة تحول الأفكار والملاحظات والبيانات إلى تحسينات ملموسة على البروتوكول بسرعة. هذا يتطلب تقليل البيروقراطية وتحديد المسؤوليات بوضوح لضمان اتخاذ القرارات وتنفيذها بكفاءة عالية. إن قدرة إيثيريوم على التكيف والتطور بسرعة هي مفتاح بقائها كمنافس قوي في مشهد البلوك تشين المتغير باستمرار.
خطط مستقبلية وعمليات فورية
بدأت “Protocol” بالفعل في البحث عن مرشحين لشغل مناصب قيادية مهمة، بما في ذلك قائد لتجربة المستخدم (user-experience lead) وقائد لهندسة الأداء (performance-engineering lead). كما دعت المبادرة المتقدمين الإضافيين الذين يمتلكون خبرة متعمقة في مستويات النواة (kernel-level) أو علم التشفير (cryptography) للانضمام إلى الفريق. هذه الوظائف الجديدة تؤكد على التركيز على جوانب محددة ضرورية لتحقيق الأهداف الثلاثة.
تخطط المجموعة أيضاً لعقد ورش عمل مشتركة مع فرق العملاء الخارجية (External client teams) وبناة شبكات الطبقة الثانية (layer-2 builders). تهدف هذه الورش إلى صقل التغييرات المقترحة على طبقة التنفيذ (execution layer) وتقنيات ضغط بيانات الـ Blobs قبل دمجها في التحديثات القادمة للشبكة. هذا التعاون مع الأطراف الخارجية أمر حيوي لضمان أن التغييرات المقترحة تلبي الاحتياجات الفعلية للنظام البيئي الأوسع وتكون قابلة للتطبيق بكفاءة.
دخلت “Protocol” حيز التنفيذ وبدأت العمل تحت الإطار الجديد على الفور. هذه الخطوة تعكس التزام مؤسسة إيثيريوم بدفع حدود الابتكار والتطور في مجال تقنية البلوك تشين، مع التركيز الواضح على الأولويات الأكثر أهمية لتأمين مستقبل إيثيريوم كمنصة رائدة للتطبيقات اللامركزية والاقتصاد الرقمي. إن النجاح في مسارات التوسع، Blobs، وتجربة المستخدم سيكون له تأثير كبير على قدرة إيثيريوم على تحقيق رؤيتها الأصلية.
إن إعادة هيكلة فريق البروتوكول في مؤسسة إيثيريوم تمثل نقطة تحول مهمة في مسار تطوير الشبكة. من خلال توحيد الجهود، تحديد الأولويات بوضوح، وتعزيز المساءلة، تهدف المؤسسة إلى تسريع وتيرة الابتكار والتغلب على التحديات التقنية المتبقية. يترقب المجتمع نتائج هذه المبادرة الجديدة وتأثيرها على أداء وكفاءة وسهولة استخدام شبكة إيثيريوم في المستقبل.
“`