ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

مؤشر إيثيريوم NUPL يتنبأ بالقاع قبل الارتفاع | تحليلات Glassnode



مؤشر إيثيريوم يتنبأ بالقاع قبل الارتفاع، حسب شركة تحليلات رائدة

مؤشر إيثيريوم يتنبأ بالقاع قبل الارتفاع، حسب شركة ات رائدة

في عالم العملات المشفرة المتقلب، تعد القدرة على تحديد نقاط التحول في السوق بمثابة الكأس المقدسة للمستثمرين والمتداولين. في هذا السياق، كشفت شركة التحليلات على سلاسل الكتل “جلاسنود” (Glassnode) مؤخرًا عن مؤشر خاص بإيثيريوم (Ethereum) أثبت موثوقيته في تحديد قاع السعر قبل الارتفاع الأخير الذي شهدته العملة. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للبيانات المستقاة مباشرة من ال في فهم ديناميكيات السوق وتقديم رؤى فريدة لا تتوفر من خلال التحليل الفني التقليدي وحده.

مؤشر صافي الربح/الخسارة غير المحققة (NUPL) لإيثيريوم: المفهوم والآلية

في منشور جديد لها على X (تويتر سابقًا)، تحدثت “جلاسنود” عن مؤشر إيثيريوم مستخلص من ها المشترك مع بورصة العملات المشفرة “كوين بيز” (Coinbase). هذا المؤشر، المعروف باسم “صافي الربح/الخسارة غير المحققة” أو (Net Unrealized Profit/Loss – NUPL)، يقيس، كما يوحي اسمه، صافي مقدار الربح أو الخسارة الذي يحتفظ به مستثمرو الأصل ككل في الوقت الحالي. يعد هذا المؤشر أداة قوية وفعالة لفهم الشعور العام للمستثمرين في السوق، سواء كانوا في حالة ربح جماعي أو خسارة، مما يعكس المعنويات السائدة ويساعد في التنبؤ بتحركات الأسعار المستقبلية.

آلية عمل مؤشر NUPL التفصيلية

يعتمد مؤشر NUPL في عمله على تحليل تاريخ المعاملات لكل عملة على الشبكة لتحديد السعر الذي تم تحريكها به آخر مرة. هذه العملية التفصيلية تمكن المحللين من بناء صورة دقيقة عن التكلفة الأساسية للأصول التي يحتفظ بها المستثمرون. يتم تحديد حالة الربح أو الخسارة لكل توكن بشكل فردي، ومن ثم يتم تجميع هذه البيانات لتقديم رؤية شاملة. إليك كيفية تحديد حالة الربح أو الخسارة لكل عملة داخل المؤشر:

  • حالة الخسارة غير المحققة: إذا كانت قيمة النقل السابقة للعملة (أي السعر الذي تم به شراؤها أو تحريكها آخر مرة) أعلى من سعر السوق الفوري الحالي لأي توكن، فيُفترض أن هذا التوكن المحدد في حالة خسارة صافية غير محققة. هذا يعني أن حامل العملة سيتحمل خسارة إذا قام ببيعها في تلك اللحظة بالأسعار الحالية. يشير تراكم هذا النوع من الخسائر إلى ضغوط بيع محتملة أو شعور باليأس بين المستثمرين.
  • حالة الربح غير المحقق: بالمقابل، إذا كانت التكلفة الأساسية للعملة (سعر شرائها أو تحريكها الأخير) أقل من أحدث سعر سوقي لها، فتُعتبر العملة في حالة ربح غير محقق. في هذه الحالة، يمكن لحاملها تحقيق ربح إذا قام ببيعها. يدل ارتفاع نسبة الأرباح غير المحققة على شعور إيجابي في السوق، ولكن يمكن أن يؤدي أيضًا إلى جني الأرباح إذا وصل الربح إلى مستويات معينة.

يقوم مؤشر NUPL بعد ذلك بجمع درجة الربح/الخسارة المتضمنة في كلتا الحالتين ويحسب الفرق بينهما. عندما تكون قيمة المؤشر إيجابية، فهذا يعني أن المستثمرين ككل يجلسون في حالة ربح صافي غير محقق. هذا يشير إلى أن غالبية العملات المتداولة على الشبكة تُمتلك بمتوسط سعر أقل من السعر الحالي للسوق. على الجانب الآخر، إذا كانت القيمة تحت مستوى الصفر، فهذا يشير إلى هيمنة الخسارة في السوق، مما قد يدل على شعور باليأس أو الخوف بين المستثمرين، وهو ما يدفعهم أحيانًا لبيع أصولهم حتى بخسارة.

مؤشر NUPL لإيثيريوم ينخفض إلى “منطقة الاستسلام”: إشارة تاريخية

كما يتضح من الرسوم البيانية التي تشاركها “جلاسنود”، فقد شهد مؤشر NUPL لإيثيريوم انخفاضًا كبيرًا في وقت سابق من هذا العام عندما انخفض سعر الأصل بشكل حاد. في هذا الانخفاض، وصل المؤشر إلى حوالي -0.2، مما يشير إلى أن المستثمرين دخلوا في حالة خسارة صافية. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان مستوى الخسارة النسبية غير المحققة الموجودة على الشبكة كبيرًا بما يكفي ليتم تصنيف الشعور على أنه “استسلام” (Capitulation) بموجب منهجية “جلاسنود”. هذه المنطقة هي محور تركيز كبير لمحللي سلاسل الكتل، حيث غالبًا ما تسبق تحولات كبيرة في اتجاهات السوق.

فهم عمق “منطقة الاستسلام” ودورها في تعافي الأسعار

تُعد “منطقة الاستسلام” نقطة حرجة في دورة السوق. تحدث هذه المرحلة عندما يفقد عدد كبير من المستثمرين الأمل تمامًا في الأصول التي يمتلكونها ويقومون ببيعها بخسارة، بغض النظر عن هم المستقبلية أو الأخبار السلبية المتداولة. هذا السلوك الجماعي يؤدي إلى ضغط بيع هائل يدفع الأسعار إلى أدنى مستوياتها، مما يزيل البائعين الضعفاء من السوق. غالبًا ما تتحرك أسواق العملات المشفرة في الاتجاه الذي لا يتوقعه الجمهور، لذا فإن وجود كمية كبيرة من الخسارة (أي استسلام المستثمرين) يمكن أن يؤدي إلى تشكيل قاع للسعر. هذا لأنه بمجرد أن يبيع اليائسون أصولهم، يتبقى في السوق فقط المستثمرون الأكثر قناعة، والذين يؤمنون بالقيمة طويلة الأجل للأصول، أو المؤسسات الكبرى التي ترى في هذه الأسعار المنخفضة فرصًا للشراء بأسعار مغرية، مما يقلل من ضغط البيع ويفتح الباب أمام الارتفاع.

من المخطط البياني الذي قدمته “جلاسنود”، يبدو أن هذا هو بالضبط ما حدث عندما انخفض مؤشر NUPL إلى منطقة الاستسلام لإيثيريوم. بعد فترة وجيزة من بلوغ المؤشر هذا المستوى الحرج، بدأ سعر إيثيريوم في التعافي بشكل ملحوظ، مؤكدًا النظرية القائلة بأن نقاط الاستسلام غالبًا ما تسبق تحولات إيجابية وقوية في السوق. هذه الظاهرة لا تقتصر على إيثيريوم فحسب، بل لوحظت عبر تاريخ أسواق العملات المشفرة، مما يجعل مؤشر NUPL أداة تنبؤية قيمة.

تحول معنويات المستثمرين وارتفاع سعر الإيثيريوم الأخير

مع الارتفاع الأخير في سعر إيثيريوم الذي تبع هذا القاع، تحسنت معنويات المستثمرين في إيثيريوم بشكل طبيعي وملحوظ. عاد العديد من حاملي إيثيريوم إلى حالة الربح، مما يعكس الثقة المتجددة في الأصول والوعي المتزايد بأساسياتها القوية. لقد تجاوز إيثيريوم أداء في الآونة الأخيرة، وهو أمر جدير بالملاحظة، حيث قفز سعره بأكثر من 20% خلال الأسبوع الماضي فقط، ليصل إلى مستوى 3600 دولار. هذا الأداء القوي يشير إلى اهتمام متزايد وقناعة قوية بمستقبل إيثيريوم، خاصة مع التطورات المستمرة في نظامه البيئي، مثل الترقيات المحتملة للشبكة التي تهدف إلى تحسين قابليتها للتوسع وكفاءتها، وتوسع تطبيقات التمويل ال () والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) التي تعمل على شبكتها.

ماذا يخبئ المستقبل لمؤشر NUPL وإيثيريوم؟ التحديات والفرص

على الرغم من التحسن الحالي والارتفاع الأخير، قد يكون مؤشر NUPL أداة مهمة للمراقبة المستمرة لأداء إيثيريوم. فبمجرد أن يتحول التوازن بشكل كبير نحو الربح غير المحقق (أي عندما يكون غالبية المستثمرين في حالة ربح كبيرة ومريحة)، يمكن أن يصبح تحول آخر في السوق محتملاً: هذه المرة إلى اتجاه هبوطي أو تصحيحي. يحدث هذا لأن المستثمرين الذين يرون أرباحًا كبيرة قد يبدأون في جني الأرباح لتحقيق مكاسبهم، مما يؤدي إلى زيادة ضغط البيع في السوق. لذلك، بينما يشير الانخفاض إلى منطقة الاستسلام إلى فرصة للشراء وتجميع الأصول، فإن الارتفاع المفرط في مؤشر NUPL قد يكون إشارة تحذيرية لجني الأرباح أو توخي الحذر الشديد قبل دخول صفقات شراء جديدة.

الأهمية التحليلية لبيانات سلاسل الكتل في اتخاذ قرارات ال

تُظهر دراسة “جلاسنود” لمؤشر NUPL على إيثيريوم بوضوح القيمة الهائلة للتحليلات على سلاسل الكتل. فبدلاً من الاعتماد فقط على تحليل الرسوم البيانية التقليدية أو الأخبار المتقلبة، توفر هذه البيانات نظرة عميقة ومباشرة إلى سلوك المستثمرين الحقيقي على الشبكة. إن فهم متى يكون المستثمرون في حالة “استسلام” أو “بهجة” أو “ربح” أو “خسارة” يمكن أن يقدم رؤى لا تقدر بثمن لمتخذي القرار. تسمح هذه التحليلات بتحديد فترات التراكم الذكي عندما يكون المستثمرون الأضعف يبيعون خوفًا، وفترات التوزيع عندما يكون المستثمرون الأقوى يجنون الأرباح بشكل منهجي.

لماذا يجب على المستثمرين تتبع مؤشرات مثل NUPL؟ الفوائد الرئيسية

تتبع مؤشرات مثل NUPL يوفر للمستثمرين العديد من المزايا التنافسية في المشفرة المعقدة والمتطورة باستمرار:

  1. تحديد نقاط الانعطاف الرئيسية: تساعد في تحديد القيعان المحتملة للسوق التي تسبق الارتفاعات الكبيرة، مما يتيح فرصًا للشراء الاستراتيجي.
  2. قياس معنويات السوق الكمية: توفر مقياسًا رقميًا وموضوعيًا لمشاعر المستثمرين الجماعية (الخوف، الأمل، البهجة، الاستسلام)، بدلاً من الاعتماد على التكهنات.
  3. اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة: تمكن المستثمرين من اتخاذ قرارات شراء أو بيع أكثر استنارة ودقة بناءً على بيانات حقيقية وموثوقة مستقاة مباشرة من الشبكة.
  4. تقليل المخاطر وزيادة الفرص: تساعد في تجنب الشراء في ذروة الحماس (حيث يكون مؤشر NUPL مرتفعًا جدًا ويدل على جني أرباح وشيك) والبيع في قاع اليأس (حيث يكون مؤشر NUPL منخفضًا جدًا ويدل على فرص شراء).
  5. التنبؤ بالتحولات المستقبلية للاتجاهات: تقدم إشارات مبكرة عن التحولات المحتملة في الاتجاهات السعرية من خلال مراقبة تغيرات الربح/الخسارة غير المحققة على مدى فترات زمنية مختلفة.
  6. التمييز بين التصحيحات الصحية والانعكاسات الكبيرة: يمكن أن يساعد المؤشر في فهم ما إذا كان الانخفاض هو مجرد تصحيح مؤقت للسوق أم بداية اتجاه هبوطي طويل الأجل.

في الختام، فإن مؤشر صافي الربح/الخسارة غير المحققة (NUPL) الذي أبرزته “جلاسنود” هو مثال ساطع على كيفية استخدام تحليلات سلاسل الكتل للكشف عن ديناميكيات السوق المعقدة والخفية. لقد أظهر المؤشر قدرته على التنبؤ بقاع سعر إيثيريوم قبل الارتفاع الأخير، مما يجعله أداة لا غنى عنها لأي مستثمر جاد وطموح في العملات المشفرة. ومع استمرار تطور سوق العملات الرقمية وتزايد تعقيداتها، ستصبح هذه المؤشرات القائمة على البيانات أكثر أهمية في مساعدة المستثمرين على التنقل في التقلبات وتحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة، والابتعاد عن المخاطر المحتملة التي قد تنشأ من عدم فهم الشعور الحقيقي في السوق.

مواضيع مشابهة