ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

متى سيصل بيتكوين إلى القاع؟ إشارة Glassnode لمراقبة استسلام المستثمرين الجدد




متى سيصل بيتكوين إلى القاع؟ إشارة Glassnode لمراقبة استسلام المستثمرين الجدد

متى سيصل إلى القاع؟ هذه هي الإشارة التي يجب مراقبتها

في عالم العملات الرقمية المتقلب، لا يوجد سؤال يتردد صداه أكثر بين المستثمرين من “متى سيصل السعر إلى القاع؟”. إن البحث عن النقطة المحورية التي تعلن نهاية الانخفاض وبداية الانتعاش هو حلم كل متداول. وفي هذا السياق، تقدم شركة الات على البلوك تشين “غلاسنود” (Glassnode) رؤى قيمة قد تحمل المفتاح للإجابة على هذا السؤال المحوري. فقد كشفت الشركة عن آلية مثيرة للاهتمام تشير إلى أن سعر بيتكوين غالبًا ما يشكل قيعانًا محلية عندما تستسلم مجموعة معينة من حاملي العملة.

يُعد فهم سلوك المستثمرين أمرًا بالغ الأهمية في الأسواق المالية، وخصوصًا في الرقمية الناشئ. بينما يركز الكثيرون على التحليلات الفنية التقليدية أو المؤشرات الاقتصادية الكلية، تقدم تحليلات البلوك تشين نافذة فريدة على ديناميكيات السوق الداخلية، تكشف عن كيفية تفاعل المجموعات المختلفة من المستثمرين مع تحركات الأسعار. هذه التحليلات قادرة على فك شفرة المشاعر الكامنة وتوقع الانعطافات المحتملة في السوق.

تؤكد غلاسنود أن المستثمرين على المدى القصير (STHs)، وهم الذين احتفظوا ببيتكوين لمدة تقل عن ثلاثة أشهر، يلعبون دورًا حاسمًا في تشكيل القيعان المحلية. إنهم الفئة الأكثر عرضة للذعر والبيع عند مواجهة انخفاضات الأسعار، خاصة بعد فترات الارتفاعات التاريخية (ATHs). فدعونا نتعمق في هذه الإشارة ونفهم ما تعنيه لمستقبل بيتكوين.

المستثمرون على المدى القصير (STHs): محققو الخسائر اللحظية

أوضحت شركة غلاسنود في منشور حديث لها على X (تويتر سابقًا) أن حركة الأسعار على المدى القصير تتأثر بشكل كبير برد فعل كبار المشترين للانخفاضات التي تحدث بعد تسجيل أعلى المستويات التاريخية. مع انخفاض السعر، سرعان ما يجد هؤلاء المستثمرون أنفسهم في موقف الخسارة، مما يجعلهم عرضة لاتخاذ قرارات بيع بدافع الذعر. هذه الظاهرة ليست جديدة في الأسواق المالية، ولكن طبيعة العملات الرقمية الة تتيح لنا تتبعها بدقة غير مسبوقة.

يعتبر المستثمرون على المدى القصير هم الوقود المحرك للتقلبات السعرية في كثير من الأحيان. على عكس المستثمرين على المدى الطويل الذين يتبنون استراتيجية “الشراء والاحتفاظ” (HODL) ولا يتأثرون كثيرًا بالتقلبات اليومية أو الأسبوعية، فإن المستثمرين على المدى القصير لديهم آفاق ية أقصر بكثير. وهذا يعني أنهم غالبًا ما يتفاعلون بقوة أكبر مع انخفاضات الأسعار، مما قد يؤدي إلى تفاقم عمليات البيع وتشكيل “قيعان” مؤقتة أو محلية.

تعيش بيتكوين حاليًا في مثل هذه المرحلة، حيث يوجد قدر كبير من المعروض لديه تكلفة أساسية تتراوح بين السعر الفوري الحالي ومستوى ١٢٠,٠٠٠ أمريكي. هذا يعني أن جزءًا كبيرًا من المستثمرين الذين دخلوا السوق مؤخرًا قد أصبحوا الآن تحت الماء، أو على وشك ذلك، مع تعرض استثماراتهم لخسائر غير محققة.

توزيع التكلفة الأساسية (Cost Basis Distribution): مؤشر حيوي

لتحديد مكان تركز هذا المعروض، نستخدم مؤشر “توزيع التكلفة الأساسية” (Cost Basis Distribution). هذا المؤشر، كما يوحي اسمه، يوضح لنا مقدار معروض بيتكوين الذي غيّر أيدي مالكيه للمرة الأخيرة عند مستويات سعرية مختلفة. يقدم هذا المؤشر لمحة ممتازة عن نقاط الدخول الشائعة للمستثمرين ويساعد في تحديد مناطق الدعم والمقاومة الكبرى من منظور سلوك المستثمرين.

من بيانات هذا المؤشر، يتضح أن المستثمرين كانوا يبنون ببطء تكتلاً كثيفًا من المعروض تحت مستوى ١٢٠,٠٠٠ دولار أمريكي، حيث كان الأصل يتداول داخل هذا النطاق منذ أوائل يوليو. هذا التكتل يمثل قاعدة سعرية كبيرة للمستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق، ويعتبر نقطة حساسة للغاية. فإذا استمر السعر في الانخفاض دون هذه المستويات، فإن عددًا أكبر من هؤلاء المستثمرين سيجدون أنفسهم في خسارة، مما قد يدفعهم للبيع.

بطبيعة الحال، أدى الانخفاض الأخير في سعر بيتكوين إلى وضع هؤلاء المستثمرين “تحت الماء”. السؤال المطروح الآن هو: كيف يتفاعل هؤلاء الحاملون؟ للإجابة على هذا السؤال، ننتقل إلى مؤشر آخر لا يقل أهمية.

مؤشر نسبة الربح/الخسارة المحققة (SOPR): الكشف عن مشاعر السوق

لفهم كيفية استجابة المستثمرين للانخفاضات السعرية، يمكننا الاستعانة بمؤشر “نسبة الربح/الخسارة المحققة للمخرجات المنفقة” (Spent Output Profit Ratio – SOPR). يقارن هذا المؤشر مقدار الربح والخسارة الذي يحققه المستثمرون ككل على الشبكة. بعبارة أخرى، يقيس المؤشر ما إذا كان المستثمرون يبيعون عملاتهم بربح أم بخسارة.

آلية عمل مؤشر SOPR بسيطة لكنها قوية:

  • إذا كانت قيمة SOPR أكبر من ١، فهذا يعني أن متوسط المستثمرين يبيعون عملاتهم بربح. يشير هذا إلى وجود شهية للمخاطرة أو جني الأرباح في السوق.
  • أما إذا كانت قيمته أقل من ١، فهذا يشير إلى أن تحقيق الخسائر هو السائد في الشبكة، أي أن المستثمرين يبيعون عملاتهم بخسارة. غالبًا ما يرتبط هذا بفترات الذعر أو الاستسلام.
  • إذا كانت قيمة SOPR تساوي ١، فهذا يعني أن المستثمرين يبيعون عملاتهم عند سعر التكلفة الأساسية، أي لا ربح ولا خسارة.

في مناقشتنا الحالية، لا يهمنا مؤشر SOPR للسوق بأكمله، بل يهمنا مؤشر SOPR لجزء محدد منه: كبار المشترين أو المستثمرين الجدد. هؤلاء هم المستثمرون الذين دخلوا سوق العملات الرقمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. هذه الفئة هي الأكثر عرضة للتأثر بتقلبات الأسعار نظرًا لقرب أسعار الشراء من الأسعار الحالية.

تحليل SOPR للمستثمرين الجدد: علامات استسلام وشيكة؟

تقدم غلاسنود رسمًا بيانيًا يوضح الاتجاه في مؤشر SOPR لبيتكوين لمجموعات المستثمرين التي تقع ضمن هذا النطاق العمري المحدد. المجموعات هي: من يوم إلى أسبوع واحد، ومن أسبوع إلى شهر واحد، ومن شهر إلى ثلاثة أشهر. هذه التصنيفات الزمنية تسمح بتحليل دقيق لسلوك المستثمرين الجدد والمتوسطين الأجل.

كما هو واضح في الرسم البياني المذكور، انخفض مؤشر SOPR لبيتكوين لجميع هذه المجموعات الثلاث بعد تراجع السعر. يتأرجح المؤشر الآن بين ٠.٩٦ و ١.٠١ عبر هذه الفئات، مما يشير إلى أن هؤلاء المستثمرين قد بدأوا في البيع بخسارة طفيفة. هذا السلوك يعكس عدم الارتياح والقلق المتزايد بين المستثمرين الذين دخلوا السوق مؤخرًا ويتعرضون الآن لخسائر.

ترى غلاسنود أن “إذا تزايد الضغط، غالبًا ما تتشكل القيعان المحلية عندما تستسلم هذه المجموعة، عادة عندما ينخفض مؤشر SOPR إلى حوالي ٠.٩”. هذه الملاحظة حاسمة، حيث تحدد عتبة معينة تُعد مؤشرًا قويًا على استسلام المستثمرين على المدى القصير، وهي لحظة غالبًا ما تسبق ارتداد السعر وتشكيل قاع محلي.

تاريخيًا، عندما ينخفض مؤشر SOPR لهذه الفئة إلى ٠.٩ أو أقل، فهذا يشير إلى أن متوسط المستثمرين على المدى القصير يبيعون عملاتهم بخسارة كبيرة (تصل إلى 10% أو أكثر من قيمتها). هذا النوع من البيع بدافع الذعر غالبًا ما يمثل “تطهيرًا” للسوق، حيث يتم طرد الحائزين الأضعف، مما يمهد الطريق لتعافٍ محتمل مع عودة المشترين الذين يرون قيمة في المستويات السعرية المنخفضة.

هل نحن بحاجة إلى الاستسلام الكامل؟ الانتعاش الأخير لبيتكوين

في الوقت الحالي، يبدو أن بيتكوين قد لا تضطر للانتظار لإشارة الاستسلام هذه، حيث شهد سعرها انتعاشًا في اليوم الماضي. هذا الانتعاش الطفيف قد يوفر بعض الراحة للمستثمرين على المدى القصير ويقلل من ضغط البيع الفوري. السؤال هو: هل هذا الانتعاش مستدام أم مجرد وقفة مؤقتة قبل استئناف الانخفاض المحتمل؟

يعتمد الكثير على استجابة السوق الكلية ومشاعر المستثمرين. إذا كان الانتعاش مدفوعًا بمشترين أقوياء يرون قيمة في السعر الحالي، فقد نرى تجنبًا لإشارة الاستسلام الكاملة هذه. ومع ذلك، إذا كان الانتعاش ضعيفًا ويفتقر إلى الحجم، فقد يكون مجرد مصيدة للمشترين (bull trap) قبل انخفاض آخر يدفع مؤشر SOPR إلى مستوى ٠.٩ الحاسم الذي تحدثت عنه غلاسنود.

إن مراقبة هذه المستويات وتفاعلات المستثمرين في الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة. فالحركة السعرية الأخيرة يمكن أن تكون نقطة تحول، أو مجرد استراحة قصيرة في مسار التراجع.

سيناريوهات مستقبلية محتملة لبيتكوين

بناءً على تحليلات غلاسنود وحركة السوق الحالية، يمكننا تصور عدة سيناريوهات محتملة لبيتكوين في المدى القريب والمتوسط:

  1. سيناريو التعافي التدريجي: يستمر الانتعاش الحالي، ويبقى مؤشر SOPR للمستثمرين على المدى القصير فوق ٠.٩. هذا يشير إلى أن ضغط البيع قد خف، وأن السوق قد يجد قاعًا محليًا دون الحاجة إلى استسلام كامل. يعتمد هذا على استقرار الاقتصاد الكلي وتدفقات رأس المال الجديدة.
  2. سيناريو الاستسلام الكامل: يتراجع السعر مرة أخرى بعد الانتعاش الحالي، مما يدفع مؤشر SOPR للمستثمرين على المدى القصير إلى ما دون ٠.٩. في هذه الحالة، سنشهد موجة بيع قوية أخرى من المستثمرين الجدد اليائسين، والتي قد تمثل القاع الحقيقي قبل انتعاش قوي ومستدام.
  3. سيناريو التداول الجانبي (التوحيد): يستقر السعر ضمن نطاق ضيق بين مستويات الدعم والمقاومة، دون حركة واضحة صعودًا أو هبوطًا. في هذا السيناريو، يظل مؤشر SOPR حول مستوى ١، مما يشير إلى أن المستثمرين يبيعون ويشترون بالقرب من نقطة التعادل، مع حالة من عدم اليقين تسيطر على السوق.
  4. تأثير الأحداث الخارجية: دائمًا ما يجب الأخذ في الاعتبار أن سوق العملات الرقمية يتأثر بشدة بالأحداث الاقتصادية الكلية، التطورات التنظيمية، والأخبار الكبرى المتعلقة بالتبني المؤسسي لبيتكوين. أي من هذه العوامل يمكن أن يغير مسار أي من السيناريوهات المذكورة.

الخلاصة وال

تظل رؤى غلاسنود حول سلوك المستثمرين على المدى القصير ومؤشر SOPR الخاص بهم أدوات لا تقدر بثمن في محاولة فهم ديناميكيات أسعار بيتكوين. إن حقيقة أن هؤلاء المستثمرين يشاركون حاليًا في تحقيق خسارة طفيفة (مع مؤشر SOPR بين ٠.٩٦ و ١.٠١) تعد مؤشرًا هامًا على مستويات التوتر في السوق.

إذا استمر الضغط الهبوطي، فإن مراقبة وصول مؤشر SOPR إلى مستوى ٠.٩ ستكون بالغة الأهمية. هذا المستوى التاريخي يشير إلى لحظة “الاستسلام” حيث يتخلى المستثمرون عن آمالهم، مما يمهد الطريق عادةً لتشكيل قاع محلي. حتى ذلك الحين، يمكن اعتبار أي انتعاش كفرصة لتقييم قوة السوق الكامنة.

في وقت كتابة هذا المقال، يتم تداول بيتكوين حوالي ١١٦,٠٠٠ دولار أمريكي، بانخفاض قدره ٢% خلال الأسبوع الماضي. هذا الرقم يعكس التقلبات المستمرة ويؤكد الحاجة إلى تحليل دقيق ومستمر للمؤشرات على البلوك تشين.

سواء كنا على وشك استسلام كامل أو تعافٍ تدريجي، فإن فهم هذه الإشارات يمكّن المستثمرين من اتخاذ قرارات مستنيرة في سوق العملات الرقمية الذي لا يهدأ أبدًا. يبقى السؤال مفتوحًا، ولكن الإشارات واضحة لمن يعرف كيف يراقبها.

مواضيع مشابهة