“`html

محافظ شبكة Pi الفارغة تثير غضبًا عارمًا — ماذا تخفي الشبكة؟

يجد أعضاء شبكة Pi Network أنفسهم في حالة من الاستياء المتزايد بعد اكتشاف محافظهم الرقمية فارغة من رموز Pi، على الرغم من إكمالهم لعمليات التحقق من الهوية (KYC) والترحيل إلى الشبكة الرئيسية (mainnet) كما هو مطلوب. هذه المشكلة أثارت موجة من الشكاوى والاستغاثات عبر الإنترنت، مطالبين بتفسيرات واضحة وملموسة من فريق المشروع.

عملية الترحيل إلى الشبكة الرئيسية كانت خطوة أساسية للمستخدمين للتمكن من الوصول إلى عملاتهم التي قاموا بتعدينها على مدار سنوات. بعد اجتياز عملية التحقق من الهوية (KYC) المعقدة في كثير من الأحيان، كان من المفترض أن تظهر أرصدتهم في محافظ الشبكة الرئيسية ليتمكنوا من نقلها أو استخدامها ضمن النظام البيئي للشبكة. ومع ذلك، يجد عدد كبير من المستخدمين محافظهم تظهر رصيدًا صفريًا، مما يتناقض تمامًا مع توقعاتهم والجهد الذي بذلوه.

هذه الأزمة ليست مجرد خلل فني بسيط؛ إنها تهدد بتقويض الثقة التي بناها المشروع على مدار سنوات من التعدين المجاني. بالنسبة للعديد من الرواد، تمثل عملات Pi استثمارًا كبيرًا للوقت والصبر، ومشاهدة محافظهم فارغة بعد اتباع جميع التعليمات يثير شعورًا عميقًا بالإحباط والخيانة.

المستخدمون يبلغون عن أرصدة Pi مفقودة

وفقًا للتقارير الواردة من مجتمع Pi Network، تتزايد المنشورات على مختلف المنصات التي توثق مشكلة الأرصدة الصفرية. يتحدث مئات المستخدمين عن محافظ تظهر رصيد “0.00 Pi” حتى بعد إكمال جميع الخطوات المطلوبة بدقة. يذكر بعض المستخدمين أنهم انتظروا أيامًا، بينما يؤكد آخرون أنهم ينتظرون منذ أسابيع، ومع ذلك لم تظهر عملاتهم.

الأمر المحبط بشكل خاص هو أن هؤلاء المستخدمين قد اجتازوا بالفعل عقبة كبيرة وهي عملية التحقق من الهوية (KYC)، والتي تتطلب تقديم مستندات شخصية والانتظار لفترة قد تطول. كما أنهم قاموا بتأمين حساباتهم وقفل جزء من عملاتهم كما هو مطلوب للترحيل إلى الشبكة الرئيسية. ومع كل هذه الخطوات المكتملة، لا يزالون غير قادرين على رؤية الثمار الرقمية لجهودهم.

هذا النقص في الرؤية الواضحة للأرصدة خلق شعورًا قويًا بالإقصاء وعدم اليقين بين المستخدمين. يشعر الكثيرون بأنهم قد تم إغلاق الباب في وجوههم بعد سنوات من المشاركة والتعدين اليومي. التفاعل اليومي الذي يميز Pi Network يعتمد بشكل كبير على الأمل في تحقيق قيمة مستقبلية من العملات المجمعة، وعندما يختفي هذا الأمل بسبب مشكلات غير مفسرة، يتولد الغضب والإحباط.

تجسدت هذه المشاعر في العديد من التعبيرات العاطفية على وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، عبر أحد المستخدمين عن غضبه الشديد قائلاً: “توقفوا عن الهراء. لا أريد أن أسمع ذلك. أعيدوا لي Pi اللعينة تلك. لقد عملت بجد لمدة ست سنوات. لم تقوموا بالترحيل لي حتى الآن. ما سبب تأخيركم المستمر؟ الترحيل حق لكل رائد. أسرعوا وقوموا بالترحيل #Pinetwork”. هذا النوع من الرسائل يعكس مستوى الإحباط العميق والمتراكم لدى قاعدة المستخدمين.

الشعور بالجهد الضائع لسنوات عديدة هو جوهر الشكوى. يرى المستخدمون أنهم استثمروا وقتًا يوميًا في النقر على زر التعدين، وبنوا فرق إحالة، وشاركوا في بناء المجتمع، فقط ليواجهوا هذا الغموض في اللحظة التي كان يجب أن تبدأ فيها عملاتهم في الظهور على الشبكة الرئيسية.

اضطراب المحافظ يزيد المخاوف

تفاقمت مخاوف المستخدمين بسبب تقارير أخرى تشير إلى مشكلة جديدة ومقلقة تتعلق بالمحافظ. بناءً على هذه التقارير، يبدو أن بعض الحسابات أصبحت الآن مرتبطة بأكثر من عنوان محفظة واحد. هذا التطور ترك المستخدمين في حيرة شديدة وغير قادرين على فهم ما يحدث.

أفاد أحد المستخدمين بعثوره على محفظتين مرتبطتين بنفس ملفه الشخصي. وتجاوز الأمر ذلك مع مستخدم آخر وجد ثلاث محافظ مرتبطة بحسابه الواحد. هذا الوضع يثير تساؤلات جدية للغاية حول مدى أمان وسلامة النظام ككل.

وجود محافظ متعددة وغير مفسرة تحت حساب واحد يخلق ارتباكًا كبيرًا بشأن مكان العملات فعليًا، إذا كانت موجودة. الأهم من ذلك، أنه يثير مخاوف جدية بشأن المخاطر الأمنية. يتساءل المستخدمون عما إذا كانت هذه الثغرة قد تسمح بفقدان رموزهم، أو ما إذا كانت جزءًا من فخ أو عملية احتيال محتملة. في عالم العملات الرقمية، يُعد التحكم الكامل والواضح في مفاتيح ومحتويات المحفظة أمرًا بالغ الأهمية، وأي غموض في هذا الجانب يقوض الثقة بشكل كبير.

هذه المشكلة تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع المتردي بالفعل. المستخدمون الذين يكافحون لرؤية أي رصيد في محفظة واحدة يجدون أنفسهم الآن يواجهون احتمال وجود محافظ متعددة لا يفهمون الغرض منها أو كيفية إدارتها أو حتى إذا كانت آمنة. يتزايد الشعور بأن النظام ليس مستقرًا أو شفافًا كما ينبغي.

المؤسسة تحرك 277 مليون عملة Pi

في خضم مشكلات المستخدمين هذه، ظهرت بيانات على سلسلة الكتل (blockchain) تشير إلى نشاط كبير من قبل مؤسسة Pi Network نفسها، مما زاد من قلق المجتمع. تُظهر بيانات السلسلة أن المحفظة التابعة لمؤسسة Pi، والتي ينتهي عنوانها بـ “ODM”، قامت مؤخرًا بتحويل مبلغ ضخم قدره 276,500,000 عملة Pi.

ولم يتوقف النشاط عند هذا الحد؛ فقد حدث سحب آخر بمبلغ 7,380,000 عملة Pi من نفس العنوان في وقت قريب. ووفقًا للسجلات الموجودة على السلسلة (on-chain records)، لوحظت عمليات سحب أسبوعية لمبالغ كبيرة من بورصة OKX، مرتبطة بنفس الأنشطة تقريبًا.

الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه التحركات هو أنها تمت دون أي تفسير رسمي من فريق Pi Core Team. في وقت يعاني فيه المستخدمون من عدم القدرة على الوصول إلى عملاتهم ويرون محافظهم فارغة، تُظهر بيانات البلوكتشين تحركات ضخمة لعملات Pi من قبل المؤسسة نفسها. هذا النقص في الشفافية بشأن الغرض من هذه التحويلات الكبيرة يغذي الشكوك والتكهنات داخل المجتمع.

يتساءل المستخدمون عن سبب تحريك هذه الكميات الهائلة من العملات، خاصة في هذا التوقيت الحرج. هل يتم بيع هذه العملات؟ هل يتم توزيعها لأغراض أخرى؟ هل لها علاقة بمشكلات الترحيل التي يواجهونها؟ غياب الإجابات الرسمية يترك الباب مفتوحًا للتفسيرات السلبية، مما يزيد من انعدام الثقة ويجعل المستخدمين يشعرون بأن هناك أمورًا تحدث خلف الكواليس لا يتم إطلاعهم عليها.

في أي مشروع لامركزي أو شبه لامركزي، تُعد الشفافية في تحركات الأموال الكبيرة أمرًا أساسيًا لبناء الثقة. وعندما تقوم الجهة المركزية (المؤسسة أو الفريق الأساسي) بتحريك كميات هائلة من الأصول دون تقديم تفسير واضح، فإن ذلك يبعث برسالة مقلقة إلى المجتمع، خاصة عندما يتزامن مع مشكلات فنية تؤثر على قدرة المستخدمين على الوصول إلى أصولهم الخاصة.

المجتمع يطالب بإجابات واضحة

تزايد الاستياء في مجتمع Pi Network ليس وليد اللحظة؛ فقد أشار أعضاء المجتمع إلى أنه مرت حوالي ثلاثة أشهر دون أي تحديث مفصل أو ذي معنى من قيادة المشروع. هذا الصمت النسبي، في ظل المشكلات المتصاعدة، فاقم من إحباط المستخدمين.

مطالب المجتمع أصبحت واضحة وعالية الصوت. إنهم لا يريدون مجرد تأكيدات عامة أو وعود مبهمة؛ بل يطالبون بإجابات ملموسة ومحددة. تشمل مطالبهم الرئيسية ما يلي:

• تحديد تواريخ واضحة: يطلبون جداول زمنية محددة لموعد حل مشكلات المحافظ الفارغة وموعد إتمام عملية الترحيل (Mapping) لجميع المستخدمين المؤهلين.
• تفسيرات مفصلة: يريدون فهمًا فنيًا واضحًا لسبب ظهور المحافظ فارغة ولماذا ترتبط حسابات معينة بمحافظ متعددة.
• خطط عمل واضحة: يطالبون بمعرفة الإجراءات التي يتخذها الفريق لحل هذه المشكلات وكيفية منع تكرارها في المستقبل.
• الشفافية بشأن التحويلات الكبيرة: يطالبون بتفسير رسمي ومقنع للتحويلات الضخمة لعملات Pi التي قامت بها المؤسسة.
• تواصل مباشر: يقترح البعض ويطالب بعقد جلسات أسئلة وأجوبة مباشرة مع أعضاء الفريق الأساسي لمناقشة هذه القضايا بشكل مفتوح.

لقد أصبحت هذه المطالب عالية بما يكفي لدفع الموضوع ليصبح ضمن الموضوعات الأكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة بالعملات الرقمية. يشارك المستخدمون قصصهم الفردية عن مشكلاتهم، ويحاولون تنسيق جهودهم للضغط على الفريق لتقديم ردود. يعكس هذا النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي حجم المشكلة ومستوى القلق الذي تشعر به قاعدة المستخدمين الكبيرة.

يتزايد الشعور بأن المشروع قد وصل إلى نقطة حرجة حيث لم يعد بإمكانه تجاهل هذه المشكلات أو تأجيل معالجتها. بقاء الوضع على ما هو عليه دون تواصل فعال وجاد من الفريق يهدد بتآكل ما تبقى من ثقة وولاء لدى المستخدمين.

الفريق يصدر نصائح لسلامة المحافظ

في خطوة اعتبرها الكثيرون غير كافية وغير ذات صلة بالمشكلة الأساسية، نشرت قنوات الدعم الرسمية لشبكة Pi Network مؤخرًا قائمة بنصائح حول سلامة المحافظ الرقمية. تناولت هذه النصائح ممارسات جيدة تتعلق بإنشاء كلمات مرور قوية وكيفية التعرف على محاولات التصيد الاحتيالي (phishing) وتجنبها.

على الرغم من أن نصائح السلامة هذه قد تكون مفيدة بشكل عام، إلا أنها فشلت تمامًا في معالجة القضايا الملحة التي يواجهها المستخدمون حاليًا. لم تقدم أي تفسير لسبب ظهور رموزهم مخفية أو غير موجودة في محافظهم. كما أنها لم تتطرق إلى الظهور المفاجئ والمتعدد للمحافظ لكل مستخدم، وهي مشكلة تسببت في قدر كبير من الارتباك والقلق الأمني.

اعتبر العديد من المستخدمين أن هذا الرد من الفريق يمثل تجاهلًا للمشكلات الحقيقية التي يواجهونها. يبدو الأمر وكأن الفريق يتحدث عن موضوع مختلف تمامًا بينما يصرخ المستخدمون مطالبين بفهم لماذا اختفت عملاتهم أو لماذا يظهر لديهم عدة محافظ مرتبطة بحسابهم. هذا النوع من التواصل يخلق فجوة بين الفريق والمجتمع ويزيد من الشعور بالإحباط وعدم الاهتمام بمشاكل المستخدمين الفعلية.

في وقت تحتاج فيه المستخدمون إلى تطمينات وتفسيرات فنية لحل مشكلات محددة، كان الرد عبارة عن نصائح عامة يمكن العثور عليها في أي مكان يتعلق بالأمن الرقمي. هذا التباين بين حدة المشكلة التي يواجهها المستخدمون (عدم رؤية أصولهم المزعومة) وطبيعة الرد من الفريق (نصائح عامة) ساهم في تعزيز الشعور بأن الفريق لا يفهم أو لا يهتم بمخاوفهم الأساسية.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

بناءً على ردود أفعال المستخدمين الواسعة النطاق، من المرجح أن يواجه مشروع Pi Network ضغطًا متزايدًا في الأيام والأسابيع القادمة. المشكلات المستمرة وعدم وجود تفسيرات واضحة تدفع بعض أعضاء المجتمع إلى اتخاذ إجراءات قد تؤثر على نشاط الشبكة.

أعلن بعض المستخدمين أنهم سيتوقفون عن التعدين اليومي حتى يتمكنوا من رؤية أرصدتهم في محافظهم بشكل صحيح. هذه الخطوة، إذا انتشرت، يمكن أن تؤثر على معدل التعدين ونشاط الشبكة بشكل عام. يرى هؤلاء المستخدمون أنه لا يوجد جدوى من الاستمرار في بذل الجهد إذا كانت العملات التي يكسبونها غير قابلة للوصول أو الظهور.

يهدد آخرون بتحويل انتباههم وجهودهم إلى مشاريع عملات رقمية منافسة. هناك العديد من المشاريع الأخرى التي تقدم فرصًا في مجال العملات الرقمية، والعديد منها يتمتع بشفافية أكبر واستقرار فني أفضل. إذا فقد المستخدمون الثقة في Pi Network، فقد يختارون استثمار وقتهم وطاقتهم في أماكن أخرى يشعرون فيها بمزيد من الأمان واليقين بشأن مستقبل أصولهم.

حتى الآن، لم يؤكد فريق Pi Core Team أي شيء يتجاوز الملاحظة العامة حول نصائح السلامة. لا يزال من غير الواضح متى سيتمكن المستخدمون المتأثرون من رؤية رموز Pi الخاصة بهم في محافظهم. كما لم يتم تقديم أي تفاصيل أو شرح شامل بشأن التحويلات الضخمة التي قامت بها المؤسسة.

يعد الوضع الحالي بمثابة اختبار حقيقي لقدرة Pi Network على إدارة الأزمات وإعادة بناء الثقة مع قاعدتها الجماهيرية الضخمة. الطريقة التي سيتعامل بها الفريق مع هذه المشكلات في المستقبل القريب ستحدد إلى حد كبير مسار المشروع. هل سيقدمون تفسيرات واضحة وحلولاً فنية؟ هل سيتواصلون بشكل أكثر فعالية مع المجتمع؟ أم سيستمر الغموض والضغط؟

الوضع سيكون بلا شك تحت المراقبة اللصيقة من قبل مجتمع العملات الرقمية الأوسع، حيث يسعى Pi Network لإعادة بناء الثقة التي اهتزت بشدة بسبب هذه المشكلات الأخيرة.

“`