شهد سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة مؤخرًا، ومع استمرار انخفاض سعر البيتكوين، يراقب المستثمرون والمتداولون عن كثب علامات الارتداد المحتملة. تشير بيانات السلسلة (On-chain data) الحالية إلى أن هامش الخسارة الذي يتحمله متداولو البيتكوين لم يصل بعد إلى النقطة الحرجة التي أشارت إلى انتعاش السوق في العامين الماضيين. هذا التحليل، الذي قدمه المحلل “علي مارتينيز”، يسلط الضوء على مؤشرات رئيسية قد تحدد مسار البيتكوين المستقبلي.
متداولو البيتكوين تحت الماء بنسبة 5% حاليًا
في منشور حديث على منصة X (تويتر سابقًا)، أوضح المحلل “علي مارتينيز” كيف يميل البيتكوين إلى الارتداد عندما ينخفض “هامش الربح/الخسارة” (Profit/Loss Margin) لمتداوليه إلى أقل من -12%. يُعد “هامش الربح/الخسارة” مؤشرًا حيويًا يقيس صافي مقدار الربح أو الخسارة غير المحققة التي يحملها مستثمرو BTC في الوقت الحالي.
لفهم هذا المؤشر بشكل أفضل، يعمل هامش الربح/الخسارة عن طريق فحص تاريخ معاملات كل عملة على البلوكتشين (blockchain) لتحديد السعر الذي تم تحريكها به آخر مرة. إذا كان هذا السعر السابق لأي عملة أقل من سعرها الفوري الحالي، فتعتبر العملة تحقق ربحًا يساوي الفرق بين السعرين. وبالمثل، تندرج العملات من النوع المعاكس ضمن فئة الخسارة. يحسب هامش الربح/الخسارة صافي الربح أو الخسارة غير المحققة (كنسبة مئوية) التي يحملها المستثمرون ككل. في سياق هذا الموضوع، يركز الإصدار المعني من هذا المقياس بشكل خاص على الهامش “للمتداولين”؛ وهم المستثمرون الذين يحتفظون بعملاتهم منذ ما بين شهر واحد وثلاثة أشهر.
تحليل تاريخي: متى يرتد البيتكوين؟
كما يظهر في الرسوم البيانية التي شاركها مارتينيز، شهد هامش الربح/الخسارة لمتداولي البيتكوين انخفاضًا ملحوظًا إلى المنطقة السلبية مؤخرًا مع استمرار حركة البيتكوين الهبوطية. حاليًا، المتداولون الذين اشتروا BTC منذ 1 إلى 3 أشهر يجلسون “تحت الماء” بنسبة 5% تقريبًا.
أشار المحلل إلى أن البيتكوين مال إلى إيجاد نقاط ارتداد عندما تعرض هؤلاء المتداولون لضغوط كبيرة خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، فإن الحد الفاصل لهذه العتبة الحرجة للضغوط يقع عند -12%، وهو مستوى لا يزال هامش الربح/الخسارة للمتداولين لم يتجاوزه بعد.
يبقى أن نرى ما إذا كان البيتكوين سيتمكن من إيجاد قاع في المستقبل القريب، أم أن هذا لن يحدث إلا بعد أن يختبر المتداولون درجة مماثلة من الألم الذي شهدوه في المستويات المنخفضة السابقة. هذا الانتظار يثير الكثير من التساؤلات حول مرونة السوق وقدرته على التعافي من الضغوط الحالية.
مستويات البيتكوين الحرجة: 119,750 دولار ومخاطر الهبوط
في منشور آخر على منصة X، أكد مارتينيز أن مستوى 119,750 دولارًا قد يكون علامة فارقة حاسمة يجب على البيتكوين استعادتها. يمثل هذا المستوى نقطة مقاومة رئيسية ضمن “نطاقات تسعير انحراف MVRV القصوى” (MVRV Extreme Deviation Pricing Bands)، وهو نموذج تسعير للبيتكوين يعتمد على الانحرافات المعيارية لنسبة MVRV الشهيرة.
حذر المحلل قائلًا: “الفشل في استعادة هذا المستوى قد يؤدي إلى تحرك نحو 97,130 دولارًا أو حتى 74,500 دولارًا”. هذه المستويات السعرية تشكل نقاط دعم محتملة يمكن أن يختبرها البيتكوين إذا استمرت الضغوط الهبوطية وفشل في تجاوز المقاومة المذكورة. فهم هذه النقاط الحرجة أمر بالغ الأهمية للمتداولين والمستثمرين على حد سواء لتحديد استراتيجياتهم.
نظرة على سعر البيتكوين الحالي
كان الانتعاش الأخير للبيتكوين قصير الأجل جدًا، حيث عاد سعره بالفعل إلى مستوى 108,000 دولار. يشير هذا إلى أن السوق لا يفتقر إلى الزخم الصعودي القوي وأن المشترين يواجهون صعوبة في الحفاظ على المكاسب. استقرار السعر فوق مستويات دعم رئيسية واستعادة مستويات مقاومة حاسمة سيكون أمرًا ضروريًا لتغيير الاتجاه العام.
الخلاصة
تُظهر بيانات السلسلة أن متداولي البيتكوين يمرون بفترة صعبة، لكنهم لم يصلوا بعد إلى “نقطة الألم” التي غالبًا ما تسبق الارتدادات التاريخية. مع مستويات مقاومة حرجة تلوح في الأفق ومخاطر هبوط كبيرة، يظل سوق البيتكوين في مرحلة ترقب. يجب على المستثمرين البقاء على اطلاع بأحدث التحليلات والبيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة في هذا السوق المتقلب. هل سيتمكن البيتكوين من كسر هذه الدورة وإيجاد طريقه نحو الانتعاش، أم أن المزيد من التراجع ينتظره؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.
كلمات مفتاحية: بيتكوين، بيانات السلسلة، هامش الربح/الخسارة، علي مارتينيز، متداولي البيتكوين، سعر البيتكوين، ارتداد، مستويات الدعم والمقاومة، تحليل البيتكوين، استثمار العملات الرقمية، MVRV.
