ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

نسبة المعروض الرابح للبيتكوين فوق 85%: هل تقترب السوق من النشوة؟ | تحليل معمق




نسبة المعروض الرابح من البيتكوين تتجاوز 85% – هل بدأت مرحلة النشوة؟

نسبة المعروض الرابح من ال تتجاوز 85% – هل بدأت مرحلة النشوة؟

تواصل عملة البيتكوين رحلة تعافيها التدريجي، حيث يتم تداولها حاليًا فوق مستوى 94,000 في وقت كتابة هذا ال. يأتي هذا الاتجاه الصعودي بعد تصحيح حديث دفع الأسعار للانخفاض في وقت سابق من هذا الشهر. على الرغم من المكاسب الأخيرة، لا تزال البيتكوين أقل بنحو 12.7% من أعلى مستوى لها على الإطلاق والذي تم تسجيله في يناير الماضي. وبينما يراقب المستثمرون مستويات المقاومة السعرية حول العلامة النفسية البالغة 100,000 دولار، بدأت مقاييس “أون-تشين” (On-chain) أو مقاييس السلسلة في إظهار تغييرات كبيرة في سلوك السوق قد تؤثر على المعنويات على المدى القصير والمتوسط.

مؤشرات “أون-تشين” تثير الاهتمام في السوق

تعتبر بيانات ومقاييس “أون-تشين” نافذة فريدة على ما يحدث داخل شبكة البيتكوين، حيث تكشف عن سلوك المستثمرين الحقيقي وتدفقات الأموال، بعيدًا عن ضوضاء التداول اليومي. في الآونة الأخيرة، برز تطور رئيسي يتمثل في ارتفاع نسبة معروض البيتكوين الموجود حاليًا في حالة ربح. هذا يعني أن نسبة متزايدة من عملات البيتكوين المتداولة أصبحت قيمتها السوقية الحالية أعلى من سعر شرائها الأصلي.

مع اقتراب السوق من عتبات النشوة التاريخية، يقترح بعض المحللين أنه في حين أن هذا الاتجاه قد يدعم استمرار الحركة الصعودية، فإنه قد يؤدي أيضًا إلى زيادة التقلبات حيث يقوم المشاركون في السوق بتقييم الوقت المناسب لجني الأرباح وتأمين المكاسب. يتم تقييم التحول في مستويات الربحية جنبًا إلى جنب مع مؤشرات أخرى مثل الرافعة المالية وسلوك مؤشر القوة النسبية (RSI)، والتي تقدم إشارات متباينة حول صحة السوق وقوته الدافعة.

“المعروض الرابح” يقترب من مستويات النشوة

شارك المحلل “داركفوست” (Darkfost) من تحليل البيانات “كريبتوكوانت” (CryptoQuant) مؤخرًا رؤية حول ديناميكيات البيتكوين على السلسلة، مع التركيز بشكل خاص على سلوك مقياس “المعروض الرابح” (Supply in Profit).

وفقًا للمحلل، فإن مقياس المعروض الرابح، الذي يمثل النسبة المئوية لعملات البيتكوين المتداولة التي تزيد قيمتها الحالية عن سعر شرائها، قد ارتفع مرة أخرى فوق مستوى 85%. كان هذا المقياس قد انخفض إلى حوالي 75% خلال التصحيح الأخير، لكنه استعاد زخمه الآن تماشيًا مع الانتعاش الأخير في الأسعار. هذا الارتفاع يعكس تزايد الثقة أو على الأقل تحسن المراكز المالية لحاملي البيتكوين على نطاق واسع.

تاريخيًا، تزامنت مستويات المعروض الرابح التي تتجاوز 90% مع مراحل النشوة (Euphoria) في دورات السوق السابقة. غالبًا ما تتسم هذه المراحل بحماس شديد، وتغطية إعلامية مكثفة، وتدفق للمستثمرين الجدد الأقل خبرة. على الرغم من أن هذا المستوى لم يتم الوصول إليه بعد في الدورة الحالية، إلا أن المسار التصاعدي المستمر يشير إلى أننا قد نقترب منه. الوصول إلى هذه المنطقة يمكن أن يكون سيفًا ذا حدين.

وأشار “داركفوست” إلى أن مثل هذه المراحل غالبًا ما تؤدي إلى تسارع في ارتفاع الأسعار (Rallies)، ولكنها تميل أيضًا إلى أن تسبق عمليات تراجع (Pullbacks) على المدى القصير إلى المتوسط. فكلما زادت نسبة المعروض الرابح، زاد الحافز لدى المستثمرين لبيع جزء من ممتلكاتهم وتحقيق الأرباح، مما قد يخلق ضغطًا بيعيًا يؤدي إلى تصحيحات سعرية. وأكد المحلل على مدى تحول المعنويات من أدنى مستوياتها الأخيرة:

“من الجدير بالذكر أيضًا أنه خلال الدورات السابقة، كانت أدنى مستويات المعروض الرابح تتراوح بين 45-50%، وهو ما تزامن مع ظروف السوق الهابطة العميقة (Deep Bear Market). في هذا السياق، قد يكون رصد هذا المقياس مهمًا لتوقع الانعكاسات المحتملة في الاتجاه أو فترات التقلب المرتفع.”

لذلك، فإن تجاوز نسبة 85% يعتبر علامة إيجابية على المدى القصير تعكس قوة الاتجاه الصاعد الحالي، ولكنه في الوقت نفسه بمثابة ضوء أصفر تحذيري يشير إلى الاقتراب من منطقة قد تكون محفوفة بالمخاطر وتتطلب حذرًا أكبر.

مؤشرات الرافعة المالية وقوة الدفع النسبية (RSI) تشير إلى تراجع العدوانية في السوق

في منشور منفصل، تناول محلل آخر من “كريبتوكوانت”، يُعرف باسم “كريبتو ليون” (Crypto Lion)، سلوك نسبة الرافعة المالية (Leverage Ratio) بالاقتران مع بيانات مؤشر القوة النسبية (RSI).

أشار المحلل إلى مقياس مخصص طورته “كريبتوكوانت” يضرب مؤشر القوة النسبية (RSI) في نسبة الفائدة المفتوحة إلى الاحتياطي (Open Interest-to-Reserve Ratio). تم تصميم هذا النهج لتقييم حجم المراكز المبنية على المضاربة والمراهنات في السوق مقارنة بالاحتياطيات الفعلية.

لاحظ “كريبتو ليون” أن تقلبات مؤشر القوة النسبية (RSI Swings) أعلى حاليًا مما كانت عليه خلال فترة صيف عام 2021، وهي فترة شهدت تحركات سعرية جانبية قبل موجة صعود لاحقة. ومع ذلك، تشير ديناميكيات الرافعة المالية إلى أن السوق ليس محمومًا بنفس القدر حاليًا. بمعنى آخر، على الرغم من أن الزخم السعري (كما يقيسه RSI) قد يبدو قويًا، إلا أن مستوى الرهانات القائمة على الاقتراض (الرافعة المالية) ليس مرتفعًا بشكل مفرط كما كان في بعض الفترات السابقة التي أعقبتها انهيارات.

وفقًا للمنشور، يبدو أن السوق ينفصل ببطء عن الرافعة المالية العدوانية، مما قد يشير إلى تحول نحو حركة سعرية أكثر عضوية مدفوعة بالشراء الفوري (Spot-driven movement) بدلاً من المضاربات القائمة على المشتقات المالية. هذا التحول، إن تأكد، يمكن اعتباره تطورًا صحيًا للسوق، حيث إن الارتفاعات المدفوعة بالرافعة المالية المفرطة غالبًا ما تكون غير مستدامة وعرضة لتصفية المراكز المتتالية (Cascading Liquidations).

واختتم المحلل بالقول:

“أنا قلق بشأن ما سيحدث بعد القمة التالية، سواء كان المؤشر الأصلي (المخصص) في تراجع أم لا، وهو أمر ليس مفاجئًا.”

يشير هذا التعليق إلى وجود درجة من الحذر حتى مع الإشارات الإيجابية، خاصة فيما يتعلق باستدامة أي ارتفاعات قادمة وتأثير معنويات السوق والمضاربة على المدى الطويل.

نظرة شاملة و مستقبلية

تقدم لنا مقاييس “أون-تشين” صورة معقدة ومتباينة أحيانًا لوضع سوق البيتكوين الحالي. فمن ناحية، يشير ارتفاع نسبة المعروض الرابح فوق 85% إلى قوة الاتجاه الصاعد الحالي وإمكانية الاقتراب من مرحلة النشوة التي قد تدفع الأسعار للأعلى. ومن ناحية أخرى، تشير بيانات الرافعة المالية ومؤشر القوة النسبية إلى أن السوق أقل عدوانية في المضاربة مما كان عليه في فترات سابقة، وهو ما يمكن أن يكون إيجابيًا للاستدامة ولكنه قد يعني أيضًا أن الزخم قد لا يكون بنفس القوة الانفجارية التي شهدناها في دورات سابقة.

يبقى المستوى النفسي الهام عند 100,000 دولار هدفًا رئيسيًا يراقبه المستثمرون والمتداولون. اختراق هذا المستوى قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الاهتمام والتغطية الإعلامية، وربما يجذب موجة جديدة من المشترين. ومع ذلك، فإن الوصول إلى هذه المستويات بالتزامن مع تجاوز نسبة المعروض الرابح لعتبة 90% قد يزيد بشكل كبير من مخاطر حدوث تصحيح حاد.

لذلك، تبرز أهمية المراقبة الدقيقة والمستمرة لبيانات “أون-تشين” المتعددة، وليس الاعتماد على مؤشر واحد فقط. يجب على المستثمرين فهم الإشارات المتضاربة ومحاولة تفسيرها في سياق أوسع يشمل التحليل الفني والأساسي والعوامل الاقتصادية الكلية.

لماذا تعتبر مقاييس “أون-تشين” حاسمة؟

أصبحت مقاييس السلسلة جزءًا لا يتجزأ من تحليل المشفرة لعدة أسباب:

  • توفر رؤى مباشرة حول سلوك المستثمرين الفعلي وتدفقات العملات بين المحافظ المختلفة (من البورصات وإليها، بين الحيتان وصغار المستثمرين، إلخ).
  • تساعد في تحديد وقياس معنويات السوق بشكل كمي، مثل الخوف، الجشع، أو النشوة، من خلال مؤشرات مثل المعروض الرابح/الخاسر، عمر العملات، وغيرها.
  • يمكن أن تشير إلى نقاط تحول محتملة في السوق قبل أن تنعكس بالضرورة على السعر بشكل واضح، مثل تراكم العملات من قبل المستثمرين طويلي الأجل أو توزيعها.
  • تكمل التحليل الفني التقليدي (الذي يركز على السعر والحجم) والتحليل الأساسي (الذي يركز على قيمة المشروع وتطوره).

مخاطر الاعتماد المفرط على مؤشر واحد

على الرغم من أهمية مقاييس “أون-تشين”، من الضروري تجنب الاعتماد المفرط على مؤشر واحد. فكل مؤشر له حدوده وقد يعطي إشارات خاطئة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، قد يرتفع المعروض الرابح بشكل كبير، لكن إذا كان معظم هذا الربح في أيدي مستثمرين طويلي الأجل ليس لديهم نية للبيع قريبًا، فقد لا يؤدي ذلك بالضرورة إلى ضغط بيعي فوري.

النهج الأمثل هو النظر إلى مجموعة متنوعة من المؤشرات (مثل المعروض الرابح، تدفقات البورصات، نشاط الحيتان، الرافعة المالية، مؤشرات التقييم مثل MVRV) ودمجها مع التحليل الفني وأنماط السعر لفهم الصورة الكاملة للسوق.

الخلاصة: توازن بين التفاؤل والحذر

في الختام، يُظهر تعافي سعر البيتكوين الأخير، مصحوبًا بارتفاع نسبة المعروض الرابح، علامات إيجابية تشير إلى قوة السوق. ومع ذلك، فإن الاقتراب من مستويات النشوة التاريخية، جنبًا إلى جنب مع الإشارات الأكثر حذرًا من مؤشرات الرافعة المالية، يستدعي توازنًا دقيقًا بين التفاؤل والحذر.

سيظل سوق البيتكوين والعملات المشفرة بشكل عام متقلبًا وديناميكيًا. بالنسبة للمستثمرين والمتداولين، فإن البقاء على اطلاع دائم بأحدث بيانات “أون-تشين” وفهم السياق الأوسع للسوق سيكون أمرًا حاسمًا للتنقل في المراحل القادمة، سواء كانت ستشهد استمرارًا للاتجاه الصعودي أو تصحيحًا ضروريًا لإعادة ضبط السوق.

مواضيع مشابهة