ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

محاولة اختطاف مرتبطة بالكريبتو في باريس: عائلة تتصدى لعصابة ملثمة

“`html



عائلة باريسية تتصدى لعصابة ملثمة في محاولة اختطاف مرتبطة بالعملات المشفرة

عائلة باريسية تتصدى لعصابة ملثمة في محاولة اختطاف مرتبطة بالعملات المشفرة

شهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً حادثاً مقلقاً يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأفراد المرتبطون بقطاع العملات المشفرة. تمكنت عائلة في باريس من إحباط محاولة اختطاف عنيفة نفذتها عصابة ملثمة، حيث استهدفت ابنة أحد المسؤولين التنفيذيين في شركات العملات المشفرة وحفيدها الصغير. هذا الحادث الفاشل يأتي في أعقاب عمليتي اختطاف ناجحتين سابقتين في فرنسا، تم فيها إطلاق سراح الضحايا بعد بتر أصابعهم، مما يشير إلى تصاعد مستوى العنف في الجرائم التي تستهدف مجتمع الكريبتو.

تفاصيل محاولة الاختطاف الفاشلة في الدائرة الحادية عشرة

وقعت محاولة الاختطاف هذه، التي كشفت عنها تقارير إعلامية ونقلتها شبكة بي بي سي، حوالي الساعة 8:20 صباحاً في الدائرة الحادية عشرة المزدحمة بباريس. تم تسجيل الحادث بواسطة أحد المارة في لقطات فيديو أظهرت اللحظات المروعة للمحاولة. وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، كانت السيدة وزوجها يترجلان من سيارتهما بصحبة طفلهما الصغير عندما قفز ثلاثة رجال ملثمين من سيارة فان بيضاء وحاولوا سحبهما بعيداً بالقوة.

واجه الزوجان المهاجمين ببسالة، مما أدى إلى اشتباك عنيف. تعرض الزوج لعدة ضربات على رأسه أثناء محاولته حماية زوجته وطفله. في غضون ذلك، تمكنت الزوجة من الإمساك بسلاح كان مع أحد المهاجمين وألقته في الشارع. أكدت الشرطة لاحقاً أن السلاح الذي استولت عليه لم يكن سوى مسدس هوائي طبق الأصل (replica air gun).

رغم وقوع الحادث في شارع مزدحم وقرب مدرسة كان الأطفال يتجهون إليها في ذلك الوقت، تردد المارة في التدخل في البداية. ومع ذلك، مع تصاعد العنف وبدء عدد أكبر من الناس في إدراك خطورة الموقف، بدأ رد الفعل العام يتزايد. دفع هذا المهاجمين للتخلي عن محاولتهم الفاشلة والفرار مسرعين عائدين إلى سيارة الفان التي كان ينتظر فيها شخص رابع.

أثناء فرار الجناة بالسيارة، قام أحد الشهود بإلقاء طفاية حريق على المركبة في محاولة لعرقلتهم أو تمييز سيارتهم. بعد انتهاء الحادث المروع، تم نقل أفراد العائلة إلى المستشفى حيث تلقوا العلاج اللازم لإصابات طفيفة لحقت بهم جراء المقاومة.

أكدت مصادر الشرطة أن السيدة المستهدفة هي ابنة أحد رؤساء شركات العملات المشفرة البارزين. ذكرت وكالة فرانس برس أن الضحايا هم أقارب المؤسس المشارك ل تداول ال الفرنسية المعروفة باسم “بايوم” (Paymium). تولت وحدة الشرطة الفرنسية المتخصصة في قضايا السطو المسلح التحقيق في هذه المحاولة الإجرامية الخطيرة.

سلسلة من عمليات الاختطاف المرتبطة بالعملات المشفرة

لا يمثل هذا الحادث معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة من الأحداث المشابهة التي تستهدف الأفراد المرتبطين بقطاع العملات المشفرة في فرنسا. قبل أقل من أسبوع واحد من محاولة الاختطاف في الدائرة 11، وقع حادث مشابه في جزء آخر من باريس، حيث تم اختطاف والد أحد المليونيرات المرتبطين بالعملات المشفرة أثناء سيره مع كلبه. في هذه الحالة، احتُجز المخطوف مقابل فدية مالية كبيرة.

بعد ثلاثة أيام من الأسر، تم إطلاق سراح الضحية، لكن الصادم في الأمر أنه وجد وقد تم قطع أحد أصابعه. تم إلقاء القبض على عدة أشخاص فيما يتعلق بهذه القضية المروعة، مما يشير إلى وجود شبكات إجرامية منظمة وراء هذه العمليات. هذه الحادثة بالذات رفعت من مستوى القلق والخوف في مجتمع الكريبتو الفرنسي.

حادث آخر بارز وقع في يناير الماضي، عندما تم اختطاف ديفيد بالاند (David Balland)، المؤسس المشارك لشركة Ledger المتخصصة في المشفرة، وزوجته من منزلهما في وسط فرنسا. طالب الجناة بفدية ضخمة قدرها 10 ملايين يورو لإطلاق سراحهما. ورغم تمكن السلطات من إنقاذهما لاحقاً، إلا أن بالاند أيضاً وجد وقد فقد أحد أصابعه، على غرار ضحية الاختطاف الأخرى.

في الوقت نفسه تقريباً، انتشرت شائعات حول عملية اختطاف أخرى تتعلق بالمؤسس المشارك الآخر لشركة Ledger، إريك لارشيفيك (Eric Larchevêque). ومع ذلك، تم نفي هذه الادعاءات لاحقاً من قبل وسائل الإعلام الفرنسية، مما يشير إلى أن الشائعات يمكن أن تنتشر بسرعة في مثل هذه الظروف.

لم تؤكد السلطات بشكل قاطع ما إذا كانت جميع هذه الحوادث مرتبطة ببعضها البعض من حيث المنفذين، ولكن القاسم المشترك بين جميع الضحايا هو ارتباطهم بقطاع العملات المشفرة بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا النمط المتكرر يؤكد أن الأفراد الذين يُعتقد أنهم يمتلكون ثروات كبيرة في الكريبتو أصبحوا أهدافاً مغرية للعصابات الإجرامية التي تسعى لتحقيق مكاسب سريعة.

لماذا يصبح حاملو العملات المشفرة هدفاً مغرياً؟

تكمن الأسباب التي تجعل حاملي العملات المشفرة أهدافاً مرغوبة للمجرمين في عدة عوامل رئيسية. أولاً، القيمة العالية التي يمكن أن تمتلكها محافظ العملات المشفرة تجعلها بمثابة “ذهب رقمي” سهل الحمل (افتراضياً) ولكنه صعب الاسترداد للمجني عليه بمجرد فقدانه الوصول إليه. العصابات تفترض أن هؤلاء الأفراد يمتلكون ثروات سائلة أو يمكن تحويلها بسرعة إلى نقد أو عملات مشفرة أخرى.

ثانياً، الاعتقاد بأن معاملات العملات المشفرة يصعب تتبعها مقارنة بالتحويلات المصرفية التقليدية يجعلها وسيلة مفضلة لطلب الفدية. حتى لو كانت العملات المشفرة قابلة للتتبع على سلاسل الكتل (blockchains)، فإن عملية تحويلها إلى أموال يمكن استخدامها في العالم الحقيقي تتطلب جهداً وتخفيراً، مما قد يصعب على جهات إنفاذ القانون تتبع الأموال واستعادتها بسرعة.

ثالثاً، قد يساهم بعض الأفراد أنفسهم في جعل أنفسهم أهدافاً من خلال التباهي بثرواتهم أو اتهم في العملات المشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي أو في دوائرهم الاجتماعية. هذه المعلومات يمكن أن تصل إلى آذان غير مرغوب فيها وتستخدم لتحديد الأهداف المحتملة. كما أن الطبيعة العامة لبعض الأدوار في شركات الكريبتو أو مكانة بعض المستثمرين البارزين تجعلهم معروفين ويُفترض أنهم يمتلكون ثروات كبيرة.

رابعاً، يمكن أن تكون محافظ الأجهزة (hardware wallets) أو طرق الوصول الأخرى (مثل المفاتيح الخاصة) هي الهدف المباشر للعصابات. بمجرد الحصول على هذه الأدوات أو المعلومات، يمكن للمجرمين الوصول إلى الأصول الرقمية وسرقتها عن بعد، مما يجعل الضحية في وضع صعب للغاية.

الإجراءات الأمنية و السلامة لحاملي العملات المشفرة

مع تزايد هذه الحوادث، يصبح من الضروري أن يتخذ الأفراد المرتبطون بقطاع العملات المشفرة إجراءات أمنية إضافية لحماية أنفسهم وعائلاتهم. من أهم النصائح هي الحفاظ على السرية والتكتم بشأن حجم استثماراتهم أو طبيعة عملهم في هذا المجال. تجنب التباهي العلني بالثروة أو التحدث عن ممتلكات الكريبتو يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر التعرض للاستهداف.

يجب أيضاً الانتباه إلى الأمن المادي للمنزل ومحيطه. قد يشمل ذلك تركيب أنظمة مراقبة متقدمة، وتعزيز الأبواب والنوافذ، والتفكير في إجراءات أمنية شخصية مثل تغيير مسارات التنقل اليومية أو تجنب الروتين المتوقع. في بعض الحالات، قد يفكر الأفراد الذين يمتلكون ثروات كبيرة في الاستعانة بحراسة شخصية أو شركات أمن متخصصة.

على الصعيد الرقمي، من الضروري تأمين الوصول إلى المحافظ الرقمية بشكل صارم باستخدام كلمات مرور قوية، والمصادقة الثنائية، والتخزين البارد (cold storage) للأصول الكبيرة. كما يجب الحذر من عمليات الاحتيال عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية التي قد تحاول سرقة بيانات الوصول.

تتعاون جهات إنفاذ القانون في فرنسا ودول أخرى لمكافحة هذا النوع الجديد من الجرائم. ومع ذلك، فإن الطبيعة العالمية للعملات المشفرة والتحديات التقنية المرتبطة بتتبعها تجعل التحقيقات معقدة وتستغرق وقتاً. لذا، تظل الوقاية واتخاذ الاحتياطات الأمنية الشخصية هي خط الدفاع الأول للأفراد المعرضين للخطر.

التحقيقات الجارية وردود الفعل

تواصل الشرطة الفرنسية تحقيقاتها المكثفة في محاولة الاختطاف الأخيرة في باريس، وكذلك في الحوادث السابقة. يُفترض أن المحققين يقومون ب لقطات المراقبة المتاحة، وجمع شهادات الشهود، ومحاولة ربط هذه الجرائم المحتملة بشبكات إجرامية منظمة قد تكون متخصصة في استهداف مجتمع الكريبتو. تهدف التحقيقات إلى تحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة.

أثارت هذه الحوادث موجة من القلق داخل مجتمع العملات المشفرة، ليس فقط في فرنسا ولكن على مستوى عالمي. إنها تذكير مؤلم بأن الثروة الرقمية يمكن أن تجلب معها مخاطر جسدية حقيقية. يتداول المستخدمون والمستثمرون نصائح وإرشادات حول كيفية تعزيز الأمن الشخصي والرقمي في محاولة لحماية أنفسهم وعائلاتهم من أن يصبحوا الضحايا التاليين.

خلاصة

تؤكد محاولة الاختطاف الفاشلة في باريس والحوادث السابقة التي شهدتها فرنسا على التهديد المتزايد الذي يواجهه الأفراد البارزون في قطاع العملات المشفرة. هذه الجرائم العنيفة، التي وصلت إلى حد بتر الأصابع، تسلط الضوء على وحشية العصابات الإجرامية التي تستهدف هذه الشريحة. بينما تعمل السلطات على مكافحة هذه الظاهرة، يقع على عاتق الأفراد أيضاً مسؤولية كبيرة في اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، سواء على المستوى الرقمي أو المادي، لحماية أنفسهم من أن يكونوا الهدف التالي.

“`

مواضيع مشابهة