ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

انخفاض معروض BTC و ETH في البورصات لأدنى مستوى منذ سنوات: دلالاته وتأثيراته

“`html




انخفاض معروض BTC و ETH في البورصات إلى أدنى مستوياته منذ سنوات: ما الذي يعنيه ذلك؟

انخفاض معروض BTC و ETH في البورصات إلى أدنى مستوياته منذ سنوات: ما الذي يعنيه ذلك؟

في خضم استمرار زخم السوق الصاعد للعملات المشفرة، تتزايد معنويات المستثمرين الإيجابية وتنعكس بوضوح في سلوكهم تجاه أصولهم الرقمية. أحد المؤشرات الرئيسية على هذه المعنويات هو كمية العملات التي يتم الاحتفاظ بها على الفوري مقارنة بتلك التي يتم نقلها إلى التخزين البارد أو استخدامها في أغراض أخرى خارج البورصات. عندما ينخفض معروض عملة معينة في البورصات بشكل ملحوظ، فإن ذلك غالباً ما يُفسر على أنه علامة على أن عدد الأصول المتاحة للبيع الفوري يتناقص، مما يشير إلى تفضيل متزايد للاحتفاظ بالأصول على المدى الطويل.

كشفت بيانات وات حديثة صادرة عن تحليل السوق الشهيرة Santiment عن تطور بالغ الأهمية في أسواق العملات المشفرة الرئيسية. فقد أظهرت البيانات أن معروض كل من عملة البيتكوين (BTC) وعملة الإيثيريوم (ETH) المتاح على منصات التداول قد هبط ليسجل أدنى مستوياته منذ عدة سنوات. يعتبر هذا التطور، رغم أنه لا يقدم ضمانات مطلقة، بمثابة إشارة صعودية قوية ويحمل في طياته آثاراً واسعة النطاق على مسار السوق المستقبلي.

إن فهم ديناميكيات العرض والطلب أمر جوهري في تحليل أسواق الأصول، والعملات المشفرة ليست استثناءً. المعروض المتاح للبيع الفوري في البورصات يمثل سيولة العرض. عندما تجف هذه السيولة، فإن ذلك يجعل الأسعار أكثر حساسية لأي زيادة في الطلب. المستثمرون والمحللون يراقبون عن كثب هذه البيانات لأنها توفر نافذة على النوايا الجماعية لحاملي الأصول.

معروض BTC و ETH المتاح للتداول يجف

وفقاً للأرقام التي قدمتها Santiment، انخفض معروض البيتكوين (BTC) الموجود على منصات التداول المركزية ليصل إلى 7.1% فقط من إجمالي المعروض المتداول. هذا المستوى لم يُشهد منذ نوفمبر 2018، مما يعني أننا نتحدث عن أدنى مستوى للمعروض في البورصات منذ أكثر من خمس سنوات. يمثل هذا الانخفاض التدريجي على مدى السنوات الخمس الماضية تحولاً هائلاً، حيث أصبحت هناك الآن كمية أقل بحوالي 1.7 مليون عملة بيتكوين متاحة على منصات التداول مقارنة بما كانت عليه الحال قبل نصف عقد من الزمن. يشير هذا بوضوح إلى أن عدداً متزايداً من المستثمرين يفضلون سحب البيتكوين الخاص بهم من البورصات والاحتفاظ به في مكان آخر.

الأمر لا يقتصر على البيتكوين؛ فالإيثيريوم (ETH) تشهد اتجاهاً مشابهاً ومثيراً للإعجاب. لقد وصل معروض الإيثيريوم في البورصات إلى أقل من 4.9% من إجمالي معروضها للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات. هذا يضع معروض الإيثيريوم في البورصات عند أدنى مستوياته منذ عقد كامل. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية وحدها، سُحبت حوالي 15.3 مليون عملة إيثيريوم من منصات التداول. هذه الأرقام تسلط الضوء على تحول سلوكي جماعي بين حاملي الإيثيريوم أيضاً، حيث يختارون الاحتفاظ بها خارج البورصات بدلاً من إبقائها متاحة للبيع الفوري.

ماذا يعني عملياً تقلص معروض عملة مشفرة معينة في البورصات؟ إنه يعني في المقام الأول انخفاضاً في كمية الأصول المتاحة بسهولة للبيع الفوري. هذا يشير بقوة إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر ثقة في القيمة المستقبلية لهذه الأصول على المدى الطويل. بدلاً من الاحتفاظ بعملاتهم في محافظ البورصات المخصصة للتداول السريع، يقوم هؤلاء المستثمرون بنقل أصولهم إلى ما يسمى بـ “التخزين البارد” (Cold Storage). يشمل التخزين البارد محافظ الأجهزة (Hardware Wallets)، المحافظ الورقية، أو غيرها من الأساليب التي تفصل الأصول عن اتصال مباشر بالإنترنت ومنصات التداول. هذا النوع من التخزين مخصص عادةً للمستثمرين الذين ينوون الاحتفاظ بأصولهم لسنوات، متوقعين ارتفاعات سعرية كبيرة.

نتيجة لانخفاض المعروض المتاح للبيع الفوري، ينخفض ما يسمى بـ “ضغط البيع” (Selling Pressure)، خاصة على المدى القصير. هذا يعني أن هناك عدداً أقل من الحاملين المس أو المضطرين لبيع عملاتهم بسرعة عند أي تغير طفيف في الأسعار. هذا الوضع يمكن أن يجعل الأسعار أكثر عرضة للتحركات الحادة، خاصة إذا ما اقترن بارتفاع في الطلب. فإذا زاد الطلب على شراء عملة معينة وكان المعروض المتاح للبيع في البورصات محدوداً للغاية، فإن المشترين سيتنافسون على الكميات المتاحة، مما يدفع الأسعار نحو الارتفاع بسرعة وقوة.

بالإضافة إلى التخزين البارد، يمكن أن يُعزى جزء من سحب العملات من البورصات إلى استخدامها في أنشطة أخرى ضمن النظام البيئي للعملات المشفرة، مثل الستاكينغ (Staking) لكسب عوائد، أو المشاركة في بروتوكولات ال اللامركزي () للحصول على قروض، تقديم سيولة، أو غيرها من التطبيقات. كل هذه الأنشطة تتطلب عادةً إخراج العملات من البورصات المركزية، مما يقلل من المعروض المتاح للتداول الفوري. هذا الاستخدام المتزايد للعملات في أغراض أخرى غير التداول يشير أيضاً إلى نضج النظام البيئي وزيادة الفائدة من الاحتفاظ بالعملات بدلاً من بيعها.

هل يشهد السوق ارتفاعاً في الطلب؟

جانب العرض هو مجرد جزء واحد من الصورة. لفهم الديناميكيات الكاملة للسوق، يجب أن ننظر أيضاً إلى جانب الطلب. هناك عدة مؤشرات يمكن أن تساعدنا في تقييم ما إذا كان هناك طلب متزايد على البيتكوين والإيثيريوم.

أحد أبرز المؤشرات الحديثة هو أداء صناديق ال المتداولة الفورية (Spot ETFs) للبيتكوين في الولايات المتحدة. منذ إطلاقها، اجتذبت هذه الصناديق اهتماماً كبيراً من المستثمرين التقليديين والمؤسسات. سجل سوق صناديق البيتكوين المتداولة تدفقات إيجابية في ثمانية أيام من أصل آخر عشرة أيام تداول، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي. كانت التدفقات اليومية كبيرة جداً، حيث تجاوزت مئات الملايين من الات في عدة أيام. هذا يشير إلى أن رؤوس أموال جديدة وكبيرة تدخل سوق البيتكوين عبر هذه الأدوات الاستثمارية المنظمة.

لم يقتصر الأمر على البيتكوين؛ فقد شهدت صناديق الإيثيريوم المتداولة الفورية (Spot Ethereum ETFs)، على الرغم من أنها لا تزال في مراحلها المبكرة وفي أسواق أقل حجماً من السوق الأمريكي حالياً، تدفقات ملحوظة خلال نفس الفترة الزمنية. هذا يدل على أن الإيثيريوم أيضاً تجتذب اهتماماً متزايداً من فئات المستثمرين التقليديين الذين يفضلون الاستثمار عبر الصناديق المتداولة.

بالإضافة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، يؤكد تقرير CoinShares الأسبوعي لتدفقات الأصول الرقمية هذا الاتجاه العام. أشار التقرير إلى أن منتجات الاستثمار في الأصول الرقمية ككل جذبت تدفقات إيجابية للأسبوع الخامس على التوالي، مع تسجيل صناديق البيتكوين والإيثيريوم على وجه الخصوص لتدفقات كبيرة. هذا يؤكد أن المستثمرين الذين يستخدمون هذه الأدوات لا يزالون يضيفون العملات المشفرة إلى محافظهم الاستثمارية.

في حين أن الطلب من خلال هذه القنوات المؤسسية والتقليدية مستمر ويتزايد، فإن الأسعار الحالية للبيتكوين والإيثيريوم تعكس هذه الديناميكيات. وفقاً لبيانات من موقع CoinMarketCap في وقت كتابة هذا المقال، يتم تداول البيتكوين (BTC) عند حوالي 105,290 دولار أمريكي، في حين تحوم الإيثيريوم (ETH) حول مستوى 2,527 دولار أمريكي. هذه الأسعار، بالإضافة إلى الارتفاع الطفيف الذي شهداه في الـ 24 ساعة الماضية، تتفاعل مع التغيرات في المعروض والطلب وتعكس المعنويات الصعودية السائدة حالياً.

الآثار المترتبة وال المحتملة

إن اجتماع تقلص المعروض المتاح في البورصات مع استمرار أو تزايد الطلب يخلق وضعاً يمكن أن يكون محفزاً قوياً للارتفاعات السعرية. عندما يرغب عدد متزايد من المشترين في الحصول على أصل معين، ويكون عدد البائعين المستعدين للبيع بأسعار معينة محدوداً، فإن هذا يؤدي حتماً إلى ارتفاع الأسعار مع تنافس المشترين على العرض الشحيح.

بالنسبة للمستثمرين الحاليين الذين يحتفظون بالبيتكوين والإيثيريوم، فإن هذه البيانات تدعم استراتيجية الاحتفاظ على المدى الطويل (Hodling). رؤية سحب كميات كبيرة من العملات من البورصات إلى التخزين البارد تعني أن عدداً كبيراً من حاملي العملات الكبار والصغار يتوقعون ارتفاعات سعرية مستقبلية كبيرة وليسوا مستعدين للبيع بالأسعار الحالية. هذا يقلل من خطر عمليات البيع الواسعة غير المتوقعة ويوفر طبقة من الدعم للسعر.

أما بالنسبة للمستثمرين الجدد أو الذين يفكرون في الدخول إلى السوق، فإن هذا الوضع يقدم فرصة وتحدياً في آن واحد. الفرصة تكمن في إمكانية الدخول إلى السوق في مرحلة قد تكون سابقة لارتفاعات سعرية كبيرة مدفوعة بقوة ديناميكيات العرض والطلب المذكورة. التحدي يكمن في أن قلة المعروض المتاح يمكن أن تجعل الدخول بأسعار منخفضة أمراً صعباً، وأن الأسعار قد ترتفع بسرعة وبشكل متقلب.

من المهم أيضاً مراعاة أن هذه المؤشرات هي جزء من صورة أكبر. المشفرة يتأثر أيضاً بعوامل مثل التطورات التنظيمية، الأخبار الاقتصادية الكلية، التطورات التكنولوجية داخل شبكات البلوك تشين، ومعنويات السوق العالمية. ومع ذلك، فإن أساسيات العرض والطلب تظل من أهم العوامل التي تحدد مسار الأسعار على المدى المتوسط والطويل.

الخلاصة النهائية

إن انخفاض معروض البيتكوين والإيثيريوم في البورصات إلى أدنى مستوياته منذ سنوات يعتبر إشارة صعودية بارزة جداً. إنه يعكس ثقة متزايدة بين المستثمرين واتجاهاً قوياً نحو الاحتفاظ بهذه الأصول على المدى الطويل، بدلاً من إبقائها متاحة للبيع الفوري. عندما يقترن هذا الاتجاه في العرض مع مؤشرات الطلب القوية، مثل التدفقات المستمرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، فإن ذلك يرسم صورة لسوق قد يكون على وشك تجربة تحركات سعرية صعودية مدفوعة بندرة المعروض وزيادة الطلب.

يجب على المستثمرين أن يأخذوا هذه البيانات في الاعتبار كجزء من تحليلهم الشامل للسوق. في حين أن التقلبات لا تزال جزءاً من طبيعة سوق العملات المشفرة، فإن الأساسيات التي تظهرها بيانات المعروض والطلب الحالية تبدو قوية وداعمة للمسار الصعودي للبيتكوين والإيثيريوم. إنها تذكير بأن سلوك المستثمرين على نطاق واسع يمكن أن يكون مؤشراً قوياً على اتجاهات السوق المستقبلية.

باختصار، تشير مستويات المعروض المنخفضة في البورصات إلى أن العملات تنتقل من أيدي المتداولين قصيري الأجل إلى أيدي الحائزين على المدى الطويل. هذا التغيير الهيكلي في توزيع الأصول يقلل من سيولة البيع ويعزز من احتمالية ارتفاع الأسعار عندما يظهر الطلب الكافي. مع استمرار تدفق رؤوس الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة، يبدو أن الطلب يتزايد بالفعل، مما يجعل ديناميكية العرض والطلب الحالية صعودية بشكل ملحوظ لعملتي BTC و ETH.

“`

مواضيع مشابهة