“`html
BlackRock’s BUIDL يقترب من 3 مليار دولار أمريكي، مسجلاً زيادة 3 أضعاف في أقل من 90 يوماً
في خطوة تعكس الزخم المتزايد في سوق الأصول الواقعية (RWA) المرمزنة، يقترب صندوق السيولة الرقمية المؤسسية بالدولار الأمريكي (BUIDL) التابع لعملاق إدارة الأصول BlackRock من حاجز الـ 3 مليارات دولار أمريكي من حيث حجم الأصول المُدارة. يأتي هذا التطور اللافت بعد فترة نمو متسارع شهدها الصندوق، حيث سجل زيادة هائلة بلغت نحو ثلاثة أضعاف حجمه الأولي خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز التسعين يوماً. هذا النمو السريع يسلط الضوء على الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين المؤسسيين بالأدوات المالية المبتكرة التي تجمع بين استقرار الأصول التقليدية وكفاءة وشفافية تقنية البلوكتشين.
قفزة نوعية في حجم الأصول: BUIDL يهيمن على سوق سندات الخزانة المرمزنة
تشير البيانات الأخيرة الصادرة عن منصة rwa.xyz، وهي مصدر رائد للمعلومات حول الأصول الواقعية المرمزنة، إلى أن صندوق BUIDL قد شهد نمواً ملحوظاً بلغ حوالي 1 مليار دولار أمريكي في الفترة الممتدة من 26 مارس إلى 11 يونيو. هذه الزيادة وحدها تمثل ما يقرب من نصف إجمالي النمو الذي سجله سوق سندات الخزانة الأمريكية المرمزنة بالكامل خلال نفس الفترة، والذي بلغ حوالي 2 مليار دولار أمريكي.
نتيجة لهذا النمو المتواصل، بلغ حجم صندوق BUIDL 2.89 مليار دولار أمريكي اعتباراً من تاريخ 11 يونيو. هذا الرقم لا يجعله واحداً من أكبر الصناديق في هذا القطاع الناشئ فحسب، بل يؤكد مكانته كأكبر صندوق نقدي مرمزن في السوق على الإطلاق. يمثل BUIDL حصة سوقية مهيمنة تبلغ 40% من إجمالي حجم سوق الأصول النقدية المرمزنة، الذي يقدر بنحو 7.34 مليار دولار أمريكي. هذا التركيز الكبير لحجم الأصول في صندوق واحد يعكس الثقة التي يحظى بها اسم BlackRock والمنتج الذي تقدمه في هذا الفضاء الرقمي.
من المهم الإشارة إلى أن تاريخ 26 مارس يمثل نقطة تحول هامة في مسار نمو BUIDL. في هذا التاريخ، أعلنت منصة Ethena Labs، المطورة للعملة المستقرة USDtb، عن توقفها عن إضافة المزيد من حصص صندوق BUIDL إلى احتياطياتها. قبل هذا التاريخ، كانت Ethena Labs محركاً رئيسياً للنمو المبكر لـ BUIDL في عام 2024، حيث وجهت ما يقرب من 90% من احتياطياتها، التي بلغت قيمتها في ذروتها 1.3 مليار دولار أمريكي، نحو الصندوق. كان هذا الاستثمار الضخم من Ethena دافعاً قوياً لنمو BUIDL في المرحلة الأولى.
بالتالي، فإن النمو الكبير الذي حققه الصندوق بنسبة 35% (ما يعادل تقريباً 750 مليون دولار أمريكي بناءً على تقديرات حجمه بعد استبعاد حصة Ethena المضافة قبل 26 مارس) في أقل من ثلاثة أشهر، وبعد استبعاد التأثير المباشر والقوي لمساهمات Ethena الجديدة، يشير بوضوح لا لبس فيه إلى وجود طلب مستمر وقوي من قاعدة أوسع من المستثمرين. هؤلاء المستثمرون يسعون بجدية نحو الحصول على أدوات نقدية منظمة وعالية العائد تتوفر على سلاسل الكتل العامة. هذا الطلب المستقل يؤكد نضج السوق وقدرة منتجات الأصول الواقعية المرمزنة على جذب رؤوس أموال مؤسسية بناءً على مزاياها الجوهرية.
تسارع غير مسبوق: 3 أضعاف النمو في أقل من 90 يوماً
لم يقتصر نمو صندوق BUIDL على تحقيق أرقام قياسية في الأشهر القليلة الماضية، بل شهد الصندوق تسارعاً ملحوظاً للغاية منذ أن تجاوز حاجز المليار دولار أمريكي لأول مرة في 13 مارس. الجدير بالذكر أن الوصول إلى المليار دولار الأول استغرق وقتاً تجاوز العام منذ إطلاق الصندوق. ولكن، اللافت حقاً والمثير للإعجاب هو أن الأمر استغرق أقل من 90 يوماً فقط لمضاعفة هذا المبلغ الأولي ثلاث مرات، ليقترب حجم الصندوق من الـ 3 مليارات دولار أمريكي.
هذه السرعة الفائقة في النمو تعد مؤشراً قوياً على تصاعد الاهتمام والاعتماد على ترميز الأصول الواقعية (RWA)، وخاصة فئة سندات الخزانة الأمريكية. تُعتبر سندات الخزانة الأمريكية من بين أكثر الأصول التقليدية جاذبية للترميز نظراً لمخاطرها المنخفضة نسبياً وعوائدها التي تتأثر بأسعار الفائدة، مما يوفر للمستثمرين في الفضاء الرقمي وسيلة للوصول إلى أداة استثمارية مستقرة وموثوقة في بيئة اقتصادية متقلبة.
تعزز البيانات الإجمالية لسوق الأصول الواقعية المرمزنة هذا الاتجاه. فوفقاً لنظرة عامة قدمتها منصة rwa.xyz، فقد شهد سوق الأصول الواقعية المرمزنة العالمي نمواً إجمالياً يناهز 5 مليارات دولار أمريكي في الفترة بين 13 مارس و11 يونيو. وكما ذكرنا سابقاً، شكلت سندات الخزانة الأمريكية المرمزنة حصة الأسد من هذا النمو، ممثلة ما يقرب من نصف الزيادة الإجمالية في حجم السوق العالمي للأصول الواقعية المرمزنة. هذا يؤكد أن سندات الخزانة هي القوة الدافعة الرئيسية وراء التوسع الحالي في قطاع RWA المرمزنة.
يعكس تركيز BlackRock على هذا المجال رؤيتها الاستراتيجية للمستقبل المالي. كما أشار Nate Geraci، الرئيس التنفيذي لـ ETF Store، في 12 يونيو، فقد نشرت BlackRock مؤخراً تفاصيل حول جهودها المستمرة لبناء جسر قوي يربط بين أسواق رأس المال التقليدية و”النظام البيئي للأصول الرقمية المتطور”. ينصب التركيز الحالي لـ BlackRock بشكل خاص على الصناديق المرمزنة، مما يشير إلى أن BUIDL ليس مجرد مشروع تجريبي، بل هو حجر زاوية في استراتيجية BlackRock الأوسع لدمج الأصول التقليدية في البلوكتشين وتقديمها للمستثمرين في شكل رقمي مرن ومبتكر. هذا التوجه من قبل BlackRock، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، يبعث برسالة قوية إلى السوق ويشجع المزيد من المؤسسات على استكشاف هذا الفضاء.
الأرباح تتواصل في تحطيم الأرقام القياسية: توزيعات BUIDL الشهرية تسجل رقماً قياسياً للمرة الثالثة على التوالي
إلى جانب النمو المذهل في حجم الأصول، يستمر صندوق BUIDL في تحقيق أرقام قياسية جديدة في توزيعات الدخل على حاملي وحداته. هذه التوزيعات، التي تعكس العوائد المتولدة من سندات الخزانة الأمريكية التي يحتفظ بها الصندوق، تعد محركاً رئيسياً لجذب المستثمرين الذين يبحثون عن تدفقات نقدية منتظمة وموثوقة في البيئة الرقمية.
في شهر مارس، قام الصندوق بدفع توزيعات أرباح بلغت 4.17 مليون دولار أمريكي. هذا المبلغ رفع إجمالي المدفوعات التراكمية التي قام بها الصندوق منذ إطلاقه إلى أكثر من 25 مليون دولار أمريكي، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في ذلك الوقت.
شهد شهر أبريل ارتفاعاً كبيراً في توزيعات الأرباح، حيث بلغت حوالي 7.9 مليون دولار أمريكي. هذا الارتفاع يقرب من الضعف مقارنة بشهر مارس، مما دفع إجمالي المدفوعات مدى الحياة للصندوق إلى ما بعد حاجز الـ 33 مليون دولار أمريكي، وفقاً للمنشورات الرسمية الصادرة عن جهة إصدار الصندوق.
واصل الاتجاه التصاعدي في شهر مايو، حيث تجاوزت توزيعات الأرباح حاجز الـ 10 ملايين دولار أمريكي. هذا المستوى الجديد رفع إجمالي التوزيعات التي قام بها الصندوق منذ بدايته إلى أكثر من 43 مليون دولار أمريكي. اللافت للنظر هو أن توزيعات شهر مايو تمثل رقماً قياسياً شهرياً جديداً، وهو الثالث على التوالي الذي يحققه الصندوق. هذه السلسلة المتواصلة من تحطيم الأرقام القياسية في التوزيعات الشهرية تؤكد الأداء القوي للأصول الأساسية في الصندوق وقدرته على توليد دخل مستمر ومتزايد لحاملي الرموز.
إن قدرة BUIDL على تقديم هذه المستويات المتزايدة من الدخل، بالإضافة إلى الكفاءة المحتملة في توزيعها عبر البلوكتشين، تجعله خياراً مغرياً للغاية للمؤسسات التي تدير مبالغ كبيرة من السيولة النقدية وتبحث عن تحقيق عوائد أفضل مما قد تقدمه الحسابات المصرفية التقليدية أو أدوات سوق المال التقليدية الأخرى، مع الاستفادة من مرونة الأصول الرقمية.
العوامل الدافعة وراء صعود الأصول الواقعية وسندات الخزانة المرمزنة
النجاح المذهل لصندوق BUIDL ونمو سوق الأصول الواقعية المرمزنة ليس ظاهرة معزولة، بل هو انعكاس لتوجهات أعمق في الأسواق المالية والرغبة في الاستفادة من مزايا تقنية البلوكتشين. عدة عوامل تساهم في جعل الأصول الواقعية، وخاصة سندات الخزانة، مرشحاً مثالياً للترميز:
- تحسين الوصول والشمول المالي: يتيح الترميز تجزئة الأصول عالية القيمة إلى وحدات أصغر وأكثر بأسعار معقولة (رموز)، مما يسهل على المستثمرين الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى فئات أصول كانت تتطلب سابقاً رؤوس أموال ضخمة وعمليات معقدة للدخول إليها.
- زيادة السيولة وكفاءة التداول: يمكن تداول الأصول المرمزنة على منصات رقمية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يزيد من فرص السيولة ويقلل من فروقات الأسعار مقارنة بالأسواق التقليدية التي تلتزم بساعات عمل محددة.
- الشفافية والتدقيق: توفر سلاسل الكتل سجلاً عاماً (في حالة السلاسل العامة) وغير قابل للتغيير لجميع المعاملات والملكية، مما يعزز الشفافية ويقلل الحاجة إلى الوسطاء المتعددين وعمليات التدقيق المكلفة.
- تبسيط العمليات وخفض التكاليف: يمكن لترميز الأصول أتمتة وتبسيط العديد من العمليات الخلفية، مثل التسوية، تحويل الملكية، وتوزيعات الأرباح/الفوائد من خلال العقود الذكية، مما يقلل التكاليف والوقت اللازم لإتمام المعاملات.
- القدرة على التكامل: يمكن دمج الأصول الواقعية المرمزنة بسهولة أكبر في النظم المالية الرقمية، بما في ذلك تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi)، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستخدامات المبتكرة مثل الإقراض والاقتراض بضمان الأصول المرمزنة.
- الاستقرار والموثوقية (خاص بسندات الخزانة): تُعد سندات الخزانة الأمريكية من الأصول الأكثر أماناً في العالم، حيث تحمل تصنيفاً ائتمانياً عالياً وتوفر تدفقات دخل منتظمة نسبياً. ترميز هذه الأصول يوفر للمستثمرين في الفضاء الرقمي ملاذاً آمناً نسبياً مقارنة بالأصول الرقمية الأخرى ذات التقلبات العالية.
في بيئة اقتصادية تشهد تقلبات وتضخماً، يصبح البحث عن استثمارات مستقرة ذات عوائد معقولة أمراً ضرورياً. توفر سندات الخزانة المرمزنة هذا المزيج الجذاب، وتسمح للمستثمرين بالحصول على انكشاف على هذه الأصول بأكثر من طريقة مرنة وفعالة من خلال البلوكتشين.
التأثير الأوسع والآفاق المستقبلية
لا يقتصر تأثير النجاح الذي يحققه صندوق BUIDL على BlackRock وحدها أو على سوق سندات الخزانة المرمزنة فحسب، بل يمتد ليشمل سوق الأصول الواقعية المرمزنة بالكامل ويعزز مكانة البلوكتشين كبنية تحتية محتملة للمستقبل المالي. إن دخول لاعب بحجم BlackRock إلى هذا المجال بمثل هذه القوة والاستثمار ليس مجرد مشاركة، بل هو بمثابة مصادقة رئيسية على جدوى وقيمة ترميز الأصول التقليدية على نطاق واسع.
من المتوقع أن يشجع هذا النجاح شركات إدارة الأصول الأخرى والمؤسسات المالية التقليدية على استكشاف الفرص في هذا القطاع بشكل جدي أكبر، مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة والابتكار وظهور المزيد من المنتجات المرمزنة التي تغطي مجموعة أوسع من فئات الأصول، مثل الأسهم الخاصة، العقارات، وحتى السلع والمعادن الثمينة.
ومع تزايد حجم الأصول الواقعية المرمزنة وتنوعها، ستصبح الفجوة بين التمويل التقليدي والتمويل اللامركزي أضيق، مما يمهد الطريق لنظام بيئي مالي أكثر ترابطاً وكفاءة. ومع ذلك، لا يزال هناك عمل يجب القيام به، خاصة فيما يتعلق بتطوير إطار تنظيمي واضح وموحد على المستوى العالمي، وتحسين البنية التحتية التقنية لدعم عمليات الترميز والإدارة على نطاق واسع، بالإضافة إلى زيادة الوعي والتثقيف لدى المستثمرين حول هذه الفئة الجديدة من الأصول.
خلاصة واستنتاج
يُعد الأداء القوي وغير المسبوق لصندوق BUIDL التابع لـ BlackRock، بوصول حجمه إلى ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي وتحقيقه لنمو ثلاثة أضعاف حجمه الأولي في أقل من 90 يوماً، دليلاً دامغاً على النضج المتزايد والطلب الحقيقي على الأصول الواقعية المرمزنة، وخاصة تلك المدعومة بسندات الخزانة الأمريكية. هذا النمو المستمر، الذي لم يعتمد فقط على مساهمة لاعب كبير مثل Ethena، يؤكد وجود طلب عضوي وهيكلي من مستثمرين مؤسسيين يسعون للاستفادة من مزيج فريد يجمع بين استقرار الأصول التقليدية والكفاءة والشفافية والوصولية التي توفرها تقنية البلوكتشين.
توزيعات الأرباح القياسية الشهرية المتتالية تعزز من جاذبية BUIDL كأداة استثمارية توفر ليس فقط حفظ القيمة بل أيضاً تدفقات دخل منتظمة. إن الاستثمار الاستراتيجي الكبير لـ BlackRock في هذا المجال ليس مجرد إطلاق منتج جديد، بل هو تأكيد لرؤيتها المستقبلية لدمج الأسواق التقليدية مع النظام البيئي الرقمي المتطور.
في الختام، يقدم صندوق BUIDL قصة نجاح مبكرة ومهمة في مجال ترميز الأصول الواقعية، ويسلط الضوء على الإمكانيات الهائلة لهذه التقنية في إعادة تشكيل كيفية امتلاك الأصول التقليدية وإدارتها وتداولها في العصر الرقمي. يُشير هذا النجاح بوضوح إلى أن الأصول المرمزنة لم تعد مجرد مفهوم نظري، بل أصبحت جزءاً حقيقياً ومتنامياً من المشهد المالي العالمي.
“`