“`html
3 عوامل قد تؤثر على أسواق البيتكوين والعملات الرقمية في الأسبوع القادم
نستعد لأسبوع مزدحم لكن قصير في التقويم الاقتصادي للولايات المتحدة، بينما يبدو أن معنويات سوق العملات الرقمية تشهد تحسناً تدريجياً. بعد أسبوع شهد ارتفاعات ملحوظة في أسواق الأسهم الأمريكية، حيث اقتربت المؤشرات الرئيسية من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدفوعة بتخفيف التوترات في الشرق الأوسط وزيادة الآمال بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا العام، كانت أسواق العملات الرقمية أبطأ قليلاً في الاستجابة، حيث بقيت مستقرة إلى حد كبير خلال الأسبوع الماضي وعطلة نهاية الأسبوع.
ومع ذلك، برزت بعض البيانات الاقتصادية والتصريحات التي تستحق المتابعة. على سبيل المثال، أظهر مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE)، تسارعاً في زيادات الأسعار خلال شهر مايو، مما أثار بعض المخاوف بشأن استمرار التضخم. وفي الأسبوع الماضي، صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه يتوقع رؤية تسارع في التضخم هذا الصيف، لكنه كرر نهجه “انتظر وترقب” فيما يتعلق بالسياسة النقدية، مؤكداً على أن القرارات ستظل معتمدة على البيانات الواردة.
من جانب آخر، أدلى الرئيس السابق دونالد ترامب بتعليقات يوم الأحد حول الموعد النهائي في 9 يوليو لتعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، قائلاً: “لا أعتقد أنني بحاجة لتمديدها، لكنني قد أفعل”. هذه التصريحات قد تحمل بعض التداعيات على التجارة الدولية ومعنويات السوق بشكل عام، على الرغم من أن تأثيرها المباشر على أسواق العملات الرقمية قد يكون محدوداً مقارنة بالعوامل الاقتصادية الكلية.
في هذا المقال، سنتعمق في ثلاثة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر على أسواق البيتكوين والعملات الرقمية خلال الأسبوع القادم، مع التركيز على الأحداث الاقتصادية الهامة القادمة والتطورات في سوق العملات الرقمية نفسها.
الأحداث الاقتصادية الرئيسية: 30 يونيو إلى 4 يوليو
يشهد الأسبوع القادم إصدار مجموعة من التقارير الاقتصادية الهامة من الولايات المتحدة، والتي يمكن أن توفر نظرة ثاقبة على صحة الاقتصاد الأمريكي وتؤثر على توقعات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي. هذه التوقعات بدورها يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على أصول المخاطرة مثل العملات الرقمية.
- مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (ISM Manufacturing PMI) لشهر يونيو: يصدر هذا التقرير يوم الثلاثاء. يعتبر هذا المؤشر مقياساً أساسياً لظروف العمل في قطاع التصنيع، وهو مؤشر رائد مهم للحالة الاقتصادية العامة. قراءة أعلى من 50 تشير إلى التوسع في القطاع، بينما تشير قراءة أقل من 50 إلى الانكماش. يمكن أن تؤثر قراءة قوية على توقعات النمو الاقتصادي وربما تقلل من الحاجة الملحة لخفض أسعار الفائدة، مما قد يكون سلبياً قليلاً للعملات الرقمية. على العكس، قراءة ضعيفة قد تزيد من احتمالية خفض الفائدة، وهو ما يمكن أن يدعم أسعار الأصول الخطرة.
- بيانات فرص العمل (JOLTS Job Openings): أيضاً يوم الثلاثاء، سيتم إصدار بيانات فرص العمل. يعكس هذا التقرير عدد الوظائف الشاغرة في الاقتصاد الأمريكي. عدد كبير من فرص العمل يمكن أن يشير إلى سوق عمل قوي وطلب قوي على العمالة، مما يدعم النمو الاقتصادي ولكن يمكن أيضاً أن يساهم في ضغوط الأجور والتضخم. بيانات سوق العمل القوية قد تزيد من التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيؤجل خفض الفائدة، في حين أن ضعف البيانات يمكن أن يسرع هذه التوقعات.
- تقارير سوق العمل الأخرى (الأربعاء والخميس): سيشهد يومي الأربعاء والخميس إصدار المزيد من التقارير الهامة حول سوق العمل، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية (Nonfarm Payrolls) وأرقام البطالة. يمثل تقرير الوظائف غير الزراعية عدد الوظائف الجديدة التي تم إنشاؤها في الشهر السابق باستثناء القطاع الزراعي والموظفين الحكوميين وبعض المنظمات غير الربحية. تعتبر هذه الأرقام مؤشراً رئيسياً للصحة الاقتصادية العامة. يرتبط التغير في عدد الوظائف ارتباطاً وثيقاً بالإنفاق الاستهلاكي والنمو الاقتصادي بشكل عام.
- أرقام البطالة: يعكس معدل البطالة النسبة المئوية للأشخاص الذين يبحثون بنشاط عن عمل ولكنهم لا يجدونه. سوق عمل قوي مع معدل بطالة منخفض تاريخياً كان أحد الأسباب التي جعلت بنك الاحتياطي الفيدرالي حذراً في خفض أسعار الفائدة بسرعة. أرقام البطالة المفاجئة، سواء كانت أعلى أو أقل من التوقعات، يمكن أن تسبب تحركات كبيرة في الأسواق المالية، بما في ذلك العملات الرقمية، حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على توقعات السياسة النقدية.
- مؤشر مديري المشتريات للخدمات (ISM Services PMI) لشهر يونيو: من المقرر إصدار هذا التقرير يوم الخميس. على غرار مؤشر التصنيع، يعكس هذا التقرير ظروف العمل في قطاع الخدمات، الذي يشكل جزءاً أكبر بكثير من الاقتصاد الأمريكي. يعتبر هذا المؤشر أيضاً مؤشراً اقتصادياً رائداً مهماً. صحة قطاع الخدمات حاسمة للنمو الاقتصادي العام ويمكن أن تؤثر بشكل مماثل على توقعات الفائدة ومعنويات السوق.
- عطلة يوم الاستقلال (الجمعة): ستغلق الأسواق التقليدية يوم الجمعة احتفالاً بعيد الاستقلال في الولايات المتحدة (4 يوليو). يعني هذا أن يوم التداول سيكون أقصر بالنسبة للأسواق التقليدية، وقد يؤدي إلى انخفاض في السيولة وربما زيادة في التقلبات في الأيام التي تسبق العطلة. دخولنا النصف الثاني من العام غالباً ما يجلب معه ديناميكيات جديدة وتعديلات في استراتيجيات الاستثمار.
إن أي مفاجآت في هذه البيانات الاقتصادية، سواء كانت إيجابية أو سلبية مقارنة بالتوقعات، يمكن أن تؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق المالية التقليدية، والتي غالباً ما تنتقل إلى أسواق العملات الرقمية. يراقب مستثمرو العملات الرقمية عن كثب هذه المؤشرات للحصول على أدلة حول المسار المحتمل لأسعار الفائدة وتأثير ذلك على معنويات المخاطرة.
توقعات سوق العملات الرقمية
حافظت أسواق الأصول الرقمية على استقرار نسبي خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها شهدت مكاسب طفيفة خلال تداولات صباح يوم الاثنين المبكرة في آسيا، لتصل القيمة السوقية الإجمالية إلى 3.46 تريليون دولار. هذا الارتفاع الطفيف يعكس تحسناً حذراً في المعنويات مع بداية الأسبوع.
وصل سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، مسجلاً 108,750 دولاراً في التداولات المبكرة يوم الاثنين. ومع ذلك، واجهت العملة مقاومة عند هذا المستوى مرة أخرى وتراجعت إلى حوالي 108,500 دولار وقت كتابة هذا التقرير. لقد واجه الأصل صعوبة في تجاوز هذا المستوى خمس مرات على الأقل خلال الأسبوع الماضي، حيث تم رفضه في كل مرة. يمثل مستوى 108,750 دولاراً منطقة مقاومة فنية هامة؛ كسر هذا المستوى بثبات يمكن أن يفتح الباب لمزيد من الارتفاعات، في حين أن الفشل المستمر في تجاوزه قد يؤدي إلى تراجع الأسعار.
أداء الإيثيريوم كان أفضل قليلاً، حيث وصل إلى مستوى الدعم الذي تحول إلى مقاومة عند 2,500 دولار صباح يوم الاثنين، بعد مكاسب بلغت 2.8%. يمثل مستوى 2,500 دولار نقطة فنية مهمة للإيثيريوم؛ اختراقه وتثبيت السعر فوقه يمكن أن يشير إلى استمرار الزخم الصعودي، بينما قد يشير الفشل في تجاوزه إلى ضغوط بيع. على الرغم من أن المكاسب قد تبدو متواضعة، إلا أنها تعكس محاولة السوق للتعافي بعد فترة من الاستقرار.
معظم العملات البديلة (altcoins) كانت في المنطقة الخضراء مع مكاسب طفيفة، مما يشير إلى تفاؤل محدود يمتد إلى ما وراء العملات الرقمية الكبرى. ومع ذلك، كانت عملة Hyperliquid (HYPE) هي الرائدة، حيث أضافت 7.5% خلال اليوم لتتجاوز 40 دولاراً. غالباً ما تشير المكاسب القوية في عملات بديلة معينة إلى شهية متزايدة للمخاطرة في قطاعات محددة من السوق، أو أنها قد تكون مدفوعة بأخبار أو تطورات خاصة بالعملة نفسها.
يتأثر سوق العملات الرقمية بمزيج من العوامل الاقتصادية الكلية المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى الديناميكيات الداخلية للسوق مثل تدفقات الأموال، ومعنويات المستثمرين، والتطورات التنظيمية، والابتكارات التكنولوجية داخل مساحة العملات الرقمية. في الأسبوع القادم، ستكون قدرة البيتكوين والإيثيريوم على كسر مستويات المقاومة الرئيسية التي تواجههما حالياً محل متابعة دقيقة، بالتزامن مع رد فعل السوق على تقارير البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة.
في الختام، يقدم الأسبوع القادم مزيجاً من التحديات والفرص لأسواق العملات الرقمية. البيانات الاقتصادية القوية من الولايات المتحدة يمكن أن تخفف من آمال خفض الفائدة، مما قد يضع ضغطاً على الأصول الخطرة. على النقيض من ذلك، البيانات الضعيفة قد تعزز هذه الآمال وتوفر دعماً. في الوقت نفسه، ستكون حركة الأسعار داخل سوق العملات الرقمية نفسها، وخاصة عند مستويات المقاومة الرئيسية للبيتكوين والإيثيريوم، حاسمة في تحديد الاتجاه القصير الأجل. يجب على المستثمرين البقاء على اطلاع ومراقبة كل من التقويم الاقتصادي والمخططات الفنية لأسعار العملات الرقمية الرئيسية.
مع دخولنا النصف الثاني من عام 2024، تظل الصورة الكلية للأسواق المالية تتطور باستمرار. يتفاعل سوق العملات الرقمية بشكل متزايد مع الأسواق التقليدية، مما يجعل فهم العوامل الاقتصادية الكلية أمراً ضرورياً للمستثمرين. التوترات الجيوسياسية، وتوقعات التضخم، وسياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي، كلها عوامل تلعب دوراً في تشكيل معنويات السوق. في الأسبوع القادم على وجه التحديد، ستكون تقارير سوق العمل ومؤشرات مديري المشتريات هي النقاط البارزة التي يمكن أن تحرك السوق بشكل كبير. كيف ستستجيب أسعار البيتكوين والعملات البديلة لهذه الأحداث؟ هذا ما سنكتشفه مع تقدم الأسبوع.
“`