ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

الإيثيريوم أم البيتكوين: أيهما أفضل لخزائن الشركات؟ ميزة العائد الأصلي

“`html




هل تمتلك الإيثيريوم ميزة على البيتكوين كأصول خزائن الشركات؟

هل تمتلك الإيثيريوم ميزة على ال كأصول خزائن الشركات؟

لا شك أن عام 2025 كان عامًا محوريًا بالنسبة لاعتماد البيتكوين من قبل الشركات كأصل في خزائنها. لقد رأينا شركات كبرى، يقودها مثال مايكروستراتيجي (MicroStrategy) بقيادة مايكل سايلور، تخصص جزءًا كبيرًا من ميزانيتها العمومية لشراء وتكديس البيتكوين. هذه الحركة لم تؤثر فقط على أسعار السوق، بل ألهمت أيضًا العديد من الشركات الأخرى للنظر في الأصول الرقمية كشكل من أشكال الاحتياطي النقدي، وفي بعض الحالات، كوسيلة لتحقيق عوائد إضافية.

لسنوات، كان البيتكوين هو العملة الرقمية المهيمنة في هذا المجال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وضعه كـ “ذهب رقمي” وقيمته كمخزن للقيمة. لكن مع تطور سوق الأصول الرقمية وظهور حالات استخدام جديدة، بدأت الأنظار تتجه نحو أصول أخرى تتمتع بخصائص مختلفة. الإيثيريوم، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، يبرز كمرشح قوي قد يقدم مزايا فريدة لخزائن الشركات، لا سيما فيما يتعلق بتوليد العائد.

في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر مؤشرات قوية على أن الشركات قد تبدأ في اتباع مسار مختلف قليلاً، أو على الأقل توسيع محافظها الرقمية لتشمل الإيثيريوم. هذا التوجه الجديد يثير تساؤلات هامة: هل يمكن للإيثيريوم أن ينافس البيتكوين في هذا المجال؟ وما هي الميزات التي يقدمها الإيثيريوم والتي قد تجعله خيارًا جذابًا، أو حتى متفوقًا، لبعض الشركات؟

عصر مايكروستراتيجي للإيثيريوم يبدأ؟

أشار المطور السابق في قطاع العملات الرقمية، إريك كونر (Eric Conner)، في منشور على X (تويتر سابقًا) يوم الثلاثاء، إلى أن الإيثيريوم “يشهد عصر مايكروستراتيجي الخاص به”. هذا التشبيه لا يخلو من الدلالة، فهو يقارن الموجة الحالية من اهتمام الشركات بالإيثيريوم بالدور الرائد الذي لعبته مايكروستراتيجي في قيادة اعتماد البيتكوين كأصل خزينة. كانت مايكروستراتيجي هي الشركة التي كسرت الحاجز، وأثبتت للمؤسسات الكبرى أن تخصيص رأس المال للبيتكوين ليس مجرد “مقامرة”، بل يمكن أن يكون استراتيجية مالية سليمة لتعزيز قيمة المساهمين على المدى الطويل.

وفقًا لكونر، فإننا نشهد الآن “تجربتين حيتين” لشركات بدأت بالفعل في بناء خزائنها من الإيثيريوم. هاتان الشركتان، وهما بيت ماين (BitMine) بقيادة توم لي (Tom Lee) وشاربلينك (SharpLink) بقيادة جو لوبين (Joe Lubin)، قد تكونان الرائدتين للموجة التالية من الشركات التي تسعى ليس فقط لتكديس الأصول الرقمية، بل أيضًا لتوليد عوائد إضافية منها. هذا الجانب الأخير هو الذي يميز استراتيجية الإيثيريوم المحتملة عن استراتيجية البيتكوين التقليدية.

إذا كانت مايكروستراتيجي قد أظهرت للعالم كيف يمكن للشركات استخدام البيتكوين كمخزن للقيمة وكوسيلة للتحوط ضد التضخم أو تآكل قيمة النقد التقليدي، فإن هذه الشركات الجديدة قد تُظهر كيف يمكن للشركات استخدام الإيثيريوم كأصل مولد للدخل، بالإضافة إلى قيمته كمخزن للقيمة. هذا النموذج المزدوج قد يكون جذابًا بشكل خاص في بيئة اقتصادية تتطلب من الشركات البحث عن طرق مبتكرة لزيادة عوائدها وتحسين أدائها المالي.

بيت ماين: تكديس الإيثيريوم لتوليد العائد

إحدى أبرز “التجارب الحية” التي أشار إليها إريك كونر هي شركة بيت ماين (BitMine). هذه الشركة، التي تتمتع بخلفية في مجال ال، أعلنت هذا الأسبوع عن إضافة توم لي، الشريك الإداري ورئيس الأبحاث في Fundstrat Global Advisors، إلى منصب رئيس مجلس الإدارة. هذه الخطوة وحدها منحت الشركة مصداقية كبيرة في الأوساط المالية التقليدية والمؤسسية، نظرًا لسمعة توم لي كواحد من أبرز المحللين الاستراتيجيين في وول ستريت وموقفه الإيجابي تجاه الأصول الرقمية.

الأكثر أهمية هو أن بيت ماين كشفت عن خطط لإجراء طرح خاص بقيمة 250 مليون بهدف رئيسي هو تكديس الإيثيريوم كجزء من استراتيجية خزينتها. هذا المبلغ الكبير المخصص مباشرة لشراء الإيثيريوم يشكل إشارة قوية جدًا للسوق حول نية الشركة واعتقادها في قيمة الإيثيريوم المستقبلية. لم تكن ردة فعل السوق عادية؛ فقد ارتفع سهم الشركة بأكثر من 400% نتيجة لهذا الإعلان، مما يعكس الحماس الكبير من قبل المستثمرين تجاه هذا التوجه الجديد نحو الإيثيريوم.

لكن استراتيجية بيت ماين لا تقتصر على مجرد شراء الإيثيريوم وتكديسه. الشركة تعتزم استخدام الإيثيريوم الذي تمتلكه للمشاركة في عمليات التدقيق (Staking) على شبكة الإيثيريوم. التدقيق هو عملية تجميد كمية معينة من الإيثيريوم للمساعدة في تأمين الشبكة ومعالجة المعاملات، وفي المقابل، يحصل المدققون على مكافآت على شكل إيثيريوم إضافي. هذه الآلية تمكن الشركة من توليد دخل سلبي من أصولها الرقمية.

لتوضيح مدى نجاح استراتيجيتها للمساهمين، ستستخدم بيت ماين نموذجًا جديدًا لقياس الأداء يعرف بـ “الإيثيريوم لكل سهم” (ETH per share). هذا النموذج سيُظهر كمية الإيثيريوم التي يمثلها كل سهم من أسهم الشركة. هذه المقاربة مشابهة جدًا لكيفية استخدام شركات خزائن البيتكوين، مثل مايكروستراتيجي، لمقاييس مثل “عائد البيتكوين” (BTC Yield) أو “البيتكوين لكل سهم” (BTC per share) لتوضيح قيمة أصولها الرقمية للمساهمين والمستثمرين.

رؤية توم لي: ومستقبل ال

يعتقد توم لي بقوة أن الإيثيريوم سيستفيد بشكل كبير مع انتقال التمويل التقليدي (TradFi) بشكل متزايد إلى البلوك تشين والأنظمة الة (onchain). يشير لي إلى أن انتشار العملات المستقرة (Stablecoins)، وهي عملات رقمية مرتبطة بقيمة أصل مستقر مثل الدولار الأمريكي، سيزيد من الطلب على الإيثيريوم. ويرى أن العملات المستقرة أثبتت أنها بمثابة “ChatGPT العملات المشفرة”، بمعنى أنها أدت إلى تبني سريع وشامل من قبل المستهلكين والتجار ومقدمي الخدمات المالية.

يشرح لي هذه العلاقة بقوله: “نحن (في بيت ماين) نوع من البنية التحتية لما ستبدو عليه البنوك في المستقبل لأنها [البنوك] ستقوم بتدقيق (Staking) الإيثيريوم في ميزانياتها العمومية من العملات المشفرة لتمويل وتشغيل عملاتها المستقرة”. هذه الرؤية تضع الإيثيريوم في قلب مستقبل التمويل اللامركزي والعملات المستقرة، مما يجعله أصلًا استراتيجيًا للبنوك والمؤسسات المالية التي تسعى للانخراط في هذا الفضاء.

إن ربط استراتيجية خزينة الإيثيريوم بنمو العملات المستقرة والتحول نحو التمويل على السلسلة (onchain finance) يقدم حجة قوية لقيمة الإيثيريوم التي تتجاوز مجرد كونه مخزنًا للقيمة. فدور الإيثيريوم كبنية تحتية أساسية لهذه التطورات يجعله أصلًا ضروريًا للشركات التي ترغب في المشاركة في اقتصاد رقمي متزايد الاعتماد على البلوك تشين.

علاوة على ذلك، فإن خلفية بيت ماين في مجال تمنحها ميزة إضافية. كما أشار كونر، فإن هذه الخلفية “تسمح لها بتشغيل مدققين (Validators) والاستفادة من مسارات التمويل اللامركزي ()، مما يحول عملية كانت تتطلب رأس مال كثيفًا إلى محرك تدفق نقدي مؤمن بواسطة الإيثيريوم”. هذا يعني أن الشركة يمكنها الاستفادة من خبرتها التشغيلية لتوليد الدخل من أصول الإيثيريوم بطرق قد لا تكون متاحة بسهولة للشركات الأخرى.

شاربلينك: رهان كبير على تكديس الإيثيريوم

التجربة الحية الأخرى التي يسلط عليها كونر الضوء هي شركة شاربلينك (SharpLink)، وهي شركة يرأسها جو لوبين (Joe Lubin)، أحد مؤسسي الإيثيريوم ومؤسس شركة ConsenSys الرائدة في مجال تطوير البلوك تشين. يصف كونر خطوة شاربلينك بأنها “مقامرة أكبر”، ربما بسبب تركيز الشركة الأساسي على الألعاب مقارنة بخلفية بيت ماين المرتبطة أكثر بالأصول الرقمية.

جمعت شاربلينك مبلغًا كبيرًا جدًا بلغ 425 مليون دولار أمريكي، والغرض المعلن لهذه الأموال هو تكديس (Stacking) وتدقيق (Staking) الإيثيريوم. هذا الاستثمار الضخم من قبل شركة في قطاع الألعاب، ويقودها شخصية بارزة في مجال البلوك تشين مثل جو لوبين، يشير إلى ثقة كبيرة في إمكانات الإيثيريوم كأصل خزينة ومولد للعائد، حتى بالنسبة للشركات التي ليس لديها تركيز مباشر على البنية التحتية المالية.

حجم التمويل الذي جمعته شاربلينك لهذا الغرض يتجاوز بكثير المبلغ الذي خصصته بيت ماين، مما يدل على حجم الطموح والرؤية وراء هذه الاستراتيجية. مثل بيت ماين، من المرجح أن تسعى شاربلينك أيضًا لاستخدام آليات التدقيق على شبكة الإيثيريوم لتوليد دخل إضافي من أصولها الرقمية، مما يوفر نموذجًا آخر لكيفية دمج توليد العائد مع استراتيجيات خزائن الشركات.

الميزة المزدوجة: أصل احتياطي وعائد أصلي

خلص إريك كونر إلى أن هذه ليست سوى البداية لمرحلة شركات خزائن الإيثيريوم. يرى أن المزيد من الشركات ستتبع هذا المسار بمجرد أن تدرك الإمكانات التي يقدمها الإيثيريوم. السر يكمن في ما وصفه بـ “مزيج الإيثيريوم من أصل احتياطي وعائد أصلي”.

البيتكوين، كـ “ذهب رقمي”، يمثل أصلًا احتياطيًا رئيسيًا بفضل ندرته اللامركزية وسجله الطويل كمخزن للقيمة. ومع ذلك، فإن البيتكوين في شكله الخام (غير المعدل) لا يولد عائدًا أصيلًا. لتحقيق عائد من البيتكوين، عادة ما تحتاج الشركات إلى الانخراط في أنشطة مالية خارجية مثل الإقراض أو استخدام مشتقات معقدة، والتي قد تحمل مخاطر إضافية وتعقيدات تنظيمية.

على النقيض من ذلك، يسمح الإيثيريوم بتوليد “عائد أصلي” (Native Yield) مباشرة من خلال المشاركة في تأمين الشبكة عبر آلية التدقيق (Proof-of-Stake). هذا العائد هو جزء لا يتجزأ من بروتوكول الإيثيريوم نفسه، ولا يتطلب أطرافًا خارجية معقدة أو مخاطر ائتمانية إضافية بنفس الدرجة التي قد تتطلبها استراتيجيات العائد الأخرى في التمويل اللامركزي.

هذا المزيج الفريد – القدرة على العمل كأصل احتياطي قوي بسبب أهميته المتزايدة في الاقتصاد الرقمي، بالإضافة إلى القدرة على توليد عائد بشكل مباشر وآمن نسبيًا من خلال التدقيق – هو ما يجعل الإيثيريوم خيارًا جذابًا للشركات التي تتطلع إلى تحسين استراتيجيات إدارة خزائنها. إنه يوفر إمكانية تحقيق التقدير في القيمة بالإضافة إلى تدفق دخل منتظم من الأصل نفسه.

يتوقع كونر أن “لوحة نتائج الإيثيريوم لكل سهم” ستصبح مزدحمة بسرعة. هذا يعني أنه يتوقع رؤية المزيد والمزيد من الشركات تعلن عن تكديس الإيثيريوم واعتماد نموذج “الإيثيريوم لكل سهم” كجزء من تقاريرها المالية وعلاقاتها مع المستثمرين، على غرار ما فعلته شركات البيتكوين الرائدة.

أسعار الإيثيريوم تتعرض لبعض الضغط

على الرغم من الأساسيات القوية والتأثير الواضح الذي ستحدثه هذه الاستراتيجيات الجديدة على العرض والطلب على الإيثيريوم على المدى الطويل، لا تزال أسعار الإيثيريوم الفورية تظهر بعض الضعف في الوقت الحالي. فقد فقد الإيثيريوم حوالي 2.3% من قيمته خلال اليوم، وتراجع إلى ما دون مستوى 2,400 دولار أمريكي خلال جلسة التداول الآسيوية صباح يوم الأربعاء. ومع ذلك، وجد السعر دعمًا عند هذا المستوى، وكانت الخسائر محدودة.

لم يحقق الأصل تحركات سعرية كبيرة منذ أن تجاوز مستوى 2,200 دولار أمريكي في أوائل مايو، مما دفع بعض المستثمرين لوصفه بأنه أشبه بـ “عملة مستقرة” نظرًا لاستقراره النسبي مقارنة بالتقلبات التي شهدتها أصول أخرى في نفس الفترة. حتى مع الأساسيات الصعودية القوية والاهتمام المؤسسي المتزايد بالأصل، يبدو أن العديد من حاملي الإيثيريوم لا يزالون يبيعون عند هذه المستويات السعرية، مما يضع ضغطًا هبوطيًا على السعر.

هذا التباين بين النشاط المؤسسي المتزايد والسلوك السعري الحالي ليس بالضرورة أمرًا مفاجئًا في أسواق العملات الرقمية. غالبًا ما تستغرق التحولات الاستراتيجية الكبرى، مثل اعتماد الأصول الرقمية كأصول خزائن الشركات، وقتًا لتنعكس بشكل كامل في أسعار السوق. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك عوامل اقتصادية كلية أو ديناميكيات سوقية أخرى تؤثر على الأسعار على المدى القصير، بغض النظر عن الأساسيات طويلة الأجل.

خلاصة: مستقبل واعد لخزائن الإيثيريوم

بينما كان البيتكوين بلا شك هو الرائد في مجال خزائن الشركات الرقمية، فإن ظهور شركات مثل بيت ماين وشاربلينك التي تخصص مبالغ كبيرة لتكديس وتدقيق الإيثيريوم يشير إلى تحول محتمل في المشهد. إن القدرة الفريدة للإيثيريوم على توليد عائد أصلي من خلال التدقيق، بالإضافة إلى دوره المتزايد كبنية تحتية للتمويل اللامركزي والعملات المستقرة، يجعله خيارًا جذابًا بشكل متزايد للشركات التي تسعى ليس فقط للحفاظ على القيمة، بل أيضًا لتوليد دخل من أصولها الرقمية.

التشبيه بـ “عصر مايكروستراتيجي للإيثيريوم” الذي قدمه إريك كونر هو تشبيه قوي. فكما ألهمت مايكروستراتيجي الشركات الأخرى لتبني البيتكوين، قد تلهم الشركات الرائدة في خزائن الإيثيريوم موجة جديدة من الاعتماد المؤسسي على ثاني أكبر عملة رقمية. النموذج “الإيثيريوم لكل سهم” يوفر للمستثمرين مقياسًا واضحًا ومألوفًا لتقييم قيمة حيازات الشركة من الإيثيريوم، مما يزيد من الشفافية ويشجع على المزيد من التبني.

على الرغم من التقلبات السعرية قصيرة المدى، فإن الأساسيات طويلة الأجل التي تدعم الإيثيريوم كأصل خزينة تبدو قوية. مع استمرار نمو التمويل اللامركزي، والعملات المستقرة، والتطبيقات الأخرى التي تعمل على شبكة الإيثيريوم، فإن الطلب على الأصل من المرجح أن يزداد. هذا، بالإضافة إلى العائد الذي يمكن توليده من خلال التدقيق، يضع الإيثيريوم في موقع فريد للاستفادة من اهتمام الشركات المتزايد بالأصول الرقمية.

يبقى أن نرى مدى سرعة وشمولية هذه الموجة الجديدة من اعتماد الإيثيريوم من قبل الشركات. لكن المؤشرات الأولية، وخاصة الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها شركات مثل بيت ماين وشاربلينك، تشير إلى أن الإيثيريوم قد يكون بالفعل في طريقه ليصبح مكونًا رئيسيًا في خزائن الشركات في المستقبل القريب، مكملاً، أو حتى متفوقًا على، دور البيتكوين في بعض الجوانب.

الإيثيريوم أم البيتكوين: أيهما أفضل لخزائن الشركات؟ ميزة العائد الأصلي




“`

مواضيع مشابهة