ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

إسكوم الجنوب أفريقية تدرس تعدين البيتكوين لمواجهة فائض الطاقة والديون

“`html




إسكوم الجنوب أفريقية تدرس تعدين البيتكوين لمواجهة فائض الطاقة والديون المتصاعدة

إسكوم الجنوب أفريقية تدرس ال لمواجهة فائض الطاقة والديون المتصاعدة

تدرس شركة إسكوم، مرفق الطاقة الحكومي في جنوب أفريقيا، خيارات استراتيجية غير تقليدية لمواجهة تحدياتها المالية المتفاقمة وانخفاض الطلب على الكهرباء. من بين هذه الخيارات، يبرز الاهتمام المتزايد بإمكانية دعم عمليات تعدين البيتكوين ومراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي كوسيلة للاستفادة من الطاقة الفائضة وتوليد إيرادات جديدة.

تعاني إسكوم من عبء ديون ضخم يبلغ 403 مليارات راند (حوالي 22.7 مليار أمريكي)، ويتزايد الضغط عليها لإيجاد حلول مستدامة وسط تراجع مبيعات الكهرباء. هذا الانخفاض في الطلب يعود جزئياً إلى تبني مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع وزيادة التوليد الخاص للكهرباء من قبل الأفراد والشركات. في ظل هذا الواقع الجديد، ترى إسكوم في الصناعات الرقمية، لا سيما تلك التي تتطلب استهلاكاً عالياً للطاقة مثل تعدين العملات المشفرة، فرصة محتملة لتحويل الطاقة غير المستغلة إلى قيمة اقتصادية، مما قد يساهم في تخفيف حدة الأزمة المالية وخلق فرص عمل.

يعكس هذا التوجه تحولاً في الفلسفة التشغيلية للمرفق، من التركيز على تلبية الطلب التقليدي إلى البحث عن أسواق جديدة للطاقة المنتجة، وخاصة مع تزايد السعة الفائضة التي تنشأ عن المصادر المتجددة المتقطعة أو انخفاض الاستهلاك الصناعي.

إسكوم تبحث عن نمو جديد من طلب البيتكوين والذكاء الاصطناعي

أكد الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم، دان ماروكاني، هذا التحول الاستراتيجي خلال حديثه في مؤتمر BizNews. أشار ماروكاني إلى الاحتياجات المتزايدة للطاقة في الدول التي احتضنت تعدين البيتكوين وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن إسكوم تقيّم كيفية استخدام سعتها الأساسية لدعم هذه القطاعات المتعطشة للطاقة.

أوضح ماروكاني أن الشركة يجب أن تستعد لانخفاض الطلب الوطني في السنوات القادمة مع تزايد اعتماد الأسر والصناعات على توليد الكهرباء الخاص بها. وحذر من أن الطلب انخفض بالفعل بنسبة 4٪ العام الماضي، ومن المتوقع أن يستمر في التراجع لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات أخرى. شدد على الحاجة الملحة لتكييف نموذج عمل إسكوم لمنع المزيد من الضغط المالي والبحث عن سبل جديدة لتحقيق الاستدامة.

رغم الحديث عن الفائض المحتمل على المدى الطويل، لا يزال الوضع على المدى القصير متوتراً بالنسبة لإسكوم. لا تزال الشركة تعاني من مشكلات في استقرار الشبكة وانقطاعات التيار الكهربائي المجدولة (Load Shedding). ففي الفترة ما بين 13 و19 يونيو، بلغ متوسط الانقطاعات غير المخطط لها 15,076 ميجاوات، وهو ما يتجاوز العتبة التي تستدعي تطبيق المرحلة الثانية من قطع الأحمال. ولتجنب هذه الانقطاعات، اعتمدت إسكوم بشكل كبير على توربينات الغاز ذات الدورة المفتوحة التي تعمل بالديزل.

أقرت الشركة بأن استخدام الديزل تضاعف على أساس سنوي، مما أدى إلى تكاليف وقود بلغت 4.51 مليار راند. ومع ذلك، ذكرت إسكوم أن استخدام الديزل سيتناقص مع عودة المزيد من وحدات التوليد إلى الخدمة بعد صيانتها أو إصلاحها. هذا الاعتماد على الديزل مكلف للغاية ويسهم في تفاقم الأزمة المالية للشركة.

طلب الطاقة لتعدين البيتكوين: مخرج استراتيجي محتمل

يمكن أن توفر عمليات تعدين البيتكوين مصدراً ثابتاً ومستقراً للطلب على الكهرباء غير المستخدمة لدى إسكوم. إن طبيعة تعدين البيتكوين التي تتطلب استهلاكاً مستمراً وعالياً للطاقة يمكن أن تكون بمثابة “مستهلك” كبير ومرغوب فيه للسعة الفائضة، خاصة تلك التي قد تكون متاحة خارج أوقات الذروة أو من مصادر متجددة لا يمكن تخزين طاقتها بسهولة.

تدرس إسكوم كيف يمكن لتطبيقات ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، على غرار ما يحدث في مناطق مثل تكساس التي جذبت عدداً كبيراً من عمال تعدين العملات المشفرة الباحثين عن طاقة رخيصة وفائضة، أن تجلب إيرادات دون المساس باستقرار الشبكة اللازم لتلبية احتياجات المستهلكين التقليديين والمصانع الحيوية.

يعتبر نموذج إثبات العمل الذي يعتمد عليه البيتكوين كثيف الاستهلاك للطاقة، مما يجعل عمليات التعدين شديدة الحساسية لأسعار الكهرباء. إن وجود فائض محتمل في الطاقة في جنوب أفريقيا، وبالتالي إمكانية تقديم أسعار تنافسية، يمكن أن يجذب عمال تعدين البيتكوين الذين يبحثون عن عمليات فعالة من حيث التكلفة لزيادة هوامش ربحهم.

علق المحلل في العملات المشفرة CryptosRus على استراتيجية إسكوم هذه على X، مسلطاً الضوء على كيف يمكن للطاقة غير المستخدمة أن تولد الآن فرص عمل وتوفر إعفاءً مالياً للشركة. هذا الرأي يشير إلى أن المشكلة (فائض الطاقة غير المستخدم) يمكن تحويلها إلى حل (توليد الإيرادات وخلق فرص العمل من خلال دعم الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة).

الديون البلدية تزيد الأزمة تعقيداً

بالإضافة إلى انخفاض المبيعات وتكاليف التشغيل المرتفعة (مثل الديزل)، تواجه إسكوم تحدياً كبيراً آخر يتمثل في الديون غير المسددة من قبل البلديات. كشف المنظم الوطني للطاقة (Nersa) أن البلديات تدين لإسكوم بمبلغ ضخم يبلغ 90 مليار راند، واصفاً الوضع بأنه يتدهور بشكل متسارع.

حذر وزير الطاقة، كغوسينتشو راموكغوبا، من أن هذه الديون يمكن أن ترتفع لتصل إلى 3.1 تريليون راند بحلول عام 2050 إذا لم يتم التعامل معها بجدية وفعالية. هذه الديون البلدية الكبيرة تزيد من الأزمة النقدية التي تواجهها إسكوم وتضع ضغطاً إضافياً على الشركة لتنفيذ إصلاحات شاملة وسريعة.

في خضم هذه التحديات المتعددة – من عبء الديون الفيدرالية والبلدية، إلى انخفاض الطلب الوطني، وتكاليف الديزل المرتفعة، وعدم استقرار الشبكة – ترى إسكوم في التقنيات الجديدة مثل البيتكوين والذكاء الاصطناعي شرياناً للحياة. تعمل الشركة على تحقيق التوازن بين صراعاتها الحالية في توفير الطاقة وبين وضع الأسس لتعافي مدعوم رقمياً.

إن استكشاف هذه السبل الجديدة ليس مجرد حل مالي، بل يعكس أيضاً رؤية لتحديث نموذج عمل مرفق الطاقة ليواكب المتغيرات العالمية في قطاع الطاقة والتكنولوجيا. إذا تمكنت إسكوم من استغلال طاقتها الفائضة بفعالية لدعم صناعات مثل تعدين البيتكوين ومراكز البيانات، فقد تتمكن من تحويل نقاط الضعف الحالية إلى نقاط قوة في المستقبل، مما يساهم في استقرارها المالي وقدرتها على خدمة جنوب أفريقيا بشكل أفضل.

بالطبع، يتطلب دمج عمليات تعدين العملات المشفرة ومراكز البيانات في نموذج عمل إسكوم دراسة متأنية للجوانب التنظيمية والبيئية والتشغيلية. يجب ضمان أن هذا الدعم لا يؤثر سلباً على قدرة الشبكة على تلبية الطلب الأساسي وأن يتم بطريقة مستدامة ومربحة للشركة.

في الختام، تمثل خطوة إسكوم نحو استكشاف دعم تعدين البيتكوين والذكاء الاصطناعي مؤشراً قوياً على سعيها للتكيف مع مشهد الطاقة المتغير ومواجهة تحدياتها المالية الكبيرة. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه الاستراتيجية وما إذا كانت ستنجح في تحقيق الأهداف المرجوة لتوفير الإيرادات، خلق فرص العمل، وتحويل الطاقة الفائضة إلى محرك للنمو الاقتصادي.

“`

مواضيع مشابهة