ektsadna.com
بيتكوين

متداولو البيتكوين يراهنون ضد الارتفاع: هل سترتد عليهم النتائج؟




متداولو البيتكوين يراهنون ضد الارتفاع: هل سترتد عليهم النتائج؟

متداولو ال يراهنون ضد الارتفاع: هل سترتد عليهم النتائج؟

لا يزال سعر البيتكوين (BTC) يتحرك ضمن نطاق تداول محدد جيدًا، بقليل من أدنى مستوياته التاريخية السابقة. شهد الأصل الرقمي الرائد علامات على الضغط الصعودي في الأيام الأخيرة، لكنه لم يتمكن بعد من تجاوز ذروته السابقة واستعادة زخم الاختراق. لقد وصل سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له في سبعة أيام عند 110,307 ، وهو مستوى يظهر اهتمامًا مستمرًا بالشراء، ولكنه سرعان ما شهد تراجعًا طفيفًا. حاليًا، تتداول البيتكوين حول مستوى 108,311 دولار، مسجلةً انخفاضًا بنسبة 0.3% تقريبًا خلال الـ 24 ساعة الماضية في وقت كتابة هذا ال. هذا التذبذب ضمن نطاق ضيق يشير إلى فترة من التماسك، حيث يتصارع المشترون والبائعون لتحديد الاتجاه المستقبلي.

على الرغم من أن النظرة العامة للسوق قد تميل نحو التفاؤل الحذر، خاصة مع اقتراب السعر من مستويات قياسية سابقة، فإن نظرة فاحصة على المؤشرات الفنية والبيانات على السلسلة تكشف عن صورة أكثر تعقيدًا. هناك انقسام واضح في المشاعر بين مختلف فئات المتداولين. يبدو أن بعض المشاركين في السوق يتوقعون استمرار الزخم الصعودي، بينما يراهن آخرون بشكل متزايد على أن الارتفاع الحالي قد بلغ ذروته أو على وشك الانعكاس. هذه الديناميكية المتناقضة تخلق بيئة سوقية مثيرة للاهتمام ومتقلبة، حيث يمكن أن تؤدي تحركات الأسعار الكبيرة في أي من الاتجاهين إلى تصفية مراكز التداول ذات الرافعة المالية، مما يزيد من حدة التقلبات.

ازدياد مراكز البيع على المكشوف للبيتكوين على رغم ارتفاع السعر

على الرغم من القوة التي أظهرها سعر البيتكوين في الأيام الماضية، تقترح بعض الإشارات من سوق العقود الآجلة وجود احتكاك متزايد بين الحركة السعرية الصعودية ومواقف البيع على المكشوف (البيعية) التي يتخذها المتداولون. في حديث أجراه بوريسفيست (BorisVest)، أحد المساهمين في CryptoQuant المتخصصة في بيانات العملات المشفرة، لوحظ أن ارتفاع سعر البيتكوين يقابله انخفاض غير متوقع في معدلات ال (Funding Rates) على منصة بينانس (Binance)، التي تعتبر أكبر بورصة للعملات المشفرة من حيث حجم التداول.

تُعد معدلات التمويل آلية أساسية في أسواق العقود الآجلة الدائمة لضمان توافق سعر العقد مع السعر الفوري للأصل الأساسي. عندما تكون معدلات التمويل إيجابية، فهذا يعني أن المتداولين الذين يمتلكون مراكز شراء (Long) يدفعون رسومًا للمتداولين الذين يمتلكون مراكز بيع (Short)، مما يشير إلى مشاعر صعودية سائدة في السوق. على العكس من ذلك، عندما تكون معدلات التمويل سلبية أو تتجه نحو الانخفاض بشكل ملحوظ، فهذا يعني أن المتداولين الذين يمتلكون مراكز بيع هم من يدفعون، مما يشير إلى زيادة في مراكز البيع على المكشوف و بيعية.

لاحظ بوريسفيست أن مع تماسك سعر البيتكوين ضمن النطاق السعري بين 100,000 دولار و 110,000 دولار، بدأت معدلات التمويل على بينانس في الانخفاض تدريجيًا. هذا الانخفاض يشير بوضوح إلى أن عددًا كبيرًا من المتداولين، لا سيما أولئك الذين يستخدمون الرافعة المالية، يتخذون مراكز بيع على المكشوف. بعبارة أخرى، هم يراهنون على أن ارتفاع سعر البيتكوين الأخير لن يستمر وسيعقبه تصحيح أو انخفاض في السعر.

يشير المحلل إلى أن هذا السلوك يعكس شكوكًا حول استدامة المكاسب السعرية الأخيرة، خاصة بين المتداولين الأفراد والمتداولين الذين يعتمدون على الرافعة المالية لتحقيق أرباح سريعة. قد يرون في المستويات السعرية الحالية قمة مؤقتة أو فرصة للبيع قبل تراجع محتمل.

وأوضح بوريسفيست: “انخفاض معدلات التمويل يظهر أن المستخدمين على بينانس يتجهون بشكل متزايد نحو البيع على المكشوف للبيتكوين”. وأضاف شارحًا للعواقب المحتملة لهذه الديناميكية: “هذه الديناميكية غالبًا ما تخلق عمليات خروج قسرية من السوق حيث تتعرض مراكز البيع لضغط كبير، مما يؤدي إلى عمليات تصفية (Liquidations) أو زيادات قسرية في الهامش المطلوب. هذه الأحداث يمكن أن تزيد من دفع حركة السعر الصعودية حيث يتم إغلاق المراكز تلقائيًا لتغطية الخسائر.”

نظرًا لهيمنة بينانس الكبيرة على حجم تداول العملات المشفرة عالميًا، أكد بوريسفيست أن اتجاه معدلات التمويل على منصتها يعتبر مؤشرًا قويًا للمشاعر السائدة في السوق بشكل عام. إذا استمرت مراكز البيع على المكشوف في التزايد، فإن السوق قد يشهد ما يُعرف بـ “انضغاط البيع على المكشوف” (Short Squeeze). يحدث هذا عندما يبدأ السعر في الارتفاع على عكس توقعات المتداولين البيعيين، مما يجبرهم على شراء البيتكوين لإغلاق مراكزهم وتقليل خسائرهم. هذا الشراء القسري يضيف مزيدًا من الضغط الشرائي على السعر، مما يمكن أن يؤدي إلى تسارع زخم البيتكوين نحو مستويات قياسية جديدة أو حتى تجاوزها.

مؤشر على السلسلة يحذر مع ارتفاع تقاطع NVT الذهبي

بينما تستحوذ ديناميكيات سوق العقود الآجلة على الاهتمام، تُظهر بيانات السلسلة (On-chain Data)، التي توفر رؤى حول نشاط الشبكة والمعاملات الحقيقية، أيضًا علامات تستحق المراقبة عن كثب. سلط بوراق كيسمجي (Burak Kesmeci)، محلل آخر في CryptoQuant، الضوء على تحرك مؤشر NVT Golden Cross للبيتكوين. يُعد هذا المؤشر أداة تستخدم لتقييم القيمة السوقية للأصل مقارنة بحجم المعاملات التي تتم على شبكته. يعتقد أن القيمة السوقية يجب أن تكون مدعومة بنشاط حقيقي على السلسلة (المعاملات). تقاطع NVT الذهبي هو إشارة مشتقة من هذا المفهوم.

تاريخيًا، أشار هذا المؤشر إلى قمم سعرية محلية أو متوسطة المدى عندما ارتفع فوق عتبات محددة. في تحليله، أشار كيسمجي إلى أن مؤشر NVT Golden Cross نجح في تحديد ثلاث قمم سابقة قصيرة المدى في عام 2025. كل واحدة من هذه القمم أعقبتها تصحيحات سعرية تراوحت شدتها بين 9% و أكثر من 20%، مما يبرز فعالية المؤشر كأداة تحذير مبكرة.

حاليًا، يبلغ مستوى المؤشر 1.98. هذا المستوى لا يزال أقل من العتبة الحاسمة عند 2.2، والتي غالبًا ما أشارت إلى ظروف سوقية محمومة أو “ساخنة” بشكل مفرط. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن المؤشر يتجه نحو الارتفاع. كتب كيسمجي: “بينما المستوى الحالي ليس بعد في منطقة الخطر، فإن مساره التصاعدي يمكن أن يكون تحذيرًا مبكرًا بأن زخم السعر بدأ يمتد بشكل مفرط”.

ومع ذلك، حذر المحلل من تفسير هذه الإشارة على أنها بالضرورة إشارة بيعية فورية. في الحالات السابقة التي حددها المؤشر كقمم، بقي NVT Golden Cross مرتفعًا لعدة أيام قبل أن يحدث التصحيح الفعلي. هذا التأخير يشير إلى أن الإشارة ليست فورية وقد لا تعني أن الانخفاض وشيك.

قد يشير هذا السلوك، بدلاً من ذلك، إلى استمرار القوة بين المتداولين الصاعدين (Bulls) في المدى المتوسط على الأقل، حتى لو كان هناك احتمال لتراجع قريب المدى. هذا يعني أن السوق قد يستمر في الارتفاع أو التماسك عند مستويات مرتفعة لفترة قبل أن يبدأ أي تصحيح كبير. يحتاج المتداولون إلى أخذ هذه الديناميكية الزمنية في الاعتبار عند تقييم إشارة NVT Golden Cross.

بالنظر إلى التناقض بين الإشارات، حيث تشير معدلات التمويل المنخفضة على بينانس إلى زيادة البيع على المكشوف وإمكانية حدوث انضغاط بيع على المكشوف صعودي، بينما يشير مؤشر NVT Golden Cross المتصاعد إلى تحذير مبكر من القمم المحتملة، يصبح من الواضح أن السوق يمر بمرحلة من عدم اليقين. يتعين على المتداولين والمستثمرين تحليل هذه المؤشرات المتضاربة بحذر شديد وإدارة مخاطرهم بفعالية. القرار بشأن ما إذا كان الرهان ضد الارتفاع سينجح أو سيرتد على المتداولين سيعتمد على أي من هذه القوى ستسيطر في الأيام والأسابيع القادمة.

  • معدلات التمويل على بينانس: انخفاضها يشير إلى زيادة مراكز البيع على المكشوف.
  • احتمال الانضغاط البيعي (Short Squeeze): يمكن أن يحدث إذا استمر السعر في الارتفاع، مما يجبر البائعين على الشراء.
  • مؤشر NVT Golden Cross: يتجه نحو الارتفاع، مما يشير إلى تحذير مبكر من قمة محتملة.
  • ديناميكية NVT التاريخية: المؤشر يبقى مرتفعًا لعدة أيام قبل حدوث التصحيح، مما يشير إلى أن أي تصحيح ليس بالضرورة وشيكًا.
  • التضارب في الإشارات: يعكس حالة عدم اليقين الحالية في السوق.

في الختام، لا يزال سوق البيتكوين في مفترق طرق حاسم. إن التداول المستمر بالقرب من أعلى مستوى سابق على الإطلاق، مصحوبًا بإشارات متضاربة من أسواق المشتقات (معدلات التمويل) والبيانات على السلسلة (NVT Golden Cross)، يخلق بيئة تداول معقدة. يبدو أن المتداولين منقسمون بشأن ما إذا كان الارتفاع الحالي لديه المزيد من الطاقة أو ما إذا كان وشيكًا على الانعكاس. رهان المتداولين على البيع على المكشوف قد يكون مغريًا في المستويات المرتفعة، لكن مخاطر حدوث انضغاط بيع على المكشوف لا يمكن تجاهلها، خاصة على منصة بحجم بينانس. في الوقت نفسه، يجب أخذ التحذيرات من مؤشرات التقييم على السلسلة مثل NVT Golden Cross على محمل الجد، حتى لو لم تكن تشير إلى تصحيح فوري. الأيام والأسابيع القادمة ستكشف أي من هذه القوى ستحدد مسار البيتكوين.

“`

مواضيع مشابهة