لماذا يعتبر يوليو شهرًا حاسمًا لموافقات صناديق XRP المتداولة؟
يشهد شهر يوليو الحالي مجموعة من المواعيد النهائية التي قد تعيد تشكيل مستقبل الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المرتبطة بعملة الريبل (XRP) داخل الولايات المتحدة. تنتظر العديد من الشركات التي تصدر الصناديق الضوء الأخضر التنظيمي من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) للمضي قدمًا في إدراج منتجاتها. إذا لم تعترض هيئة الأوراق المالية والبورصات قبل التواريخ المحددة، فقد تحصل هذه الصناديق على الموافقة وتبدأ التداول، مما يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين.
لفهم أهمية هذا الشهر، يجب أن ندرك الدور الذي تلعبه الصناديق المتداولة في البورصة في تبسيط الاستثمار. تتيح هذه الصناديق للمستثمرين التعرض لأصل معين، مثل عملة مشفرة، دون الحاجة إلى شرائه وتخزينه مباشرة. بالنسبة للعملات المشفرة مثل XRP، يمكن لصندوق ETF أن يجذب شريحة أوسع من المستثمرين، بما في ذلك المؤسسات الكبيرة وصناديق التقاعد، التي قد تكون مترددة في التعامل مباشرة مع بورصات العملات المشفرة أو قضايا الحفظ والأمان.
على الرغم من أن سوق العملات المشفرة قد شهد تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، إلا أن الموافقات التنظيمية لا تزال تشكل عائقًا رئيسيًا أمام التبني على نطاق واسع، خاصة في الأسواق المنظمة مثل الولايات المتحدة. هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) هي الجهة المسؤولة عن مراجعة واعتماد هذه المنتجات الاستثمارية الجديدة. تاريخيًا، كانت الهيئة حذرة للغاية تجاه صناديق العملات المشفرة، خاصة بعد القضايا القانونية المتعلقة ببعض العملات، ومنها قضية Ripple (الشركة المرتبطة بـ XRP) نفسها، والتي لا تزال تترك ظلالها على المشهد التنظيمي للعملة.
مواعيد حاسمة تلوح في الأفق
في هذا الشهر، تتسارع الأحداث مع اقتراب المواعيد النهائية لقرارات هيئة الأوراق المالية والبورصات بشأن العديد من طلبات صناديق XRP المتداولة في البورصة، معظمها تركز في الوقت الحالي على عقود XRP الآجلة. هذا التركيز على العقود الآجلة يختلف عن صناديق “السبوت” (Spot) التي تحتفظ بالعملة الأصلية مباشرة، وهو تمييز مهم في عالم تنظيم العملات المشفرة في الولايات المتحدة، حيث كانت هيئة الأوراق المالية والبورصات أكثر تقبلاً لصناديق العقود الآجلة (التي تستند إلى عقود يتم تداولها في بورصات منظمة مثل CME) مقارنة بصناديق السبوت.
كانت صناديق Bitcoin Futures ETF هي الأولى التي حصلت على موافقة في الولايات المتحدة، مما مهد الطريق لنوع جديد من منتجات الاستثمار المشفرة. بعد ذلك، جاءت الموافقات على صناديق Bitcoin Spot ETF، مما أحدث دفعة قوية للسوق. الآن، يبدو أن XRP تسير على خطى مشابهة، حيث تنتظر موافقات محتملة، بدءًا من صناديق العقود الآجلة.
ProShares تستهدف 14 يوليو للانطلاق
أحد اللاعبين الرئيسيين الذين يترقبون قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات بفارغ الصبر هي شركة ProShares، وهي شركة معروفة بمنتجاتها الاستثمارية، بما في ذلك صناديق ETFs. تستهدف ProShares إطلاق ثلاثة صناديق XRP ETF قائمة على العقود الآجلة في 14 يوليو. هذه الصناديق هي ProShares Ultra XRP ETF و UltraShort XRP ETF و Short XRP ETF. تم تصميم كل منتج لمنح المستثمرين تعرضًا لمستويات مختلفة من الأداء اليومي لـ XRP، بما في ذلك المراكز ذات الرافعة المالية والمراكز العكسية (Short)، مما يتيح للمستثمرين الربح من تحركات الأسعار في كلا الاتجاهين، صعودًا وهبوطًا.
قدمت الشركة طلباتها الأولية في يناير 2025. كان التاريخ الفعال السابق لهذه الصناديق هو 30 أبريل، ولكن تم تأجيله إلى 14 يوليو بعد تحديث نشرة الاكتتاب الخاصة بها في 24 يونيو. حتى الآن، يظهر فقط صندوق Ultra XRP ETF على قائمة Depository Trust and Clearing Corporation (DTCC) تحت رمز المؤشر UXRP. الصندوقان الآخران ما زالا قيد الإدراج في DTCC، وهي خطوة ضرورية لتسهيل تسوية وتداول الأوراق المالية.
ما لم تثر هيئة الأوراق المالية والبورصات أي اعتراضات قبل الموعد النهائي في 14 يوليو، تتوقع ProShares المضي قدمًا في إطلاق جميع الصناديق الثلاثة. هذه المنتجات ستوفر خيارات جديدة للمتداولين والمستثمرين المهتمين بالتعرض القائم على العقود الآجلة لـ XRP. إن وجود صناديق ذات رافعة مالية وصناديق عكسية يشير إلى نضج أكبر في المنتجات المتاحة، مما يسمح باستراتيجيات تداول أكثر تعقيدًا.
صناديق Turtle Capital و Volatility Shares تنتظر دورها في 21 يوليو
لا تقتصر المواعيد النهائية على ProShares فقط. هناك شركات أخرى في الطابور تنتظر قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات. من المقرر أيضًا أن تطلق Turtle Capital صندوقها 2X Long XRP Daily Target ETF في 21 يوليو. حاليًا، تقوم هيئة الأوراق المالية والبورصات بمراجعة الطلب. إذا مرت النافذة الزمنية المحددة دون أي تعليق أو اعتراض من قبل الهيئة، فمن المتوقع أن يبدأ الصندوق التداول في ذلك التاريخ. يعني الصندوق 2X Long أنه يهدف إلى تحقيق ضعف الأداء اليومي لـ XRP، مما يحمل مخاطر أعلى ولكنه يقدم إمكانية عائد أعلى.
Volatility Shares لديها خطط مماثلة، حيث تستهدف إطلاق صندوقي XRP ETF – نسخة قياسية ونسخة ذات رافعة مالية 2X – في 21 يوليو أيضًا. أحد منتجاتها، صندوق 1X XRP ETF، أصبح فعالًا بالفعل في 7 يوليو، مما يشير إلى أن العملية التنظيمية تسير بسلاسة نسبية لهذه الشركة حتى الآن فيما يتعلق بمنتجات XRP القائمة على العقود الآجلة.
REX-Osprey هي شركة أخرى تنتظر الحصول على الموافقة. يستهدف طلبها تاريخ تفعيل في 25 يوليو. تجدر الإشارة مرة أخرى إلى أن جميع هذه المنتجات المذكورة حتى الآن مرتبطة بعقود XRP الآجلة، وليس بالاحتفاظ المباشر بـ XRP في السوق الفوري (Spot).
صناديق XRP السبوت: القرار في أكتوبر؟
بينما لم توقف هيئة الأوراق المالية والبورصات إطلاق بعض صناديق XRP ETF القائمة على العقود الآجلة، إلا أنها لم توافق بعد على أي نسخة قائمة على السوق الفوري (Spot). يعتبر العديد من المستثمرين صناديق السبوت ETF أكثر جاذبية لأنها تعكس بشكل مباشر سعر الأصل الأساسي وتتطلب من مُصدِر الصندوق الاحتفاظ بالعملة المشفرة الفعلية، مما يضيف طلبًا مباشرًا على الأصول.
هناك أكثر من 10 طلبات لصناديق XRP Spot ETF لا تزال معلقة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات. القرار النهائي بشأن هذه الطلبات المتراكمة من المتوقع أن يصدر بحلول منتصف أكتوبر، ما لم تحدث المزيد من التأخيرات التنظيمية. غالبًا ما تستخدم هيئة الأوراق المالية والبورصات خيار تمديد فترات المراجعة للطلبات المعقدة أو الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بالعملات المشفرة التي لا تزال منطقة رمادية من الناحية التنظيمية.
يعتمد احتمال الموافقة على صناديق Spot ETF على عدة عوامل، بما في ذلك موقف هيئة الأوراق المالية والبورصات النهائي من الوضع القانوني لـ XRP بعد قضية Ripple، ونضج سوق XRP الفوري، وقدرة مُصدري الصناديق على إثبات أن السوق محمي من التلاعب. الموافقة على صناديق Spot XRP ETF ستكون خطوة أكبر وأكثر تأثيرًا بكثير على XRP وسوق العملات المشفرة بشكل عام مقارنة بموافقات صناديق العقود الآجلة.
ماذا يعني هذا لـ XRP؟
إذا حصلت هذه الصناديق القائمة على العقود الآجلة على الموافقة وتبدأ التداول في يوليو، فستكون هذه علامة إيجابية على أن الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة بدأت تنظر بشكل أكثر إيجابية (أو على الأقل تتسامح) مع المنتجات الاستثمارية المرتبطة بـ XRP. على الرغم من أن صناديق العقود الآجلة قد لا تؤثر بشكل مباشر على سعر XRP الفوري بنفس القدر الذي قد تفعله صناديق السبوت، إلا أنها تزيد من شرعية XRP كأصل مالي وتوفر أدوات جديدة للمستثمرين المؤسسيين والأفراد للتحوط أو المضاربة على تحركات أسعارها.
يزيد ظهور XRP في منتجات استثمارية منظمة من إمكانية وصولها ويقلل من العوائق أمام دخول المستثمرين التقليديين. هذا يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى زيادة السيولة وحجم التداول والاستقرار النسبي في سعر XRP. كما يمكن أن يبني زخمًا وثقة قبيل المواعيد النهائية الأكثر أهمية المتعلقة بصناديق Spot XRP ETF في أكتوبر.
يعكس تزايد عدد طلبات صناديق XRP ETF، سواء الآجلة أو الفورية، اهتمامًا متزايدًا من قبل شركات الإدارة المالية بتقديم منتجات مرتبطة بـ XRP. هذا الاهتمام لا يأتي من فراغ، بل يعكس طلبًا محتملاً من جانب المستثمرين الذين يبحثون عن طرق منظمة للاستثمار في الأصول المشفرة.
في الختام، يعتبر شهر يوليو شهرًا حاسمًا لمستقبل XRP في المشهد الاستثماري المنظم في الولايات المتحدة. مع اقتراب العديد من المواعيد النهائية لصناديق العقود الآجلة، يمكن أن نشهد إطلاق أولى صناديق XRP المتداولة في البورصة في السوق الأمريكية. هذه الخطوات، وإن كانت أولية، تمهد الطريق لمزيد من التطورات، بما في ذلك قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأكبر والأكثر تأثيرًا بشأن صناديق Spot XRP ETF في الخريف. المستثمرون ومراقبو السوق سيراقبون عن كثب قرارات الهيئة في الأسابيع القادمة لتحديد المسار المستقبلي لـ XRP كأصل استثماري متاح على نطاق واسع.
“`